35

399 15 5
                                    

الجزء الخامس والثلاثون

كانت تحسب الساعات لين تشرق الشمس ويحين موعدها مع المحامي اللي اختارته للقضية


المحامي: والله يا أختي موقفج صعب في القضية.. كل الادلة ضدج.. أنا برايي تسمعين شور الاستشاري

فطامي بنرفزة: أنا لو ابغي اسمع شور الاستشاري ما بوكلك وادفع هالمبلغ

المحامي: واجبي كمحامي اخبرج بكل الاحتمالات

فطامي: انزين شكرا بس انا قلتلك اللي ابغيه.. الكل قاللي انك محامي شاطر وتفوز في هالقضايا شو ياك الحين؟

المحامي: مشكورة على المجاملة.. اذا مصرة على رايج عيل بنبدا نكتب والله يوفقنا يارب

فطامي: توكل على الله

خرجت من المكتب وحمدة صامتة

فطامي: بلاج ساكتة

حمدة: لاني لو رمست بقول شي مايعيبج.. المهم بسألج انتي من هاك اليوم رمستي امي

فطامي: اكلمها ما ترد علي شو تبيني اسوي؟

حمدة: تيلسين عند ريولها لين ترضى!

فطامي: انا سويت اللي علي بصراحة بعد ماقدر اسوي اكثر عن جي

حمدة حركت كتفها بعدم اهتمام: على راحتج


***


شافت المسج بعيون تلمع "طلقج.. مبروك"
ردت تقراه أكثر من مرة
معقولة.. الكابوس انتهى.. وخلاص أصبحت مطلقة رسميًّا؟ خلاص؟ ما في رابط بيني وبينه؟ ما بيوقف نصيبي بسببه؟ لأني لا اقدر ارتبط به ولا اقدر افتك منه؟ مثل ما الكل قال؟

كان زواجها من سهيل مثل ياثوم على صدرها.. ما تقدر تتنفس بسبته.. وأخيرًا تحررت منه وذاقت لذة الخفة بعد كل هالتعب
طارت من الفرحة.. قامت ترقص وتغني.. وأخيرًا
ما كانت متوقعة بتفرح هالكثر بتحررها منه
كانت تحبه حبًّا جمًّا.. حب طفولي ونما إلى أن استحل كل ذرة فيها
حب ما شافت جانبه الأسود إلا بعد عقد القران
كانت تتوقع إن الطلاق بيعيشها في ظلام.. وخاضت فيه وهي مستعدة لأنه ارحم من ظلام العيش مع سهيل
ولكن اللي تحس به مختلف تمامًا عمّا توقعته.. تحس بفرحة عظيمة

"هالمناسبة تستحق الاحتفال" هاللي قالته في نفسها

نزلت بفرح: اماااااااية

أم سيف: هلا أمي مهاري

مهرة: ابا اسوي عزيمة.. اممم لا لا ابا حفلة كبييييرة

أم سيف بابتسامة: ماشاءالله الله يديم عليج الوناسة بس شو المناسبة

مهرة: اني تط.. "ترددت.. لحظة.. هذا شي ما ينقال لأمها اكيد بتعصب" امم إني نجحت في مادة صعبة!

أم سيف: مبروك يا حبيبتي يالله تخلصين الماجستير وعقبال الدكتوراه يارب

مهرة: آآآميييين


***


سلط نظره على السوارة الذهبية وابتسم بألم.. أتيتِ إلى قريتي بالخطأ فكلّفتني قلبًا.. وتحدثت مرة خطأ.. وقد تكلفيني وطنًا
فلم تخطئين؟ ولم تبدو اخطائك بهذا الثمن الباهض؟

دخل عليه ثمّال: السلام عليكم يا شيخ.. لقد أمرت الحدادين بصنع المزيد من السيوف.. حتى نغطي ما استطعنا من الرجال

حرب: وعليكم السلام.. خيرًا فعلت

ثمال: الجميع يريد المشاركة يا حرب.. فما افعل بهم؟

حرب: كل رجل، أو شاب قد بلغ العشرة سيحمل السلاح.. أما سواهم فلا

ثمال: وكيف سنغطي كل هذا.. الحديد لا يكفي لدينا.. كما أن الحدادين ليسوا بذلك القدر

