البارت الحادي عشر

117 5 0
                                    

الساعة 10:29م
جالس على الفراش اللي مفروش له في مجلس عمه..وجنبه
فراش ابوه..
ما تعود احد ينام معه في نفس المكان ..
يسبب له ارق وخاصة إذا كان ابوه
أكثر شخص يخافه ويهابه
يحس مهما كبر بعمره مستحيل تخف مخاوفه من ابوه وهيبته في نفسه
مع هذا هو يدرك شي واحد فقط
ان مهما بلغت قسوة ابوه عليه اال انه ما قد كرهه ...يكره ويحقد
فقط على افعاله.. دخل صالح ونزل ثوبه وعلقه على الباب..
وانتبه له بعد جالس/وراك ما تمسي!؟
بجاد بتردد/ي بنام بس ااا العالج اللي اعطيتني ايه امس في
السيارة!؟ وينه دورته بين ادويتي ما لقيته
صالح /اعجبك!؟
بجاد /ايه هدا االلم علي حيل
صالح انحنى لشنطته وطلع علبة الدواء وحذفها بإتجاهه إلتقطها
بجاد..وفتحها وصب له في غطا العلبه
صالح/ال اشربها كلها دفعه وحده
بجاد ابعد العلبه بإستنكار وهو يفلها بين ايده/ما فيه دواء ينشرب
كله
صالح اخفى توتره/هذا كالم الدكتور لي
بجاد بالمبااله شرب اللي في الغطاء واتبعه بشرب العلبه
كلها..وهو يحس بمرارتها ولذتها بنفس الوقت بـ اخر لسانه..
رمى براسه على المخده وإبتسم بخدر وعيونه ترمش ببطى حتى
نام..
صالح انحنى واخذ العلبه من يد بجاد اللي كان ماسكها بـ إهمال
توجه لشنطته فتحها وطلع منها زجاجة كبير لفها بغترته واخذ
زجاجة الدواء وصب فيها من الزجاجة الـخـمـر ورجع قفل
الزجاجة ولفها في الغتره ودخلها في الشنطه تحت مالبسه..
وجلس جنب شنظته وعيونه معلقه على بجاد النائم...
نعم يحاول بجعله مدمن واستخدم معه اقوى انوع الخمر واكثرها
تركيزاًفي الكحول..
اكتفى منه لم يعد يستطيع احتمال وجوده ..يخشى تمرده عليه
يخاف منه في كل مره يكبر فيها ويصبح أكثر قوه فتوه بينما هو يهرم ويشيب وتتده ور صحته..
يخشى أن ينتقم منه وهو في ارذل العمر
لن يستطع الدفاع عن نفسه..
فـ في االونه االخيره تراوده كوابيس يرى فيها بجاد يضربه
بسوط من نار ثم يغرق في ماء مغلي ..واذ به يستيقظ منها وهو
يبكي خوفاً..من ان ينتقم منه فعالً..ويغدر فيه..لذلك قرر ان يقتله
ببطىء
ثم يكفنه بكفن اسود ويرسل جثته لـ عبدالرحمن ..
هكذا ينوي ختم انتقامه....
—-
الساعة 3:30ص
يمشي بخطوات حذره
متلثم بشماغه ..حتى وصل لسور البيت وتسلقه..وصل لباب
البيت وهزه واذ به مقفل بـ احكام دار على كامل البيت ووجد باب
حديد من النوع الخفيف..انحنى ورفع الزرفال اللي باألسفل ثم
وقف وأصبح يضرب بكتف الباب بقوه ثم يركله برجله حتى انباج
وانفتح معه..تلفت من حوله بحذر ..
ودخل وأقفل الباب وراه..واذ به في المطبخ
عتيق بـ ادراج خشبيه بعضها متفكك..
خرج من المطبخ لصاله كبيره وفيها بابين لغرفتين مغلقه وباب
مفتوح توجهه للباب المفتوح اللي دخله على مجلس رجال
رجع لالبواب المغلقه حاول فتح االول ولكنه مقفل توجه لثاني واذ
بمقبض الباب يتحرك معه وينفتح .فتح النور..
كانت غرفه صغيـره فيها دوالب مالبس خشبي عليه مرآه صغيره
وفراش على االرض و بعض الثياب المعلقه خلف الباب...
