22

545 19 1
                                    

الجزء الثاني والعشرون


كان الليل في آخره، والفجر يبزغ بعد اقل من ساعة

نزل من سيارة الأجرة الفخمة إلى منزل والديه الضخم.. مشى مسافة شبه طويلة، عابرًا ما بين البوابة الخارجية والباب الداخلي

فتح الباب بهدوء خشية أن يزعج أحدًا، برغم استحالة أن يصل الصوت إلى الغرف

سحب حقيبته ذات العجلات الأربع بهدوءٍ قاطعه صوت والده

بو سيف: ها الرغيد.. الحمدلله على السلامة

أغمض عينه اليمنى وكأنه تعرض للكمة في وجهه.. لم يكن مستعدًا لأن يلتقي بأي أحد.. والأصعب كان اللقاء بأبيه!

بو عبيد اقترب يبوس راسه: الله يسلمك الوالد.. شحالك طمني عنك؟

بو سيف: الواحد وين يشوف الخير وهو مب شايف ضناه من شهرين

بو عبيد: الا هي 4 أسابيع يا بو سيف.. يا حبك للمبالغات

بو سيف: مسود الويه انا تقول عني مبالغات؟

بو عبيد ضحك: هههههههه أسولف وياك الوالد.. ماشي الله يسلمك كان عندي مهمة عمل، ويوم خلصتها سرت المطار وحجزتلي على أول طيارة.. مغامرة يعني

بو سيف: هي ماقلت عندي أهل.. أم وأبو مساكين طايحين فالبيت الله يعلم بهم حيين والا ميتين بسلم عليهم قبل لا أطير.. سافرت وطرشتلنا شنطك البيت جنك عايش بالايجار

بو عبيد: محشوم الغالي.. وماعليكم شر بإذن الله وعمركم طويل

بو سيف: كلامك وايد وكله على الفاضي.. ليت فعولك مثل رمستك بس

بو عبيد قهقه: ههههه مقبولة منك يا بو سيف.. لو من غيرك ماطوفها بس منك عسل والله

بو سيف هز رأسه بيأس: الله يهديك ويصلح بالك بس

بو عبيد: آمين

بو سيف لف ايده يطالع الساعة: مب باقي على الأذان الا نص ساعة، لا ترقد ويا الشياطين

بو عبيد يتثاوب: لا لا افا عليك ما برقد

بو سيف: والله مبين الجذب من عينك.. بييك اطالعك عقب نص ساعة إن حصلتك راقد بمرغك بالعصا

بو عبيد: افااا يا بو سيف ريال شطولي فوق ال35 سنة تبا تمرغني؟

بو سيف: وامرغ اللي أكبر عنك لين تغدون رياييل

بو عبيد: اوف اوووف غاضب على البجر "البكر" بعد شو مستوي

بو سيف: طريناله العرس.. جنه طارين له جنية.. بهت وشرد

بو عبيد: ههههههههههه لو طاريله جنية أهون عليه.. أبوية بشور عليك يوم تبا تخطب لسيف، اخطب لربيعه خالد بن راشد ال**** طبجته وشورهم واحد

بو سيف: ليش تتحراني مافكرت فيها؟ وهذا خالد أخس عنه من طريتله العرس مرة ماشفت ويهه عقبها.. أعوذ بالله منهم هالرياييل كل واحد ميمعلي هالشيب في لحيته وحارمينا من الذرية

بو عبيد: ماشاءالله ابويه عيالك شكثرهم، وأحفادك من بناتك تارسين البلاد من الشرق للغرب، شو تبا بعد ذرية

بو سيف: اذكر الله يالهيس.. ذرية البنات حق ابوهم، انا ابا حد يشل اسمي.. عنبوه لا من كبيركم ولا من صغيركم.. مافيكم حد يبرد اليوف

بو عبيد بمزح: ولا يهمك ابويه باجر بسير بتنقالي عروس بروحي وبييبها.. كله ولا زعلك يا بوسيف

بو سيف: هذا اللي يباني انش له.. هاللي قاصر بعد اتيبلنا وحدة مالها بطن وظهر

بو عبيد: ليش بتزوج حنيش؟

بو سيف: يالله طولج يا روح.. خلوف فارج عن ويهي رفعتلي ضغطي تراك

بو عبيد ضحك: هههههههه على هالخشم.. يالله تصبح على خير

بو سيف: صل قبل لا ترقد

بو عبيد: ان شاءالله

لفَّ متجهًا إلى السلم المؤدي لغرفته، فتح الاضواء، ووجد الغرفة على عكس حالها عندما خرج منها.. كانت مرتبةً وكأنها لم تمس

خلع ملابسه بفوضوية تامة ورمى كل شيء على الأرض، فتح اجهزة التكييف واغلق الإنارة ليغط في نومٍ عميق.. متجاهلًا توصيات والده المستمرة له بالصلاة على وقتها

فقد قال في نفسه: بصلي يوم بنش!