حرب: ناد ببيوت الشيوخ والنبلاء.. فليزودوا المحاربين بما استطاعوا مما يملكون من سيوف ودروع

ثمال: ولكن أين عفريس؟ أليس هو قائدنا الحربي؟ بل وأعظم أسلحتنا.. فإن كان الرجل منا يقتل اثنين فإن عفريس قادر على قتل أربعة

"باستياء" لقد تقاعس هذا الشاب كثيرًا.. وقد تركته على هواه.. وهذا لا يجوز نحن بحاجة إلى كل مساعدة نستطيع الحصول عليها

حرب تنهد: لا بأس.. سأتولى أمره بنفسي

خرج حرب من مجلس أبيه.. يمشي في القرية ويتأمل كل شبرٍ فيها.. أهي النهاية حقًّا؟

وصل إلى شجرة الدوم المعتلة.. ولم يدري كيف غالبته دموعه.. وقال مقولته الدائمة "ناديتها بالمعتلة حتى أعلّت قلبي"


***


قررت قضاء هذه الاجازة لتصفية الذهن.. ستحارب كل ما حولها بالصبر والصلاة.. والرسم

لقد كانت حياتها سائبة في الفترة الأخيرة.. لم تكن كما عهدت.. شما الحازمة.. والتي لا تترك أمرًا عبثيًا يسيطر عليها

وضعت برنامجًا وثائقيًا على التلفاز.. تتأمل في عجائب خلق الله.. وتستلهم لوحاتها منه

كانت تسرح ما بين الدقيقة والدقيقة.. لتفكر بذلك البعيد.. مسافةً وقربًا.. حتى تستوعب سرحانها.. فتزجر ذهنها.. وتجبره على العودة إلى حاضرها

حرب كان شخصًا مهمًّا في حياتها.. ولعله أول حب.. ولكنها ستقتله في المهد.. لن تسمح لنفسها بأن تقضي المزيد من حياتها على ذكريات حزينة، كئيبة، وآثمة


***


كان متذمّرًا طوال الوقت.. منزعجًا من انشغالها المستمر عنه

حميد: هذا ونحن تونا مالجين خلاص.. نسيتيني.. عقب يوم بنعرس وانيب عيال شو بتسوين؟؟

خولة بمزح: بنسى اسمك

حميد: أدري.. دوم يقولون الحب قبل الزواج أما عقب خلاص ينسون اللي خلفك

خولة بحنان: كيف أنساك وأنته الغالي والحب الأولي والأخير؟

حميد: ما ادري عنج

خولة: والله إني مكرووووفة.. عموه عويش مب راحمتني.. كل يوم مودتني مكان.. الا مخاوير والا كنادير والا ذهب.. والا تفركني في البيت بنيلة وبكركم

حميد: ما يخصني.. أنا ريلج ولي عليج حق بعد

خولة: أدري حبيبي بس والله صعب.. يعني ما احصل وقت الا في الليل يوم خلاص أرد البيت.. لا تحاتي الحين يوم بنبدا دوام كل شي بيتحسن ان شاءالله

