34

421 16 2
                                    

الجزء الرابع والثلاثون

.
.

سلط نظره على يديه يتأملها بصمت.. يمسح أطراف أنامله اليمنى باليسرى.. هذه هي اليد التي نثرت الرمال على وجه ابنه
هي من تركته وحيدًا في تلك الحفرة، في مقبرة معظمها من البالغين والمسنين.. إلاه.. كان طفلًا في رحم أمه
يتذكر وجهه غير المكتمل جيدًا.. يتذكر حجمه الصغير بشكل لا يصدق.. يتذكر عندما وضعه في القبر برَوِية ويوصي من حوله بالتريّث.. وكأنه حيٌّ سيتأثر بالحركة

كان متشوِّقًا إليه.. يعد الايام ليراه.. لم تفُته زيارة طبيب.. ولا إطلالة عليه من جهاز السونار
ولكن الموت كان إليه اقرب.. فإنّا لله وإنّا إليه راجعون

***

محى الضحكة عن وجهه ما أن خرج

توعد الجميع.. سهيل.. عمه.. الجميع.. كل من لهى ولعب بحياة شقيقته الصغرى سيذوق نار بو عبيد.. ولن يرحم بها أحدًا

خطوته الأولى أن أوسع سهيل ضربًا، الثانية التأكد من سلامة شقيقته، والثالثة زلزلة منزل عمه بمن فيه وتطليقها.. انجز اول خطوتين وهو الآن ساعٍ للثالثة

شغل محرّك السيارة وداس بأسرع مايمكنه.. يشعر بنار مستعرة في جوفه.. يكفيه استهزاؤهم به عندما رفض هذه الزيجة من البداية.. عندما قال بأن سهيل إنسان "ماله صاحب" ولكن لم يصدقه أحد
أيكذبون سهيل المحبوب من قبل الجميع، ويصدقون بو عبيد ((اللي ما يحشم حد ولا في حد يحبه غير أمه؟)) كما يقال عنه؟
قطع حبل افكاره صوت هاتفه.. لم يرغب بالرد لو لا أن رأى اسم شقيقه

رد: مرحب

سيف: مرحبتين.. وين ماشاءالله

بو عبيد: شغل

سيف بشك: شو عندك بو عبيد؟

بو عبيد: شغل قلتلك

سيف: هالصوت أنا أعرفه والنبرة هاي اعرفها.. ناوي على مصيبة صح؟

بو عبيد ببساطة: صح

سيف: استهدى بالله.. وتعال بنرمس قبل اشوف شو عندك

بو عبيد: هالموضوع يباله قص رقاب مب رمسة

سيف: يا ريال انته كل المواضيع عندك قص رقاب.. استهدى بالله وتعال نتفاهم بس خلنا نشوف الموضوع وله حل ان شاءالله.. واذا ماله الا قص الرقاب بنقص شو ورانا؟

بو عبيد خذ أول يوتيرن: انته في مزرعتك؟

سيف: نعم

بو عبيد: دقايق وأنا عندك

وبالفعل.. لم تمضِ دقائق الا وكان بو عبيد عند شقيقه
كان بو عبيد غضِبًا.. شديد الغضب.. ما رآه من سهيل لا يغتفر أبدًا.. كان يسرد ما رآه لشقيقه.. وما بين الكلمة والأخرى يشتمه
وسيف غير مصدق.... أيفعلها سهيل؟

بو عبيد يرفع صوته بغضب: يعني شو بتبلى عليه انا

سيف: محشوووم بو عبيد اهدى.. بس والله اني مب مصدق.. معقولة.. سهيل المسكين يطلع منه كل هذا

بو عبيد: من زمان وأنا اقول بس منو يصدقني؟ والله انه يحمد ربه ما ذبحته اليوم.. ومهرة ما بتتم على ذمته يوم زيادة

سيف يفكر: المواضيع هذي ما تنأخذ بالعصبية.. زين يوم ربي هداك وما جتلت الريال

بو عبيد: مقهوووور ياخوي مقهور.. التيس هذا مايسوى بيزة زوجناه اختنا وفوق هذا يسوي فيها هالسوايا