***

أغلقت مصحفها ووضعته على الرف المخصص له في مَصْلاها
وضعت جانب رأسها على السجادة واستلقت بطمأنينة الذي قد قرأ كلام الله بقلبه قبل شفتيه

تستأنس بالقرآن في وحشتها، وترتاح معه
تنتظر الثلث الأخير من الليل طيلة اليوم، لتعود إلى الله وتحادثه، وتفضفض له.. فليس لها بعد الله أحد، ولا قبله أحد
فهو الوحيد الذي يشعر بها، ويفهمها من دون أن تنطق.. وإن خانتها الأحرف والكلمات التعبيرية.. لأنه الله

غفت على سجادتها بدون أن تشعر، إلا بعد مضي ما يقارب الساعة، نهضت بكسل إلى فراشها، ولكن عينيها أبت أن تنام

قررت أن تنزل لتحضر الإفطار لأبيها، قبل أن تبدأ به أمها
وجدت أخيها الأكبر، خالد، في المطبخ يحضر إفطارًا بسيطًا.. مكونًا من شريحتي خبز محمصة، وجبن، وبيض مسلوق

شما بابتسامة: صباح الخير

خالد: صباح النور يا قمر

شما: منو القمر؟ ليكون أنا؟

خالد غمز لها: أم الوردي والحركات

شما ضحكت بخفة: هههههه.. شو تسويلك؟

خالد: توست وجبن وبيض، مثل ما تشوفين.. ولو تسويلي جاي مخدر بتسوين فيني خير، لأني ماعرف غير الماي والليبتون

شما: من عيوني

وبدأت بتحضير الشاي كما يحبه أخيها ووالدها، شاي أحمر مركّز، ومعطر بالبهارات الشعبية التي لا تفارق مطبخهم

شما بتفكير: بسألك خالد

خالد: اسأليني

شما: عليا وين؟

خالد: منو عليا؟ بنت نورة (أم سالم)؟

شما عقدت حواجبها: لا طبعا.. اقصد عليا اللي كانت ويانا في المخيم

خالد: شو دراني عنها

شما: اممم ما سمعت شي عنها؟ على أساس بنتواصل ويا بعض في البلاد، وموول ماسمعت شي عنها وحاولت اتصل بها كم مرة رقمها مقطوع.. عاد أنا ماخذت حساباتها في السوشل ميديا "عاتبت نفسها" منو يتواصل بأرقام الحين؟

خالد تجاهل ثرثرتها: ماعرف شي غير إنها قدمت استقالتها أول ما وصلنا، ورفضت طلب الادارة بالتفاوض ومقابلة الخروج من العمل

شما بتعجّب: معقولة! لييشش! غريبة ما قالتلي بتطلع

خالد: الله أعلم.. زين افتكيتي منها، ما وراها الا المشاكل

شما: ليش جي تقول عنها؟ مارضى على عليا تراها مثل أختي.. ووايد تعز علي.. ولا شفت منها الا كل خير.. بليز اذا تحبني لا تضايجني بهالرمسة عنها

خالد بعدم اهتمام: يصر خير

***

"الماضي القريب"

بعد يومين من انتهاء مهمة العمل

أنهت طلب الاستقالة وأرسلته إلى مديرها د. خالد، وأتبعته برسالة الكترونية جديدة، خصصت فيها كل طاقم العمل واستثنت خالد، كتبت سطورًا طويلة، تختلف بمحتواها عن الرسالة الرسمية، كتبتها من كل قلبها، تعبيرًا عن الشكر والامتنان، لكل ما تعلّمته منهم، وكل السنين التي قضتها معهم.. وختمتها بطلب خاص بأن يعفو عنها زلّاتها واخطائها التي بدرت منها بقصد أو بغير قصد.. وأن لا يترددوا بمراسلتها إن احتاجوا شيئًا منها

وضغطت "إرسال"

أسندت ظهرها على كرسي المكتب الأبيض، الذي اختارته والدتها ليناسب تصميم الغرفة الوردي بالمجمل

اتخذت قرارًا جنونيًا، واتخذته على عجل.. ولكنها استخارت الله عشرات المرات، وتعتقد بأنه الأفضل لبدء حياة أكثر التزامًا وهدوءًا

قررت قضاء اليوم مع أمها، بالرغم من الفجوة الهائلة ما بينهن.. إلا أنها تبقى والدتها وهي مأمورة ببرها

نزلت إلى غرفة المعيشة، وجدتها تتحدث إلى أحد خالاتها عبر برنامج المحادثة المرئية.. قبلت رأسها وجلست على مقربة، تشاهد التلفاز، رغم غيابها عنه ذهنيًا