حميد: نقلتي أوراقج والا بعدج؟

خولة: بعدني

حميد: وشو تتريين ان شاءالله

خولة: مادري انشغلت ونسيت

حميد: دوام كلية الشباب أنسيه أنا قلتلج من زمان

خولة تاخذ نفس طويل: ان شاءالله.. قلتلك ان شاءالله بس اصبر علي شوي

حميد: ما بصبر ولا يوم.. حرمتي ماتيلس في كلاس كله شباب

خولة: تراني يلست قبل شو فرقت؟ والا قبل كنت سبيل عادي

حميد: ما كنتي سبيل.. بس ماكان لي عليج كلمة.. وكان عندج عذر.. الحين ما لج عذر

خولة: يعني اذا لك كلمة علي بتستغلها وتغصبني والا كيف؟

حميد: انتي تعرفين شو قصدي

خولة: لا ماعرف قوللي

حميد: وأنتي كل ما شفتيني متنرفز من شي جلبتي الموضوع علي

خولة: هي الحين رد علي

حميد: الحركات هاي مادانيها.. ودري عنج سوالف الحريم

خولة: اوكي

حميد: بلاج الحين

خولة: ماشي.. ممكن اسكر؟

حميد: كيفج


***


وصل إلى عفريس أو أحمد.. وكان يغسل ملابسه ويعلقها لتنشف

حرب: السلام عليكم

أحمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حرب: كيف الحال

أحمد: في زحام من النعم.. وماذا عنك يا شيخنا؟

حرب: على شفا جرف من الهاوية

أحمد: أعوذ بالله.. أقول هذا؟

حرب: وطني على وشك الزوال.. وأعظم المحاربين لدي مشغول بتعليق ملابسه على الحبال

أحمد: لقد اخبرتك برأيي من البداية.. وتبرأت من كل ما يخص هذه القرية منذ زمن بعيد

حرب: ولكنها وطنك.. وطن يحوي أهلك.. ويحويني أنا وأهلي.. إلّم يكن لهم معزة لديك.. أليس لدي معزة أنا؟ وأنا الذي جئت استنجد بك؟ فكيف تردني؟

أحمد: تعلم بمعزتك يا صاحبي.. ولكنني لا استطيع خوض حربٍ لست طرفًا فيها

حرب: وما شأن الاسلام بكل هذا؟ أنا أسلمت.. وأسلم العديد.. لم يأمر لله ولا نبيه محمد بترك الأوطان وهجرها ساعة العسرة

أحمد: ارجوك.. لا تتحدث عن أمور تجهلها

حرب بغضب: لست بأحسن مني عند الله.. فلا يأخذك الكبر لأنك أسلمت قبلي

أحمد: أعوذ بالله أن اظن بالله الظنون

حرب: اعتبره آخر طلب مني.. وأعدك بأنني لن اقحمك في مشاكلي مرة أخرى

أحمد: سأستخير الله


***


بعد أيام


نهضت في الصباح الباكر لتوقظ شقيقتها.. السائقة الوحيدة في المنزل

فطامي: حمدووه قومي يللا المحامي يتريانا

حمدة: استغفر الله العظيم انتي ما بتفكينا؟؟؟ حشى 24 ساعة تحنين وكل يوم تبيني اوديج مكان؟ ليكون ماخذة الليسن حقج انا

فطامي انجرحت: بتذلينا يعني.. تعرفين شكثر مهم موضوع المحامي بالنسبة لي واليوم الزيارة وايد مهمة

حمدة: لوعتي بجبدي.. قلنا يوم يومين بس عاد انتي كل يوم طالعتلنا بشي.. مواعيد خرابيط.. مشغلتني عندج أنتي والا تدفعيلي راتب؟؟؟

فطامي بتأثر: يعني شو أسوي تبيني أسير لمنو؟

حمدة: خذي تكسي لا تتبطرين.. حلوة هذي انتي تتمصخين وتسوين مشاكل ونحن نبتلي حتى رقاد ما نرقد!

نهضت عنها فطامي بدون أن ترد بأي كلمة
غالبًا ما تكون حمدة وقحة ومتمادية إذا ما أيقظها أحدٌ من النوم.. وغالبًا ما تشعر بالندم على ما تتفوه به لاحقًا
ولكنها تعلم يقينًا بأن ما قالته يعبر عن مشاعرها الحقيقية.. هي بالفعل عالةٌ عليهم

جسدها ضعيف ولا تستطيع المساعدة في عمل المنزل بقدرهم، والخادمة لم تصل بعد.. وأخواتها لم يتحفظن على مشاعرهن الثقيلة لخدمتها وهي "يالسة جنها أميرة، وتتدلع" كما يقلن دائمًا

وكل هذا بكوم، ومقاطعة والدتها لها منذ أن بدأت اجراءات الطلاق.. هم أثقل وأشد عليها.. لا تحادثها، لا تأكل بوجودها، ولا تنظر إليها، ولا توقظها حتى للصلاة

لم تكن تعلم بأن الطلاق من محمد سيكون بهذا الثمن المرتفع
كانت الحياة أسعد في أول أيام الفراق، فلم تبدو بكل هذه المأساوية اليوم؟

...