ادرك فعالًان هذي هي غرفة ابنه
استند على الجدار وجلس بوهن
وعيونه متعلقه بجدران الغرفه الباهته ...
وقف وفتح دوالب مالبسه وكان شبه خالي من المالبس إنحنى
واخذ الكتب التي في اخر الدوالب كانت كتب مدرسيه تصفحها
بشكل سريع كانت شبه جديده
ال تحتوي اال على اسمه فقط”بجاد صالح“
ابتسم في غمرة ضيقه لبريق االمل الذي دب في نفسه فهو بـ
االمس وصل لقريته وعرف اسمه واليوم هو في منزله الذي
إحتوى طفولته ومراهقته وشبابه..وفي الغد القريب سيلتقيه....
سيعوضه سيحتويه لن يسمح لـ اي شي يؤذيه او يؤلم قلبه
سيكفر عن كل تلك السنين التي تذوق فيها مرارة العيش مع
خاطفه...
——
— —
صحى بخمول وكسل
وقف بترنح وصداع يفتك براسه..
فتح عيونه بنعاس ..
توجه لشنطته واخذ مالبسه بحث فيها لعله يجد منشفته..
ركل الشنطه بقهر
أحمد نسى يحط له منشفه وأشياء كثيره تنقصه..لالمانه صار
يزور الرياض اال انه فعالًيتمنى يرجع لـ الديره اليوم قبل بكره على كثر ما كان متشوق
ماحب اجواها في بالنسبه لـ شخص قروي اعتد بل عشق اجواء
قريته الهادئة المنعزلة عن الصخب وضجيج السيارات المزعج
وزحمة الناس والطرقات..
وفوق هذا منذ وصوله هنا لم ينعم بوجبه كامله تملى
معدته..مكتفي فقط بـ اكل قطع التوست المحشيه بـ الجبن و
الفواكه..مع ان ام أحمد اعدت له اصناف الطعام لكن المشكلة به
هو فهو يكره االكل من تحت يد االخرين وخاااصه النسااء....
طلع من المجلس
______
وقف بتردد وشي من الخجل..طرق باب
الصاله وتنحنح/احم ياااولد..يا اهل البيت
ام احمد تفتح الباب له وهي متغطيه بجالل الصالة/هال يا بجاد
نزل عيونه بـ االرض/ايه نادي لي أحمد
ام أحمد/وش بغيت منه بعد نايم..تبي اجهز لك فطورك!؟
بجاد هز راسه برفض/الااال..مابي فطور بس بغيته بشغله
ام أحمد تفتح الباب على وسعه/ها روح صحه ياامك اانت خبرن
نوم خويك ثقيل هللا يكفينا الشر
بجاد يرجع لورى/ال خليه ينام اخاف اصحيه فـ يفصل علي اليوم
كله..
ام احمد/هههه وانت صادق..
انتظرها حتى دخلت ورجع للمجلس
واخذ مالبسه ودخل الحمام يتروش..
لعله ينعش جسده الخامل...
هو يتمنى في نفسه لو انه طلب
من أم أحمد تشوف له درب يدخل
يسلم على امه ويجلس معها فـ من
االشياء اللي انحرم منها من وصولهم
للرياض هو الجلسه معها واالنتباه
لـ ادويتها وصحتها ..
قفل انسياب الماء عليه
وتقدم من المرايه الموجوده في الحمام ..مسحها من ضبابيتها
بسبب
رطوبه الماء اللي استحم به..
لتتضح له مالمح وجهه النحيل
وقطرات الماء عالقة باطراف شعره القصير..
مسح شواربه الخفيفه وذقنه
وهو يرتب بعثرتها ..