انتظرتها إلى أن انتهت، وقالت بابتسامة ملاطفة: ماشاءالله سوالفج انتي وخالوه ماتخلص

أم علياء: شو نسوي مالنا غير بعض.. الله ياخذها فطوم طعنتنا في ظهرنا وسارت تيلس ويا بنات جليثم وهي تدري إن احنا ماندانيهن

علياء في خاطرها "آآآآخ يا أمي بدينا": هيه الله يهديها يارب

أم علياء: الا الله ياخذها ويعلها تبتلي عشان تعرف جيمتنا

علياء هزّت راسها بصمت، لا شيء سيوقف النقاش مع أمها إن بدأ

علياء: أمي أنا قررت قرار وأبا اشاركج اياه

أم عليا تثبت نظارتها وهي تضغط على الهاتف: ها أميه قولي فديتج

علياء: بتحجب

أم عليا نظرت إليها نظرة سريعة، وعادت إلى هاتفها: زين زين يالله مبروك حبيبتي

علياء: الله يبارك فيج

أم علياء وهي تلعب بهاتفها: هييه فترة وبتفصخينه.. أعرف سوالف التدين هاي قوم بو يومين.. وانتي بالذااات اعرفج مب مال حجاب والتزام.. تموتين في الترصص والتفصخ

علياء استمعت بهدوء

أم علياء بضحكة: تحيدين يوم كنتي صغيرة ييتيني مرة تقولين اميه بتحجب وقلتلج يلا زين تحجبي ولبستيه يومين عقب قلتي خلاص مابا شكلي مب حلو؟

علياء: هيه.. البنات قالولي شكلج بايخ

أم علياء: هيه شفتي وعاد انتي تأثرتي ويلستي تصيحين وانا قلتلج خلاص شو تبيبه عقيه

علياء: كنت ابا اتحجب شراتكم

أم علياء: هييه نحن تعودنا خلاص على الشيلة.. عقب هالعمر تبيني اعق شيلتي عشان يقولون مستخفة؟؟ لا والله حشى.. اما انتوا زمنكم غير مب لازم تمشين على زمننا

علياء: غريبة امي تعترفين بالعمر

أم عليا: ان ماطاعك الزمان والا طيعه.. غصبًا عني بعترف شسوي.. اقولج اطالعي ويهي تحسين فيه شي غير

علياء صغرت عيونها بتركيز: مادري امي.. شو مسوية ضاربة بوتكس والا فلر؟

أم عليا: لاا بس خلودوه تقول طالعتلي تجاعيد صوب عيوني اونه غير عن اللي ضربتهم فلر

عليا: مادري امي

أم عليا: يوم تبين تعرفين ويوم ماتبين ماتبين!

علياء بضيق: ماعلينا المهم أنا مقتنعة بقراري هالمرة، وخذته وانا عاقلة وفاهمة مب ام 13 سنة

أم علياء: زين حبيبتي.. بس هذا موضوعج؟ اتحرا بتقولين شي مهم

علياء: وعندي موضوع ثاني

أم علياء: اللي هو

علياء: بهاجر

أم علياء بحماس: قالوا بيعطونج منصب أعلى؟ والله زيييين لاداويهن بنات جليثم من يومين قاهريني

علياء تحاول أن تسيطر على دفة الحديث: لا منصب ولا غيره، استقلت من دوامي وقدمت على وظيفة، وقررت ابدا حياة يديدة في بريطانيا

أم علياء بصدمة: أنتي شو ياج تخبلتي؟؟؟ كيف تستقيلين وهم واعدينج بمنصب عقب فترة بسيطة!!!

علياء: الحياة مب بس مناصب يا أمي.. خلاص بسني.. تعبت من هالشغل والكد.. أبا ارتاح شوي

أم علياء: وليش تتحرين العيشة برع بتكونين أميرة ونفس سفراتج على حساب أبوج؟

علياء: أعرف كيف بتكون الحياة وعندي تصور لها.. بس هذا قراري يا أمي خليني على راحتي

أم علياء: بالطقاق.. لاتيني عقب تصيحين تقولين بغيت ارد وماردوني

علياء ماتحملت: ليش أنا متى ييتج اصيح عشان تعايريني؟

أم علياء بطرف عينها: هيه أنا ماربيت ولا سويت شي.. مادري منو كبرج انتي

علياء خذت نفس طويل تحاول تهدي عمرها، مثل ما عاهدت الله ونفسها، ما بتطول لسانها على أمها، وما بتجادلها مثل ما تعودت