سيف: ماعليه يا بو عبيد.. حقها منه تراك خذته.. الحين موضوع الطلاق يباله شوي نفكر فيه.. بيطلقها باذن الله بس بعقل لا تنسى ان الموضوع فيه عمومتي وأبوي.. وابوي تعرفه كيف.. كله ولا اخوانه.. وهو راعي جلطات وسكر لازم نفكر بعقل قبل لا نتصرف لا يروح فيها لا سمح الله

بو عبيد: يعني شو؟؟؟ نسير نترجاهم؟ والله يخسون

سيف: لا اله الا الله الحين بسألك انته منو قالك ان الدنيا ما فيها الا ذابح ومذبوح

بو عبيد: يالله اترياك يا بو الحلول

سيف: الموضوع هذا لا تطريه جدام حد.. هذي سمعة أختنا في النهاية.. بنخلي الموضوع على انه داخل البيت بالدسة وماد ايده بس

بو عبيد: تصرف.. المهم انها ما تتم على ذمته ولا يوم زيادة

سيف: خلنا نرمس أبوي اول.. والا اقولك انا برمس ابوي وبنسير عقب عند عمي رباعة


***


كانت تحضر جلسة اجبارية مع مستشار أسري ومحمد، بمكالمة فيديو
كانت مهمة المستشار الأساسية الإصلاح ما بينهما وحل الموضوع بدون الوصول إلى الطلاق أو المحكمة إن أمكن

بدأ محمد الكلام بأسلوب جديد لم تعهده.. بأسلوب متلوي.. كان يمثل.. نعم.. محمد الرجل الرقيق الشفاف أصبح لديه وجه جديد لم تره يومًا!

محمد: وهذي السالفة يا استاذ.. كسرت ظهري بالديون.. وفوق هذا لبيت لها كل مطالبها.. وتحملت ان ولدي مات بسبب اهمالها.. قضاء وقدر.. استغفر الله.. وآخرتها هدتني وسارت عند أهلها بدون سبب.. ورغم كل هذا أنا أبغيها وشاريها وهي ما تبغيني

المستشار: يزاك الله خير يا محمد.. وهذا دور الرجل في الأسرة يحاول يحتويها ويسد الثغور لمصلحة الأسرة والعائلة.. ويا بنتي فاطمة.. بناء الأسرة مهمة مب هينة يبغي لها صبر وتحمل.. أنا اتفهم إنج تبغين تعوضين ما فقدتيه من بيت أهلج لكن بعد لازم نراعي الرجل

فطامي مصدومة منه: استاذ والله هذا جذاب.. جذاااب.. يمثل عليك.. هو مهددني انه بيطلقني ويقول اني ذبحت الولد وما خلى سبة ما قالها عني والحين يتمسكن جدامك

محمد: كانت لحظة غضب.. انا ابغي حرمتي وما قدرت اييبها باللين ما لقيت الا هالأسلوب

المستشار: وهالأسلوب غلط طبعًا.. المرأة تأتي باللين يا ولدي مش بالسب والعنف اللفظي

محمد: معاك حق

المستشار: اللي أشوفه يا بنتي انه شاريج ويبغيج.. استهدي بالله واقطعي الشيطان ترا أحب عمل له هو التفريق بين الزوجين

فطامي: لو هو هدفه الاصلاح ليش ما يطلبني من بيت اهلي؟ ليش ساير يشتكي علي ويفضحني؟

محمد: بس انا حاولت اردها أكثر عن مرة وسرت بيتهم بنفسي عشان اردها وهي قالتلي طلقني.. تتذكرين يا فاطمة؟ ما سمحتي لي انطق بكلمة واول شي قلتيه طلقني

فطامي مصدومة: بس هالكلام من زمان! قبل لا يموت البيبي

المستشار: لعله فقد الأمل وحب ياخذ مساعدة ناس متخصصين في هذه الأمور لا تركزين على كل صغيرة وكبيرة

فطامي: انا اعرفه هالريال هو ما يسوي شي الا وهو عارفنه ودارسنه زين

المستشار: يا بنتي ضاعت الجلسة ما بين قلت وقال.. ومب باقي لنا الا عشر دقايق.. لازم تتخذون القرار قبل لا نخلص.. اما تفاهم وتحلونها بينكم او نرفعها للمحكمة

محمد: أنا قلتلك رايي يا حضرة المستشار.. حرمتي ابغيها ترجع لي

المستشار: الله يعينك على الخير... وانتي يا بنتي؟

فطامي: انا مابغي الا الطلاق والتعويض عن كل الضرر اللي تسببه علي!

