Part 19 : فكُ شيفرة الأفعوانية

Start from the beginning
                                    

حراسة جثة آلان كارسترز الذي لقى حتفه على يد روجر أيضا خلال بحثه خلف وصية صديقه جون.

ليكتشفا لاحقًا أنهما قاما بحل الجريمة بفضل مدبرة المنزل غلاديس الشاهد الوحيد على الوصية، والتي ظهر لهم في النهاية أن اسم عائلتها هو إيفانز، ويتوصلا أخيرا لفحوى سؤال آلان كارسترز قبيل وفاته ؛ «لماذا لم يسألوا إيفانز؟».

ها نحن ذا بعد أن فككنا ألغازًا وأغلقنا قضية شائكة، سنبتعد عن الكنيسة حيث جلس بوبي رفقة صديقته فرانكي والخادمة غلاديس ووالده الكاهن الواقف بلباسه الأسود وسط الممر بين الكراسي، نخرج من كنيسة بجانب البلدة وسط جو شتوي بارد حيث لامس الضباب صليبها في الأعلى يحجب غروب الشمس خلف جرسها الذهبي.

خرجنا شيئًا فشيئًا ليس لأحد الإتجاهات حول الكنيسة ولا داخل الغابة الموازية لها بأشجارها العالية، بل نحو الأعلى..

إلى علو يفوق قمم تلك الأشجار الشامخة، إلى السماء الملبدة بالغيوم السوداء الكثيفة لنشقها ونمضي فوقها صعودًا إلى المكان الذي لا نهاية ولا بداية له، إلى الفضاء السرمدي بنجومه وكواكبه المتفرقة.

لنختفي في العدم ونخرج عبر تلك البوابة إلى مكان آخر، إلى عالم موازٍ حيث اُغلق غلاف كتاب بلون رمادي وجسد رجل مرسوم عليه يقف فوق التلة ويُطل برأسه نحو السَفح حيث أمواج البحر بدت سوداء قاتمة، يقف عند الحافة ينظر إلى الأسفل لعنوان الكتاب الذي خُطت أحرفه بلون أبيض فوق غياهب البحر.

كان كتابًا رماديًا بعنوان «لماذا لم يسألوا إيفانز؟» مُلقى على الأرضية وسط الغرفة.

ثم ذلك الآخر تحته بغلافه الأبيض بخطوط زرقاء بدى أكبرهم من حيث الأوراق، مرورًا بين الكتب المبعثرة أرضا كمشهد يشير إلى فوضى أفكارها، متخطيين أيضا ذو اللون الأصفر الداكن بعنوان «دون كيشوت» الذي يكاد يُسمع صوت صهيل حصانه ووقع خطواته لو لم يكن الكتاب مُغلقًا.

من الأرضية المرصعة بالكتب التي إحتضن كل واحد منها قصة مختلفة بين طياته، إحتضن صراخ الشخصيات داخل تلك بحبكتها التراجيدية، أصوات الطلقات النارية والمطر الغزير جوف الأخرى البوليسية.

صعودًا من السجاد المفروش بزخارفه الأندلسية إلى ذلك الكتاب الوحيد الموضوع على السرير بأغطيته الحريرية، كتاب بغلاف أرجواني مفتوح في المنتصف عند صفحة حملت وردة بنفسجية داخلها، كان عنوانه المخبئ في الجانب ما هو إلا محاكاة لهالته والذي كان باِسم «فيوليتا» كلونه ولون الوردة التي اُستعملت داخله كفاصلة.

وردة قد وضعتها كاثرين داخله رغم أن الكتاب لم يكن ملكها بل ملك هيتايرا، كان ذلك عندما أمرها مانويل بأخذ كتب أختها إلى قصر غوستافيو، حينها تخلصت من وردة آرون البنفسجية التي تركها فوق المنضدة قبل أن يغادر غرفة الفندق ببرشلونة.

Protagonist | بطل الروايةWhere stories live. Discover now