سلالة من لهب

14

الجزء الرابع عشرة


في المخيم

كان جاك مبلغنه قبل بيوم إنه بياخذ هاليوم إجازة، لأنه داوم في يوم إجازتهم الوحيد.. ورغم هذا افتقده.. بالذات مع المشكلة الغبية اللي استوت وإهمال الفريق اللي واضح إنهم خلاص ملّوا ويتريون الردة للبلاد بأسرع ما يمكن

اتجه لكرفانته ودق الباب دقات بسيطة

فتح له جاك ببجامة وابتسامة عريضة: اووه اهلا boss.. هل اشتقت إلي؟

خالد باستخفاف: نعم يبدو بأنني لا استطيع الصمود بدونك ولا ليوم واحد "يحاول يزيحه عن الباب" هيا لنذهب

جاك يحاول يمنعه: هوب هوب على مهلك ايها الboss.. لا يمكنك الدخول

خالد باستغراب: لماذا؟

جاك باحراج: لدي ضيوف "يرفع يده باستسلام وتبرير" لست مسلمًا مثلك

خالد: لن اتدخل.. ولكن كيف؟

جاك غمز له: سأعطيك الوصفة بعد قليل.. سأبدل ملابسي وآتي لنجري معًا

خالد هز راسه وابتعد.. صح إنه يشمئز من هالتصرفات لكنه في النهاية ما له حق يحكم عليهم باعتبارهم مختلفين عنه دين ومعتقدات.. قال في خاطره: عافانا الله مما ابتلاهم

بعد دقايق طلع له جاك بلبسه الرياضي ودبة الماي في ايده: لنذهب

خالد هز راسه بالايجاب

جاك وكأنه كان يتريا اللحظة اللي يتكلم فيها: بعد مشكلتها مع سونيل كما تعلم فقد اعتذر عمّا تبقى من مهامه وفضّل العودة إلى البلاد مع فريق العينات.. يبدو بأن شوكته قد كسرت ولم يطِق رؤيتي بعدها

خالد بنقمة: علاقتك الغرامية كلّفتني موظفًا مجتهدًا

جاك يضحك: اعتذر عن ذلك.. وسأعوضك لاحقًا.. هذا وعد مني

خالد: سنرى

جاك: وبما أنها قد قررت الانفصال أخيرًا.. استغللت الوضع وبدأت بالتودد لها بشكل يومي إلى أن وقعت في شباكي مرة أخرى

خالد مابغى يعرف تفاصيل أكثر: أتمنى أن تتزوجا هذه المرة

جاك: بالطبع.. فإنني عربي في هذه الأمور.. ليس للعشاق سوى الزواج

خالد ضحك عليه

***

شما كعادتها آخر فترة كانت تتأمل المكان أغلب الوقت وقبيصة يرسم عدالها.. وساعات ترسم وتوقف تتأمل أكثر الوقت.. منها تتعبد الله ومنها تستلهم أفكار للوحاتها

وسط تأملاتها قاطعها غصن يابس ارتطم ببشرتها الناعمة، رفعت عينها شافت الشخص اللي فرّه عليها يتأملها بعيون متمللة

عقدت حواجبها بضيق: اففف شووو

حرب يقلدها: تحدثي العربية.. وليس "شوووو"

شما بوقاحة: ماذا تريد

حرب تعود على وقاحتها وتجاهلها لكونه شيخ من بني جلمود.. قال بخبث: أريد... امممم أريدك!

شما فتحت عيونها: نعععم!!!

حرب قهقه: أريد كتابًا آخر لصديقي

شما تحاول تلملم إحراجها: أي كتاب!

حرب بهدوء: القرآن الكريم

شما: آه صحيح.. اممم.. كان عندي واحد فقط.. وعطيتك اياه

حرب: ابحثي عن آخر

شما بضيق: من اين في هذه الصحراء!!