علياء بنبرة لطيفة: ما قصرتي يا أمي.. بس ماعليه.. أنا أشوف هذا القرار أنسب لي.. وان شاءالله بييكم بين فترة وفترة.. وخبري أبوية من وصلت وأنا اترياه ماشفته اظني مسافر؟

أم علياء: أكيد مسافر.. من متى ابوج يقر في البيت

علياء: مب مشكلة.. الله يحفظه

***

كان مستلقيًا في فناء منزل أحمد "عفريس" ينظر إلى السماء وبجانبه عفريس يقرأ سورة القصص بصوت جهوري

كان متأمّلًا، ويتفكر بالآيات، إلى أن سمعه ينطق بالآية العاشرة:
" وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10)"

حرب قاطعه بهدوء: ويكأن فؤادي وفؤاد أم موسى واحد.. فارغ، منذ غادرتني

أحمد "عفريس": اسمع تكملة الآيات

حرب هز رأسه بإيجاب

أحمد: "وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13)"

حرب بتأثر واضح: هل ستقر عيني بها؟

أحمد: الله إن أراد شيئًا، يقول له كُن، فيكون.. حتى وإن انعدمت أسبابه، سيخلقها من العدم، كما حصل مع النبي موسى

حرب: لمَ سيساعدني؟ وأنا لست مسلمًا؟

أحمد أغلق المصحف، ورفع يديه إلى السماء، بدعوة ذات معنى مبطّن: اسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يجمعك بها بالحلال، ويقرّ عينك بها ويجعل بينكم مودةً ورحمة

تنهّد حرب بألم ويأس، استحالةً لما يقوله عفريس أو أحمد

***

نهض بنشاط، رغم انتهاء مادته الصيفية، وعدم التزامه بأي أمر في الصباح

فتح هاتفه، وكالعادة وجد رسالةً منها: "صباح الخير يالحلو، أولًا اشتقت لك، ثانيًا ترا الدرجات نزلت، اطالعها وطمنني، وأنا يبت a، ابشرك"

ابتسم اثناء قراءته وكتب: واعية؟

خولة: هيه

اتصل بها فورًا: صباح الخير على أحلى حبيبة في العالم

خولة: صباح النور والسرور

حميد: كيف اصبحتي؟

خولة: الحمدلله رب العالمين.. شفت درجاتك؟

حميد: لا مايهمني.. اهم شي أنتي نجحتي واستانستي

خولة: يلا اطالع الحين وخبرني.. أمر وليس طلب

حميد: اوف ااوووف يالقوية

خولة: اعجبك

حميد بسرعة فتح الموقع والدرجات، وقال: يلا الحمدلله على كل حال

خولة بضيج: لاتقوول!!! صدق رسبت! حرام وايد درست

حميد: الله كريم

خولة: عمري انته.. ماعليه ان شاءالله خير واتييب a المرة الياية

حميد: ليش أعيدها تراني يايب b

خولة: جذااااااب.. يالس تتمصخر علي

حميد ضحك: هيه.. نجحت الحمدلله

خولة: مبروووك حياتي تستاهل.. وأخيراا افتكيت

حميد: هي والله.. عنبوه حد يعيد مادة مرتين ويرسب

خولة: هاي بركاتي

حميد: أي بركات؟؟ أنا من عرفتج شاغلتني عن كل شي.. لو لاي جان رسبتي انتي بعد ورسبت انا للمرة الثالثة.. بس الحمدلله اني فطين واجبرج تبندين وتذاكرين