ارتدت عباءتها بثقل تنتظر سائق الأجرة.. وتوجهت بكآبة تغلغلت حتى أقصى مراحل قلبها

اختارت افضل المحامين، ولم تهتم لتكلفته لأنها ظنت بأنها تغرف أموالها من بحر.. وما ستكسبه من محمد أشد وأعظم.. لكن كل ذلك كان هباءً عندما سمعت الخبر السيء من محاميها

المحامي: والله يا أختي أنا كنت صادق وياج من البداية وقلتلج موقفج ضعيف.. والحين أأكدلج اياه ما بخدعج وأقولج بتكسبين.. قضيتج سهلة وبسيطة والحق واضح انه عنده

فطامي بغضب: انا يايبتنك تكون القاضي والا المحامي؟؟؟ مب على كيفك تحدد ويا منو الحق

المحامي: أنا ما أحدد الحق مع منو.. أنا اخبرج توقعاتي بناءً على المعطيات اللي عطيتييني اياها

فطامي: بس هو ما كان يصرف علي وأنا عند أهلي وبلسانه قايل ما بوديج عند اهلج

المحامي: بكل بساطة بيقول هي هاجرتني.. ودام انها هاجرة بيت الزوجية ما تحق لها النفقة.. ونفس الشي موضوع سيرة بيت أهلج.. بيسألونج كم كانت اطول مدة بين الزيارة والزيارة.. كم بتقولين؟ وانتي بلسانج قلتيلي انج دوم عندهم

فطامي نزلت راسها: يعني شو اسوي الحين

المحامي: نصيحتي الوحيدة لج حاولي تحلينها وياه بالهداوة.. ولا تيبين طاري النفقة والتعويض

فطامي: هو اللي يبغيني ارد له بيزاته.. من وين اييب كل هالبيزات!!!

المحامي: والله مادري شو اقولج يا اختي.. حاولي.. دخلي وساطات بينكم يمكن يسامح ويتنازل

فطامي: يارب الله يستر الله يستر من وين اييب كل هالفلوس

المحامي: الله المستعان يا اختي.. ادعي الله يلين قلبه وانا اتعابي الباقية بتنازل عنها تقديرًا لوضعج

فطامي قامت: مشكور ويزاك الله خير.. واسمحلنا على الازعاج

المحامي: ولا يهمج اختي.. تكلمي معاه بالهداوة وحتى لو عصب لا تعاندين ولا تسوين مشكلة تراه في موقف قوة.. الله يصلح الحال ويعينكم يارب

فطامي: آمين


***


كان المنزل عامرًا بالفرح.. الجميع سعيد وخبيرات التجميل يملأن المنزل

قالت شرينة شقيقة مهرة بابتسامة: ماشاءالله مهاري اللي يشوف هالتجهيزات يقول يوم عرسج مب ناجحة في مادة بس

أم سيف: خليها تستانس بنتي فديتها.. من زمان ماشفتها مستانسة هالكثر.. الحمدلله الخير وايد شو يعوقها عن الحفلات؟

شرينة: صدقج والله أمي.. عاد من زمان عن العزايم.. الا لاهين ويا العيال ودراستهم تولهنا على الفساتين والحفلات

منى (شقيقتها الأخرى): مهاري صدق عروس ماشاءالله تبارك الرحمن.. عقبال ما نشوف فرحتج بعرسج يارب

شرينة تزجرها: منى!

مهرة: آآآمييين يارب.. عقبال عرسي واشوفكن ترقصن ولا تيلس وحدة


***

دخلت أم سالم بثوبها المرصع بالفصوص تزينه عباءة شفافة تُلبس في المناسبات

أم سالم: ويدي شما ليش ما تعدلتي للحين!