حرب: لا اعلم.. تقاتلنا عليه انا وعفريس.. عليك احضار واحد آخر مهما كلف الثمن

شما ببهجة: لم تتقاتلون عليه

حرب: به شيء غريب.. وممتع للقراءة.. معانيه بليغة وأوصافه لم نسمع مثلها من قبل.. إنه كما قال عفريس به لحلاوة وإن عليه لطلاوة.. وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق.. وإنه يعلو ولا يعلى عليه

شما براحة: لأنه كتاب معجزة قد أنزله الله تحديًا للعرب

حرب هز راسه وهو يتحرك: كما أخبرتك.. عليكِ إحضار واحد آخر لي

شما: ساحاول

حرب: سنطلع غدًا فجرًا.. عليك احضاره اليوم

شما: في الليل!!! اخاف لا يوجد اضاءة

حرب: احضري سكينًا في حال داهمك أي حيوان مفترس

شما بخوف: حيوان مفترس؟

حرب بلا مبالاة: أنت في الصحراء!

***

كان يفكر بها وبسبب غيابها

ليكون اخوها رد والله يعلم شو سوى فيها هذي المرة.. ضربها.. ذبحها.. الله أعلم.. وعندهم امتحان باجر وهي ماتدري أكيد لانها ماتتواصل مع حد من الشعبة

كان يحاول يتجاهل هالافكار من يوم خلص الكلاس ولا حضرت.. كان يحاول يقنع نفسه إن ماله خص بشي وهي مشكلتها.. تقدر تتواصل مع الدكتور وتسأله شو عندهم.. بس ما قدر يريّح ضميره

في النهاية قرر يكتبلها مسج على الواتساب بما إنها طلعت من القروب.. بس رقمها مخزن عنده بدون اسم.. ومايدري ليش خزنه.. بس احتياط

كتب في مسج واحد: السلام عليكم اختي شحالج؟ وياج حميد من كلاس ال****.. شحالج ان شاءالله بخير ماداومتي اليوم؟ بكل حال حبيت ابلغج ان عندنا باجر امتحان في جابتر 3 اتوقع إن ماعندج خبر

سكر التلفون ويلس يتريا التنبيه.. بس ما وصله شي.. سمع اذان المغرب.. اكيد بتصلي.. يلا بترياها وبصلي عقب عشان اركز

مرت عشر دقايق ولا ردت.. وايج "استرق النظر" من الستارة يشوف الدنيا حمرا وبدت تظلم
استغفر ربه وفز يصلي وهو يجلد ذاته.. وقت صلاة المغرب طاف لانه مشغول ببنت ما تحل له.. كان يستغفر طول الوقت وهو يدعي الله يغفر له ويتجاوز عنه خطأه

***

منذ دقائق في بيت خولة

كانت مجابلة أخوها عبدالله اللي ارتفعت حرارته أمس.. وكان هو السبب اللي خلاها تغيب عن كلاساتها.. مابغت تسير وتهده وهي تدري إن ماعنده غيرها

جهزت له شاي أحمر بالليمون وسمعت صوت رنة الواتساب واستغربت.. لأنها ماتعودت يكلمها حد غير عبدالله أخوها.. منو الشخص اليديد اللي يكلمها؟

تجاهلت الصوت وصبت الشاي في الدلة البيضا الوحيدة الموجودة في مطبخهم.. دلة أطرافها بنية من أثر الاستخدام
غسلت كوبين عليهم شعار شركة الشاي.. رابحينهم مع المشتريات واتجهت لغرفة اخوها

دقت الباب ودخلت مثل ما تعودت

عبدالله يتأفف: اففف شو يايبة بعد هالمرة؟

خولة بصرامة: جب ولا كلمة.. عاد هذا طعمه حلو.. يا ويلك ان ماشربته

عبدالله: ياخي والله انج مزعجة.. المريض يبا راحة عشان يستوي بخير بس الواحد وين يرتاح وانتي اخته

خولة تتجاهله وتحط الصينية على الارض وتتقرب منه: مب ع كيفك يلا اشرب بصبلك وبصبلي.. متوضي؟ شوي وبيأذن المغرب

عبدالله: هي متوضي.. بس دامنه بياذن لا تصبين.. بيبرد وانتي ماشربتي

خولة تدزه من كتفه بخفة: ونحن ماشربنا لانك بتشرب وياي يا حلووو

عبدالله: استغفر الله

خولة: يلا بصب الحين ولين نصلي بيكون برد شوي وتروم تشربه على طول ماتتريا.. وانا بسير اصلي وبرد لك اتطمن.. ان صبيته في مكان يا ويلك تراني اعرف هالحركات

