19

503 15 4
                                    

الجزء التاسع عشرة



كانت تقضم أظافرها بقلق شديد.. تعلم بأن زوجها قد بذل كل ما بيده لينقذ ابن أختها الوحيد.. ولكنه كسر جميع آمالها قبل أن يخرج، عندما أخبرها بأن لا شيء مضمون.. والإعدام، اقرب له من البراءة

لم تنم الليلة الماضية، كلما غفت عينها، أيقظتها كوابيس عنه، عن حيوانات تفترس جثته، وعن صراخه اثناء الحرق، وعن أختها تصرخ وتستنجد بها.. لم تهدأ لها عين.. أو قلب

كانت عيناها محمرتّان من كثرة البكاء.. حتى أنها لم تعطِ ابنها أقل درجة من الاهتمام.. لأن الاهتمام كله كان مسلّطًا عليه

دخل زوجها ثمّال بوجه مسودٍّ لم يبشر بالخير.. منذ رأته بدأت تصفع وجهها بيديها وصرخت "سيحرّقونه؟"

لم يرد ثمّال عليها.. بل اكتفى بالجلوس بجانبها وهي تصرخ وتبكي بقهر

ليست سوى دقائق حتى انتشر الخبر في ارجاء القرية.. وبدأ العويل والصياح على ابن الشيخ.. الشهم المقدام

فإن العيون اصدق من الآذان.. وهم.. لم يروا منه أي شيء مما ذكر في المحكمة.. كلها أكاذيب
الجميع متفق على ذلك.. لكن لا يجرؤ أحد على فعل شيء

كانت أصوات البكاء في كل مكان.. كعادة أهل القرية، كلما استدعى الوضع، يبدؤون بممارسة النواح والعويل وكأنهم في تمثيلية درامية

..

خرج من المحاكمة متبخترًا، فخورًا بفعلته.. والقبض على الخائن الذي خطط لتدمير القرية

سيُنقش اسمه "ثوبان بن جمر" بأنه من حفظ القرية من الفساد
ولكن الصدمة كانت عندما رأى جمعًا غفيرًا من النساء والأطفال بالقرب
ما أن وصلهم خبر الحكم النهائي حتى بدؤوا بالصراخ

ابتعد عنهم ولكن الأصوات كانت في كل مكان.. كلما حاول الهرب منها.. كانت تحاصره وتُحكم وثاقها عليه.. حتى قرر أن يرحل بعيدًا عنهم

اتجه إلى الغضيض.. حيث الجمال السائبة.. والشمس الساطعة.. ولكنها أرحم وأحن عليه من نواح النساء المزعج

كل ما بذله وكل ما سعى إليه.. قد هزم عند هذه اللحظة.. عندما بكى الجميع.. على من وصم بالخيانة

***

أول ما خلص الكلاس وطلع الدكتور، شلت أغراضها وكانت بتطلع.. قبل لا تسمع واحد من الشباب يقول إنه بيسوي قروب واتساب للمراجعة قبل الفاينل وبيحطه في الموقع.. واللي حاب يستفيد يدخل

هزت راسها وطلعت، متخذة قرار إنها بتدخل القروب وما بتكلم حد.. لكنها ما بتمنع نفسها من الفايدة

حست بتلفونها يهتز، شافت مسج من حميد: يا ويلج ان فكرتي تدخلين

ابتسمت وكتبت: جنك تقرا أفكاري.. توني أقول إني بدخل القروب

اتصل على طول

خولة: هلا

حميد: إن دخلتي بقص ايدينج

خولة بقهقه: ههههه ما بتكلم ولا بعلق

حميد: حتى ولو.. ماتدخلين

خولة: وليش؟؟ قلتلك مابرمس.. وبعدين اكيد بيحطون اوراق مراجعة وامتحانات جديمة.. انا الصراحة ابا اييب فل مارك

حميد: انا بدخل وبطرشلج كل شي

خولة بابتسامة: انزين خلاص مابدخل

حميد: هاللي ناقص بعد.. تدخلين قروب فيه مليون رغدي

خولة: خلاص قلنا مابندخل

حميد: يبالج كف على هالتفكير

خولة: لا اله الا الله.. بيحشرنا الحين

حميد: وبعدين عباتج مفتوحة تراها سكريها

خولة صدت على نفسها: وين؟ مسكرة اشوفها

حميد: عيل كيف شفت كندورتج الوردية؟

خولة: لانك بو عيون.. ليش تشوفني؟

حميد: لانج حبيبتي

خولة استحت

حميد: بس هذا ما يعني إن في عيون ثانية ممكن تتلصص.. سكري عدل لين آخر عقمة.. واذا مافيها وديها الخياط يركب

خولة: حشى انته تعرف كل شي

حميد: هيه عندي 4 خوات.. مرررة جاهز لسوالف الحريم

خولة ابتسمت: متحمسة اتعرف عليهم

حميد: ان شاءالله.. وخصوصًا شما آخر العنقود

خولة: هييه شما اللي قلتلي سايرة الصحرا؟

حميد: هيه سايرة ويا أخوي العود، عنده مهمة عمل ونشبت في حلجه عشان يوديها

خولة ضحكت: ههههههه شكلها دلوعة

حميد: ولا عرفت الدلع.. بس أخويه عاطنها ويه لانه أكبر عنها بوايد.. جنها بنته يعني.. بس شموه نشششبببة.. اذا بغت شي والله ما تهدج لين تحصله.. مادري من وين اتييب هالطاقة.. عادي تحن شهر كامل.. لين تلوع جبدج وتوافقين على طلبها

