30

5 2 0
                                    

وسط صياح ليلي و جايكوب خرجت هلن من غرفتها ووقفت مذعورة و هي تنظر ال جوزيف طريحا و ليلي تحتضنه،ثم اتسعت عيناها و هي تنظر الى ما وراءهم، بلمح البصر قتل رجلان بيديه العاريتين و اسنانه ثم هاجم كبيرهم و مزق رقبته باسنانه شاربا دمه!!اطلق رجل اخر النار لكنه جرى اليه و قتله ايضا،فهرب من تبقى برعب!!
مسح فمه بظاهر كفه ثم اقترب من والده الذي كان بحضن امه تراجعت مرتعبه و هي تنظر اليه و الدموع تنهمر من عينيها،لكن العينين الاتي رأتهم كانت ما تزال عينين ابنها المليئة بالطمئنية و الحب،نظر إلى والده و لمس وجهه أراد والده ان يقول شيئا كان يحاول بصعوبة حتى قال: انا اسف يا بني! ثم مات...
أغلق ستفن عيني والده بيده ثم نهض، نظر إلى جايكوب الذي كان يحمل سلاحا موجه نحوه، ابتسم له و مشى نحو الباب، عندها ركضت هلن و هي تناديه، نظر لها بحزن و هز رأسه نفيا و خرج بسرعة...
بعد شهر:
ليلي: يكاد الطعام ينفذ منا، أصبح المكان خطرا للغايه لن اسمح لاي منكما بان يخرج ليحظر طعاما او لاي سبب اخر يجب أن نتقشف اكثر...
جايكوب: علينا الرحيل من هنا...
ليلي: مستحيل، ان خرجنا سنموت عالاقل هنا نحن بأمان من تلك المخلوقات!! (نظرت لهلن التي كانت واقفه عند النافذة)الن تقولي شيئا ام انك ستضلي تحدقين هكذا!!!
هلن: لن نرحل من هنا، لكني ساخرج لأرى ماذا ساجد..مشت بسرعة للباب لحقتها ليلي و اوقفتها بعنف و هي تقول: لن تفعلي...
هلن: اتركيني حالا...
ليلي: اكرهيني قدر ما شئت هلن، لا يهمني ما تشعرين به نحوي او حتى ما اشعره انا، لقد خسرت ابني فلن اخسرك حتى لو مت و انا احاول... سكتت هلن للحظات و هي تشيح نظرها عنها ثم قالت: لم نخسره ليلي، لقد انقذنا ذاك اليوم،يعني انه مايزال ستفن، لقد نظرت بعينيه و رأيته كيف لك ان تتخلي عنه هكذا؟!
ليلي: انتي في حالة انكار هلن، لا فائدة من هذا، لقد رأينا ما تفعله تلك المخلوقات، انهم يأكلون أطفالهم حين يتحولون!!!!لهذا الحد هم ليسو ما كانوا عليه...
هلن: اذن لما لم يأذنا؟!!!
جايكوب: لانه كان في بدايته كان ما يزال يذكرنا هلن،لكن مع كل مرة يتغذون بها تتلاشى ذكرياتهم اكثر،الا ان يفقدونها تماما وبعدها فقط غرائزهم تحركهم!!!
كان جايكوب يقضي الكثير من الوقت وهو يستمع إلى اذاعه كانت تبث الاخبار و المعلومات عن الوضع و ينقلون لناس افضل الوسائل لحمايه أنفسهم، كان يعرف كل شئ عنهم، كانت الاذاعه تبث من مكان ليس ببعيد جدا عنهم كان مكانا امينا يحتوي كل من يلجأ اليه و يوفر الامان، لكن الطريق كان محفوفا بالمخاطر، أصبحت تلك المخلوقات منتشرة في كل مكان و كانو صاخبين باليل و قليلا ما يضهرون فالجزء الأول من النهار، لم تكن عضتهم معدية و اساسا قليلا ما كان يهرب أحدا منهم بعد العض، لكن العدوى كانت تصيب عندما كانو يصبون دمهم في جرح او يجعلون أحدا يشربه!!
لم تتحمل الام سماع اكثر دخلت غرفتها و اغلقت الباب، اقترب جايكوب من هلن و قال: لما تفعلين هذا هلن، ارجوك لا تعطي امي امال زائفة، انها تقول اي شئ لتجعلك تتحدثين و تتمسك هي باي امل لتشعر بأننا سنستعيده!!