عبدالله مكشر: اعوذ بالله.. عشرين كلمة ورا بعض.. هذا حلج والا رشاش

خولة شهقت: اعووووذ بالله من عينك يالحسود قول ماشاءالله

عبدالله: مابقول عناد يمكن تفكيني من حشرتج

خولة تضاربه: اييه قول والله مب زين هالمواضيع مافيها مصخرة

عبدالله: ما بقول شو بتسوين؟؟

خولة: ما بسوي شي.. الله بيحفظني الحمدلله قارية اذكاري "وقبل لا تطلع من الحجرة سوتله مالت بايدينها"

***

سمحت لنفسها تدخل غرفته وتترياه على الشبرية لأنها تعرف إنه ما بيمانع وبالعكس بيزعل إذا شافها واقفة تترياه عند الباب

دخل بكندورة بيضا نادر تشوفه لابسنها.. كان واضح إنه راد من الصلاة

شما بابتسامة: تقبل الله يالحلو

خالد بنفس الابتسامة: منا ومنكم.. منورة الغرفة شماني

شما: بوجوك يالغالي

خالد: شحالج حبيبتي؟ شو الرسمات تفوقتي على بيكاسو والا بعدج؟

شما ضحكت: ههههه بعدني احاول

خالد: ربي يوفقج حبيبتي.. شكلها في حلجج رمسة

شما بابتسامة: هيه

خالد: آمريني

شما: بغيت اسالك اذا عندك مصحف زيادة

خالد عقد حواجبه باستغراب من الطلب: مصحف زيادة؟

شما: هيه ابا اعطيها شخص

خالد: ومنو هالشخص

شما: ماقدر اقول.. بس دخيلك اذا عندك عطني اياه

خالد: ما عندي الا واحد.. واحتايه

شما: انزين عطني اياه الله يخلييك بلييز ماعليه اعرف ان طلبي وقح وبجيح بس دخيلك ابغيه ضروري

خالد: بسم الله الرحمن الرحيم انتي شوفيج

شما: ماقدر اعطيك وايد تفاصيل بس صدقني ماكنت بطلبه منك لو ماكان هالشخص فعلا يحتاجه

خالد: خليه يشتريله مايباله الموضوع وايد

شما بوزت: خالد دخيلك.. بعدين بتكسب أجره.. ماعليه اعرف انك متعود على وردك بس تحمل كم يوم ونرد البلاد.. ابغي المصحف ضروري

خالد توجه لمكان المصحف: أعوذ بالله من حنتج.. ما تملين من الحنة

شما تبتسم: لا.. لين احصل اللي اباه

خالد: الله يستر منج "مده لها"

شما شلته وحضنته: حبييبي شكرًا.. ولا تزعل مني والله احتاجه.. احتسب اجره ويارب يبارك فيه وينتفعون منه قول امين

خالد: آمين

شما طلعت: يلا بااااي

***

خلصت صلاة وكانت بترد لاخوها بس تذكرت مسج الواتساب وفتحته تتأكد من المرسل.. انصدمت يوم شافت.. وقلبها بدا يدق بخوف

هذا شو يبا فيني!!! كافية الكل شري وخصوصًا الشباب ولا احتك بحد.. ليش يكلمني وليش يتطمن علي ليش انا منو وهو منو!!

يمكن الموضوع يكون بسيط بالنسبة لأي بنت ثانية.. يمكن وحدة تعتبره مجرد شخص حب يكسب فيها اجر ويخبرها عن الامتحان.. وعدد كبير من البنات يمكن تستانس إذا حصلت اهتمام من شاب مثل حميد.. فيه كل المواصفات الحلوة.. شكله جيد، من عائلة محترمة، مجتهد في دراسته.. رزين.. ما تعرفه عدل بس مبين عليه محترم

