Part 13 : داخل بتلاتِ بانْسِيه

Start from the beginning
                                    

" أقسم لك إذ رأيت شيئًا لن يسرني سأقتلك ، فلتشكر الرب على وجود دومينيك ، لو لم يكن لذهبت خلفك الآن لأرى القذارة التي تحاول تنظيفها"

" إنهم رجالي و أنا المسؤول على كل ما يحصل لهم ، تأكد من سلامته و لا تبرح مكانك حتى أصعد مرة أخرى"

كان ذلك الصغير يلصق أذنه بالباب كي يسرق ما تبقى من الحوار المريب الذي دار بين إخوته ، كانت هسهسات و تشديد على بضع كلمات و أخرى لم يستطع إلتقاطها..

ظل ساكنا لدقائق يحبس أنفاسه قبل أن يُفتح عليه باب جناحه ليشهق برعب.

" آر.. آرون" قالها توازيا مع إندفاعه لصدر أخيه الواقف أمامه ليطوق خصره بقوة و كأنه سيحلق عاليا..ذلك الذي رمقه بصدمة كونه أمِل أن يجده نائمًا على أن يشهد شيئًا كهذا ، شيئًا هو نفسه لم يعرف ماهيته.

" لما لست داخل فراشك؟" قالها يحاول إبعاده جانبًا بينما تخطاه كي يطل من الشرفة المفتوحة.

" لقد سمعت صوت ضجيـ.."

" لم تسمع شيئًا دومينيك ، لقد كان كابوسًا " بزق كلماته ينظر إليه فوق كتفه بنظرات تخللتها الجدية بأعين حالكة و نبرة جافة جعلت الآخر يبتلع ريقه بتوتر ، بينما يشاهد أخاه و هو يتفحص الحديقة خارجًا..

أمسك الستارة و مرر محجريه على الزوايا في الخارج ببطء وتَمعَُن يفتش عن شيء ما ، مر على هذا الحال بضع دقائق و هو ما جعل الصغير يتأفأف بضيق و قبل أن يفتح فاهه ليتحدث ، تحرك أكبر أشقاءه صوبه يحرك يده كإشارة يحثه بها على الدخول إلى مضجعه قبل أن يغادر بخطى حثيثة تاركًا إياه وسط ظلام و تساؤلات عدة.

ولأن فضول المرء يقوده نحو هلاكه ، قادته أقدامه إلى بوابة الجحيم التي فُتحت في الخارج.

بارح مكانه يتبع خطى آرون الذي إختفى و كأن الأرض إنشقت لتبتلعه جوفها ، لم يلمح ظل أحد خارجا لا أحد سوى الرواق بإنارته الخافتة و نوافذه المغلقة على غير العادة.

خرج بهدوء يمشي على أطراف أصابعه و كل ما فكر فيه تلك اللحظة هو والدته ، أن يصل إلى جناح لورنتين ليطمئن قلبه.

أراد أن يتواجد مع شخصٍ واحدٍ يؤنس وحدته و يهدئ روعته هذه.

وقف أمام باب جناحها في آخر المرر ، باب جناح والديه الموارب ليقوم بدفعه توازيا مع استراقه النظر بتردد.

" أمي..هل أنتِ هنا؟" تحدث بهدوء وسط الجو البارد في الداخل ، جو كئيب و رطب كشوارع باريس موطن مُنجبته.

بظلام دامس ، ستائر منسدلة و سرير بملاءات مبعثرة وقف دومينيك وسط كل هذا بقلب يكاد ينفجر حيرة و قلقًا أكثر.

مرت لحظات كانت تشبه توقف الزمن و الإنعزال عن العالم الخارجي أجمع ، فقط صوت الأنفاس و دقات القلب كل ما يسمع داخل أذنه.

Protagonist | بطل الروايةWhere stories live. Discover now