هلن: جايكوب الا ترى؟!!!منذ ذلك اليوم هل رأيت أحدهم يأتي إلى هنا؟كلا، و ماذا عن الطعام الذي كان عند باحة المنزل؟اتعتقد بان أحدا سيعطينا شئ في مثل هذة الاوضاع؟انه ستفن، انه هنا، يحوم حول البيت ليحمنا، ما زال يتمسك بانسانيته!!
جايكوب: هذا مستحيل، الا ان كان لا يتغذى و عندها سيكون ميتا!!!نظرت له هلن قليلا ثم اخذت السلاح و خرجت، جرى جايكوب وراءها فصرخت به ان يعود قائلة بأنها لن تبتعد و لن تتأخر.
حامت حول البيت ثم خرجت من الباحة ابتعدت قليلا، كانت تمشي فالطريق المؤدي الي الكوخ الذي كانت تعيش فيه مع جدها!مشت قليلا و توقفت حين رأت أحدهم اقترب منها مترنحا لقد تعرفت عليه كان واحد من اهل البلدة لكنه كان متحول! بدأ يمشي نحوها تراجعت قليلا ثم ركضت حينها هاجم ستفن الشخص و قتله غارزا سكينا في دماغه!توقفت و هي تتنفس بسرعة كانت سعيدة و متحمسه لرؤيته، نظر إليها بغضب و قال: بماذا كنت تفكرين؟!!لما انتي هنا؟
هلن: عرفت انك ستنقذني!
ستفن: و ماذا لو لم افعل؟
هلن: لكنك فعلت، ستفن عد إلى البيت، لا أفهم كيف تفعل ذلك لكنك لست مثلهم
ستفن: لن يطول هذا هلن، انا لست مثلكم ايضا، عليكي ان تكفي عن انتظاري،قد اؤذيكي عودي... اقتربت منه فتراجع قليلا لكنها ضلت تقترب كان عاقد الحاجبين على اهبه الاستعداد ليبتعد لكنها وقفت امامه من دون خوف و مدت يدها لتلمس وجهه، لم تراه بعد ان تحول من قرب هكذا، لون عينيه كان قد تغير شعرت و كأنها تشبهان عيني النمر، و كان لونه شديد البياض و قد كانت بعض الاوردة السوداء منشره على حدود وجهه عندما تكلم كانت انيابه واضحة و قد أصبحت اكثر طولا و حدة، لم يكن اي من تلك التغيرات تخيفها راحت تلمسه بهدوء و قد اقتربت تماما منه اغمض عينيه و هو يشعر بها امسك ذراعها و ابعدها عنه و قال: ساعيدك إلى البيت...
هلن : ساعود و أعرض نفسي إلى الخطر إلى أن تقبل ان تحدثني ستفن، انا زوجتك لا يحق لك ابعادي عنك
ستفن: من تزوجته قد مات هلن، انا الان مخلوق مختلف نحن لا يمكن أن نكون معا،
هلن: لكني لا أراك مختلفا، تبدو لي كما أنت ستفن، انت لا تتغذى؟هذا سبب عدم تغيرك؟صح؟ اقترب ستفن منها مزمجرا محاولا اخافتها برقت عيناه و قد اسودت اوردته اكثر وهو يشهر انيابه تنفست بعمق و تمسكت بوقفتها و هي تنظر بعينيه قال لها: لا تفكري و لا للحظة اني لم اتغير!!الان عودي
هلن: لا
امسك رقبتها و قال: لم اتغذى منذ ايام و رائحة دماءك تسكرني، لن ياخذ مني إلا لحظات لاشرب كله هلن، هذا ما اشعره فعودي و لا تنتظريني..
هلن: اذا لماذا لا تتغذى؟لماذا تتمسك بانسانيتك؟لما لا تنهي معاناتك و تستسلم؟ لأنك لا تود ان تخسر ذكرياتنا، لأنك ما تزال تحبني و تحب عائلتك، و تود ان تتمسك بذكرانا لكي تستطيع حمايتنا... بلع ريقه و هو ينظر إلى شريناها و هو ينبض تحت يديه ثم إلى شفتيها و هي تنطق بتلك الكلمات ثم ابتعد و هو يقول: اذا لا تصعبي الامر علي، لاني لن استطيع ان استمر كثيرا، بدأت افقد الكثير من ذاكرتي و مشاعري و اذا لم اتغذى فلن املك القوة لاحميكم لن يطول الامر حتى افقد كل انسانيتي، فبقي بعيدة لا تجعليني اصارع نفسي اكثر...

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانWhere stories live. Discover now