بس هالاشياء كلها ما تناسبها.. فكرة الارتباط بكبرها ماتناسبها.. ولا حميد يناسبها.. ولا اي شخص ثاني محترم.. هي باختصار من عايلة زبالة.. سمعتها في الحضيض مهما حاولت تلبس ثوب العفة والطهارة.. تربت في بيئة قذرة.. تعقدت من كثرة الرياييل الفاسدين حولها واللي للأسف يدخلون حتى بيتهم.. حتى ولو كان دخولهم ما يتعدى حوي البيت "الحوش"
مستحيل أي شخص محترم يرضى يناسبهم.. محد بيناسبهم الا الناس اللي مثلهم وهي مستحيل ترضى بواحد جي.. وهالسبب يخليها تكنسل الزواج نهائيًا

ما كانت تبغي ترد.. لكنها ردت لأنه عاملها بالإحسان وعطاها خبر عن الامتحان اللي لو ماعرفت عنه كانت بتخسر فيه على الاقل خمس او عشر درجات وهي اكثر وحدة تعرف شكثر الدرجة تفرق في حياة الجامعة

كتبت: وعليكم السلام.. الحمدلله بخير ونعمة.. مشكور لأنك خبرتني عن الامتحان يزاك الله خير وفي ميزان حسناتك يارب

رد عليها بعد ثواني: العفو.. اجمعين

سكرت التلفون وفتحت الجابتر.. اوكي اممم كانت حاضرة الشق الاول ف تقريبًا هي فاهمة الفكرة الاساسية.. وصلت جزئية من الدرس ماعليها اي كلام.. مجرد نقاط رئيسية.. فتحت الكتاب ومافهمت شي.. كل شي مبهم

قررت تتجاوزه ويوم تخلص من المقرر ترد تدرس هالجزء.. بس شافت ان كل شي يعتمد عليه.. قررت تكلم حميد.. محد غيره بيساعدها.. اقنعت نفسها إنها بتحاول تكون رسمية كثر ماتقدر عشان ماتدخل في التجاوزات ولا يفتحون سوالف ما لها داعي

كتبت: اعذرني اخوي عندي سؤال "صورت له الصفحة" وكتبت.. حاولت افهم هالجزء لكن ماحصلت اي اجابة عليه واكتشفت ان الجزئية الباقية تعتمد عليه.. ممكن تخبرني وين بلقى المعلومة؟

حميد رد بعد دقايق: هيييه هذي شرحها الدكتور على البورد.. بصورلج الملاحظات اللي كتبتها "صور وطرشلها" اذا في شي مب فاهمتنه لا تستحين تسألين

خولة كتبت: مشكور ويزاك الله خير

شافت الصور وفتحت الكتاب عشان تربط.. حاولت تعصر مخها ومافهمت اي شي لسبب رئيسي وواضح.. الملاحظات مب مفهوم منها اي شي!!
الخط خايس والحروف مكتوبة بطريقة غريبة.. وواضح ان الشخص يكتب كل اللي يفكر فيه بدون اي ترتيب.. وتحس ان في اجزاء ناقصة يمكن تكملتها في عقله

كتبت: اعذرني مرة ثانية.. اعرف اني مصختها وازعجتك.. بس ما فهمت الملاحظات.. ممكن تكتبلي عن شو تكلم بالضبط بدور الشرح في النت

حميد: ما يحتاي انا بشرح لج

خولة: ماعليه ما بتعبك وياي.. ممكن تكتبلي الدرس

حميد كتبلها اللي تبغيه ولا حصلت اي جواب مفهوم لسؤالها.. لقت وايد مقاطع لمواضيع مشابهة لكن الشي اللي تبغيه ما لقته

خولة بكل احراج وتردد ردت كتبت: ما حصلت شي!

حميد: ههههههه يا بنت الحلال قلتلج بشرحلج انتي مب طايعة

خولة: ما بغيت اتعبك وياي.. اعرف اني ازعجتك

حميد: ولا يهمج.. عندج برنامج ****؟ بفتح بورد ابيض وبشرح بالضبط جنه جدامج وانتي تسمعين.. اعتبريني مدرس.. ومب لازم ترمسين اذا ماتبين.. تقدرين تكتبين وانا اقرا اسألتج

أول ما قرت المسج سكرت التلفون وفرته عدالها.. ردت راسها على اليدار تفكر

حليله حميد مول ما قصر وياها.. رغم اسلوبها الزفت كان يحاول يساعدها.. ويمكن فعلًا ما يكون يبغي منها شي بس هي متعقدة من الرياييل