لبس مالبسه وخرج وهو
ينفض شعره من الماء..وعيونه
تتعلق بإبتسامة واسعه بـالكتله الصغيره و القصيره
الواقفه امام باب الحمام مباشره.. نزل لمستوها ومسك خدودها
المنفوخه/خـير!؟؟ ما تستحين توقفين قدام حمام الرجال؟
خلود بصوت طفولي حاد/ك نت انتظرك
بجاد/وش تبين مني!؟
خلود رفعت يدها لشعر بجاد وعبثته فيه بإعجاب/هللا اول مره
تطول قذلتك
بجاد يدف يدها/عيب البنت تلمس الرجال صدق انك قليلة حياء
خلود تتخصر و بثقه/الوهللا!؟؟ اصالً عادي ألمس شعر زوجي
بجاد يرفع حاجبه بتسليه/من زوجك ال يكون انـــا
خلود تصفق بيدها/اال انت..حتى صديقاتي
في الروضه وأحمد يدرون اني احبك الني دايم ارسمك في
كراستي
بجاد/تخسين يا الدبا اتزوجك انحفي اول يا قشعه
خلود ترجع شعرها الكيرلي مجعد ومنفوش بعشوائيه وراء
اذنها/موب على كيفك وهللا ان اتزوجك
بجاد/يالليل طيب طيب بتزوجك غير اذلفي داخل صحي الدب
الثاني
خلود تمد اصبعها البنصر بحركه طفوليه/اوعدني نتزوج
بجاد يرجع يده وراء ظهر بعفويه/وهللا متزوج
خلود تضربه بدفاشه وبشغب/هات اصبعك و اوعدني وال وهللا ما
اصحي أحمد واقفل باب الغرفه عليه
——
بجاد يمد اصبعه بإستسالم/اتار اذا لمست اصبعك اصبعي
بتصيرين زوجتي صدق واخذك معي للديره و تسنعين معي الغنم
وتردين االبل و تطبخين لي وتغسلين مالبسي
خلود تمد اصبعها اكثر/عادي عادي كل شي يهونه لعيون الحب
بجاد طير عيونه على كالمها اللي اكبر منها وبنقمة/ترا ان رحتي
معي معاد طبيتي الرياض ابد وال ناكل إال مره في اليوم بس
خلود شهقت ذهول وحطت يدها على بطنها/بجوع
بجاد/هاا تتزوجيني
خلود ارخت اصبعها بتردد وتفكير
أحمد متكي على الباب/ماشاء هللا تخطبون بعد من ورانا!؟
بجاد رفع راسه/ها هذا اخوك جاء ان وافق نتزوج فـ جهزي
شنطتك تروحين معي لديره
خلود رفعت راسها لـ أحمد /بيوافق وبيجيب لنا أكل اذ جاء
بجاد/ها تزوجني اختك!؟
أحمد صراحه/مستحيل طبعاً تهبي ازوجك اوخيتي لواحد شرواك
بجاد رفع يده على قلبه ونزل راسه بتمثيل للزعل/ اه شرواك
طيب مع ان جرحك وصل..وأنا اقول أحمد أكثر واحد يعزني ما
يهمه من أنا..طلعت مثلهم كلهم!؟؟
احمد/ههههههه هه ودي اصدق ان كالمي جرحك ساعتها بيكون
يوم سعدي الن صار فيه ذرة احساس
بجاد يدف خلود على أحمد/اقول تقلع انت و اختك ..شايف قلبي
لوح ما يحس
أحمد ينزل لمستوى خلود/ههههههههه هذا ان كان فيك قلب
خلود تشهق مره ثانيه ببراه وغباء/ليه ما معه قلب يدق مثلنا!؟
أحمد يعفس مالمحه بنفي/ال
خلود تقدمت من بجاد وحطت راسها على صدر بجاد تحاول تسمع
دقات قلبه
بجاد ارمش بتعجب/وش تسوين
خلود/اششش بسمع دقات قلبك!؟
بجاد يمسكها من كشتها ويبعدها عنه/صدقتك حسبي هللا عليك
انت و اختك ان كانكم تسودن نفس الواحد مع الصباح اذلفي داخل
هللا يعين ال لي بيتزوجك يا المقرده
أحمد يسحب يد خلود ويدخلها للصاله ويقفل الباب/اقول امش يا
الشايب تمشي وتدعي ما ناقصك اال عصا وتمشي وتطفي النور
بجاد/ههههههههههه انتظر علي سنة اكمل العشرين واصير
امشي بعكاز من تكفيخ عمك و من حلطمتك
أحمد يفتح باب سيارته ويركب/شكلك ناوي تشيب عند عمي
ركب جنبه بجاد/وين تبيني اروح
أحمد بحده/أنت رجال لو كنت بنيه كان عذرتك أن مالك مكان
تروح له.. تعال عندي هنا في الرياض ودور لك شغل..بعدين محد
يعرف قصتك اال اهل الديره و فوق هذا أسمك ينتمي لقبيلتنا يعني
يمديك تتوظف ويكون لك سمعه ونسب محد يقلل من إحترامك و
حتى تقدر تتزوج وتكون لك اسرة
بجاد التزم الصمت بتفكير
هذا اللي كان مقرره بينه وبين نفسه
كـ خطه مستقبليه له..