خولة بطنازة: فطين وراسب مرتين

حميد ضحك: ههههههههه الله كريم "تمتّح" آآآآآه يالله تعبااان اسميني

خولة: هييه اخو المعرس، محد يروم عليك

حميد: عقبال ماكون المعرس

خولة: معرسي انا طبعا

حميد: أكيد يا قلبي.. انزين اسمعي انا بنش اتسبح وبطلع عندي شغلة

خولة: على وين من صباح الله خير

حميد: عندي شغلة سرية

خولة: لا والله؟؟

حميد: هي ومابخبرج مهما حنيتي.. يلا باي بااااي

وخلال ربع ساعة كان جاهزًا وخرج من المنزل متجهًا إلى مدينة أخرى

في الطريق اتصل بشقيقته الكبرى: سلام عليج أم لطوف

أم لطيفة: وعليكم السلام.. هلا والله بحميد

حميد: هلا بج زود.. شحالج وشحال البنيات؟

أم لطيفة: الحمدلله رب العالمين.. من صوبكم؟

حميد: الحمدلله.. وين دارج؟

أم لطيفة: موجودين.. فالبيت

حميد: ريلج موجود؟

أم لطيفة: لا دوام، الفجر طلع وحليله بيرد عقب يومين

حميد: زين ربي يحفظه

أم لطيفة: ويحفظك الغالي.. آمرني

حميد: مايامر عليج عدو.. بس ياي صوبكم

أم لطيفة: حياك الله في اي وقت حبيبي.. متريق والا اسويلك ريوق

حميد: لا والله مرررة من الحمام عزج الله للسيارة، والحين ياينج

أم لطيفة: خير اللهم اجعله خير

حميد قهقه: ههههه لا خير ان شاءالله.. لا تخافين وتستويلي شرات أمي

أم لطيفة: ولا يهمك.. يلا عيل بترياك

حميد: ان شاءالله ساعة وبكون عندج

أم لطيفة: ربي يحفظك

***

بعيدًا.. بعيدًا جدًا


اختارت السكن مع عائلة بشكلٍ مؤقت، إلى أن تستقر أوضاعها بشكل كامل

نهضت صباحًا، على رائحة زكية، رائحة مخبوزاتٍ دافئة، تحضرها صاحبة المنزل، الانجليزية من أصلٍ فرنسي، كل يومين

نزلت السلالم وهي تشعر وكأنها في مخبزٍ فرنسي.. رأت عدة أنواع من الخبز.. الكرواسون والباغيت الفرنسي.. مصفوف على طاولة الطعام، بجانب علبٍ صغيرة من الزبدة والمربى

شاهدتها وهي تسكب الشاي في إناء خزفي أبيض، مزين بنقوش زرقاء مذهلة

قالت بفرنسية متواضعة: صباح الخير

السيدة جولييت: صباح الخير يا علياء

علياء بالانجليزية: رائحة الخبز دخلت في أحلامي.. والمنظر ولا أروع.. يبدو بأنني سأفسد حميتي في منزلك

السيدة جولييت قهقهت: هذا لطيف شكرًا على اطرائك.. والحمدلله قد وجدت من يشاركني الطعام.. بدل أن ابحث كل يوم عن الفقراء ليقبلوا الخبز الذي أصنعه كل يوم

جلست علياء على أحدِ الكراسي المخصصة لطاولة الطعام: اممم لم تصنعين هذه الكمية الهائلة من المخبوزات وأنت وحيدة؟

السيدة جولييت: هممم سؤال جيد.. لسببين.. الأول لأنني لا أريد نسيان طريقة الخبز الأصلية التي ورثتها من أمي وجدتي.. والثاني أنني احتاج لأن اشغل وقتي.. وصدقيني.. الخَبزُ مريح بشكل لا يصدق.. يصفّي الذهن، ويفرغ الضغوطات.. حتى أن الوقت يمر بدون أن تشعري به

علياء: جميل.. لعلّي اتعلمه منك يومًا

السيدة جولييت: من دواعي سروري.. وصدقيني.. بعد أن تجربي الباغيت الفرنسي والكرواسون الأصلي.. لن تشتري شيئًا من المتاجر هنا

ابتسمت علياء: آه صحيح.. لقد جربتها في باريس.. تختلف جذريًا عما يباع هنا

السيدة جولييت: اوه لقد ذهبتي إلى باريس؟ هذا جميل

علياء: نعم ولكنني لم أحببها لأكون صادقةً.. فضّلت الريف الفرنسي عليها

السيدة جولييت: باريس التي يروّج لها في الاعلام هي باريس المزيفة.. باريس الحقيقية جميلةٌ جدًا.. ولكن عليكِ أن تريها بعيون أهلها.. لا بعيون المسافرين والزوار.. وأول خطوة تفعيلنها أن لا تذهبي إلى الأماكن السياحية

علياء بتعجب: حقًا؟

السيدة جولييت: نعم، فباريس ليست عبارة عن برج ايفل أو الشانزليزيه.. هذه أسوأ الأماكن.. باريس جميلة ورائعة بأزقتها الضيقة ومخابزها المختبئة.. حتى شوارعها تحكي لك كل القصص والحكايات

علياء: هذا عجيب.. قد أكرر رحلتي وافعل كما تقولين

السيدة جولييت: لقد هاجرت من باريس منذ 40 سنة مع الراحل زوجي لظروف العمل، ولكنها لا تزال بقلبي.. ودائمًا اتذكرها اقتنص الفرص لأذهب إليها

علياء: يبدو بأنني سأزورها معكِ لأراها كما ترينها

السيدة جولييت: علينا فعل ذلك يومًا!

