الفصل العاشر♥️

1.4K 86 1
                                    

الفصل العاشر (فضيحة)
اهرب منك لأسقط بين ذراعيك
.....
كاد أن يقبلها بالفعل ولكن فجأة انزلق حجابها ليسقط أرضا فظهر نصف وجهها المشوه ...اتسعت عيني يعقوب وابتعد وهو ينظر إليها مصدوما ...لقد رأى تشوهها من قبل ولكن بهذا القرب بدا الأمر بشعاً للغاية ...لذلك استدار مسرعا وغارد لتسقط وتين على الأرض وتبدأ في البكاء   ...لقد اشمئز منها وخاف ...لم يتحمل أن ينظر لوجهها ...كان هذا أسوأ رد فعل اختبرته منذ أن تشوهت...أخفت وجهها بكفها وانفجرت بالبكاء أكثر ....
-وتين ...وتين بنتي ...
قالتها مها بهلع وهي تقترب من وتين التي تبكي بعنف ...أمسكت كفها وابعدت كفها ...
-لا لا متبصيش عليا ...
قالتها وهي تصرخ بينما تطرق برأسها ...تنظر إلى الأرض ولا تسمح لمها بأن تنظر إليها ...
-وتين ....
-أبوس ايديكي سيبني لوحدي دلوقتي...لو سمحتي !!
كانت تقولها وهي تبكي  بعنف ...
-وتين يعقوب عملك حاجة ؟!
ولكن وتين لم ترد وظلت تبكي ...تنهدت مها بحزن ....تلك المسكينة ...إلى متى سوف تتحمل هذا الظلم ؟!
نهضت مها بغضب واتجهت للخارج لتلحق بإبنها ...
.....
كان يعقوب يقف أعلى الدرج وهو يفرك عينيه بتعب ...كان مصدوم من نفسه ...لا يصدق ما كان على وشك فعله ...لقد كان سيقبلها ...كان سيفعل هذا ...جن جنونه وهو يرى جود قريباً منها ...لا يعرف ماذا حدث له ...ولكنه في تلك اللحظة أراد أن يبعدها عن جود ...أراد أن يفقع عينيه التي تنظر إليها ...هو لا يصدق كيف يفكر ...تفكيره كان متطرف للغاية ؟!هل يعقل أنه يغار ؟!هو يغار؟!وعليها هي ؟!...لا هذا مستحيل ...
فكر وهو يهز رأسه...بالطبع هذا غير صحيح ...هو لا يغار ....هذا مستحيل...هذا لن يحدث ....تلك الفتاة لا تعني له شئ...الأمر فقط أن قدوم خالد اليوم جعله غاضب بشكل لا يُصدق واراد إفراغ غضبه في اي شخص وهي من كانت متاحة ...نعم هذا هو التفسير المنطقي لما حدث ...هو لن يعطي الأمر أهمية أكبر .....والآن كل ما يجب فعله هو أن يبتعد عن تلك الفتاة حتى تنتهي تلك المسرحية السخيفة وتغادر للأبد..فوجودها أصبح لا يريحه ....قلبه غير مرتاح وهي معه في نفس المنزل ....زفر بضيق وهو يستعد للذهاب ...
-يعقوب استنى!!!
جمده مكانه صوت والدته ...نظر يعقوب إليها ليجدها تقترب منه وعينيها مشبعة بالغضب ...
-خير يا ماما عايزة ايه؟!
قالها بملل وهو يريد الهروب من محاضرتها الطويلة .....لا يريد من أحد أن يكلمه بشأن وتين ...لا يريد أن يسمع اسمها بعد الآن وهو سيحاول أن يتجنبها بقدر الإمكان ....
اقتربت والدته منه وربعت ذراعيها وقالت بحدة :
-أنت عملت ايه لوتين البنت منهارة من العياط ...حرام عليك ليه بتعاملها بالشكل ده ؟!انت مبتحسش ؟!ذمعندكش دم ...أنا عايزة اعرف البنت عملتلك ايه عشان تعاملها بالشكل ده ...بتفضي غلبك فيها ليه ؟!
ضحك يعقوب ساخراً وقال:
-مش عايزاني افضي غلبي لا في خالد ولا في وتين اومال افضيه في مين يا أمي ...ها قوليلي ...وعموما يا ستي متزعليش أنا قررت متعاملش معاها من الأساس ولا اكلمها حتى وهبعد عنها ده يرضيكي....
هزت والدته رأسها وقالت:
-يكون أحسن برضه ...عشان المرة الجاية لو اذيتها صدقني يا يعقوب أنا اللي هقف في وشك وأزعلك !!!
ثم تركته وغادرت ...زفر يعقوب بضيق ونزل للأسفل ووقف مكانه عندما وجد جود يقترب منه ...لمعت عينيه الزرقاء بغضب واقترب منه وهو يجز على أسنانه ...
-ياريت تتعلم ان من البجاحة وعدم التربية أنك تبص على مرات حد غيرك ...خصوصا لو الحد ده يبقى قريبك....كده انت تبقى خسيس !!
قالها يعقوب بأسلوب هجومي ليرفع جود حاجبيه ويقول :
-انا بصيت على مين ...ايه الكلام اللي بتقوله يا جدع أنت ...