خولة: لعيييبة

حميد باستغراب: لعيبة؟

خولة: هييه انته تقول هالكلمات

حميد: ههههههه قمتي تلقطين رمستي

خولة: من زمااان.. ساعات اتوتر يوم اعق كلمة شبابية جدام اخوي

حميد: يا حليله.. احسه في عالم ثاني ولا بينتبه

خولة: هي فديته

حميد: خير؟ ما تتفدين غيري

خولة: وانته تتفدى غيري عادي؟

حميد: هيه لاني اذا تفديتج تقولين ماصخ وما تستحي

خولة: ههههههههههه

حميد: بس لازم تتعرفين على شما.. صدقيني بتحسين حياتج اكشنات وخرابيط.. كل يوم طالعة بشي يديد

خولة: مثل شو يعني؟

حميد: مادريبها.. مرة حارقة صبعها، مرة كاسرة ريلها، وهي صغيرة حرقت الستارة اونها تبا تشوف الدفاع المدني

خولة تضحك: هههههههههه فضيعة!!! معقولة جي سوت

حميد: هي والله.. القهر إن محد قاللها شي لأن الشيخ خالد موجود.. عاتبها بأسلوب الاجانب ووعدته ماتعيدها وصدقها اتخيلي؟ لو أنا مكانها جان معلقني في النخلة

خولة: ههههههه يالغيور.. بعدك شال في خاطرك

حميد يمثل: شسوي أعاني من العنصرية من يوم كنت صغير

خولة: يا عمري

حميد: هي والله يا عمري وروحي

خولة: هههههه اسكت

حميد: يالله عقبال ما تلعوزج بمغامراتها

خولة بخجل: كيف يعني؟

حميد: عقبال ماتنورين بيتنا يا قلب حميد

خولة تستهبل: بروحي أكيد ما بي

حميد: ما عليه بربطج وبييبج

خولة: ههههههه قالولك عنز؟

حميد: محشووومة يا حرم حميد المستقبلية

خولة بابتسامة: من متى أبا ارمسك في هالموضوع

حميد: وليش ما رمستيني؟

خولة: مادري.. ترددت.. أو خفت.. بس الوضع مب عايبني.. قلبي دوم مقبوض.. أحس كلما مر بنا الوقت بنتمادى.. وأنا أخاف الله يعاقبنا ومايوفقنا بسبة هالشي

حميد: صح كلامج

خولة: بس أصلًا ماعرف شو بيستوي

حميد: شو اللي بيستوي؟ "ابتسم" برمس أهلي عنج وبني نسرقج عن أهلج

خولة: ليش أنا عندي أهل؟

حميد: أنا أهلج يا خولة

خولة: هي بس أهلك أكيد بيسألون عنا

حميد: هيه؟

خولة: وتعرف سمعتنا كيف

حميد: ما يهمني حد.. تهميني أنتي.. أعرف معدنج وأعرف كل شي عنج

خولة: وإذا رفضوا أهلك

حميد: تبين الصدق؟ هم بيرفضون.. بس بقنعهم.. لأني أحبج أنتي.. ومابغي غيرج تكون حلالي

خولة بحب: فديت قلبك

حميد: أنتي قلبي.. ولا يهمج.. خلينا نخلص من عرس محمد وان شاءالله برمسهم عنج

خولة: بس كيف؟ والدراسة والبيزات؟

حميد: أنا عسكري تراني.. تحيدين خبرتج أدرس على حسابهم.. وينزلولي راتب تقريبًا ****.. أدري ما بتعيشين أميرة بهالمبلغ بس بنقدر على الأساسيات والعرس، وان شاءالله لين اتخرج بيزيد وبيرضيج.. ومب باقي وايد الا سنة أو اقل

خولة: حميد أنته تعرف وضعي المادي كيف.. يعني هالمبلغ فحياتي ماستلمته ولا عشت به

حميد: ما يهمني وضعج المادي الحالي ولا ابغيج تقارنين، يهمني اللي يرضيج واللي أنتي تبغينه

خولة: أنا أبغيك انته.. والباقي مب مهم

حميد بمزح: يعني بتتحملين الفقر سنة؟

خولة: يقولك اللي يحبك ولو تحت سمرة، ما شكى من الوقت خلاته
لو يعيش وياك على التمرة، لو بشربة ماي وحياته

حميد بإعجاب: صح لسان الشاعر

***

فطامي قامت العصر وهي حاطة ببالها تتصل بمحمد وتراضيه، ولو إنها مب راضية عليه بس على قولتهم نار محمد ولا نار أبوها

فتحت تلفونها وقرت المسج بصدمة.. صدت على أختها تهزها: حمدوه.. طلقني

عنود: ها؟ منو؟

فطامي بدموع متيمعة فعيونها: طلقني.. الخايس النذل.. منو غيره.. طلقني!! طلقني

حمدة قامت: جذااابة.. اشوف

راوتها فطامي المسج

حمدة: الحقييير.. عشان فندق بيطلقج!!!

فطامي: حمدوه اقولج طلقني.. عرسي الاسبوع الياي انتي متخيلة؟؟؟

حمدة: تراج انتي قلتيله طلقني

فطامي تشاهق: قلتها عشان ألوي ذراعه

حمدة: بس كلتيها وطلقج.. والله انا قلتلج الطلاق مافيه مزح.. بس هو مب ريال.. لو ريال ما بيطلقج بهالطريقة

عنود: شو السااالفة فهموني.. ليش محمد طلقها وشو سالفة الفندق.. وبعدين حرام عليج حمدة والله انه شيخ الرياييل كيف كان مدلع فطامي

حمدة: كلي تبن انتي الثانية

فطامي ميتة صياح: بيذبحوني.. والله بيذبحوني.. أبوي لو درى بيذبحني ما بيخليني في حالي

عنود: انزين جربي ترمسينه يمكن يردج

حمدة: اقولج اجذبي على قوم أميه قوليلهم هو طلقني فجأة.. صح انها حركة حقيرة بس مافي غيرها.. اوووه صح أمي تعرف بالسالفة.. ياربيييه.. شوفي مافي حل الا انج تكلمينه وتستسمحين منه

فطامي: انتوا تستهبلون تبوني اكلمه واعتذر منه عقب ما طلقني

عنود: والله كيفج اختاري يا تستسمحين منه يا تذوقين عقال ابوي

فطامي برعب: مستحييييل.. بيضربني بعقاله

عنود: والله لا يقطعه على ظهرج

فطامي تضربها بقهر: انتي ليش جي عديمة احساس

عنود: أنا اوصل لج الواقع كيف بيكون

حمدة: والله تراها صادقة.. ابوي بيقطع العقال على ظهرج.. ويوم بينقطع بييب واحد غيره.. وعقب بيكفخج لان عقلته اختربوا على ظهرج

فطامي تصارخ: امييييه الله ياخذكن انتن خوات

حمدة: تلاااحقي على عمرج سيري رمسيه استسمحي منه تدلعي شوي.. قوليله لحظة غضب اي شي.. اجذبي خليه يصدقج ويردج.. ولا من شاف ولا من درى

فطامي بتوتر: والفندق شو اسوي اوافق؟؟؟ والله بياكلون ويهي البنات

عنود عصبت: انتي غبية بعدج تفكرين ففندق ما فندق؟؟ ماعرف شو السالفة بس متاكدة انها شي غبي من افكارج الغبية متطلقة عشان فندق والا عشان مطعم.. صدقهم يوم يقولون عنج مب شايفة خير

فطامي بغضب تفلعها: اطلعي برع.. بررررررع يالتافهة وقليلة الادب والله اني مب ناقصتنج

عنود: والله انا دوم اقولج وانصحج بس انتي ماتبين تسمعين.. بالطقاق

فطامي بتموت من القهر.. شلت تلفونها تتصل: مسويلي بلوك.. من كل مكان.. آآآآآآآه يا اميييي والله بموووت ليش جي سويت ياربي والله اني غبية
عنود ردت عقب دقايق

عنود بخوف: فطااامي حمدووه الحقوا محمد تحت عند أبوي ومايد.. فطامي ادعي لعمرج شكلهم بيدفنونج اليوم

فطامي قامت توايج من الدريشة وبدت تصفع عمرها: ياويلي ياويلي هي والله سيارته برع.. ياويلي ان خبر ابوي والله لا يدفنني وانا حية

شافته يطلع بدون لا يلتفت، حاولت تلقط شي من ملامحه ما لقت أي شي ممكن يفيدها

ما مرت دقايق الا وهي تشوف أبوها متوجه باتجاه باب الصالة

فطامي برعب: بنات ابوويه ياي صوبنا.. شو اسوي.. وين اشرد

عنود خافت: امييييه ادخلي تسبحي اونج ماتدرين شو السالفة والا مثلي انج راقدة

سمعوا صوته قريب من الدري

حمدة: هاذوه جرييييب بسم الله كيف وصل.. يلا فطامي بسرعة ادخلي الحمام والا سيري ارقدي اسهل وأسرع بعد

فطامي ترتجف: اوكي بسوي عمري راقدة وانتوا اطلعوا برع او مادري اشغلوا عماركم عشان مايكشف الجذبة

طلعوا البنات وصوت أبوهم يتقرب كل شوي

فطامي مثلت النوم ويوم تذكرت انها نست تقفل الباب سمعت صوت أبوها قريب وايد.. دعت إنه يأجل الموضوع ولا يواعيها.. ما كملت دعواتها الا على كف قوي حصلته وهي مغمضة

فطامي قامت وقلبها يرقع من الصدمة.. توقعت إنه يصرخ يواعيها.. لكن إنه يقومها بكف.. هالشي ما تخيلته أبدًا

فطامي: ا ا ابو وي.. شو السالفة

بو مايد: اص ولا كلمة يا مسودة الويه.. تفووو عليج وعلى الايد اللي ربتج يالخايسة ليتج متتي في بطن أمج ولا يابتج

فطامي بدموع هطلت بشكل تلقائي: ابوية ليش جي تقول

بو مايد يرفع عقاله: ولا كلمة.. عقب هالتعب والتربية فيج تتطلقين عشان حجزلج ففندق ما يرضي ربيعاتج يا بنت امج؟
الحريم يستحن يطرن هالمواضيع وانتي تتخيرين ياللي ماتستحين

تجمد الدم في ويهها يوم شافت العقال: لحظة ابويه انته فاهم الموضوع غلط.. هو طلقني.. هو اللي مايبغيني

بو مايد: لا فاهمنه صح.. والريال واضح انه يعرف طينتج الخايسة وشرح لي الموضوع كامل

فطامي: ابوي لا والله جذاب

بو مايد ضربها أول ضربة على ايدها: مصرة على الجذب

فطامي صرخت من الألم: لااا ابوويه لحظة

وقام يضربها بشكل عشوائي وهو يسبها.. وهي تصارخ وتصيح.. كانت تحاول تشرد لكنه بجسمه السمين مغطي الباب ومحاصرنها

فطامي طاحت عند ريله: ابويه دخييلك سامحني.. دخيلك.. والله بموت على ايدينك.. دخيلك لا تضربني.. بس بموت بس

بو مايد فر عقاله على الأرض: ليتني اقدر اذبحج وافتك منج ومن مشاكلج

فطامي: ابوية والله حرام عليك انا شو بغيت.. انا بس بغيت فندق محترم اعرس فيه ماقلتله ابا شي ماقلت ليش تحسسوني اني ارتكبت جريمة

بو مايد بغضب: شوووووو؟؟؟ بعدج تعيدين هالرمسة الماصخة؟؟؟ تبيني اقطع العقال على ظهرج

فطامي فزت برعب: لاااا والله توبة توووبة والله ماعيد هالكلام والله.. دخيلك اعتقني ابويه دخييلك

بو مايد: جب ولا كلمة.. وعرسج الاسبوع الياي.. الريال ردج وثبتها في المحكمة.. ولو اني كنت بحلف عليه ياخذج بكشتج بس سبقني وحلف ما ياخذج الا بفستانج الابيض

على فعلتج السودا الا انه ريالٍ كفو.. ووالله والله في سماه يا فطامي ان سمعت انج زعلتيه بسوالفج الماصخة لا اخليج تتمنين الموت ولا تحصلينه

فطامي تمسح دموعها: ان شاءالله ابويه

***

كان هذا الأسبوع أسبوع حزم الأغراض.. كُنَّ يرتبن أغراضهن داخل الصناديق البنية.. فقد بدأ العد العكسي لنهاية الرحلة.. وقد وصل بهن الزمن إلى الأسبوع الأخير من المهمة

كانت كل واحدة تجمع اقل أغراضها استعمالًا وحاجة.. وأبقين على ما يستعملنه بشكل يومي في الغرفة ليحزمنه لاحقًا

علياء بصناديقها الكثيرة، وأغراضها التي لا تعد ولا تحصى.. وتذمرها المستمر

أما شمّا، فقد كانت تتنقل ما بين غرفتها وغرفة أخيها خالد.. التي أوكلت نفسها مهمة جمع أغراضه، بالرغم من رفضه المستمر

كانت تستغل وقت غياب عليا بالذهاب إلى غرفة خالد، وأما بوجودها فكانت تشاركها العمل في الغرفة، لتشاركها حتى أشد لحظاتهم انشغالًا

عليا: الأيام مرت بسرعة ولا حسينا

شما: صدقج.. مادري كيف برد لحياتي الجديمة وبعيش طبيعي ولا جني مريت بكل هذا

عليا: على كثر ما طلعنا مهمات رسمية.. في حياتي مامريت برحلة مثل هذي.. كل شي كان فيها غريب.. للأسف إن التعرف عليج كان من هايلايتس الرحلة

شما: طايحة من عينج؟؟

عليا: شوي

شما: عندج مخططات لما بعد الرحلة؟

عليا: مخططة اطيييير.. اسير جزيرة بالي.. آخذلي أسبوعين نقاهة.. وعقب برد المكتب اكمل شغلي طبعًا

شما: يا سلااام.. جزيرة بالي! أحسها وايد حلوة وفيها مغامرات.. عاد انتي خوافة شو بتسوين؟؟

عليا: لا ماعليج عقب اللي شفته من الغجر مات فقلبي الخوف

شما: ههههههههههه يالله على الاقل استفدتي منهم

عليا: وأنتي؟ شو بتسوين

شما: اممم عرس أخوي محمد الاسبوع الياي.. فمبدئيًا بكون مشغولة بهالموضوع.. وعقبه بفترة بسيطة جامعة.. تعرفين عاد بكون مستجدة وضايعة مادري شو بيستوي

عليا بصدمة: جذابة عرس اخوج الاسبوع الياي!!

شما: هي يوم الجمعة باذن الله

عليا تضربها: مستحييييل!!! يا برود قلبج.. باقي اسبوع وشوي وانتي يالسة تلعبين في الصحرا؟ والله انج مب صاحية

شما: عاد حسستيني مادري شو بسوي في البيت.. خليني هني استانس احسن

عليا: فستانج ومكياجج وكل هالسوالف! كيف!!

شما: خواتي بيختارولي وصيتهن

عليا: بنجلط!!! كيييف!!! ذوقج اكيد مب شرات ذوقهم

شما: عادي اي شي اهم شي انه فستان.. وبعدين خواتي مب عيايز ترا ههههه يعرفن ذوقي كيف وبياخذن لي شي مناسب.. مش اول مرة اعتمد عليهن

عليا: يبالج ضرب صراحة ترفعين الضغط

شما: عاااااادي يختي عاد مادري منو بيشوفني

عليا: احتاج اتعلم اوصل هالمرحلة من اللا مبالاة

شما: ماقلتيلي والا جان علمتج خلال هالرحلة

عليا تفلعها بعلبة صغيرة

شما بتردد: والحجاب؟ شو قررتي؟

عليا تاخذ نفس: بعدني على قراري.. بإذن الله بتحجب.. بس عقب هالرحلة

شما: أهلج؟ وربعج؟ مستعدة لردات فعلهم

عليا: أهلي ما بيهتمون.. تحجبت والا تفصخت محد مهتم.. يمكن يدتي حليلها بس تستانس لأنها من زمان تحن علي.. بس عاد ماشوفها الا في العيد

شما: لييش؟؟؟ حرام من سوالفج عنها شكلها تحبج

عليا: ماداني الاجتماعات العائلية شسوي

شما: مب شرط تحضرين المناسبات.. سيري لها هي مخصوص في يوم عادي

عليا: اممم مافكرت فيها

شما بتأثر: وربعج وزملائج؟ أحس بالذات الاجانب توقعي منهم ردات فعل

عليا: أكيد بس ما يهموني.. بقوللهم إني تدينت وخلاص

شما بتأثر: أحس إني وايد تعودت عليج عليا وااايد.. صدق كيف بنعيش بدون بعض؟؟
أحسج أختي خلاص يعني اصبح وأمسي عليج.. والله حتى خواتي ماجابلتهن هالكثر

عليا: ان شاءالله ما بينقطع التواصل بيننا.. عطيني رقمج بسيفه انا يايبة تلفوني وياي

شما مدت بوزها: كل حد جي يقول بس الواقع غير.. الحياة بتشغلنا وكل حد في طريجه.. مستحيل نتواصل مثل الحين

عليا: هاي الدنيا شو بنسوي بعد!

شما: اذا عرستي لا تنسين تعزميني

عليا: صدقيني عرسج اقرب عن عرسي

شما: في أحلامج.. مستحيل أعرس الحين.. وتبين الصدق أحس إني عفت العرس بكبره

عليا: افا ليش!

شما: ابا ادرس بعدني

عليا: بالتوفيق "بشك" بس؟

شما غمضت عيونها: وماقدر أعرس وفي قلبي حد ثاني

عليا تقربت منها وبمواساة حقيقية: بتنسين.. صدقيني.. لا تكبرين هالفكرة في بالج وبتنسين ان شاءالله.. مب دوم تقوليلي استعيني بالله؟ الحين أنا أقولج استعيني بالله وادعيه دوم عشان تنسين وتتجاوزين

شما: وهو بيتجاوز؟

عليا: شو تبين فيه؟ برايه يتجاوز أو لا.. فكري بعمرج بس

شما: واللي يحب يقدر يفكر بعمره بس؟

عليا: تبين الصدق؟؟ لا.. بتتمين تفكرين فيه دوم.. نساني أو لا.. تزوج بعدي أو لا؟ بس هالأفكار ما بتيب لج الا الهم والسوداوية.. استعيني بالله وانسي.. ادعيله بالتوفيق وخلاص لا تشغلين بالج وايد

شما: مايانا.. ولا مر أبدًا

عليا: ماله ويه عقب اللي سووه ربعه

شما: مابغي اخوض وياج في هالنقاش.. بس هو ساعدني.. لآخر لحظة كان وياي.. مستحيل أنسى له هالشي

عليا: الله يجبر قلبج يا شما.. بعدج صغيرة

شما: الله المستعان!

**

منذ أن تم إعلان الحكم، وقد امتطى ناقته، وخط بها الصحراء يبحث عن أثر عفريس
لا يمتلك أدنى فكرة عن مكان تواجده.. كان يمشي بلا هدى.. محمّلًا ناقته بالزاد والماء

وفي كل يوم، كان يجدد نية العودة إلى القرية، وتجاهل طلب حرب.. وفي كل يوم يلسعه ضميره، ويتراجع عن قراره، ليكمل رحلة البحث عن عفريس

لا أحد يعلم بموعد تنفيذ الحكم سوى شيخ القبيلة، ولذلك كان التحدي أشد عليه.. يخشى أن يعود بعد فوات الأوان

..

على بعد كيلومترات بسيطة.. كان مسلّطًا عينه على حركة الشمس وكأنه يعد الزمن.. إلى أن رأى الشمس منخفضة.. دلالةً على دخول صلاة المغرب

اعتزل مجموعته، وكعادتهم احترموا رغبته.. رهبةً وخشيةً منه

توضأ ووجه وجهه ناحية الغروب، كما قالت له شما.. كبر وصلى بارتجافة اعتادها كلما شرع في الصلاة أو قرأ القرآن.. ارتجافة لم تغادره منذ نطق بالشهادة

انتهى من صلاته وبدأ يتمشى حول المكان الذي اختير من قبله للمبيت اليوم.. فرحلة الصيد لم تنتهي بعد

رأى رجلًا يبدو عليه التوَهان.. بهيئة تشابه هيئاتهم.. اقترب منه برغبة معتادة منه للمساعدة

عفريس: يا هذا

أشرق وجه الرجل عندما نظر إليه: عفريس؟؟؟؟ "حيّاه" سفكتم الدماء

عفريس: نعم عفريس.. يبدو بأنك أحد ابناء المذنّب؟

الرجل نزل من ناقته: أبيض بن سهل المذنّب

عفريس هز رأسه: عفريس المجهجه

أبيض: لا تخفى سيرتك

عفريس: تائه أم تبحث عن أحد؟

أبيض: ابحث عنك

عفريس: لنذهب لتناول العشا مع الرجال

أبيض باندفاع: لا! وأرجوك.. لا تخبر أحدًا عن زيارتي هذه

عفريس بتوجس: مالذي يحدث

أبيض: لا استطيع إبلاغك بالأمر بسرعة لئلا تغضب علي وتقتلني في مكاني هذا

عفريس بذكاء: كنت تعمل مع العم ثوبان في الفترة الماضية.. حتى أنه جعلكم من المقربين.. مقابل ماذا؟

أبيض: أنا وابن عمي.. كنا نخطط للإطاحة بحرب.. نعم.. كنت اعتقد بأنه ينوي بنا شرًا.. وكان العم يحاول كشف مخططاته.. ولكن الأمر اتجه إلى منحنى خطير.. فقد بدؤوا بالكيد له والتلفق عليه.. وهذا لم يعجبني وحاولت الاعتراض.. ولكنهم لم ينصتوا إلي.. بل وقد هددوني بنفسي وأهلي وأن يوصموني بالخيانة معه.. فاخترت الصمت
فأنا.. يا سيدي ابن خادم.. لست مثلكم لا بقوتكم ولا بنفوذكم.. ولكن ضميري لم يسمح لي برؤيته يحرّق مكتوف اليدين.. وقد أوصاني بإبلاغك بالأمر

عفريس: يحررق!!!!!

أبيض أنزل رأسه: حكموا عليه بالحرق حيًا

عفريس بغضب: أين بني المجهجه عن هذا!!!

أبيض: رفع الشيوخ عريضة وحاول الشيخ ثمال وكبار القبيلة حثّه للدفاع عن نفسه، ولكنه رفض مما أكد التهمة عليه

عفريس: محال أن يفعلها بلا سبب

أبيض: اختطفوها.. وهددوه بها

عفريس: الغريبة؟

أبيض: ومن غيرها

عفريس: متى سينفذ الحكم؟

أبيض: لا أحد يعلم

عفريس: شكرًا لك.. اقدر لك كل ما فعلته لأجل أخي.. وأعلم بمدى صعوبة الأمر عليك.. لن أنساها لك ما حييت

أبيض: لقد أوصاني بوصية غريبة

عفريس هز راسه يحثه على الكلام

أبيض: قال إن وصلت إليه بعد أن يفوت الأوان.. أبلغه بأنه على حق

ابتسم عفريس

أبيض: علي الذهاب

عفريس: سهّل الله خطاك.. جميلك دين في رقبتي

ودعه والتفت للخلف مسرعًا.. سيحزم أخف متاعه ويرحل إلى القرية

ألقى على رجاله أمرًا سريعًا وواضحًا.. وكّل أحدهم لأن ينوب عنه بالقيادة.. وامتطى ناقته متجهًا إليهم

هو في حرب مع الزمن.. ومع القبيلة بأكملها.. عليه بأن يصل قبل أن يُحرق حرب.. عليه ذلك مهما كلّفه الأمر.. كان يشد على أضراسه كلما زاد بالسرعة..

كان يناجي بصوت واضح: يارب.. يارب.. إنني عبدك.. يارب ليس لدي سواك ملجأ.. يارب.. احفظه.. وإن كان على كفر فهو أخي.. وصديقي.. لا تجعل خاتمته نارًا في الدنيا وجحيم في الآخرة.. استعنت بك ولجئت إليك يارب.. يااارب

***

خالد يكلم أمه مكالمته الأسبوعية: وهذي أخبارج يا أم خالد

أم خالد: هي والله.. هذي هي.. الا اربع ورا عيال خواتك اللي طلعوا عيوني.. والا عرس أخوك.. وهاي اختك مسودة الويه شردت وخلتنا.. ما فصلتلها حتى فستان

خالد: ههههه عاده أميه شما في حياتها مانفعتكن بشغلة.. الا مجابل اليهال.. والا غيره ماشي.. حتى فساتينها خواتي ياخذنها ويفصلنها هي ما لها راي

أم خالد: عادتها الخايسة هذي أنا لازم اخوزها عنها.. باجر بتعرس كل ما قال لها شي قالت سو اللي تباه؟ ما يستوي بعد

خالد: اوف اوووف مب هذي رمستج؟ الحرمة لازم تطيع ريلها؟ والا هالرمسة حق عيالج بس

أم خالد: لا هاك الزمن غييير يا ولدي.. رياييل هالزمن إن ماسمعوا حس الحرمة داسوها وحطوا عليها الثانية والثالثة

خالد: لا تحاتين شما ذيبة.. بس شوية يبالها قرصة

أم خالد: والا بنت مبارك مسكينة قبل عرسها بأسبوع ريلها قال ما يباها.. ولا عنده سبب.. وفوق هذا لعوزها يبا البيزات اللي صرفتهن على زهابها.. وأمها مسكينة تصيح علينا تقول اللي عندهم ردوه بس اللي صرفوه من وين اييبون جيمته

خالد ينهي الموضوع: الله يعينهم يارب

أم خالد: أختك مسودة الويه وين

خالد: مادريبها أماية الله يهديها قايللها اني اتصل هالوقت بس شكلها انشغلت باغراضها.. ماقصرت حليلها تعابل اغراضها واغراضي تجهز احق الردة

أم خالد: هي صدق لازم تجابل اغراضك والا منو بيجابلك؟؟؟

خالد: بروحي.. ليش ايديني مكسورة الله يهديج اميه؟

أم خالد: بسم الله عليك وعلى ايديك.. بس دام اختك موجودة بتخدمك شو وراها

خالد: خير ان شاءالله.. يالله اميه انا ببند عنج.. استودعتكم الله.. وسلمي على ابوي واخواني

أم خالد: ان شاءالله.. ورد السلام على اختك

خالد: يوصل

***

كان متألمًا وهو يتراجع عن حظرها.. لقد تسرّع بفعلته.. بكل شيء
لقد أخرجت أسوأ ما فيه.. متيقّن هو من هذا.. ولكن فعلتها لم تستحق أن توصم بلقب المطلقة قبل أسبوع من حفل زفافها

هذا العقاب قاسٍ جدًا.. أقسى من فعلتها بأضعاف.. ولا يليق بعودها الليّن الطري..

يعلم بأنها فارغة المحتوى والعقل.. وهو فرصتها الوحيدة للتفاخر بين قريناتها.. ومنافستهن بالمستوى المادي.. ولكنها تجاوزت الحدود بفعلتها

كان هذا نقاشًا غير منته بداخل عقله.. يحبها.. يعشقها.. ولم يكن عليه رمي يمين الطلاق لسبب تافه كهذا.. فالعصمة لم توضع بيده إلا لحكمة

ذهب إلى أبيها لإبلاغه بأنه طلقها وأرجعها إلى عهدته.. وأوضح له الأمر برمته.. لتجنب أي مكيدة من قبلها.. فهي في النهاية امرأة.. وكيدهن عظيم.. كما يظن

واجه عتابًا قاسٍ من أبيها.. وتلميحات بأنها لا تستحق رجلًا مثله.. بل تستحق أحدًا أشد حكمة.. وأطول صبرًا منه.. فهي ابنته المدللة.. وكبيرته

كان محتارًا.. أيجب عليه الاتصال؟ أم الاكتفاء برسالة على الواتساب؟

أرسل: مسا الخير.. تراني رديتج.. يوم بتفضين خبريني عشان اتصل

ردت عليه بعد ثواني: وصلني خبر

كان بيتصل.. قبل لا يضغط زر الاتصال، فر التلفون.. ما عرف شو يقول؟ احتار.. وفضل تأجيل المكالمة

***

بدؤوا بإضرام النار في دار الخزيم

كان العم ثوبان أشد الناس سعادةً، وحماسًا.. وكأنها ليلة فرح.. كان يحثّهم على زيادة الحطب.. ويمر بين الرجال يتأكد من جميع الاجراءات، وكأنه والد العريس

لقد تقرر تنفيذ الحكم الليلة.. فبعد إلحاح شديد من العم ثوبان، وافق الشيخ كليب على مضض.. ففي النهاية.. لا مفر من الحكم.. ولا مفر من خسارة ابنه

بدأ قرع الطبول.. إعلانًا بوصول الشيخ وأهله
كان الجميع في الدار.. لم يتبقَّ خارجها أحد
بمشهد لم يتكرر من قبل
فعادةً يجتمع عدد معروف، ووجوه مألوفة من أهل القرية.. أما النساء والأطفال وكبار السن يؤثرون البقاء في منازلهم

أما حرب.. فكان يمشي وكأنه طاووس متبختر.. وكأنه يتحدى ثوبان إلى آخر لحظة.. فعلى الرغم من صعوبة حركته.. إلا أنه أبى أن يكون آخر مشهد له مطأطأً رأسه
كان رافعًا رأسه بشموخ وكأنه يشاهد ذئبًا على سطح الجبل
مشيةً واثقة، رجولية، بعنجهية جلمودية أغاظت العم ثوبان الذي لم ينزل عينيه عنه منذ أن أتى

بدأ الكاهن شيحان بترديد تعاويذه، بلحن مشابه لألحانه المعتادة.. يمد كلامه العربي الفصيح بطريقةٍ لا يتقنها أحد سواه

سمع صوت خالته يتعالى بالبكاء.. كانت تبكي بحرقة.. بجمالها الفتّان قد انتصفت خادماتها.. وعروق رقبتها تكاد تتفجر.. وأمه انهارت بالقرب منها.. كان الجميع يبكي وكأنهم ببكائهم يرثونه، ويسلمونه للنار

قاد رجله إلى النار.. بنفسه.. بالرغم من رغبته الفطرية بالهرب.. أرغم نفسه على الدخول إلى المحرقة.. سلّم نفسه إليهم
بدؤوا بربطه وصلبه إلى خشب مثبت على الأرض، متجاهلين لسعات النار التي تتلصص إلى أجسادهم

سلّموه للنارو وابتعدوا.. بدأت النار بلسع جسده العاري بأريحية تامّة
وبفعل تربيته الخشنة.. لم يشعر بالألم إلا بعد مدة.. كانت النار تحرق جلده حرفيًّا.. تحرق شعر بدنه الذي يغطي جلده، وتخترق ما دون الجلد.. كان يشم رائحة حرق الشعر ويشعر بسلخ جلده وتراطم العظام ببعضها من الألم.. وانكتام صدره من الدخان الكثيف

كانت دقات قلبه سريعة.. بدأت دموعه بالنزول لثاني مرة في حياته.. دموع تنزل وتتبخر في نفس الوقت.. لم يكن يبكي.. ولكنها دموع فطرية.. نزلت من عينيه وكأنها مرثية حزينة.. من نفسه، عليها

حاول كتم صرخته بقدر الامكان.. ولكنها كانت تخونه بعض الأحيان.. اصطكاك اضراسه ببعضها زاد.. والألم اشتد.. بدأ يزفر بصوت جهوري
النار تلتهمه.. لا يستطيع المقاومة أكثر من ذلك

***

اتصل بها أول ما طلع من الجم

حميد: هلا والله بالحلوين

خولة: أهلين وسهلين

حميد: شحالج؟

خولة: توك سائل عن حالي

حميد: مب مشكلة خبريني مرة ثانية

خولة: الحمدلله بخير، أنته شحالك؟

حميد: قبل لا اسمع صوتج والا عقب؟

خولة ضحكت: ههههههه الاثنين

حميد: كنت تعبان صراحة، هلكان من الجم.. بس يوم رمستج اوووووه كل شي تغير.. تلونت الدنيا بعد ما كانت رمادية

خولة: حبك هذا يخوفني.. ليش تحبني هالكثر؟ والا انته بياع كلام وماتقصد

حميد: حرام عليج أنا بياع كلام؟ والله إني أحبج بطريقة.. ماتخيلت إنها موجودة في هالعالم.. ولا تخيلت إني أنا، من بد كل هالبشر.. بحب شخص لهالدرجة