***

كان يكلمها برغبة صادقة ونية صافية بأنه يساعدها.. البنت مبين عليها بنت حلال ويمكن الظروف حدتها على إنها تدخل مكان مختلط.. الله أعلم

عقد حواجبه باستغراب أول ما شافها قرت اللي كتبه عن البرنامج واختفت بكل وقاحة ولا ردت عليه حتى

شو بلاها تتحراني باكلها؟ حاولت اني اكون طيب وياها كثر ما اقدر واحتسبته لوجه الله بس هي مصرة تعاملني معاملة الذيب والفريسة

فر التلفون عداله وقال في خاطره: بالطقاق اللي يطقها يعلها ما فهمت.. خيرًا تفعل شرًا تلقى!

عقب دقايق وصلته رنة الواتساب ورغم بغضه لتصرفها ما قدر يمنع نفسه يشوف الرسالة

كانت بسيطة وواضحة: بنزله

لا ارادي ابتسم وقام يفتح اللاب يجهز للدرس بحماس على غير العادة
كتب لها طريقة التسجيل وشبكوا ويا بعض وكان يشرح باندماج ورسمية تامة لين فجأة بدا يسمع صوت ريال يصارخ باسمها وهي باحترام قالتله انها مضطرة تبند بس يمكن ماقدرت.. سمع صوت صراخ وسب.. ما كان الكلام واضح.. بس شكله أخوها الصايع رد وناوي عليها نية شينة

من الاحترام والرجولة إنه يسكر ولا يتسمع.. لكنه ماقدر.. يحس إنه واقف ستاند باي اذا حس إن في عنف بيسير يفزع لها.. بس كيف وهو مايعرف وين بيتهم؟ يكلم فاضل ولد اليران عشان يطرش لهم دورية؟؟؟ مايدري بس راسه دار وماعرف كيف ممكن يتصرف

مافي أسوأ من قلة الحيلة

***

في صالة بيت بو خالد

أم خالد وبناتها يالسات في الصالة يتقهوون ويسولفون
هالمرة كانت موجودة أم لطيفة، أصغر من أم سالم وأكبر من أم راشد.. معرسة وساكنة بعيد عنهم

أم سالم تراويهم: شوفوا شو رايكم بهالكوشة

أم لطيفة باستغراب: كوشة شو؟

أم راشد: حق عرس شموه.. جي ماعندج خبر؟

أم لطيفة: امبلى خبرتني أميه.. بس قالت بعده ماستوا شي

أم سالم تتطالع تلفونها: والله عاد استوا والا ماستوا نحن ماعندنا سوالف طويلة.. خطوبة وملجة وعرس على طول شو يباله بعد!

أم لطيفة: حتى ولو عنبوه البنت ماشافت ويه الريال وانتي تتنقيلها كوشة

أم سالم: هي خليني استانس باختي فديتها بدلعها مابخليها تتعب عمرها بشي

أم لطيفة بنقمة: الا تبين العرس كله على هواج مب لسواد عيونها

أم سالم: كلن يرى الناس بعين طبعه.. انتي خلج بعيد

أم لطيفة: ليش هي اختج انتي بس؟

أم خالد بغضب: لا والله.. قومن مطن شعر بعض.. عنبوه حريم كل وحدة عيالها طولها تتضاربن عشان كوشة وفستان

أم لطيفة: أمي فديتج انا ماضاربت حد.. بس أنا اقول ان تو الناس.. خلوا البنت توصل بالسلامة وتوافق وعقبها خير

أم راشد: بس أم سالم تقول انها مامانعت

أم لطيفة: وماوافقت.. أم سالم تسمع اللي تباه بس

أم سالم: هي ام سالم الشينة وانتي فيج الزين كله.. والله مب منج مني انا اللي هادة بيتي ويالسة مجابلتنج (تكلم عيالها) يلا امي حبايبي شلوا اغراضكم بنسير

أم راشد تحاول تهدي الوضع: تعالي الله يهديج يا أم سالم انتي على طول تلبقين.. يالسين نسولف ماله داعي تتحسسين

أم سالم بغضب: يعني انا الغلطانة والمتحسسة

أم خالد: لا حول ولا قوة الا بالله.. يوم يهال فججنا بينكن الحين شو بنفجج؟؟ خلاص انتي قري في مكانج "تصد على ام لطيفة" وانتي صخي بعد عن اختج