ضحك يعقوب ساخراً وقال:
-آه ...بدأنا نستهبل ...
شده من الجاكيت الخاص به بغتة وقربه منه ...النيران كانت تتصاعد في عينيه ولكن جود قابل.نظراته ببرود ..
-اسمعني يا حبيبي ...الايام اللي هتيجي تشرفنا فيها هنا عشان شغلك مع بابا ياريت ملمحكش حتى بتبص على وتين والا هشيل عينيك من مكانهم واديهملك ...سمعتني كويس ...ده تحذير ليك قبل ما أعمل أي حاجة عشان احنا قرايب...لكن المرة اللي جاية لو شوفتك بتبص بس عليها مش هيحصلك كويس ....
ابتسم جود بسخرية ثم ابعد كفي يعقوب عنه وقال:
-انا مش هبصلها فعلا عشان مش من عوايدي ابص على ست متجوزة...لكن تهديدك ده مخوفنيش ...انت متقدرش تخوف نملة حتى يا يعقوب !!
...........
كانت  ما تزال في غرفتها ولكنها توقفت عن البكاء. ..ولكن لحظات اشمئزازه منها انحفرت في ذاكرتها بشكل أوجع قلبها ...ما ذنبها هي ؟!....يجب أن تذهب من هذا المنزل ....لا تريد أن تبقى هنا بعد الآن ...لن تتحمل أبداً إهاناته المتتالية لها .....
طرقة على الباب جعلتها تنتفض ...
-ممكن ادخل ؟!
قالتها مها بلطف من خلف الباب ...سحبت وتين الوشاح ووضعته على وجهها وقالت بصوت حاولت إخراجه طبيعي :
-أدخل ...
ولجت مها وهي تبتسم بلطف لها واقتربت منها وجلست بجوارها وهي تقول :
-أنا اتكلمت مع يعقوب وهو قال إنه مش هيقرب منك تاني ...يعني متقلقيش وانا نبهت أنه لو ضايقك تاني أنا هقف في وشه  ....
نظرت إليها وتين وهي تشعر بالشفقة على حالها وقالت بصوت مرتعش:
-أنا عايزة امشي من هنا ...لو سمحتي خليني أمشي من هنا ...
-وتين ...
عضت وتين على شفتيها ودموعها تحتشد بعينيها ...تخاف أن تتكلم فتنهار من البكاء ....أغمضت عينيها وقد انسابت الدموع من عينيها وقالت بنبرة يخنقها البكاء:
-أبوس ايديكي ساعديني امشي من هنا ...عشان خاطري...
-حصل ايه بس يا بنتي؟!
-أنا عايزة امشي ...عايزة امشي من هنا لو سمحتي ...
أمسكت مها كفها وحاولت تهدئتها قائلة:
-طيب اهدي ...ايه اللي حصل ...هو يعقوب ضايقك للدرجادي ....
ارتفع نشيج وتين وقالت:
-أنا معملتش حاجة لده كله ...ليه بيحصل معايا كده ...ليه ابنك بيهينني بالطريقة دي ...أنا ذنبي ايه ...لو سمحتي يا مدام ساعديني امشي من هنا ومش هنسالك الجميل ده طول حياتي ....
أطرقت مها برأسها وقالت بلا حيلة :
-للأسف الموضوع مش بإيدي يا بنتي...أنا اسفة ....
سحبت وتين كفها وهي تمسح دموعها بينما أكملت مها:
-الانتخابات قربت يا وتين ومش عايزين اي شوشرة خصوصا أن الأيام هيكون في صحافة كتير واي حاجة ممكن تحصل هتأثر على مصطفى ...
-فهمت...
قالت وتين بإختناق..
قبلت مها رأسها وقالت:
-بس ده وعد مني يا وتين طول ما أنا في البيت ابني مش هيضايقك تاني ابداً!!!
   ......
في اليوم التالي ..
وأثناء اجتماعهما على طاولة العشاء ...
رن هاتف مصطفى ليرد عليه ...
-ايه خالد طالع في برنامج عدلي.فؤاد؟!!!
قالها مصطفى بصدمة وهو ينهض و يذهب  لكي يفتح التلفاز مسرعاً بينما مها.تنظر إليه بتوتر ....حك يعقوب رأسه وقال بغضب:
-اهو ابنك الغالي رايح يطلع في برنامج واحد زي ده والله أعلم هيهبب ايه ....
فتح مصطفى التلفاز وتوقف ليرى.ماذا سيقول ابنه ....
...
-انت شايف أنك لو قررت تدخل عالم السياسة مصطفى بيه هيدعمك ..
قالها عدلي بلباقة محاوراً خالد الذي ابتسم بخبث .وقال:
-مظنش خصوصا بعد اللي عملته ؟!
-ايه هو اللي عملته ؟!...
نظر للشاشة وكأنه يرى والده وقال:
-هربت مع خطيبة أخويا واضطروا يجوزه لاختها بإسمها عشان الفضيحة ...مصطفى بيه زور جواز ابنه من وتين عشان ميتفضحش!!!!!.
يتبع
#سندريلا_المنبوذة
#سولييه_نصار

سندريلا المنبوذةUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum