الفصل الخامس♥️

1.6K 74 0
                                    

الفصل الخامس (تهديد)..
وفي الإعصار الذي اجتاح حياتي انتشلت يد من الضياع ...
..........
رفع حزامه للأعلى مستعداً لكي يضربها به لتخفي وجهها بقوة وهي تنتظر ضربته المزعومة...كانت ستتحمل كل شئ الا ان ترضخ له ....
توقفت يد يعقوب فجأة وهو ينظر إليها....القى حزامه جانبا واقترب منها وهو يجذبها من شعرها ويقول :
-عرفتي بقا اني ممكن أعمل أي حاجة...ممكن اخليكي تبوسي جذمتي دلوقتي ...لازم تعرفي ان صرصارة زيك مش هتقدر تقف قدامي وان كان امي بتنقذك مني فهي مش هتعمل كده دايما....انتِ تحت رحمتي يا وتين يعني اقدر أعمل فيكي اللي انا عايزة ...
كانت تنشج دون توقف ...تشعر وكأن قلبها الصغير يتحطم ...الى متى سوف تُهان ...الا يمكنها فقط أن تعيش بكرامة كما يعيش الباقي ....
تاوهت بصدمة والدموع تنفجر من عينيها بكثافة ليكمل هو :
-شوفي يا حلوة لو عايزة تعيشي كويسة هنا تستحملي اللي اقوله واللي اعمله من غير ما تردي حتى ...اضربك اهينك ...امسح بكرامتك الأرض تتقبلي ده وانتِ ساكتة....بما ان اختك المحترمة هربت مني مقداميش غيرك عشان افضي غلبي فيكي انتِ ....
بكت دون ان تتكلم ...بكت بصوت عالي حد الصراخ ...بكت بطريقة اربكته شخصياً ....ترك شعرها بتوتر ونهض ثم قال:
-مالك أنا يعتبر معملتش حاجة بتبكي ليه ؟!
ولكنها لم تتوقف عن البكاء ...كان الأمر مؤلم ...مؤلم للغاية ....لقد انفجرت أخيرا ولن يمنعها احد من البكاء....من الصراخ .....بكت لتفرغ الحزن الذي بداخل قلبها ولكن بدا الأمر انه لا ينتهي ...حزنها لا ينتهي ابداً....سنوات القمع والظلم خرجت أخيراً ...ولكن الراحة كانت بعيدة المنال....
هلع يعقوب وهو يراها بهذا الشكل ....
اقترب منها وجعلها تنهض وهو يهزها ويقول:
-بس بطلي عياط ...خلاص...
ولكن بكاؤها لم يتوقف .....كانت تبكي وتصرخ وهي غير واعية لما يحدث ...جذبها إليه فجأة وعانقها وهو يقول :
-بس ...بس اهدي...خلاص أنا آسف ...آسف ...
ولكن ما ان استقرت بين ذراعيه حتى انتفضت وكأن حية لدغتها ....فجأة ابعدته عنها بقوة وهي تصرخ قائلة :
-ابعد عني ...ابعد عني ...
ثم ركضت خارجة من الغرفة .....
خرج خلفها وأمسك ذراعها قبل أن تخرج من باب القصر وقال:
-رايحة فين...
دفعت يده وقالت:
-ملكش.دعوة بيا...ملكش دعوة بيا ...سيبني كده ...
وبالفعل تركها وهو يستعيد جموده ويقول :
-غوري في ستين داهية !!!
وبالفعل تركها وصعد لغرفته ....
....
اتخذت طريقها للخارج وخرجت من بوابة القصر ولحسن الحظ لم يمنعها الحراس......
...
كانت تسير في الطريق وهي تبكي دون توقف ...ماذا فعلت ليحدث لها كل هذا ...ما الجريمة التي ارتكبتها لكي تُعاقب بتلك الطريقة ...ما زالت صفعات  يعقوب تحرق كرامتها ....جرح كرامتها الغائر كان أكبر بكثير من ألم جسدها...هي لن تتحمل هذا اكثر ...ليست مضطرة لتحمل.كل هذا ...هي لم تخطئ ...
.........
أخيرا وصلت لمنزل والدها وهي تدق الباب بقوة ...
فتحت كوثر الباب وهي حائرة وقالت:
-أنتِ بتعملي ايه هنا؟!
ولجت وتين للمنزل وهي تقول :
-انا فاض بيا خلاص !!!
-انتِ بتقولي ايه ؟!
قالتها كوثر بحدة ...
لتتدفق دموع وتين ويبدأ نحيبها في الارتفاع...
-انا مش مضطرة استحمل ده كله ...مش مضطرة اتحمل الاهانة والضرب ...أنا معملتش حاجة لده كله ...أنا مغلطتش في حد ..