أم لطيفة بعدم اهتمام لدراما أم سالم: اقولج مريوم (أم راشد) شو استوا على فستان شموه جهزته المصممة؟

أم راشد: بعدها تقول بتحط فيه اللمسات الأخيرة.. وكل يوم تذكرني ان شما لازم تسير تقايس

أم لطيفة: صدقها.. هذي ما طلع خبالها الا يوم عندنا عرس

أم سالم ولا جنها زعلانة: شما ياهل الغلط مب منها من اللي مودنها

أم خالد: عادة لين هني ويلا مايخصج في ولدي يسوي اللي يباه

أم سالم: أمي تراه مب ياهل ولدج عشان تدافعين عنه

أم خالد: ولدي ما غلط ولا سوا شي يانا يستأذن منا ونحن عطيناه الاذن

أم راشد: حتى ولو امي شوفي كيف متبهدلين نحن باغراضها.. الا ندورلها فستان الا نعال واكسسوارات وذهب.. يالله يالله نجابل بناتنا

أم لطيفة: خفي علينا يا ام البنات.. اخرتها اليابسات فطامي وخولوه

أم راشد ضحكت: ههههههههه فديتهن بناتي.. يابسات والا غيره بتشوفين كيف بيطلعن في العرس... أحلى عن العروس

أم سالم: مالت عليها اللي مب شايفة خير هذي وين تعرف تلبس عدل والا تكشخ عشان تنافس بنات اختي

أم لطيفة: لا اله الا الله.. أم سالم مب ناوية ترحم حد اليوم

أم سالم: انتي شو يعورج ذنوبي والا ذنوبج

أم لطيفة ضحكت: هههههههه اوكي سكتنا بس لا تعصبين حشى جبريت "كبريت"

***

شلّت المصحف وطلعت بعد المغرب على غير العادة وبحذر شديد.. شلت وياها بجلي "مصباح يدوي" احتياط اذا ماشافت الدرب.. مع انها تعرف انه بيكون موجود وأكيد بيوصلها

كانت اضاءة الشمس خفيفة والظلام أكثر عن النور.. سمّت بالله وهي تمشي وتفكر كيف ممكن تقنعه يسلم قبل لا يردون البلاد بالذات انه طالع رحلة لمدة أسبوع وهم بيردون بعد أسبوعين بالضبط.. يعني ماعندها الا اسبوع واحد تقنعه.. ويمكن تقدر وأغلب الظن إنها ما بتقدر

حرب رغم عدم تديّنه الا إنه متمسك بعادات وتقاليد القرية بكل ما فيها.. ويقدّس قبيلته تقديس عظيم

***

كان يقف في منطقة صحراوية ما بين القرية والمخيم.. يراقب المكان بهدوء وسكينة.. يترقب حضوها
شعر بخطواتها فابتسم.. وشعر بأربع خطوات أخرى فتوجّس
حاسته بما حوله قوية جدًا.. ومحال ن تخطئ.. فهو الصل.. كما يعرفه أهل القرية.. ومحال أن يخطئ وقع الأقدام
ركز نظره في الظلام.. رأى عينين تلمعان.. واشتم رائحة شديدة الكراهة.. إنه هو

حرب.. الصيّاد المحترف.. أعلم الناس به.. لطالما تعرض لهجوم من أشباهه.. ولطالما حذر الصبيان منه

لم يخشاه يومًا.. بل كان يتمتع بقتاله وكأنه في مصارعة حرة.. ولكن قضية اليوم مختلفة.. فهو يخطط لأن تكون "هي" عشاؤه

والخطوات الأربعة أقرب إليها من خنجر الصل المنحوت!

نهاية الجزء الرابع عشرة

توقعاتكم لـ

جاك وإيفا شو دورهم في الرواية؟ والا مجرد شخصيات مكمّلة
مشروع شما بإدخال حرب للإسلام بينفع؟
خولة وحميد بدوا يتعدون الحدود.. وإلا بعدهم في بر الأمان؟
وأخيرًا.. بطلتنا.. والأربعة أرجل.. والصل!