شما: ما بحضر

أم سالم: لا والله؟ وانتي عاداتج هذي ما بتخلينها

شما: فيكم الخير والبركة تسدون عني.. اصلا محد يعرفني

أم سالم: كيف بيعرفونج وانتي منخشة طول الوقت في البيت؟؟؟

شما سكتت.. النقاش مع أم سالم خطأ كبير افضل ما تدخل فيه

أم راشد: بس غريبين بصراحة حد يسوي حفلة هالكبر عشان ناجحة في مادة؟ لو ماخذة الشهادة بعد بنقول

أم سالم: هاي سوالف الاغنيا.. يحتفلون على الفاضي والمليان.. اهم شي يلعبون بالفلوس ويخسرونها


أم خالد: والله انا لو لا غلاة أم سيف ما سرت.. مصاخة وخساير على الفاضي

أم سالم: هي والله صدقج.. بس ماعلينا المهم ان شما لازم تحضر ويانا.. الناس تشوفها على الاقل وتتعلم المواجيب خلاص مب ياهل هي!

بأم خالد: يلا شما تعالي ويانا الا دافنة عمرج في هالالوان والرسمات.. حتى الجامعة ماقمتي تسيرينها مب زين عليج بتمرضين

شما بيأس: ان شاءالله


***


ما هي الا ساعات حتى حضر الجميع.. صديقات مهرة، قريباتها، ومعارف العائلة.. باختصار كان حفلًا ضخمًا.. أقامته أم سيف لأجل ابنتها الصغيرة

كان الجو قد بدأ بالاعتدال، ولذلك أقامت الحفل بالقرب من مسبح الفيلا

قالت أم سهيل بنقمة: مهاري شو هالحفلة والطماشة.. اللي يشوف ما يقول وحدة متطلقة من كم يوم

مهرة بغياظ: عاد تبين الصدق خالوه.. هالحفلة مسويتنها لاني تطلقت.. ما صدقت افتك قلت ما تمر هالمناسبة بدون لا اسوي عررررس في البيت

شرينة همست لأختها: مهرة عيب شو هالكلام؟

مهرة: واللي قالته مب عيب؟

شرينة: عيب بس هذي حرمة كبيرة خلاص لا تراددين سويلها طاف

مهرة: ما في شي خلاهم يركبون على روسنا الا هالطاف

شرينة: ماعليه حبيبتي تجاهلي

فجأة سمعوا صرخة: هاااااااااي

مهرة بفرحة كبيرة: هلا هلاااااا والله

شرينة ببهجة: يا هلا والله بأحلى وحدة في العايلة هلا بحرمة اخوي

مهرة: بسم الله عليها من اخوج هذا

شرينة: شو بلاه اخوي؟ الزين كله "لفت على شهد" شهودة حبيبتي امج وين بسلم عليها

شهد: هناك تسلم على خالوه أم خالد.. ووياها بخوت اختي

شرينة مشت: زين عيل بسلم على العروس الثانية مرة وحدة

شهد ضحكت: والله اختج مب صاحية.. من عشرين سنة وهي تقول عرايس وللحين المعاريس مايوا عند باب بيتنا

مهرة: اخواني ماخذين سلك الرهبانية مابيعرسون حبيبتي عيشوا حياتكم

شهد: ماعلينا منهم اقولج ويين الرقص والهيصة شو هالحفلة المملة!!

مهرة بضحكة: نتريا معلمة الرقص.. يلا شدي حيلج ابهري امي عشان مررررة ما تخلص الحفلة الا وهي خاطبتنج لبو عبيد

شهد: ههههههههههههه

***

منذ خرجت من عند المحامي وهي تفكر بالأمر.. ليس لديها حل آخر.. عليها أن تخضع له.. عليها أن تفعلها.. الحياة لا تطاق هكذا

أجاب بعد أن اتصلت للمرة الخامسة

محمد: شو تبين؟

فطامي انصدمت: محمد شو هالأسلوب

محمد: احمدي ربج اني رديت.. شو تبين؟

فطامي بدت تصيح: أنا آسفة محمد

محمد: هاللي تبين تقولينه؟ سمعنا.. يالله اجلبي ويهج

فطامي: لا لحظة لا تبند.. بقولك شي.. محمد والله اني ندمانة على كل شي سويته.. والله وربي يشهد اني ندمانة.. انا ما بنكر اني غلطت واغلاطي وايد كبيرة.. بس ندمانة لاني فرطت فيك.. محد تحملني وحبني كثرك

