البارت الأول

787 10 0
                                    

خرج من قريته الصغيره في اقصى شمال المملكة متوجِهًا لعاصمتها الرياض
وصاحَبَه في السفر طفله الصغير
اللي اخذه من امه بـالقوه لانه مايقدر يترك ولده معها..حيث انها بالكاد تقدر تعتني بنفسها ..
لانها عمياء فتركها عند اختها كي تهتم بها..
واخذ ولده الوحيد اللي رزقه الله به بعد17 سنة من زواجهم
بعد ان غزا الشيب راسه و وصل عمره الى الخمسين عام..رزق بمولود ليعيد له شبابه..وقف عند محطة الوحيده على الطريق السريعه النائية إذ لم يتواجد مبنى آخر غيرها..وقف سيارته لتعبئة البنزين ..
نزل من سيارته ونزل ولده اللي ركض خلف ابوه لداخل البقاله يشتري له ولولده شي يتعشونه
ركض الطفل بعبث لتلك المفرحات والحلويات واخذ يلتقطها بعشوائيةٍ وفقًا لالوانها المغرية بالنسبة اليه
وتوجّه الاب فأخذها من يد طفله ونزلها على طاولة المُحاسَبة وحك جبينه..
ما يقدر يشتري كل اللي اخذه ولده اكتفى باخذ كتكات فقط وابعد الباقيه عن محاسب بمعنى رجعها..
اخذ اغرضه بكيس صغير وقبل خروجه لفت انتباهه باكت الدخان فتراجع للوراء
وفتح الكيس واخذ الكتكات
واعطاه لصغيره/بجاد خذ هذي وإسبقني للسيارة بآخذ غرض واجيك
بجاد اللي عمره لم يتجاوز الاربع سنوات اخذ الكتكات بسعاده ركض للسياره
صالح "ابو بجاد" للهندي اللي يبيع../اعطني دخان
إتكئ على الطاولة ينتظر الهندي ياخذ باكت الدخان عن الرف..لكن ! صوت صرير حاد لسيارة ما جعل جسمه ينتفض ويخرج هالعًا
فانتفض جسمه وتوسعت حدقة عينه وهو يشوف جسد بجاد يطير في السماء ثم يهوي ليرتطم بـالارض بقوةٍ رافقتها تطاير وتقاذف وانتشار الدماء بصورة انفجارية سريعة من حوله
حاول جاهدا تحريك جسده ولكنه لم يستطع ذلك...
اكتفى بمراقبة الرجل اللي صدم بجاد ينزل من سيارته
بسرعه وينحني لبجاد وهو يتفقد اصابته بحكم كونه طبيبًا ويحاول انعاشه عندما استشعر بنبضات قلبه الضعيفه ليضغط على صدره اللي تدفق الدم من فمه بشكل مفاجئ كالماء المسكوب..تقدم منه صالح بخطواتٍ بطئيةٍ محدقًا بالرجال اللي رفع يده فوق راسه بذهول من هول المصيبة اللي ارتكبها في حق الطفل..رفع راسه لصالح
صالح بارتجاء/حي!؟ اخذه للمستشفى!'
الرجل وقف بحزن/ماات
انحنى صالح وحرك ولده اللي كان جثه هامده بلا روح مجرد جسد صغير يغرق بدماء
وقف و مسكه من ياقته بقوه ونفضه بغضب/مااات كيف مااات!؟؟ انت انـت قتلته!؟؟؟
رجال بتبرير/ماشفته والله ماشفته طلع بطريقي فجأه ..
______________

صالح ركله بقوه حتى طاح على الارض وتلفت من حوله والغضب الممزوج بالحزن مغشي عيونه
يبحث عن اداه للقتل وعندها سقطت عينه على من يراقبهم من داخل سيارةٍ بعيون دامعه مُرفقةً بشهقات باكيه
نقل نظراته بين ولده الغارق في الدماء وبين الطفل الغارق بدموعه في سيارة قاتل ابنه....
وبلحظة خاطفة جنونية كان للشيطان النصيب الاكبر بالاستحواذ على فكره ليكون المتحكم المهيمن بزمام الموقف

-
-
-
بعد 15 سنة
مشمر عن اكمامه
مصغر عيونه بملامح عابسه مرهقه والعرق يتصبب من جبينه تحت حرارة الشمس الحارقة..رفع كيس حب الشعير فوق كتفه وتحرك بخطوات سريعه حذره حتى انزله فوق السيارة ثم زفر بقوه ورفع يده لفوق يمرن كتفه
صاحب السيارة "الشايب"/حملتها كلها!؟
بجاد بتقدم/ايه...
فتح الشايب بوكه المهتري/كم حسابك!؟
بجاد يأشر بذقنه بإتجاه حوض السيارة/ثلاث اكياس بـ 84 ﷼
مد له الرجال/ 75 ﷼
رفع حاجبه بحده بعد ما عد الفلوس/قلنا لك 84
الشايب/حطها على الحساب والله ما معي يا ابوك الا الخمس وسبعين ذي
بجاد بجلافه/اعرفك انا عشان احطها على الحساب بعد عليك 9 ﷼
الشايب بقلة حيله /والله ما في جيبي الا اللي عطيتك يابوك لكن بكره بإذن الله اني امرك واعطيك الباقي
بجاد تحرك بتجاهل وعدم اهتمام لحوض السيارة
واخذ كيس الشعير ونزله/اجل بكره مرني وخذ الكيس
الشايب بقهر/لا حول ولا قوة الا بالله..يا ابن الحلال رجعه كلها 9 ﷼
بجاد قرب له ودخل ال 34 ﷼ قيمة الكيس اللي نزله في جيب الشايب
وربت على جيبه /توكل على الله
ركب الشايب سيارته وقفل الباب بقوه ونطلق وهو يردد/حسبي الله ونعم الوكيل

غريقٌ أنساه القاع أمل النجاةWhere stories live. Discover now