كانت وتين تبكي وتصرخ في وجه زوجة والدها ...فيضان دموعها لا يتوقف ابداً ...كمثل فيضان الألم في قلبها ...
كانت زوجة والدها تنظر إليها ببرود وتقول :
-مضطرة تستحملي ...خلاص تخلص الانتخابات وابقي امشي من عندهم وبطلي دلع واستحملي ....
تصاعد الغضب بداخل وتين وصرخت في وجه كوثر :
-وانا استحمل ليه ؟!!قوليلي استحمل ليه؟!ايه الغلط اللي انا عملته عشان استحمل حاجة أنا اصلا مش غلطانة فيها....انتِ عارفة أنا بتعامل هناك ازاي ....يعقوب بيلومني أنا على هروب بنتك ....بيقولي انه اتدبس فيا عشان أنا عانس محدش راضي بيا وفوق كلامه السم بيمد ايديه عليا ...قوليلي أتحمل ايه تاني ؟!حرام يا ناس أنا ذنبي ايه ؟!ليه أنا اتعامل المعاملة دي ...أنا عمري ما اذيت حد ...عمري ما فكرت حتى أعمل كده أنا اللي بتأذي ...بس كفاية ...كفاية أنا مش هرجع البيت ده.تاني ...مش هرجع وبنتك وانتِ تحلوا مشاكلكم لوحدكم ...أنا مليش ذنب ...
امتدت كف كوثر وقبضت على شعرها وقالت بنبرة سوداء :
-مش هتروحي البيت ده تاني ؟!
لم تجفل وتين حتى وهي تنظر بجراءة الى كوثر وهي تقول:
-ايوة مش هرجع ...مش هرجع هناك تاني ...بنتك هي اللي غلطانة. ..هي اللي هربت ...أنا مليش دعوة اتحمل ...روحي شوفي بنتك فين ورجعيها ...
ابتسامة قاسية تشكلت على شفتي كوثر وقالت:
-حلو اووي ...تعالي معايا يا حيلتها...
ثم جذبت وتين بقوة خلفها ....فتحت باب غرفة والد وتين وهي تشير اليه
-شايفة أبوكي ...شايفاه ازاي مشلول لا حول له ولا قوة ...
قالت كوثر بهمس قاسي وهي تجبر وتين لتنظر الى والدها ...طفرت الدموع من عيني وتين أكثر ....كوثر الآن تلعب بالورقة الرابحة ....كانت تنظر الى والدها المتسطح على الفراش بينما عيناه شاخصتان للأعلى...لا يبدو على قيد الحياة من الاساس فقد انتظام انفاسه ودموعه التي تنحدر من عيناه هي التي تدل على انه حي يرزق ...
شدت هي شعرها بقوة أكبر وهي تقول من بين اسنانها :
-ايه رأيك بقا يا حلوة ارمي أبوكي في الشارع يتبهدل ....انتِ عارفة انه قبل ما يتشل كتبلي البيت ده بإسمي ...يعني أنا بكرم اخلاقي مخلياكم تعيشوا هنا ....فأنتِ بقا تردي الجميل وتحطي جذمة في بوقك وتعيشي لحد  ما تنتهي المسرحية دي .....
دفعتها. أكملت :
-يالا بطلي هبل وارجعي القصر. ..مش عايزة اسمع الكلام الفارغ ده تاني والا والله هتشوفي مني اللي مش هيعجبك!!!!
..........
كانت تضم ذراعيها حول جسدها وهي تنتفض بفعل البرد ...دموعها تتدفق من عينيها ...الى متى سوف تخضع للتهديد ...الى متى سوف تتحمل كل تلك المأساة ....
هي رضخت لكوثر فقط من اجل والدها ولكنها تعرف ان تلك هي بداية سلسلة طويلة من التنازلات ...كل ما تقوله كوثر سوف تفعله دون نقاش حتى ...هل ستتحمل هذا ؟!هل ستتحمل ان تكون تحت رحمتها !!!
ولكن لا هي لن تتحمل ...ولن تخضع مجدداً. ...هي لن تعيش من الاساس لتخضع لها.....اتجهت مسرعة الى سور النهر الذي كانت تمشي بمحاذاته وتسلقت السور وهي تستعد للقفز.....
-شوفي طريقة تانية تنتحري بيها المية ساقعة اووي ....
ارتجفت وتين وهي تطالع الرجل الطويل الذي كان مستندا على السور على مسافة قريبة منها ...نظر إليها بعينيه الذهبيتين وابتسم لها وهو ينظر الى وجهها دون ان يجفل...
يتبع
#سندريلا_المنبوذة
#سولييه_نصار

سندريلا المنبوذةWhere stories live. Discover now