المستشار: لا حول ولا قوة الا بالله.. سامحني يا محمد أنا مضطر ارفع الطلب للمحكمة.. وعسى خير.. بإذن الله بتوصلكم رسائل بخصوص الجلسة والتفاصيل

أغلق محمد المكالمة الالكترونية وهو يبتسم.. وهذا المطلوب!


***


تكفل سيف بمحادثة أبيه وسرد الموضوع بطريقة تدريجيّة بدون أن يثير اعصابه.. ولو ان الأمر أكبر من ان يمر هكذا
واتفقوا على الذهاب إلى منزل العم وانهاء الموضوع.. واستعجلوا خوفًا من تهور بو عبيد

سبقوه إلى منزل الاعمام وهو تأخر متعمّدًا.. لا يريد الجلوس معهم.. لأنه يعلم بأنه سيثير النفوس ويقلب الأمر إلى شجار

كان يدخن سيجارته عند باب المنزل حين رأى سيارة ابن عمه سهيل تقترب من المنزل

رماها على الأرض ودهسها.. ووقف أمام الباب يمنعه من الدخول

كان سهيل مستغرب من تصرفه.. بو عبيد كان ساد البوابة حرفيًا ويأشر له بالنزول

خاف سهيل.. لكنه مجبور ينزل.. خصوصًا وأنه مطلوب حاليًا في مجلس أعمامه

سهيل: خير

بو عبيد: وبعد تطول لسانك.. اللي يحصل هالضرب مفروض ما ينطق

سهيل: خلصنا

بو عبيد: بتدخل الحين مادري أبوك وعمومتك شو بيخربطون وشو بيقولون.. بس انا بطلب منك تطلقها.. وانت بتطلقها.. وجدامنا
والا والله ثم والله.. إن عاندت والا ماطلت ولعبت ألاعيبك لأدق خشمك واسجنك مب بتهمة بس بعشرين تهمة تخليك تودع مستقبلك.. لا تقوللي ابوي وعمي ويدي تراك تعرفني زييييين انا ان حطيت حد في بالي ما يهمني لو اجلع شيرة العايلة من جذورها

تركه ودخل المجلس بابتسامة واسعة: السلاااام عليكم

وسلم على الكبار وثم انتقل إلى اليمين وتبعه سهيل بالدخول

بو سهيل باستهزاء: وأنا اقول.. المصايب هاي ما تطلع الا من وراك انته ساس البلا

بو عبيد: افااا يالعم الحين انا ساس البلا؟

بو سهيل ينقمه: لا وشو عاد الابتسامة شاقة الحلج ولا جنكم يايين تطلقون اختكم "بنقمة" عاد أنا أول مرة أشوف رياييل يطلقون اختهم

بو عبيد: الغالي عمي الطلاق مب عيب.. وبالذات ان كان من واحد أسود الويه

سيف يهمس له: بو عبيد اقصر الشر

بو سيف بوجه متجهم: نحن أخوان وما ودنا نخسر بعض عشان هالمشاكل.. المشاكل بين هالاثنين تكبر ولا اشوف فيه حل.. وما نبا الا الطلاق والويه من الويه أبيض

بو سهيل: والله عاد هالشور عند الريال مب عندنا حرمته وهو حر

بو عبيد متجاهلًا سيف: عمي بخبرك.. ابوي وسيف يحبون يجاملون وايد.. انا ويهي لوح.. يعني اعطيك اياها من الاخر مابيطلق بالزين بنرفع عليه قضية تعنيف والحكومة بتطلقها غصبًا عن شكله، وهو بيعفن داخل

العم الآخر: لا حول لا قوة الا بالله يا بو عبيد الله يهديك شو هالرمسة خلك محضر خير

بو سهيل: بو سيف يرضيك اللي يقوله ولدك؟ من متى بناتنا يدخلن مراكز شرطة؟ ولدك هذا مب صاحي

بو سيف يتنهد: قلتلك اياها ياخوي.. الطلاق هو الحل

بو سهيل: عاد بكون صريح وياكم سهيل ولدي نعرفه عمره ما مد ايده على حد لا ريال ولا حرمة من يوم كان صغير.. شوفوا بنتكم شو مسوية عشان يضربها

سيف نهض من مكانه بغضب: شووو؟؟؟

بو عبيد ببرود: اهدى اهدى سيف.. اكيد عمنا ما يقصد شي.. عادي بننقل المايك لولده نسمع شو رايه بالموضوع

بو سهيل يزجره: سهيل ارمس شو فيك ساكت ولا جنه يخصك الموضوع؟ خبرنا شو مسوية البنت طول عمرك انته حشيم ومسالم لبد مسويه شي ليش ساتر عليها بعد؟

سهيل: ماعليه ابويه.. نحن في النهاية أهل وما نبا قطاعة.. ومثل ما قال اخوي بو عبيد.. الطلاق مب عيب من ايام الرسول والصحابة يتطلقون إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان "صد على عمه" بنتكم طالق.. وورقتها بتوصلها.. والله يعوضنا

أحد الاعمام: لا حول ولا قوة الا بالله.. الله يربط على قلوبكم ويعوضكم يارب.. خيرة ان شاءالله لا تزعل يا ولدي

بو سهيل: هييه نحن قايلين من البداية مايناسبون بعض بس سهيل الله يهديه راسه يابس.. الله يعوضك باللي هي احسن منها

كان بو عبيد بيرمس.. وسكته أبوه .. مايبغي مشاكل

بو سيف: عيل نستأذن نحن.. ونشوفكم على خير

بو سهيل: تو الناس والعشا

بو سيف بوجه جامد: اليايات اكثر ان شاءالله


***

سكر تلفونه بغضب: وهذيل ما بيفكونا من صدعتهم! عنبوه التلفون ما يسكت

أم خالد: قالك خالد لا ترد على ارقام غريبة.. كم يوم وبيملون

بو خالد: وانتي شو خلاج تتكلمين مثل هالكلام.. ما تعرفين هالملاقيف كيف! اصلا انا الغلطان يوم وافقت على سفرتج هذي.. ما يبتيلنا الا المشاكل وعوار الراس

شما منزلة راسها: سامحوني.. ما قصدت

حضنتها أمها بشفقة: شو فيك على بنتي تراها صغيرة وما تعرف في هالأمور.. ما عليه حبيبتي شما هذا ابوج مايعرف يرمس تحيدينه كيف

شما: لا عادي

بو خالد: وجامعتج متى بتسيرينها؟؟ تراهم كل يومين يطرشولي مسج وانذارات.. أول أسبوع قلتي مسافرة وعذروج.. وثاني أسبوع ما داومتي الا يوم واحد.. هذي جامعة أمي مب مدرسة.. اليوم اتصلوا بي يقولون اذا غبتي عن الحصة ثلاث مرات يعطونج حرمان وتعيدينها من اول

شما: ابوي انا اليوم وقفت هالكورس

بو خالد: شو يعني طلعتي من الجامعة؟؟

شما: لا يعني ببدا النص الثاني من السنة ان شاءالله

أم خالد بتأييد: زين سويتي.. شو تبين بالدراسة اخرتج بتسيرين بيت ريلج


***


كانت تشعر بالاعياء.. لابد وأنه الأكل الهندي الذي أكلته بالأمس.. كانت تراودها هذه الافكار عندما رأت أوراقًا تُرمى بوجهها

المدير: ماهذا الهراء؟ اعيدي البحث

علياء بتوعك: ما به؟ لقد أنجرته كما طلبت

المدير باستهزاء: لا أعلم من المختل الذي وظفك بمنصب باحث وكل تلك الابحاث بهذا العمل الرديء! "بخبث" هل اشتريت سيرتك الذاتية؟ سمعت بأن تجارة العلم منتشرة في البلاد العربية

علياء بهدوء تجاهلته: سأعيد كتابة البحث

تركها ورحل.. بينما همست لها زميلتها: هل حقًا كنتِ باحثة في بلادك؟

علياء بغصة: نعم "قامت بسرعة" اعذريني

هرعت إلى دورة المياه.. تشعر بالاعياء الشديد.. حموضة عالية وضيق تنفس.. تشعر بنار في جوفها ورغبة قوية بالتقيء ولكنها لا تستطيع.. آآه

كانت مستندة على الجدار تحاول شق النفس لصدرها
ابتسمت بسخرية.. وهذي تسألني اذا كنت باحثة؟ ما تدري كيف كان فريقي يقدرني.. ما تدري عن العروض اللي حصلتها.. وتسألني إذا أنا باحثة؟

قالتها يدوه.. من طلع من داره قل مقداره!


***

كانت تتصفح السوشل ميديا بتركيز: شوفي هالمحامي الكل يمدحه ويقولون يشتغل بضمير وما ينصب شرات الباقين

حمدة: والله انا ماعرف في هالسوالف على راحتج انتي

فطامي: بس خيبة الاستشارة الوحدة ب10 آلاف.. عنبوه!

حمدة انصدمت: خيبة

فطامي بوزت: اف.. يقولون كل المحامين جذيه وفي اغلى.. يالله على الاقل هذا يمدحونه.. وبعدين ان شاءالله بحصل تعويض قوي.. فمب خسارة فيه العشرة.. كل البنات اللي سألتهم قالولي نفس الكلام

عنود: فطامي اسمعي والله ادري انج ماتدانين كلامي بس واجب علي كأخت اقوله.. اللي تسوينه غلط.. ردي لريلج واستسمحي منه على اللي استوا.. ترا كلنا نعرف بداية الغلط من وين يت.. والله ما تسوى تضيعين عمرج بين هالمحامين والمحاكم

حمدة بتردد: بصراحة صدقها.. موضوع المحاكم وايد كبير نحن عمرنا ما شفنا الا المدرسة والبيت.. وين نروم على شرطة ومحاكم

فطامي: مالكم خص.. محمد هو اللي بدا.. هو يعرف اني عزيزة نفس ومستحيل ارد بهالطريقة بس هو تعمد يسويها عشان يمشكلني.. انا بأدبه

عنود: خلج ذكية وردي له مثل ما يبا.. وقضيته كلها بتروح في البيباي

فطامي: يخسسي.. وانا ماصدقت بصراحة افتك من هم ومسؤولية العرس.. الا سلمي على أمي والا تغطي والا جابلي ثيابي واغراضي.. انتوا ما جربتوا عشان جي ترمسون.. والله الحياة جي احلى واريييح بوايد ليش ارد للشقى؟

عنود: شو الاريح؟ تيلسين جي لا شغلة ولا مشغلة الا من مسلسل لمسلسل ومن كوفي لكوفي؟

فطامي: انا مرتاحة جي انتي ما يخصج "يلست تفكر" اممم تصدقون يالسة افكر اخلي المبلغ الباقي من الورث وازيد عليه الفلوس اللي باخذها من محمد وافتح بزنس.. اشوف الكل عنده بزنس الا نحن

عنود: انا غاسلة ايدي منج!


***


دق عليها الباب

شما: ادخل

خالد باس راسها: هلا والله ببنتي

شما ابتسمت: هلا خالد الحمدلله على السلامة.. ماشاءالله متى رديت؟

خالد: توني مرررة راد من المطار وعلى طول ييتج.. سمعت خبر مب حلو

شما قلبها طاح ببطنها: شو بسم الله!