كـ خطه مستقبليه له..هذا غير انه ممنون لـ صالح اللي اعطاه
اسم ولده اللي مات وحتى انه ما استخرج شهادة وفاة لـ ولده
بجاد اللي هو يعيش الحين بـ اسمه ونسبه
وحتى بطاقة هويته اللي استخرجها والجنسيه كلها تنتمي لـ ولد
صالح..
فـ هذي نعمة بالنسبه له ال تقدر بثمن
فـ غيره عاش فـي دور االيتام بـ اسم مركب ال يتنمي لـ اي اصل
5:00مساء
يتقهوا مع اخوه في ظالل حوشه الصغير
صالح/بكره اردها تخلص موعدها مع دكتور ونطلع من
المستشفى نمسك خط تبوك
ابو احمد/يا رجال كمل معنا لنهايه االسبوع عالمك مطيور
صالح يرفع جواله اللي يدق وقبل يرد/وراي الحالل و البيع
وشراء تاركن شغلي عند محمودوه.“.
رد على الجوال“الووووو..هال يا ابوسلمى
ابوسلمى/إزيك عامل ايه وازي بجاد
صالح بإختصار/بخير
ابوسلمى/معرفش واللهي شقول لك بس في تنين قاو للقريه
بيسالوا عنك وعن بجاد بزات
صالح بإستنكار/ما عرفت منهم و وش يبون!؟ ابوسلمى/ال وهللا
ما عرفتش حقه بس الغريب ان ابرح بـ الليل وانا رايح لصالة
الفجر شفت واحد من االتنين دول يخروج من بيتك
صالح بغضب/وش!؟؟ تقول انت! ليه ما مسكته!؟“ كيف شكلة
ابوسلمى /بين كدا في اخر االربعين من عمره طويل وفيه حبة
خال بطرف خشموه
صالح انتفض الجوال
بين ايديه ثم همس/عبدالرحمن
صالح بصراخ../خصل شعره من جهته اليمين فيها شيب!؟؟
ابوسلمى/ايوه ايوه بتعرفه!؟؟؟
صالح قفل في وجهه وقف بعصبيه /هللا يلعـ** حصلني ابن الكلب
ابوأحمد وقف بقلق/شصاير
صالح/عبدالرحمن أبو بجاد
أبوو احمد رفع يده على راسه بهول من المصيبه/وش السواه
الحين!؟ بيمسكونك بتعفن في السجن قد نصحتك بيجي اليوم اللي
تنمسك فيه
صالح بنفاخ/يخسي يمسكني..بتعشاء فيه قبل يتغدى فيني
ابواحمد/وش ناوي عليه
صالح يعض طرف شماغه/شغل سيارتك بنروح مشوار ودق على
التبن ولدك خله يجيب بجاد
؛..
:
#ارجع حط #اليــك
.
'
،
خرجوا للسيارة وإنطلقوا بدون ما ينتبهون
لـ حركة الكرسي المتحرك خلفهم..
ولـ صاحبته اللي سمعت اطراف حديثهم وادركت ان ولدها فلذت
كبدها سيسلب منها و ان ما كانت تخشاه حدث...
اعتلت انفاسها وضربات قلبها تعدت المعدل الطبيعي ليضطرب
جسدها ويهتز
وتلتوي مالمح وجهه و وقع الخبر كان اقوى من ان يتحمله قلبها
لتصاب بجلطه...
صارخت خلود اللي كانت تدفع كرسيها وهي تشوف عمتها بحاله
مفزعه ثم تستكن كـ الميته
——
-
الى الملتقى

غريقٌ أنساه القاع أمل النجاةWhere stories live. Discover now