33 (2)

415 12 3
                                    

الجزء الثاني
من الجزء الثالث والثلاثون

.
.


كان في صالة الجناح يقرا مقال من تلفونه وسمع صوت حشرة.. استغرب وقام.. دق الباب

خالد: شو مستوي هني؟

عليا فتحت بويه محمر: هذي أختك السخيفة بضربها

خالد بتحذير: عليا! عيب

عليا معصبة: تستهبل علي طول الوقت منسدحة أول ما قلتلها بسير الحمام ركضت تسبقني والحين تماطل بس عشان ترفع ضغطي

خالد استغرب أكثر: انتوا كم أعماركم

عليا: هذي شما الياهل

شما تصارخ من داخل: مووووتي قهر

عليا بقهر: شفتها شو تقول؟؟

خالد: والله مادري منو الياهل فيكم.. تعالي استعملي حمامي

عليا توترت: لا.. مب لازم بترياها

خالد: تستحين مني؟ تعالي يلا أنا في الصالة خذي راحتج

عليا: انزين

طلع ولحقته

خالد: انتوا كيف عشتوا في غرفة وحدة كل هالشهور؟

عليا ببساطة: كل يوم نتضارب عادي

***

التقوا بالموعد.. وفي المكان المنشود

حيّوا بعضهم البعض تحية الإسلام، وتبادلوا الأخبار والأحوال

بو عبيد: عندي لك شي.. بيخليك تطير من الفرحة.. عادي تطوف القرية خمس مرات من الفرح

حرب: بشرك الله بالخير

بو عبيد طلع صفحة من الجريدة: تفضل

حرب أمسكها باستغراب، وشده وجه مألوف
بدأ يشعر بضربات قلبه تشتد.. الوجه المألوف والمحبوب بالنسبة له ولقلبه..
كانت تلف رأسها بغطاء أسود محكم اللف ورداء أسود كامل.. تتوسطه بطاقة معلقة برقبتها
كانت بابتسامتها العذبة التي لم تفارق وجهها الا ما ندر.. إنها هي.. ملاكه الجميل.. وقلبه الآخر

بو عبيد بابتسامة: ذكرى لك.. جحل عيونك

حرب بتوجس: هل نظرت إليها؟

بو عبيد: لا طبعا مب من اهتماماتي.. وأكيد اذا بغيت اغازل وحدة ما بختار حرمة اخوي!

شد على يده حرب: لن تستطيع تخيل حجم الامتنان الذي اشعر به تجاهك

بو عبيد: ماعلينا من الحريم.. عندي موضوع مهم

حرب طوى الورقة: كلي آذان صاغية

بو عبيد: أنا سويت شي بدون علمك.. بس لازم اخبرك الحين لان حرمتك الـ "قطع كلامه" والا اقول ما بسبها احترامًا لك.. خربت علينا كل شي وسارت تكلمت عن القرية جدام الناس

حرب بحزم: محال أن تفعلها

بو عبيد: الا والله هاللي قالته.. سألوها عن اللوحة وقالت حقيقية في الربع الخالي

حرب يحاول التكذيب: قد تكون زلة لسان

بو عبيد: اكيد زلة لسان.. بس لازم نخلص الموضوع.. الناس محتشرة.. والمشكلة الموضوع دخلوا فيه أجانب وعرب.. يعني مصيبة وطاحت على روسنا.. الموضوع لازم ينحل بأسرع ما يكون

حرب بحلم تعوّده: هوّن عليك يا صديقي.. اخبرني فقط مالذي تحتاجه

بو عبيد: انتوا مستحقين للجنسية.. حالكم حالنا.. وانتوا عيال البلاد.. وهذا الموضوع اللي اقولك بديت فيه بدون شورك
بصراحة أنا حبيت المكان وحبيت أهله.. وكسروا خاطري الصغارية اللي يمرضون ويموتون بدون علاج.. واللي عايشين بطريقة ما تليق بأي طفل في هالزمن

حرب: هذه حياتهم وهم راضون عنها يا بو عبيد.. وهم لا يعلمون ما خلفها فلا تقلق عليهم