***

وصل إلى منزل شقيقته ورآها عند الباب الداخلي بانتظاره

حميد بطريقة تقليدية: هوود "كلمة تقال من قبل الرجال قبل دخولهم للمنازل، لتنبيه النساء بالتستر والتحشم"

أم لطيفة: هدا فديتك تعال مافي حد

حميد نزل بابتسامة: السلام عليكم

أم لطيفة: وعليكم السلام حي الله حميد حي الله الغاليين

حميد: الله يحييج أم لطوف.. ها شو مسويتلنا ريوق؟

أم لطيفة بابتسامة: بس هذا همكم أخواني تبون تاكلون قبل لا تسألون عن الأحوال

حميد: شو نسوي متولهين على الأكل السنع، ماشي طباخ عقب طباخج.. وعاد بو لطوف الله يسامحه ما تزوج الا أحسن طبيخة بين خواتي وشلها بعيد عنا

أم لطيفة ضحكت: هههههههه هييه ادهن سيري الحين

كانت واضعةً الطعام على مفرش أبيض على الأرض، عدة صحون مصفوفة بشكل عشوائي، تحتوي على أكلاتٍ شعبية مختلفة، تتطرفها دلة شاي بالحليب

حميد: هيييه هالسفرة اللي تشرح الصدر والله

أم لطيفة ابتسمت: فديتك يلا تعال جرب وعقب امدح

حميد يلس: يقولج الكتاب مبين من عنوانه.. يلا بسم الله

تبادلوا أحاديث بسيطة، معظمها كان عن الزفاف، أو عن الدراسة والعمل

استند حميد بظهره إلى طرف الكنب السفلي: أكرمج الله.. ترست بطني ياااااالله مادري كيف بنش

أم لطيفة بابتسامة: يعله بالعافية حبيبي.. نش شي مغسلة مناك سير تغسل

حميد: مافيني حيل والله.. ييبيلي طاسة شرات العيايز بغسل ايدي

أم لطيفة: قم قبل لا اصورك حق ابويه

حميد فز: لا لا شو تصوريني منقووووود

أم لطيفة: ههههههه

رجع حميد عقب دقايق

أم لطيفة: يالله ارمس مبين في حلجك رمسة

حميد: هيه الصراحة ياينج بموضوع مهم جدا جدا بالنسبة لي، ومافي حد يساعدني فيه غيرج

أم لطيفة: عاد انته لا تزيغني شو هالمقدمات؟ خبرني شو اللي تباه وان شاءالله بساعدك باللي اقدر عليه

حميد: ابا أعرس

أم لطيفة ابتسمت: ماشاءالله.. غرت من اخوك؟؟

حميد: لا والله.. من زمان في بالي الموضوع بس أترياه يعرس ويفكنا

أم لطيفة: ربي يحفظه ويهنيه

حميد: آمين

أم لطيفة: بس الموضوع فيه شي صح؟ لو عرس عادي مابتيني

حميد: فطينة تعيبيني

أم لطيفة: خبرني منو بغيت؟

حميد: البنت وياي في الكلية

أم لطيفة باستغراب: كليتكم مختلطة؟ أحيدها مال شباب بس

حميد: لا مب مختلطة.. بس من فترة فتحوا مجال للبنات اللي يبون يدرسون تخصص هندسة طيران لأنه مب موجود في قسم البنات

أم لطيفة: هيييه زين زين يعني شي بنات وياكم

حميد بتردد: لا.. مافي حد غيرها

أم لطيفة ضربت يدًا على يد باستهجان: وَيْدي! شو تسوي بروحها وياكم

حميد: باحترامها البنت، لاترمس حد ولا حد يرمسها.. دخلت عشان ظروف

أم لطيفة: وانته شدراك

حميد نزل راسه

أم لطيفة: تعرف شو بقول صح؟

حميد: أعرف إني غلطان.. بس ابغيج تعطيني فرصة وتسمعيني

أم لطيفة: تفضل

حميد: أول شي انتي توثقين بحكمي والا لا

أم لطيفة: يعني

حميد: أنا أعرف البنت الحشيم من البنت الرغيد.. وصدقيني لو اني شاك بأخلاقها أنا أول من بينهي هالموضوع.. بس شفتها بعيني والله وفي ذمتي هالكلام ليوم الدين اني ما جد شفت منها الا كل خير.. تخلص كلاساتها وتطلع قبل الشباب.. ولا تيلس في المطعم ولا غيره.. اكثر وقتها منعزلة في المكتبة.. يعني هالشي شفته بعيني قبل لا ارمسها

أم لطيفة: ويوم رمستها؟

حميد: والله اني ماشفت منها الا كل خير.. ويوم رمستها ترا كنت ابا منها حاية، وحتى انها كانت رافضة التواصل بس انا اصريت لين لانت

أم لطيفة: بنت منو هي؟

حميد: قوم ال*****

أم لطيفة: ماتعرف اسمها الكامل؟ والا اسم امها

حميد: امبلى اسمها خولة عمر سعيد بن ***** ال******

أم لطيفة: هيييه نعرفهم قوم ****** ناس والنعم فيهم.. اذا الموضوع بس عشان ترمسها والكلية بنحاول نحلها ماعليك

