البارت الرابع وثلاثين

89 4 0
                                    

اضطربت نبضات قلبها وكان من يعصره لها بدون رحمه
وآلم حارق يتوسط ضلوعها جعل عقلها عاجز عن ترجمة ابجدية حروفه
فباعتقادها كلماته مجرد حروف متراميه لا معنى لها..
لو كان لهذا الغريق طوقٌ للنجاه لحظي بـ وحمه او علامه تميزه
لو اسعفته الحياه وجعلته نسخه من توأمه او لو كان يحمل عقداً في عنقه من ميراث العائلة كما في القصص الخياليه حتى يتسنى لـ والدته التعرف عليه
افلت يدها بيأس وخمول وغمض عيونه
تحركت بخطوات بطئيه
وانحنت تلتقط اللحاف من الارض وتغطيه فيه
عيونها تعلقت بملامحه وتكشيرت حواجبه المعقوده حتى وهو نائم الى الجرح اللي ارتسم اثره على جبينه من الحادث نزل بجرح القديم اللي بذقنه
وكأن تلك الجروح تفسر شخصيته العنيفه والبيئه التي احتوته
بتصرف تلقائي تعجز عن تفسيره
ثم خرجت من المجلس وسحبت الباب معها
وقفلته بالمفتاااح خوفاً من خروجه من المجلس وهو سكران
وخوفاً على البنات منه
صعدت لغرفتها واستندت على الجدار ودموعها تنزل
بانهمار عجزت توقف سيلان دموعها
كلامه هزها رجع لها صورة غيث
عبدالرحمن صحى بفزع من صوت الانين المكتوم/العنوود علااامك
العنود وقفت مشت له وبرجااء/تكفى عبدالرحمن قول لي كيف مات غيث؟
تألم قبل يمووت بكاااء تكفى يا عبدالرحمن
عبدالرحمن تأفف ورجع ينسدح بنعاس لأن هذي مو اول مره
تسأله هذا السؤال /تسنني لك ركعتين وتعوذي من ابليس
العنود جلست على السرير ورجعت تبكي
وكلام بجاد بتردد بذهنها عجزت عن انها تتخيل مقدار الالم
اللي عجزت روح غيث تتحمله
قبل تنزع روحه الصغيره
……………
........ تشرق شمس صباح اليوم التالي
لكن لم تنسدل خيوطها على العااصمه
في غيوم ممطره تحول بينهم وتمنع عناقهم

فتحت عيونها على صوت زخاات المطر الراقصه على شبك الغرفه
نفضت المفرش عنها ونقزت تفتح الشبااك
ابتسمت والهواء البارد يلفح وجهها مع قطرات المطر
دارت بعيونها على البيوت اللي يطل شباكها عليها
حتى وقفت نظراتها على بيت خالها عاصي وخاصه على شباك غرفة امها
عبست بحزن وضيق من اللي صار
قبل اسبوع دخلت امي لبيت خالي عبدالرحمن اللي هجرته لسنوات
واجتمعت مع ابوها واخوانها
ومنعتها تدخل معها
لكن كل ممنوع مرغوب عجزت تكبح رغبتها في معرفة محور حديثهم
وهل بيزول الزعل اللي دام سنوات بين الاخوان
ويدوم الجفاء اللي تنقطع به صلة الرحم
اخذت لها كرسي مرتفع وسحبته للجدار الخلفي وفتحت شباك المجلس وحوارهم
يصل لـمسامعها
وقلبها يرفرف براحه من ان عبدالرحمن سامح امها
وانتهى صالحهم ب عناق طوويل
وبكى ابو عاصي اللي يعاتبها بحب
ما توقعت تهدا نفوسهم بهذي السرعه بعد هجر السنين هذي كلها
وفي النهايه يتصالحون ببساطه ؟

يمكن رحموا ضعف امي وحالتها الصحيه
كنت بنزل من الكرسي و اكف عن استراق السمع لكن كلمه نطقتها امها صبت في اذنها كـ الرصاص
سارة برجاء/يا ابوي يا عبدالرحمن معاد بقى لي في العمر كثر ما راح
انا بآخر مراحل مرضي والدكتورة وقفت علاجي الكيماوي ما كنت ارجي في اللي بقى في حياتي الا
عبدالرحمن يقاطعها بحنيه/الأعمار بيد الله لا تتفاولين على نفسك يمكن الله كتب لك عمرك اطول من عمرنا
سارة بابتسامه ارهقها المرض/طلبتك ياعبدالرحمن ما تقطعني انا ما ارجي في اللي بقى لي الا رضاكم و “بخجل وتردد” و اضمن مستقبل بنتي بينكم وابيكم تصيرون اهل لها وتحمونها من ابوها هي ما هربت منه الا من الشديد القوي
عاصي بعصبيه/قلت لك بنتك بنتي والله محد يمس شعره من راسها وانا حي وابوها يبطي ماخذها الله ياخذه ان كانه دبلن كبدي
سارة/كفو وقدها ياعاصي بس بعد لو جاء ابوها وطالب فيها ما تقدرون تمنعونه منها القانون في صفه
عبدالرحمن وكانه فهم تلميحها/تبين لها الجنسيه السعوديه؟
ابتسمت وهزت راسها بـ ايه/انا ابي لها الجنسيه عشان اذا طلبها ابوها تلجئ للسفاره السعوديه
ابو عاصي/الجنسيه شروطها صعبه
عاصي بتفكير/بس من حقها تحصل على الجنسيه لأن امها سعوديه وغير كذا ان اقامتها في السعوديه بتكون دائمه من غير دراستها هنا
ابو عاصي/هي لو بس كانت مولوده وجلست فيها عشر سنوات متواصله فبنقدر نطلعها لها لكن ولا تنسى يا ابوك ان من الشروط ان لازم تبلغ سن الرشد او لها عمل دائم في السعوديه
عبدالرحمن /كم باقي لها وتبلغ سن الرشد يا سارة
سارة/سنة تقريباً وتدخل 18
عبدالرحمن بهدوء/بنتك عندها نقاط كثيره تأهلها للحصول على الجنسيه بس ناقصها بلوغها سن الرشد وعمل يربطها بالسعوديه عشان كذا عندي فكره تسرع اجراءات الجنسيه وتزيد فرصتها للحصول على الجنسيه
عاصي يحثه على الاكمال/ وهـي؟؟
عبدالرحمن/نزوجها من سعودي مدة سنه ويكون زواج على ورق
بدون مهر ولو يبي نعطيه مبلغ ونشترط عليه الطلاق بعد سنه وقتها
اولا بسرع الاجراءات ثانياً في حال طلاقها ماتسحب الجنسيه لأنها بلغت سن الرشد
عاصي وسارة ابتسمو بتأييد
ابو عاصي /اجل زوجوها من عيالكم
عاصي وعبدالرحمن بصوت واحد/مـستـحيـل
عاصي/انا قدام الكل ابوها وعيالي يعتبرونها اختهم
عبدالرحمن/وانا ما اقدر اجبر عيالي حتى لو زواج على ورق
ابوعاصي بعتب/اجل من وين لنا الرجال اللي بيتزوجها
عاصي/فيه ممرض سعودي معي في القسم و اثق فيه حيل بكلمه و اشوف
خلف الجدار
نزلت من الكرسي بضيق محاجرها تمتلي بدموع

غريقٌ أنساه القاع أمل النجاةWhere stories live. Discover now