بو عبيد: بس يحتاجون طبيب ويحتاجون مدرسة.. هذي ابسط حقوقهم

حرب: لا داعي لأي من هذا.. دبر لي الأمر أنا فقط

بو عبيد: ما يستوي يا حرب.. يا هم كلهم يا محد.. عشان اطلع لك الجنسية لازم نطري القرية وأهلها

حرب نهض: إذًا لا داعي لكل ذلك.. أنسى الأمر

بو عبيد: بتتخلى عنها؟

حرب: تخليت عن أهلي مرة لأجل قلبي.. ولن افعلها مرة أخرى

بو عبيد: حرب حاول تفكر بعقل.. إذا تبغي مصلحتهم المفروض انك تسعى لما فيه خير لهم.. ما تدفنهم في المجهول

حرب بغضب طفيف: لا تعلمني مسؤوليتي تجاههم

بو عبيد: ونعم فيك ماقصد انك مقصر.. ولكن والله انه أخير لهم.. فكر فيها

حرب: إن كنت لا تعلم بني جلمود.. فإن ما من شيء أبغض عليهم بعد الغزاة البيض سوى التغيير

بو عبيد: بس الغزاة البيض بيونكم اذا ما تصرفنا.. قلتلك الموضوع تقريبًا انكشف.. وبصراحة بقولك شي أمر مثل هذا مستحيل يتم مدفون طول العمر وخصوصًا في زمننا
لابد ينكشف في يوم.. وايد سمعنا عن ناس في الغابات وغيره يكتشفهم حد من المستكشفين البيض ويتلعوزون يحطونهم في محمية وغيره.. والله يا حرب ان بلادنا بتعزك.. والله.. وهذا عهد علي

حرب بهم: كيف تريد مني أن أبلغهم بهذا بعد أن رميت عليهم خبر إسلامي منذ أيام؟ كثير على بني جلمود.. كثير

بو عبيد: حاول.. شوي شوي.. مثل ما خبرتني بطريقة نشركم للاسلام.. كلم الكبار وحاول تقنعهم.. اذا خذتوا الجنسية بيكون عندكم وايد حقوق.. بتقدرون تسافرون اي مكان وبتقدرون تتعلمون وتطورون قريتكم.. حتى انهم بيبنولكم مدرسة ومستشفى أكيد.. حياتكم كلها بتتغير

حرب: لكن أراضيهم! كيف تتوقع منهم أن يتركوا بلادهم وأرضهم

بو عبيد: اراضيهم ملك لهم.. بتتملكونها وكل واحد حر بنفسه يبا يبيع، يهاجر للمدينة، أو يتم في مكانه

حرب: ولكنك تجهلهم يا بو عبيد

بو عبيد يحاول يفهمه: كل الناس تكره التغيير.. بس لازم تحاول تقنعهم لمصلحة الجميع.. وصدقني اذا جربوا حياة التطور مستحيل يرجعون للحياة هذي

حرب: لا بأس.. سأحاول اقناعهم بذلك.. الى ذلك الحين سنلتقي.. هل احضرت الكتب التي طلبتها؟

بو عبيد: يبتلك مجموعة ونسخ متعددة.. انته وزعهن على اللي يباهن.. والله يكتبلنا الاجر

حرب: آمين.. جزاك الله خيرًا

***

كان اليوم هو يوم العودة.. ويوم فراق شما وعلياء للمرة الثانية

كنَّ متأثرات بالأحداث الأخيرة.. علياء لا زالت تجهل مستقبلها.. ولا زالت بانتظار لحظة النقاش القادمة التي وعد بها خالد

أما شما.. فهمّها أكبر من ذلك بكثير.. كانت تفكر بالبدائي في عرض الصحراء وأهله.. كانت تصنع أبشع السيناريوهات
كأن تأتي جرّافة وتقتلع القرية مثل الافلام.. أو يبيدوها بالموت الرحيم.. أو أن يضعوهم في محمية مثل الهنود الحمر؟
لم يهدأ لها بال.. رغم محاولات علياء المستمرة لطمأنتها بأن لن يحدث الا ما كتب الله.. وعلمها بأن ما تقول هو الصواب.. ولكنها وللأسف.. سمحت للشيطان أن يغزو أفكارها هذه المرة

...

كان ينهي اجراءات الحجز وهو يفكر بعلياء.. كل يوم مضى كان يعزم على الحديث عن الأمر.. وفي كل يوم كان يماطل أو أن الوقت يهرب منه.. فلم يحصل على لحظة انفراد واحدة!

استلم بطاقته وتوجه إلى علياء وشما.. وما صدمه أن الاثنتين كانتا تحت وقع الصدمة.. كل واحدة تنظر للأخرى،، وأمامهم رجل بقبعة وملابس سوداء يبحث عن سبق صحفي يخص القرية ومكانها

تدارك الأمر وتوجه إليه مباشرة.. حاول أن يحدثه بتهذيب ويطلب منه الرحيل.. ولكن الصحافة الاجنبية أعند مما يظن

كان الصحفي وقح.. تجاهل خالد واقترب من شما ما بينه وبينها الا مسافة بسيطة رفعت ضغط خالد

خالد: ألم اقل لك بأن تدعهن وشأنهن؟

الصحفي بتحقير: وما شأنك.. يا سيدة.. هل يمكنك ان تعطيني ولو معلومة بسيطة عن المكان.. لحظة قفي مكانك "التقط الصور" واااو هذه الصورة رائعة تعكس جمالك العربي وبالطبع تناسب الخبر!

خالد كان على وشك إن يكسر الكيمرا على راسه.. لكنه تمالك أعصابه.. العبث مع الصحافة أغبى شيء يسويه أي إنسان في البلدان الغربية
سحب شما وعلياء وتوجه للرسبشن يبلغهم بأذى هذا الشخص

يبلغهم.. كلمة لطيفة تلطف الغضب الجارف اللي واجه الموظف من خالد.. كيف يسمحون لصحفي يدخل فندق راقي مثل فندقهم ويأذي زباينهم بهذه الطريقة؟


***


كانا يتناقشان باندماج تام

حميد: انتي اسمعيني.. انا ماقولج هدي دراستج.. بس خلاص الكلية مالج حاية بها.. انتي قلتي انج دخلتيها بس عشان المنحة.. وانا بصرف عليج ماتحتايينهم

خولة: منو قالك اني اصرف على عمري بس؟؟؟

حميد: عبدالله؟؟ اخوج هو اخوي.. والحمدلله راتبي يسد.. وعلى كلامج ينزل له راتب إعانة يعني ان شاءالله بيكون وضعه زين

خولة: لا مابغي ماقتنعت

حميد: مب ع كيفج الشور شوري

خولة: لا والله

حميد: هي انا ولي امرج

خولة: هههههههههه اصبر بعدنا ما وقعنا

حميد: من يوم وافقتي خلاص انا ولي امرج

خولة: اصلا عبدالله مابيوافق تصرف عليه.. اعرفه راسه يابس على طول بيهد الدراسة وبيدورله اي دوام

حميد يفكر: انزين شو رايج ارتب له في العسكرية.. يقدر يدرس على حسابهم ويدفعوله راتب زين يفتح له بيت حتى

خولة: بيطيعون ياخذونه؟ تعرف تاريخنا العائلي

حميد: ان شاءالله.. اعرف ناس هناك بنقدر نطوف هالموضوع ان شاءالله لا تحاتين

خولة: انزين هالحل مناسب

حميد: الحمدلله.. وأنتي تجهزتي يالعروس؟

خولة: هيه خلاص لبسي جاهز يابوه اليوم، وباجر بسير بتحنى

حميد: عاد أموت على الحنا توصي فيه

خولة: من عيوني


***

ودعتهم.. وتوجهت إلى باب الطائرة.. ومع وداعها هذا عادت كآبتها التي تعوّدت عليها.. ولم تفارقها الا وهي معهم

ابتسمت بحزن: شكله مكتوب علينا الشقى.. الحمدلله على كل حال

تذكرت لحظات الوداع.. خالد وحرصه الشديد على ايصالها إلى مقر الانتظار.. تقبيله رأسها.. واستيداعها الله

عجيب هذا الإنسان.. يتجاهلها طوال السفرة.. ولكنه إن اجبر على الحديث معها.. تحدث باختصار ولكن باحترام شديد وتوقير الزوج لزوجته

فكيف يجتمع التجاهل والتوقير.. الا عند خالد؟

***

خرج من عند محاميه بابتسامة صفراء.. وهذه أول قطرات الغيث.. أو حجارة من سجيل
رفع عليها شكوى هجر.. وطلبها لتعود إلى منزل الزوجية.. مع يقينه بأنها سترفض العودة بهذه الطريقة.. خصوصًا بعد أن قتلت ابنه
يتوقع الكثير من "التوسط" لإنهاء النزاع.. خصوصًا من أفراد العائلتين.. ولكن لا شيء يهمه.. قتلته، ومن ثم قتلت ابنه.. ولن يثنيه أحد عن التلذذ بجعلها تدفع الثمن

...

في الجانب الآخر

نزلت إلى أمها والنار تكاد تخرج من عينيها.. ما أن وصلها الخبر
هل هذا ما اقنعتني أن أعود إليه؟ انظري ماذا فعل بي.. وكيف شهر بي في المحاكم.. هذا ما اخترتيه لي أنتي ووالدي

أم مايد: يا بنتي استهدي بالله.. كل ريال من حقه يطلب حرمته بالقانون اذا ما ردت له بالطيب

فطامي تصارخ: والله لو يموت ما ارد له.. لو يموت
انا جي يسوي فيني؟ ماحترم إني في نفاس وولدي ميت في بطني.. والله انه يخسي والله
وتقنعيني اردله وتحسسيني انه مسكين؟؟
هذا سجين.. وانا اللي برفع عليه قضية لانه ماصرف علي لا انا ولا ولدي يوم كان في بطني.. وفوق هذا ماكان يبا اييبني عندكم

أم مايد تضرب ايد بإيد: خيبة تخيب ابليسج مقواج.. خافي ربج.. هو ماكان يبا اييبج!!!

فطامي بعناد: بالحرف قالها لي.. مابوديج بيت اهلج بخليه يحلف على المصحف بشوف كيف بينكر

أم مايد: انا قلتها.. انا غاسلة ايدي منج ومن خبالج.. بس بيلس وبطالعج تفضحيني وتحرقيني يوفي وانا حية

فطامي: اماية دخيلج.. افضحج ليش.. انا ماسويت شي غلط.. هو اللي غلط علي.. انا صح بغيت انفصل لكن باحترام بس هو مايبغيها على خير

***

كانت تجلس في الجزء المخصص لها من حديقة المنزل، والذي يضم قططها التي تعشقها وتهتم بأدق تفاصيلها
كانت تسرّح شعر قطتها الكثيف وهي سارحة.. حين سمعت صوتًا غريبًا

التفتت حولها باستغراب.. المنزل فارغ.. الا من الخدم.. ومحال أن يأتي أحد منهم إلى هذه المنطقة الخاصة بها الا إذا نادتهم

اقترب منها الصوت وسمعت نبرة تمقتها: هاه تجهزتي للعرس؟

شعرت بأن ضغط دمها يرتفع مع كل حرف: نعم؟ شو تبا؟

سهيل: ياي اشوف العروس الشاردة

مهرة بنرفزة: لا شاردة ولا غيره أنا قلتلك وقلت لأهلك مابغيك وابا الطلاق.. والحين فكنا وفارج

سهيل: افاا يا بنت العم ما تبيني؟ انا حبيبج نسيتيني

مهرة: حبتك القرادة

سهيل: انتي اللي حبيتيني نسيتي؟ كنتي تموتين علي وماترومين تعيشين يوم واحد بدون لا ارمسج

مهرة: كنت غبية وماعندي سالفة.. وعرفت انك انسان مريض

سهيل: مريض بحبج

مهرة: حبك المرض هذا خله لك.. انا تحملتك بما فيه الكفاية.. ومابتحمل زيادة

سهيل بصدق: مهرة خلي عنج هالسوالف.. والله اني احبج.. انا اسف.. والله اني ندمان

مهرة: اعتذاراتك وفرها وريح عمرك.. انا ما برد يا سهيل.. خلاص.. صبرت وتحملت شكك وقذفك وتعنيفك لي بما فيه الكفاية.. وكل مرة اقول بمشيها لاني احبه.. بس خلاص ماقدر اتحمل زيادة

سهيل: انا ماشك فيج انا اغار افهمي

مهرة: قصيت علي قبل.. بس هالجذبة ماتتصدق الحين خلاص.. عيشتني في جحيم الدنيا.. انا ماقدر اعيش وياك.. استوعب.. لو عشنا ويا بعض بنكره بعض زيادة.. الانفصال احسن حل لنا

سهيل: مستحيل.. انا احبج ومستحيل اهدج

مهرة: وانا مابغيك.. اطلع برع ما في حد في البيت

سهيل بابتسامة خبيثة: ادري.. تتحريني ليش ياينج لين هني

مهرة: نذل ووصخ كعادتك.. اطلع والا والله اخبر عليك اخواني

سهيل: خبريهم.. بس يوم بتخبرينهم بيكون فات الفوت.. وبروحج بتركضين وراي

مهرة ردت على ورا بخوف: انته شو تبا مني

سهيل اقترب منها بحب: احبج.. اعشقج.. وابغيج.. بس انتي تبين تشردين مني.. ومافي شي بيردج الا هالشي.. بيخليج بروحج تركضين وراية تدورين الستر

مهرة: سهيل عن الخبال.. مب بهالطريقة تنحل الأمور

سهيل يجذبها تجاهه: مافي طريقة ثانية.. حاولت وياج بكل الطرق مافي الا الغصيبة.. انا اسف يا بنت عمي بس احبج وماقدر أعيش بدونج

مهرة تصارخ وتحاول تدزه بكل قوتها: قوووووووووم.. سيييييييف بو عبييييد ساعدووونييي

سهيل بتقزز: الله يلوع بجبدج شو هالطاري

مهرة بدت تصيح: قوووم عني الله ياخذك قوووم

سهيل: اصصص.. ترا مافي شردة مني

مهرة تحاول تسيطر على صياحها بعد ما لمعت بداخلها فكرة: اوكي لحظة اصبر سهيل.. اصبر بقولك شي

سهيل في عالم ثاني: عيون سهيل

مهرة: تعال داخل.. عن حد يشوفك

سهيل يطالعها بعدم تصديق

غصبت عمرها: تتحراني ما اشتقتلك؟ ماتتذكر شكثر احبك؟ بس مايستوي جي بتفضحنا

سهيل: تحبيني مهاري؟

مهرة: أموت فيك.. تعال الحقني.. بس لحظة اتأكد إن ما في حد

كان يتأملها سهيل وهو يلحقها مغيّب العقل

مهرة: ايلس لا تلحقني انا بي

سهيل لحقها بهيام: مابغيج تخوزين عن عيني

مهرة زادت سرعتها: لا سهيل اصبر انا بسير وبييك

سهيل كأن حد ضربه على راسه واستوعب اللي تبغي تسويه.. لحقها لبرع القسم وهو يركض بأسرع ما عنده

سحب شعرها: يالحقييرة تبين تقصين علي.. تتحريني ماعرف حركاتج

مهرة تصارخ: هددددنيييي الله ياخذك

كانت قبلاته مزيجًا من حب وغضب
تارةً يغازلها يحاول استعطافها وتارةً يشتمها ويطلب منها طاعته لأنها في النهاية زوجته ولا يفعل شيئًا حرام!

كان غارقًا في الحب، وكأنه لا يسمع صراخها.. لم يعي الا بقبضة قوية ارجعت رأسه للخلف

مهرة صرخت وهي تحاول ستر جسدها: بو عبيييييد

بو عبيد قام يضرب سهيل بجنون: يالحقير.. يالواطي.. ياللي مافيك نخوة ولا مريلة.. تتعدى على بنت عمك وفبيت عمك يالحقييير

مهرة تصيح: خله يولي خلااص الله يخليك بو عبيد بتذبحه.. بو عبيد خله يولي خلااااص "يلست على الأرض تصيح" ارحموني

بو عبيد فصخ غترته وفرها عليها: تستري وسيري داخل.. وهذا دواه عندي.. قلنا بنسكت وبنخليكم على راحتكم بس هذا يباني اكسر راسه

مهرة منهارة: طلقني منه.. طلقني.. شفته شو يسوي؟ محد يصدقني يوم اتكلم.. والله هالانسان مرييض طلقني منه

سهيل يترنح من الألم: يخسييي لا هو ولا اللي اكبر منه يطلقونج مني.. انتي حقي.. حرمتي.. واذا ماخذتج اليوم باخذج باجر

بو عبيد بصوت يرعد: تخسي يالكلب ما تشم ريحتها.. والله لا تطلقها وانته تحب الارض يالنذل "صرخ" انته تبا تناطحني ماتعرف انا منو؟؟؟


***


كان جالسًا وكأن تحته شعلة من لهب.. ينتظر مرور الوقت والرسميات.. إلى أن يحين وقت توقيع العقد.. وتصبح له رسميًا.. بعد طول عناء

وحانت اللحظة.. وبدأ يشعر بطرقات قلبه في أذنه وهو يسمع وصايا المأذون

وقع وهو يشعر بأنه يخط مشاعره كلها على الورقة.. شاهد عبدالله أخيها وهو يوقع في خانة ولي الأمر نيابة عن أبيها وعلي

ودخل الدفتر إلى قسم النساء.. كان الصمت سيد الموقف.. إلى أن سمع تعالي أصوات الزغاريط.. فارتاح قلبه
هي له.. والله والشرع والقانون، والجميع يشهد.. لكم يود لو يستطيع السجود شكرًا على هذه النعمة

كان يعد الدقائق، وهم يضعون العشاء الذي أتى به هو.. كتقليد شعبي
كان يأكل ولا يشعر بأي طعم.. لأن جلَّ أحاسيسه كانت موجهة إلى ما خلف الباب.. وتخيلاته التي سمح لها بالإبحار هذه المرة.. عكس كل المرات التي كتمها خوفًا من الله.. عن مظهرها وشكل شعرها خلف الحجاب


***


نادته العمة عويش، بعد أن خرج معظم الرجال.. ولم يتبقى في المنزل سوى أهل المنزل، وهو

ذهب إليها مسرعًا

العمة: مبروك يا ولدي.. الله يبارك لكم ويسعدكم ويكتب لهم الخير بين بعض ويرزقكم الذرية الصالحة

حميد: اللهم آمين.. يزاج الله خير

العمة عويش: العروس في الميلس الصغير تترياك.. بنخليكم على راحتكم

حميد: ان شاءالله بس سويلي درب ماعليج امر

كان يحبس أنفاسه عندما فتحت العمة الباب وخرجت

بحث عنها بعينيه.. وجد طيفًا يلبس فستانًا ورديًا فاتحًا.. لم يستطع رؤية وجهها.. بفعل خصلات شعرها الكثيفة والتي احاطت به

غصب الحروف على الخروج من حنجرته: خولة

رفعت رأسها وهي تشعر ببرود في خلايا جسمها

اقترب وقبل رأسها: مبروك علينا

خولة بهمس: الله يبارك فيك

حميد حضنها بحب: وأخيرًا.. آآآه يهالحضن اللي اتمناه وأحلم به من زمان

خولة بخدود حمراء: حميد عيب.. يمكن حد ايي

حميد: مشكلتهم.. آآآآخ كم احبج

ابتعد عنها شوي: اشوف.. اشوف الزين كله

ابتسمت بخجل

حميد: والله أميرة.. قمر.. كل هالزين خاشتنه عني يالظالمة؟

خولة: بس شفته في وقته

حميد: يا ويل قلبي ويلاه

خولة ضحكت: بسم الله على قلبك

***

كانت تبكي بحرقة على حالها.. على ما حدث اليوم، وعلى كل ما حدث سابقًا وعلى ماكان سيحدث لو لا لطف الله بها
بكت على ذكرياتها ومخططات حياتها التي بنتها معه
والتي لا تستطيع إلى الآن، بناء حياة أخرى سواها.. لأنها وببساطة لا تستطيع تخيل حياتها مع أحد سواه

كان سيأخذ كل شيء دفعة واحدة.. الفكرة تصول وتجول في ذهنها
كان سيأخذ كل شيء.. كان سيجبرها على العودة إليه.. بأسفل طريقة وأحقر أسلوب

رغم شكه المستمر.. وغيرته القاتلة.. التي بلغت أن يغار من اشقائها.. ويضربها.. ورغم طلبها الطلاق
إلا أنها كانت تكن له المشاعر.. وتضع له الأعذار.. بالأصح كان قلبها من يفعل كل ذلك.. وهي لم تمانع بالتمادي.. مادام الأمر سريًّا بينها وبين قلبها