خالد بتأنيب: يقولون موقفة هالكورس

شما زفرت براحة: هييييه.. وقفت بس ان شاءالله بكمل السمستر الياي

خالد: وليش؟

شما بوزت: مب قادرة اتنفس.. الكل يرمس عن اللوحة والمكان العجيب في الصحرا.. الموضوع طالع ترند وكل ما حد شافني استجوبني واللي ما بيكلمني فويهي بيتم يرمس عني.. تعبت

خالد باهتمام: وهم كيف عرفوج؟

شما: من الصورة والاسم

خالد: هممم صحيح.. انزين ما فكرتي تتجاهلينهم؟ شما هذي دراستج ومستقبلج بتوقفينهم عشان كلام الناس؟

شما: بكمل دراستي ان شاءالله.. بس ماقدر حاليًا.. بتريا يهدا الجو شوي.. ماتحملت.. حاولت اني اتجاهل بس حرفيًا كل حد يرمس.. دكاترة وطالبات حتى الادارة يمزحون في الموضوع.. ماقدر اتحمل

خالد حضنها من كتفها: خلاص ماعليه.. اهم شي راحتج ولاحقين على الدراسة


***

كان جالسًا بهدوء في عزبته يدخّن وينظر إلى الرجال يلعبون "ورقة"

أحد الرجال يتمدد: بو عبيد مب ناوي تنزل؟ يالله من متى اترياك انا طالب راسك

بو عبيد ينفث الدخان: مالي بارض اليوم

الرجل: افاااا.. يا ريال تعال نلعب بتغير جو

بو عبيد رن تلفونه: دقايق عندي اتصال

خرج من الصالة

حرب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بو عبيد بابتسامة: وعليكم السلام.. حي الله الشيييخ

حرب: حياك الله وبياك.. كيف الحال

بو عبيد: على ما هو.. من صوبكم

حرب: الحمدلله.. ننتظر آخر الأخبار

بو عبيد: والله يا اخوي انا واخوي سيف شغالين على الموضوع يعني ان شاءالله قريب نسمع اخبار حلوة.. عاد انت خبرت الجماعة

حرب بهم شديد: لا والله.. لم أبلغهم بعد.. ولست أعلم بأي طريقة ابدأ.. وماذا عن الاعلام.. ألا زال أمر الغضيض محل اهتمامهم

بو عبيد: والله مب راحمين حد هالصحافة.. حرمتك وأهلها كلهم مسكرين بابهم وتلفوناتهم من كثر ما ازعجوهم

حرب: ألهذه الدرجة

بو عبيد: هي والله.. ولهالسبب نحن نحاول نراكض في الموضوع بسرعة.. ما نبا حد يوصل لكم.. تعرف كثر الدق يفج اللحام ومردهم بيوصلون

حرب بتفكير: إذًا سنكون بانتظاركم.. أو انتظارهم!


***


اغلق الهاتف وهو ينظر للا شيء.. المسؤولية تتعاظم كل يوم.. وهمّه يثقل أكثر.. ولا يجد الراحة في أي مكان

قلبه يتوجع بالفعل.. والآن عقله مثقل بما قد يحل بالقرية

لقد حافظ أجداده على هذه القرية لمئات السنين.. فهل يكون هو السبب بدمارها؟ هل صدق ثوبان عندما قال بأنه لا يليق بالمشيخة؟

جلس أحمد إلى جانبه: لمَ تبدو وكأنك تحمل الدنيا على رأسك؟

حرب: لو كنت أحملها على رأسي حقًا لما كانت بالثقل الذي أشعر به

أحمد: هوّن عليك.. لن يحدث أمرٌ خطير بإذن الله.. سينتهي بو عبيد وشقيقه من الأمر قبل أن تمتد الايدي الفضولية إلينا

حرب: يخبرني أبو عبيد بأن الأمر يتضخم كل يوم.. والجميع يتحدث عنه.. لم يرحموا لا شما ولا أهلها من ازعاجهم.. فكيف بنا إن وصل إلينا الأمر؟

أحمد: وعلى ما تنوي؟

حرب بجمود: سنستعد للحرب



نهاية الجزء الرابع والثلاثون

سلالة من لهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن