Part 23 : سميرالدو أسفلَ البركان

Start from the beginning
                                    

وخُتمت تلك المهمات بالنبيل الخامس الذي سقط من مكان مرتفع جدا عندما حاول الوصول إلى عش السنونو لسرقة الصدفة منه.

فشل الجميع وغادروا البلدة تاركين خلفهم كاغويا التي غمرتها السعادة بعدم زواجها، لكن إمبراطور اليابان أتاها بنفسه ليرى جمالها الذي تحدث عنه الجميع في البلاد، سرعان ما وقع في حبها وطلب منها أن تتزوجه دون أن يخضع لأي من تلك المهمات التعجيزية التي واجهها الرجال قبله، رفضت الأميرة كاغويا طلبه بالزواج وذهابها معه إلى البلدة التي يقطن بها لكنها ظلت على إتصال معه بالرسائل لسنوات رغم رفضها عروضه للزواج في كل مرة.

في أحد أيام الصيف تغير لون القمر وتغيرت معه حالة كاغويا، أصبحت تبكي على أتفه الأسباب وبدأ سلوكها يزداد إضرابا وغرابة مما أثار قلق الحطاب وزوجته اللذان كانا يسألانها عن السبب وكانت لا تجيبهما في كل مرة..

لكن إصرارهما جعلها تكشف لهما سرها أخيرا وهي أنها ليست من هذا العالم بل هي من أهل القمر، بينما ذلك الذهب الذي كان يجده الحطاب داخل الخيزران كان مرسل من شعب القمر لدفع تكاليف رعايتها.

حان موعد عودتها وأرسل الإمبراطور العديد من الحراس لحمايتها لكن عندما نزل وفد من القمر إلى منزل الحطاب لأخذ كاغويا ظهر شعاع غريب قوي أعمى الحراس وكاد أن يلحق الأذى بأهل الأرض من شدة قوته، سارعت كاغويا بالاِستعداد للذهاب كي لا يصاب أهلها بضرر بسببها فقامت بكتابة رسائل لأبويها وللإمبراطور، أعطت الحطاب وزوجته ردائها الخاص كتذكار بينما أخذت القليل من إكسير الخلود المصنوع من دموعها وأرفقت معه الرسالة وسلمتهم لأحد رجال الإمبراطور ليعطيه إياه.

حملها أهل القمر وتلاشى طيفها في الهواء بعيدا نحو السماء، صعدت مع الوفد وعادت إلى موطنها مفارقة والديها وكوكب الأرض إلى الأبد.

عاد الحارس إلى الإمبراطور حاملا الرسالة وإكسير الخلود الذي أعطته إياه الأميرة كاغويا كآخر شيء تركته خلفها وأبلغه عما حدث معها، حينما قرأ الإمبراطور الرسالة وتغلبه الحزن سأل حاشيته عن الجبل الأقرب إلى السماء فأجابه بالجبل العظيم، أمر رجاله بأخذ الرسالة إلى قمته وحرقها على أمل أن يصل رده إلى الأميرة البعيدة، وأمرهم أيضا بحرق إكسير الخلود لأنه لن يرغب بحياة أبدية دون وجودها معه.

حُرق الإكسير والرسالة التي إعترفت فيها الأميرة بحبها للإمبراطور أخيرا، إنفجر البركان بعدها وإختلطت تلك الحمم النازلة من أحشاء الأرض ببقايا إكسير الخلود المصنوعة من دموع أميرة القمر.

وهناك في الأسفل عند السفح، تحت ظل البركان نبتت زهرة زرقاء، وأصبحت راسخة لا تتزحزح ولا تموت..

Protagonist | بطل الروايةWhere stories live. Discover now