إلى أن فعل فعلته اليوم.. إلى أن تلقت الصفعة الحارة على قلبها

سمعت طرقًا على الباب.. لا زالت ترتدي نفس اللباس الممزق

قالت بصوت حاولت أن تجعله يبدو طبيعيًا: لحظة

وركضت إلى خزانتها وارتدت لباس الصلاة.. أسرع شيء يخفي جريمة ابن عمها

فتحت الباب فوجدت وجه أخيها متجهمًا

بو عبيد يبعدها عن الباب: بدخل

أفسحت له الطريق بدون أي رد

بو عبيد مب عارف كيف يبدا: شحالج؟

مهرة: الحمدلله

بو عبيد بنظرة لها معنى: سوا لج شي؟

مهرة هزت راسها بـ لا

بو عبيد: متأكدة.. فاهمة قصدي انتي صح؟

مهرة بتموت من الحيا: هي

بو عبيد: شو يابه؟

مهرة: يعرف ان البيت فاضي.. مادري كيف.. يمكن يراقبكم او سأل العمال.. بس بروحه قاللي هالكلام

بو عبيد: ياي متقصد

مهرة نزلت راسها: هي

رفع راسها وهو متنرفز: والله ان نزلتي راسج مرة ثانية لا أكسر رقبتج تفهميييين؟؟؟ أنتي اخت بو عبيد ارفعي راسج فووووق.. واكسري روسهم

مهرة ابتسمت.. أخوها مستحيل يتخلى عن هالغرور

بو عبيد: هالمريض شو مشكلته؟ شو بينكم؟

مهرة: شو أخبرك؟ مريض؟ قلتها.. شكاك.. ما خلى شي ماسواه فيني.. كان يمنعني حتى عنكم.. لو بعدني وياه وعرف انك يايني الحجرة بيتخبل وبيضاربني وعادي يكفخني

بو عبيد بصدمة: يمد ايده عليج؟

مهرة: اوووه متفنن بالتكفيخ

بو عبيد: وليش ما رمستي؟؟؟

مهرة: كنت احبه.. ولو رمست اصلا محد بيصدقني لانه الرجل المثالي جدام الكل.. المصلي والمحترم وراعي الواجب والكل يمدح فيه في الميالس.. وأنا الدلوعة والبطرانة واكيد العيب فيني

بو عبيد: يهبي مسود الويه

مهرة: انته بروحك تشوف.. قلت ابا اتطلق ومحد معبرني.. حتى أمي وأبوي ماخذيني على قد عقلي وبس أجلوا العرس.. ولا جني اقول اني مابغيه وبتطلق

بو عبيد: لو قلتي انه مد ايده من اول يوم بطلقج منه

مهرة: تباني ادخلك من البداية عشان تقوم الحرب العالمية في العايلة؟؟

بو عبيد بلا اهتمام: يحترقون

مهرة بقلق: عمومتي كلهم بيقومون والله أعرفهم.. وابوي بيرد الموضوع كله علينا.. من غير شي محتشرين عليه لان الملجة طولت

بو عبيد: طز.. والله لو اييبون لي يدي العود من قبره.. بيطلق يعني بيطلق

مهرة ضحكت: هههههههههه وانته ماتحشم لا حي ولا ميت؟

بو عبيد: ماعليج انا اعرف اتعامل ويا الحيوانات.. ارتاحي انتي

مهرة بمزح: وااااي يالحنووون

بو عبيد ينفخ صدره: قولي يالذييب

مهرة بفخر: اشهد انك ذيب

بو عبيد ابتسم: يالله بس لا تصيحين خلصتي الدموع عن بنات حوا.. انتي اخت بو عبيد محد يذلج وانا موجود

مهرة باسته: ما انحرم يارب

بو عبيد دزها: عيديها وشوفي ان مايوزتج هالدياية باجر

مهرة ضحكت: ههههههههههههه وعععع بسم الله علي

بو عبيد قام بيطلع من الغرفة: يالله اجلبي شيفتج

محى الضحكة عن وجهه ما أن خرج

توعد الجميع.. سهيل.. عمه.. الجميع.. كل من لهى ولعب بحياة شقيقته الصغرى سيذوق نار بو عبيد.. ولن يرحم بها أحدًا


نهاية الجزء الثالث والثلاثون

سلالة من لهبWhere stories live. Discover now