حميد بضيج: المصيبة يا أم لطوف مب هنيه.. البنت اخوها مول مب زين.. الله يستر عليه.. وابوها بين الحياة والموت وامها متوفية.. ماعندها الا هالصايع واخو صغير.. يعني عندهم مشاكل وايد

أم لطيفة: اخوها؟؟ والله تبا الصدق ابوهم من زمان ماسمعنا عنه شي.. احيد عنده حرمة وطلقها

حميد: هيه هالحرمة هي ام اخوها الصايع.. ويوم تطلقت ابوها خذا امها

أم لطيفة: صايع شو يسوي يعني؟

حميد: الله يستر عليه.. ماتم شي.. وسمعته في كل مكان من مراكز لبيوت ل استغفر الله

أم لطيفة: همممم وطبعا سمعة أخوها لحقتهم

حميد: بالضبط.. بس البنت مثل ما قلتلج قمة في الاخلاق.. واخوها هذا من الام مب خليص.. وطاردينه من البيت

أم لطيفة هزت راسها برفض: حتى ولو، يبقى اخوها.. أهلك مستحيل يرضون حميد

حميد: قلتيها.. لو اتوقع انهم بيرضون ماكنت بييج بسير ارمس امي.. بس انا احتاي وقفتج وياي.. دخيلج والله ان البنت داخلة خاطري وابغيها

أم لطيفة: بس الحب مب كل شي حميد

حميد: ادري.. ومثل ماقلتلج.. لو اني بس احبها وشايف عليها عيب والله اني برفضها ولا بوصل الموضوع للزواج.. بس والله انها من خيرة البنات.. ادب وعقل ودين.. انا مستحيل اتزوج بنية ما أأمنها على عرضي وبيتي وانتي تعرفين تربيتنا كيف

أم لطيفة: صح كلامك.. بس أنا بكون صريحة وياك موضوعك مستحيل

حميد: ساعديني تيملي فيني

تنهدت أم لطيفة: وانتوا يا اخواني ماتطيحون الا على الصعب.. الله يهديكم بس

حميد: آمين.. بس طلبتج.. حليها.. ادريبج ترومين

أم لطيفة: والله راسي عورني ماعرف من وين ابدا والا كيف

حميد قهقه: تعجبيني صريحة وتعطينها كاااش

أم لطيفة ابتسمت: وشو بتسوي عشان الدراسة؟

حميد: باقيلي سنة بس، شهر 12 بتخرج.. وأصلا ينزل لي راتب تعرفين انتي

أم لطيفة: هيه يعني ناوي تعرس على هالراتب؟

حميد: هيه.. بيسدنا ان شاءالله.. وايد عوايل فاتحين بيوت برواتب اقل

أم لطيفة: والبنت راضية

حميد: اللي يحبك ولو تحت سمرة يا ام لطوف

أم لطيفة ضحكت: والله انك مب هين.. آخر واحد توقعته يطلب مني هالطلب

حميد: انا مايخصني بهالسوالف.. بس هي غير.. يوم بتتعرفين عليها بتفهمين قصدي

أم لطيفة: ان شاءالله خير.. وانته خبرتها انك بترمسني؟

حميد: لا.. ماعرف شو بتكون ردة فعلج والصراحة مابغي ازعلها

أم لطيفة: بس لازم تكونون مستعدين لكل السيناريوهات

حميد: الله كريم.. بندعي ونتوكل على الله

أم لطيفة: ان شاءالله.. بس حميد بخبرك اذا تروم تطلعها من الكلية طلعها.. انا مابغي اتحكم في حياتكم بس اقولك كل ما قلت المشاكل كل ماكان الموضوع افضل.. مابقدر ارقع لكل هالامور.. وانته اهلك مابيتفهمون طموح وخرابيط

حميد: اذا تبيني الصدق بس بيني وبينج، هي داخلة عشان المنحة.. ظروفهم صعبة وهالتخصص له منحة وتحصل عليها بيزات وقت الدراسة.. وهذا سببها الوحيد

أم لطيفة: الله يعينهم يارب.. بس مثل ماقلتلك.. شوف لك حل لموضوع الكلية قبل لا يعرفون أهلك.. لو تطلع او تخبرهم انها كورس بس ومابترد مثلا

حميد: مادري والله

أم لطيفة: ولا تقول انها هي الوحيدة في الكلاس.. ارمس بشكل عام انهم فتحوا كورس صيفي للبنات وتعرفت عليها هناك وخلاص.. لا تحط وايد تفاصيل

حميد: ان شاءالله

***

في أحد جزر المحيط الهندي

كانت جالسةً على كرسي شاطئي قد وضع في ڤيلتهما الشاطئية شديدة الخصوصية

تستمع إلى أحدى اغنياتها المفضلة، وتدهن جسمها المكشوف أغلبه، بسائل ذهبي مخصص لتسمير البشرة

اقترب منها وقبّلها على خدها: صباحي الغالين

فطامي رفعت راسها بابتسامة: صباح النور

محمد: واعية من وقت العروس

فطامي مدت له العلبة: ناشة عشان هذا

أخذ العلبة بيده وبدأ بقراءة الملصق: شو هذا؟

فطامي: تان

محمد: شو هذا بعد تان؟

فطامي: افااا محمد ماتعرف التان؟ وانا اقول عنك مثقف ومتطور

محمد: لا حشى علي ماعرفه، شو هذا؟

فطامي: هذا نفس الزيت يسمر البشرة

محمد باستنكار: وليش تبين تسمرين؟ البنات تدور البياض وانتي تسمرين عمرج؟؟

فطامي: ياربي منك يا محمد مستوي شرات امي.. خلاص مال اول يدورون البياض الحين كل المشاهير مسوين تان وصابغين اشقر.. هبة الصيف

محمد: وانا شو علي من المشاهير؟ انا احب لونج وبياضج "قال بغرام" وشعرج الاسود بالذاات ااااخ عذاب اموت عليه.. لو احب الشقار جان خذت شقرا، بس انا ماتيب راسي الا ملامحج

فطامي: يلا عاد حبيبي انا ماصدقت اعرس عشان اخذ حريتي بليز خلني اسوي اللي اباه

محمد: سوي وان طلع مب حلو بعضج

فطامي ضحكت: هههههههه يالمجرم

محمد اقترب منها: شسوي ياخي لذيذة انتي

فطامي رفعت ايدها: لو سمحت.. بكمل التان

محمد ضحك: ههههههههههه انزين شو فخاطرج تتريقين؟

فطامي بدلال: مادري اي شي على ذوقك، بس قوللهم اييبونه في الصينية اللي تنحط في المسبح ابا اصورها ويا المنظر يجنن

محمد: على هالخشم، ما عندج اوامر ثانية يالقلب؟

فطامي بدلال: اممم حبني زيادة ودلعني اكثر

***

في الصحراء

ما يزال حرب على ضعفه ووهنه، مستلقيًا على فراشه أغلب الوقت، ولا يعلم بما يدور خارج منزل عفريس

كان يقضي وقته بالتفكير.. أو بالاستماع لقراءة عفريس للقرآن.. لا يغادر فراشه إلا للأكل أو لقضاء الحاجة

أتى عفريس بإناء به أرز أبيض، وآخر به مرق لحم مجفف، وضعه على الأرض واقترب منه: لنتغدى

نهض بلا أي صوت: وضع القليل في فمه وعاد للاستلقاء

عفريس باستنكار: تسمي هذا غداءً!

حرب بصوت شبه مخنوق: اكتفيت

عفريس بغضب: إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ الجميع يبحث عنك ويسأل عنك.. أعذاري نفذت.. وليس لدي سوى أن اعترف لهم بالحق

حرب: قله اذا

عفريس رفعه من كتفه: هل جننت؟؟؟؟ قد كنت صلبًا قويًّا طول عمرك.. أتغلبك فتاة؟

حرب: غلبني الغياب

عفريس بأسى عليه: كنت تعلم بكل ذلك.. ورغم ذلك مضيت في حبها

حرب بهيام: كان الطريق إلى حبها لذيذًا.. ومُسْكرًا.. لم أكن شاربًا للخمر، ولكنني قد سكرتُ من حبها مذ ذقته

عفريس بواقعية: ولكنها قد رحلت.. بلا عودة.. عليكَ أن تشد أزرك وتواجه ما تبقى من حياتك.. وتسند من يشتدّون بك.. أمك، أخيك وأبيك، وحتى خالتك

حرب بألم: لا استطيع إسناد نفسي فما بالك بهم؟ كلما حاولت النهوض خرّت قواي.. غيابها نهش جسمي.. بحثت عنها في كل مكان.. ذهبت إلى المخيّم عدة مرات ولم أجد لها أي أثر، ولا لمخيمها.. وكأنها وحي من الخيال
كلما تذكرت شكل المكان الخالي، شعرت وكأنني في حمى لا انتهاء لها

عفريس هزّ رأسه بيأس، واكمل غداءه.. حال حرب مؤسف.. لم يتخيل أن يراه هكذا في يوم.. لطالما كانت مذهلًا بقوته وجبروته.. حتى في أضعف حالاته
وأن يراه هكذا وبدون أي سبب مرضي هو أمر يفلق القلب


نهاية الجزء الثاني والعشرون

سلالة من لهبWhere stories live. Discover now