خولة: وليش حبيتني؟ وبهالسرعة؟

حميد: اممم ارتحت لج.. يوم أرمسج أحس إني أرمس عمري.. أحس إني أقول افكاري الداخلية بصوت عالي.. أحس إني على طبيعتي 100٪ ما احتاي اتصنع.. شو يبا الريال أكثر عن جي؟

خولة: مادريبكم.. يقولون الرياييل مايعيبهم العجب

حميد: صح.. بس أنتي أعجب من العجب

خولة: يلا عااد.. خلني أسولف لا تحرجني

حميد: شسوي أموت عليج وأنتي مستحية

خولة: ههههههه ياربيييه

حميد: وليش بهالسرعة؟ لأني قلتلج ارتحت لج.. انا ما بجذب عليج جربت ارمس بنات وأنا مراهق.. وجربت هالسوالف.. وتبت عقبها طبعًا

خولة قاطعته: زين انك كملتها

حميد: أحب انج تهتمين بكل تفاصيلي.. وتسمعيني.. ما تحكمين علي قبل لا تسمعين، وتحاولين تتفهمين.. والله إن هذا حلم حياتي.. احصل وحدة تسمعني وتحاول.. لاحظي.. بس تحاول إنها تفهمني
البنات عنبوه جباريت.. إذا الريال قال شي علطول يلبقن ولا يسمعن شي بعدها.. حتى في هالجملة اللي قلتها ما تسرعتي وضاربتيني.. ترييتيني ارمس واكمل.. وهاللي أحبه فيج

خولة: فديت قلبك.. ربي لا يحرمني منك

حميد: ولا منج حبيبة قلبي.. وعشان جي الله يسلمج.. ابغي آخذج.. وبأسرع وقت.. لأني أحس إني اقدر اضمن نفسي وعيالي عندج.. دين وخلق.. وقبل لا أرمسج شفت هالأمور وشفت حدودج مع الناس.. وهاللي يهمني في شريكة حياتي.. خولة انتي انسانة ما لها مثيل ولا اعتقد بحصل مثلج في هالدنيا

خولة: ليش ناوي تدور؟

حميد: هههههههههههههه لا طبعا.. الا اذا قررتي اني ما ارتقي لمقام أكون ريلج

خولة: الصراحة ليتني اقدر اعبر مثل ما عبرت ومثل ما قلت.. بس صدقني إني أشاركك كل المشاعر.. وابغيك ريلي اليوم قبل باجر.. وهاللي مخوفني يا حميد.. عقب ما ذقت نعيمك.. أذوق بعدك

حميد: لا تقولين هالكلام.. أنا وعدتج يا خولة.. ومستحيل اخلف بوعدي

***

كان يدعو الله بقلب مرتعب.. كان يلهث بفعل الخوف والتعب.. هم في دار الخزيم.. هذا مؤكد
فهو مكانهم المقدّس.. هناك يطهرون أنفسهم، من كل سوء.. ويطهرون قريتهم من كل خائن

رأى النار من بعيد.. نارًا عالية دخانها يخنق القريب والبعيد.. فكيف هو؟؟

زاد بسرعته.. زيادةً لا يظن بأن ناقته تحتملها.. ولكنه ضربها وشد على ضرباته.. لاشيء يهمه سوى حرب.. لا شيء ولا أحد.. ولن يسمح لناقته بأن تمنع إنقاذه

دخل إلى وسط الدار غير آبه بأي جسده قد يعترض طريقه.. وأقسم بأنه سيدهسه بلا أي مبالاة

دخل بسرعة هائلة، وبطريقة استعراضية لم تشهدها القرية من قبل.. حرك ناظريه بحثًا عنه ولم تخنه عينه.. توجه بسرعة إلى المحرقة
رآه برأس متدلٍّ على صدره، منهار، لم يصلبه شيء سوى الجذع الذي قد ربطوه عليه
اخرج خنجره الصغير وقطع الحبال غير آبه بأي أحد.. سحبه من وسط النيران ووضعه على ظهر ناقته

كانت عيناه دامعة، قهرًا وحزنًا على حال صديقه

وجه نظرات حارقة لجميع من حوله.. أشد حرارةً من النار التي أضرموها

زجرهم بصوت مرتعش من الغضب: ويحكم بني جلمود ويحكم ويح لاوذ.. تُحرِّقون شيخكم
تحرّقون حرب! الذي دافع عنكم.. وأتى بالدواء لمرضاكم.. وآوى فقيركم.. وأكرم سائلكم
ويحكم!!! دفنتم المروءة والرجولة بعدكم
ويحكم بني جلمود ويحكم

حربُ معي.. وأنا ظهره.. ومن يرى في نفسه مقدارَ شعرة من قوة فليلحق بي.. وأقسم بمن أحل القسم.. بأنه لن يرى طيفًا من الرحمة.. لأقتلنه وأجعل من جسده طعامًا للجرابيع
أقسم يا بني جلمود.. من يجرؤ على أذيته سيذوق ناري وعذابي.. ولأحضّرن لمحرقة أكبر من هذه ولأحرقن الجميع بها ولا أبالي



نهاية الجزء التاسع عشرة

تعليقاتكم تهمني وتشجعني على الكتابة.. لا تبخلوا بها

- هل سينجو حرب؟
- ماذا عن شما؟
- رايكم بشخصية بو عبيد؟
- فطامي ومحمد تتوقعون يكملون؟
- خولة وحميد شو تتوقعون نهايتهم؟

سلالة من لهبWhere stories live. Discover now