الفصل الثالث والعشرون

Start from the beginning
                                    

_  إذا لم تساعدك زوجتك من يساعدك؟

حرك كتفه بهدوء وكأنه يخبرها عن شئ لم يعرفه قائلًا:
_ أريد أن آرى مساعدة زوجتي.

يشعر أن لسانه قد لجم بسبب تلك القبلة التي طُبعت فوق وجنته فلهيبه لن يهدأ بداخله إلا عندما يروق له كل شيء ويجعلها فريسة بين يديه، بادلته الإبتسامة بحياء وهي تساعده بإرتداء ملابس نظيفة للذهاب من هذا المكان السئ، بعدما أنتهت أمسكته بهدوء وهي تسنده فوق كتفها بحنو على الرغم من أنه يكاد يسقط جسدها بالكامل أرضًا فهي مقارنة به ليست ظاهرة!

عادوا إلى القصر بعد غيابهم عليه وهو يتظاهر بأنه بخير أمام عائلته حتى لا يخافوا عليه فهو بالفعل أصبح بخير عن قبل، أبتسمت لهم "إيما" بخجل وهو يعانقها لا يريد الإبتعاد عنها رغم محاولاتها، لم يخرج حرفً واحد من بين شفتيه نظر لهم بإنهاك بعض الشيء وأخذ حبيبته وصعدا فوق الدرج المؤدي لغرفتهم وهي تجعله يتكأ عليها لم تعلم هذه البلهاء أنه من يجعلها تشعر بأنها تساعده حقًا فذراعه فقط لا يُقارن بوزنها غير ذلك إنها تعاني من الضعف بجسدها ومرض فقر الدم اللعين.

أوقفها بنبرتة الهادئة -معها هي فقط- بعدما وصلا إلى باب غرفتهم التي أفتقدوها وبشدة، قائلًا:

_ يكفي هكذا إيما أنا أستطيع السير وحدي.

رمقته بتحذير ثم أبعدت نظرها عنه وهي تفتح ذلك الباب، أكملت بطريقها حتى أطمئنت إنه قد نام فوق الفراش ودثرته جيدًا وكأنها تعتني بطفل صغير خرج من بين أحشائها!
أعطته ظهرها لتعود غرفتها ولكن منعها من ذلك عندما أمسك كفها الصغير بين قبضته قائلًا بصوت خافت:

_  أتمنى أن تشاركيني فراشي من اليوم إن أردتي.

رجل وسيم مثله وتلك الكلمات العابثة التي تدغدغ داخلها بلا رحمة كيف لها أن تخذله بردها؟! أبتسمت له بعدما تنهدت براحة وهي تربت فوق كفه:

_  على الرحب و السعه سيد فراس.

أصبح منهك ويطغو عليه آثار الإرهاق لكن وسامته فائقة حتى لحيته الغير مهندمه تزيده وسامه ظلت تتأمله لبعضٍ من الوقت هي حقًا لا تدري كم مر عليها وهي واقفة تتأمل أبتسامته المشرقه تلك! لم تفيق من شرودها إلا عندما أشار لها بأن تأتي لجانبه.
صعدت جانبه ولكن جسدها يرتجف لم تكف عن طرقعة أصابعها والعبث بهما فعلامات التوتر تظهر عليها كوضوح الشمس، زفر بضيق قائلًا بصوت خافت:

_ لن أفعل لكِ شيئًا ولكن إذا لديك شئ فأخبريني.

_ ماذا حلّ بك فراس؟ لِما لا تفهم بمفردك!

هتفت بحنق وهي لاتزال على حالتها المتوترة الخجولة، أبتسم لها بفرحة عارمة تجتاح قلبه فمن يتخيل أو يأتي برأسه أن هذا الرجل القاسي شديد السواد سيحظى بفتاه رقيقة هشة مثل قطع البسكويت الناعمة! فتح لها ذراعيه غامزًا بمشاكسة:

فشلت الخطة "A"Where stories live. Discover now