" أقسم لك إذ رأيت شيئًا لن يسرني سأقتلك ، فلتشكر الرب على وجود دومينيك ، لو لم يكن لذهبت خلفك الآن لأرى القذارة التي تحاول تنظيفها"
" إنهم رجالي و أنا المسؤول على كل ما يحصل لهم ، تأكد من سلامته و لا تبرح مكانك حتى أصعد مرة أخرى"
كان ذلك الصغير يلصق أذنه بالباب كي يسرق ما تبقى من الحوار المريب الذي دار بين إخوته ، كانت هسهسات و تشديد على بضع كلمات و أخرى لم يستطع إلتقاطها..
ظل ساكنا لدقائق يحبس أنفاسه قبل أن يُفتح عليه باب جناحه ليشهق برعب.
" آر.. آرون" قالها توازيا مع إندفاعه لصدر أخيه الواقف أمامه ليطوق خصره بقوة و كأنه سيحلق عاليا..ذلك الذي رمقه بصدمة كونه أمِل أن يجده نائمًا على أن يشهد شيئًا كهذا ، شيئًا هو نفسه لم يعرف ماهيته.
" لما لست داخل فراشك؟" قالها يحاول إبعاده جانبًا بينما تخطاه كي يطل من الشرفة المفتوحة.
" لقد سمعت صوت ضجيـ.."
" لم تسمع شيئًا دومينيك ، لقد كان كابوسًا " بزق كلماته ينظر إليه فوق كتفه بنظرات تخللتها الجدية بأعين حالكة و نبرة جافة جعلت الآخر يبتلع ريقه بتوتر ، بينما يشاهد أخاه و هو يتفحص الحديقة خارجًا..
أمسك الستارة و مرر محجريه على الزوايا في الخارج ببطء وتَمعَُن يفتش عن شيء ما ، مر على هذا الحال بضع دقائق و هو ما جعل الصغير يتأفأف بضيق و قبل أن يفتح فاهه ليتحدث ، تحرك أكبر أشقاءه صوبه يحرك يده كإشارة يحثه بها على الدخول إلى مضجعه قبل أن يغادر بخطى حثيثة تاركًا إياه وسط ظلام و تساؤلات عدة.
ولأن فضول المرء يقوده نحو هلاكه ، قادته أقدامه إلى بوابة الجحيم التي فُتحت في الخارج.
بارح مكانه يتبع خطى آرون الذي إختفى و كأن الأرض إنشقت لتبتلعه جوفها ، لم يلمح ظل أحد خارجا لا أحد سوى الرواق بإنارته الخافتة و نوافذه المغلقة على غير العادة.
خرج بهدوء يمشي على أطراف أصابعه و كل ما فكر فيه تلك اللحظة هو والدته ، أن يصل إلى جناح لورنتين ليطمئن قلبه.
أراد أن يتواجد مع شخصٍ واحدٍ يؤنس وحدته و يهدئ روعته هذه.
وقف أمام باب جناحها في آخر المرر ، باب جناح والديه الموارب ليقوم بدفعه توازيا مع استراقه النظر بتردد.
" أمي..هل أنتِ هنا؟" تحدث بهدوء وسط الجو البارد في الداخل ، جو كئيب و رطب كشوارع باريس موطن مُنجبته.
بظلام دامس ، ستائر منسدلة و سرير بملاءات مبعثرة وقف دومينيك وسط كل هذا بقلب يكاد ينفجر حيرة و قلقًا أكثر.
مرت لحظات كانت تشبه توقف الزمن و الإنعزال عن العالم الخارجي أجمع ، فقط صوت الأنفاس و دقات القلب كل ما يسمع داخل أذنه.
YOU ARE READING
Protagonist | بطل الرواية
Romanceلم أكن يومًا فتاةً تمتلك نظرة عادية ..لطالما آمنت بفكرة أن العالم أكبر مما نتخيل وأن داخل كل شخص فينا عالم آخر.. كأننا مجرات متحركة كل منا له قصة بشخصياتها و حبكتها الرومنسية أو التراجيدية ، كل واحد منا بطل روايته الخاصة. لكنني وحدي التي لم تكن بطلة...
Part 13 : داخل بتلاتِ بانْسِيه
Start from the beginning