البارت الرابع

345 6 0
                                    

اليوم التالي
الساعة ٥:٠٠ عصرًا

يحرك سبحته بقلق وهو واقف امام باب غرفته..
فذلك الصبي منذُ الامس لم يستيقظ من نومه.. هذه هي المره الرابعه او قد تكون الخامسه التي حدثت معه
ان ينام لاكثر من ٢٤ ساعة
في اول مرتين حدثت له اعتقد بانه قد مات او بأنه قد اغمى عليه فاخذه للمشفى وعند فحصه تبين بانه نائم و لكن نومه غير طبيعي فهو يعاني من احدى انواع النوم القهري
ازداد توتره وهو يسمع صوت زوجته منيرة /يا حسرتي على ولدي..اكسر الباب وادخل له من امس وهو على نومته
صالح/انتي صاحيه اكسره!؟ ثم من يزين لي الباب!؟؟
منيرة بصراخ اخترق طبلة اذنه/اقول لك ولدي وتقول لي الباب جعل ما به باااب!؟؟
صالح صارخ بالمثل/اقصري حسك قصر عمرك فضحتينا بين الجيران
منيرة بتهديد /والله ياصالح ان ما كسرته لاصيح عند الجيران صدق واخليهم يجون يكسرون الباب
صالح باستسلام/خلاص بروح اجيب ابو سلمى يفك الباب بدون كسر...
منيرة /هيا افلح قبل يأذن المغرب
-

فتح عيونه في هذه اللحظة بنعاس
تعلقت نظراته بالسقف وهو عاجز عن الحركه
فجسمه مخدر بالكامل ..
اغمض عيونه وهو يتحرك ببطئ ويده خلف رقبته بالم بسبب نومته الخاطئة...
وقف وطفى المكيف وفتح الشباك ..
تعلقت عيونه بالشمس التي تختفي تدريجيًا خلف تلك الجبال وتتسلل بعض خيوطها من خلف النخل..
ادرك ان صلاة العصر فاتته...
... فتح الباب وخرج
عقد حواجبه وهو يشوف امه بكرسيها المتحرك امام بابه...وانتفاضتها من اول سماعها لصوت بابه ينفتح/يمه!؟؟؟ منيرة بصوت تخنقه الغصه/يمه بجااااد!؟ هو انت!؟ انت بخير
جلس على ركبته ومسك يدها وبإستغراب/ايه نفداتس ما بي الا العافيه انتي بخير!؟؟تبين شي؟؟
رفعت يدها تبحث عنه حتى احتضنت كفوفها وجهه النحيل وسحبته لصدرها وهي تبكي بحرقه /بسم الله عليك جعل يومي قبل يووومك وش جاك جعل يد ابوك الكسر
بجاد ضحك بإستغراب
لدعائها على ابوه/هههههههه يمه علامك وكانه اول مره يضربني!؟؟ما تعودتي!؟هذا هو من عرفته يضربني لين احب الارض وبعدها يتحسف
منيرة /يتحسف بعد وشهو!؟؟ بجاد سحب يدها وباسها /جعلني فداتس لا يضيق صدرتس هذاني بخير ..
وقف/ خليني اروح اصلي العصر فاتتني الصلاة
منيرة بضيق/وين بخير!؟ وانت نايم من امس!؟ روح صل العصر والمغرب والعشاء والفجر والظهر وعصر اليوم
وقف وهو يبلع ريقه وعبس بملامحه ..بعد ان ادرك ان ذلك النوم اللعين عاد اليه!؟ لهذا السبب جسده يآلمه بالم مختلف عن الآلم الضرب الذي يتعرض له
____________

تـنـويـه:

رواية غريق انساه القاع امل النجاة..تحتوي على عدد كبير من الشخصيات والابطال والقصص..لـكن بطلنا الاساسي هو بـجاد و بـطلته المخفيه..فـ البارتات القادمه سبدا ظهور الشخصيات بشكل تدريجي وقد تكون بطلتنا هي اخر من ستتضح شخصيتها..""اترككم مع البارت 15
---
يوم السبت
الساعة ١٠:٠٠ ص
باع اليوم ٦ من اكياس الشعير و ١٠ من العلف الخاص بالابل...
هذه هي تجارة ابوه البيع و الشراء في الابل والاغنام..
وله ارض في البر فيها مستودع للاعلاف وتريله محمله بأكياس شعير..وفي نفس المكان بيت العامل وشبوك للغنام و الابل وغرفه مبنيه من الخشب وسعف النخل في حال كان هو او ابوه بيناموا فـيها..
في ايام الويكند يكون هو والعامل المسؤولين عن البيع وأبوه يروح لسوق الغنم...
جالس فوق كبت السيارة
وعيونه للسماء يراقب تحركات الغيوم ..
والنسيم البارد يحرك طرف غترته اللي عصبها فوق واسه
جو الشمال في الشتاء
جميل وخاصة اذا نزلت ثلوج
تتعدل نفسيته ويقضي اغلب وقته في البر
ويشب له نار ويظبط له قهوه..
يصنع طقوس خاصه بنفسه ولنفسه
تعود على العزله واصبح افضل صديق لنفسه فالوحده والبعد عن القريه و الناس بالنسبه له هي اكبر راحه واكثر متعه له...
وغالبًا ما بيستعير كتاب من كتب زوجة ابو سلمى فهي مثقفه جدًا..ولديها كتب لا تعد ولا تحصى...يعتقد مرات بانها تعشق الكتب اكثر من زوجها وطفلتها ..
وهذا ما اكتسبه منها حينما كان صغير عندما يضربه والده او يطرده من المنزل فيهرب لأبو سلمى في المزرعه....وهي تحاول تسليته بقرائتها البعض من كتبها حتى عشق ما تقرأه له
واصبح ينافسها في قراءة الكتب..
- ...
تأفف وهو يشوف سيارة متوجِّهَ نحوهم ..
بصوت مرتفع/محمود انا تبعت روح شوف صاحب السيارة وش يبي واعطه ...
نقز محمود بحماس لصاحب السيارة
لكن السيارة تحركت بدون شراء شيئ
والغريب انها كانت من نوع كرسيده عتيق... وهذا النوع من السيارات ما تجيهم لانها ما تحتوي على حوض الي يحتاجه الزبون في تحميل بضاعتهم...
ركز نظراته في وجهه محمود المبتسم
ورفع حاجبه بحده واستنكار..وقف هو ينفض الغبار عن ثوبه توجهه له/وش كان يبي صاحب الكرسيده
محمود إلتفت للسيارة اللي ابتعدت ثم بمحاوله لإخفاء ارتباكه/هزا زبون يعطي فلوس مسجله على الهساب"الحساب"
مد يده/هات الفلوس اللي اعطاك اياها
محمود مال بجسمه يحاول يخفي الجهه اللي فيها الفلوس ودخل يده بجيبه وسحب منها ٣٠ ﷼ وإرتفع معها حين اخراجه لها فلوس من فئة الـ ٥٠٠ ﷼
فأدخلها بسرعه محاولًا إخفائها عن بجاد الي استطاع ان يلمحها ..
اخذ منه ال ٣٠ ﷼
بدون ما يعلق على الفلوس اللي شافها..
جلس بعد ابتعاد محمود

غريقٌ أنساه القاع أمل النجاةWhere stories live. Discover now