محمد: مبروك بس ندمج يا واايد متأخر.. تحملتج وايد بس خلاص.. دورج انتهى في حياتي

فطامي تفضفض: محد يباني.. كلهم مستثجلين وجودي.. وعقب الاجهاض.. تعبت تعبت وايد.. الكل يتشكى مني متخيل حتى خواتي وامي

محمد رفع صوته: انتي ماتستحين على ويهج تطرين ولدي اللي ذبحتيه؟؟

فطامي: محمد والله ما ذبحته ليش تلومني؟؟ تراه ولدي بعد

محمد: انتي مافيج دم؟؟؟ سمعتج باذني تدعين عليه وتتمنينه يموت.. والحين ياية تتشكين من اهلج؟؟ مب هذيل اللي هديتيني عشانهم

فطامي: كنت حمارة.. والله حمارة.. اتحرا الكل يحبني ويباني.. محد بغاني غيرك.. محد حبني كثرك.. الله يخليك لا تخليني

محمد: قلتلج ييتي وايد متأخرة.. عافج الخاطر

فطامي: محمد دخيلك لا.. ردني.. دخيلك.. ما لنا غير بعض.. لا تنسى ايامنا الحلوة.. ويوم نصبح ونمسي على بعض.. ويوم تتدلل علي واتدلل عليك.. محمد دخيلك فكر عدل.. لا نخسر بعض

محمد ضحك باستهزاء: نخسر بعض؟

فطامي: على الاقل سامحني وتنازل عن التعويض.. ماقدر ادفعه.. من وين اييب؟؟؟ ان دفعت بتخلص فلوس الورث من وين اييب بيزات

محمد: قدمي على الشؤون يمكن يعطونج

فطامي: محمد دخيلك لا تتشمت فيني.. مالي غيرك.. انا حرمتك

محمد: توج تتذكرين انج حرمتي؟ خلاص وايد عطيتج ويه.. فارجي "وبند في ويهها"

بكل غضبه رمى بالهاتف على الأرض.. كان في أحد المقاهي يدخن كعادة جديدة اكتسبها بعد الفراق
شتمها بأبشع الألفاظ.. بألفاظ لم يتخيل يومًا بأنه قد ينسبها إليها.. غضب منها ومن نفسه.. لأنه كاد أن يضعف إليها.. بعد كل ما ارتكبته بحقه.. كان سيضعف ويتنازل لها

كان يحدث نفسه بغضب مستشيط: تباني اتنازل الحقيرة اللي مب شايفة خير.. اللي ما عزها ورزها غيري.. والله نجوم السما اقرب لها.. والله لا اسود عيشتها.. لاخليها تتمنى الموت ولا تحصله "ضرب صدره بقوة" وأنته.. والله ووالله إن خضعت لها والله لاجلعك من مكانك.. والله لا اذبح عمري ولا اخليك تخضع لها

رمى كل شيء أمامه وخرج يقود السيارة بكامل غضبه

فجأة خطرت بباله فكرة.. وكأنها شيطانٌ اطل على عقله
تجربة أخبره عنها أحد زملاء العمل.. قال بأنه إن ضاقت عليه يشرب
لا يقصد الماء ولا العصير.. بل يشرب الخمر.. كان يصف الخمر بأنه غطاء للعقل.. يأخذه إلى عالم آخر.. هو الآن يحتاجه.. يحتاج أن يغيب عقله.. لأن الألم الذي يشعر به أكبر من أن يستطيع تحمله.. عليه أن يبحث عنه.. ولكن كيف؟ وأين؟
لقد قضى حياته بطريقة مستقيمة ولا يعلم حتى رفقاء سوءٍ قد يعينونه

فأمسك هاتفه بجنون يبحث عن رقم الرجل ويدعو أن يكون قد سجل رقمه


***


الأعراض تزداد عليها ولا تنقص.. تشعر بضعف شديد.. وآلام معوية ولوعة لا تنتهي.. تزداد خصوصًا في الصباح.. هي قد جربت كل هذه الأعراض من قبل.. ليست قرحة كما تقول جولييت ولا التهاب

حسمت أمرها واشترت جهاز الفحص والصدمة أنها كانت بالفعل... حامل!

.
.

نهاية الجزء الخامس والثلاثون

سلالة من لهبWhere stories live. Discover now