8

14 1 0
                                    

كانت هناك تنتظره قرب شجرة كبيرة قريبا من بيتها، لم يكن جدها فالبيت، كثيرا ما كان يخرج في هذا الوقت، عندما رأته من بعيد اشاحت بيدها ليراها، كان الجو بارد لكن لحسن الحظ كانت الشمس تسطع و لم تكن هناك رياح، عندما وصل القى التحية ببطأ و هو ينظر إليها، توترت لنظرته قليلا لكنها رفعت رأسها بتماسك و قالت:اسفة لا استطيع ان أدعوك للبيت سنظطر ان نتحدث هنا ان لم تمانع...
هز رأسه نفيا و هو يقول: لا ابدا، الجو جيد و انا احب الطبيعة...لم تكن تغطي رأسها او تخفي وجهها، كان شعرها مصفف كانت تبدو في غاية من الجمال،وقفت بقلق ثم قالت: لقد قلت لي البارحة انك تود ان تخاطر، لكنك لا تعلم شيئا عني،شعرت بأنك عليك ان تعرف لتفهم لما لا أود المخاطرة و لعلك بعد سماعك اياي لن تود ذلك ايضا...جلس ستفن و هو يصغي إليها...
هلن: اولا قد تكون سمعت اني لقيطة، لكني لست كذلك، لقد زوج جدي امي و هي برابعة عشر من عمرها لكن والدي لم يكن شابا، كان بعمر جدي تقريبا، لم يكن رجلا سئ، بل بالعكس كان شخصا جيد لكن خطئه كان انه تزوج امرأة في غاية الجمال و الشباب، كانت جميلة و حيوية و مندفعه، و كانت تحب انبهار الناس بجمالها و مغازلة الرجال لها،و يبدو ان احدهم لم يكتفي بالمغازلة فقط، كنت فالسادسة من عمري حين هربت مع عشيقها، كنت اعتقد بأن ذلك اسوء شئ وقتها، كنت طفلة لكني شعرت و فهمت ما يحدث حولي، لم يكن ابا سيئا لكنه لم يستطع...ليس بعد ما فعلته امي، أصبح يضربني احيانا، كنت اذكره بها و كان يصب غضبه علي، لكنه كان يبكي و يندم على ذلك كثيرا...لم يمر الكثير من الوقت حتى حمل اغراضي و اخذني لجدي،لم أكن اذكر رؤيته من قبل، لم تكن امي على علاقة حسنه معه، كنت صغيرة لكني اذكر كلماته جيدا عندما رأني"أرى أن العنة ما تزال قائمة!!!"كان يعتبر جمالنا لعنه، أراد والدي ان ينتقم لشرفه كان يود البحث عن امي، فتركني عند جدي، و لم نسمع به الا بعد سنة، كان قد قتل!(مسحت هلن دمعتها)قتله عشيق امي!!لا أدري ان كان نفس الرجل اللذي هربت معه، لكننا لم نسمع عنها بعد ذلك، لا أعلم أن كانت حية ام لا،كان كل شئ هادي و لا بأس به حتى كبرت، أصبح جدي يحاول ان يصحح أخطائه مع امي بي، لم يكن يسمح لي بالاختلاط و لا ان ازين نفسي، و كان صارما لا يسمح لي بالخروج بمفردي لكنه بنفس الوقت كان يأخذني إلى اين ما شئت و يحاول ان يشغلني بالبيت، لقد ارسلني لتعلم الطبخ عند جارتنا كانت امرأه متدينة و صارمة فما كان يخشى علي عندها، و كنت قد تعلمت الكثير عن الأعشاب عند امرأة اخرى كان جدي يتركني عندها عندما كنت أصغر، لكن كل حذره لم يكن يكفي و ان لم أكن مثل امي ابدا، فقد كنت خجولة و انطوائيه، لقد بدأ الناس يطلبون يدي لكنه لم يقبل، كان يود ان يزوجني بعمر اكبر و كان مصرا ان يكون شابا و ذو منظر حسن، كان يود ان يتأكد بأنه سيكون كافيا لي و قويا ليكبحني!!!مع اني لم اضهر اي علامات التمرد، كان تمردي فقط على عدم وجود العدل بكل ما يحدث حولي، و لكن سمعة امي و ما حدث لأبي كان يمنع الفرص المطلوبة من ناحية و جدي كان ينهر كل من يقترب مني من ناحية اخرى،كان ذلك حتى بلغت السابعة عشر بعد ذلك أصبح جدي اكثر انفتاحا معي و أصبح يثق بي اكثر، أصبح متأكدا باني لم أكن مثل امي ابدا،لكن طريقة تربيته لي و طفولتي و تاريخ عائلتي جعلتني غريبة بعض الشئ، جمالي كان يجذب و صرامتي كانت تثير الاستياء فأصبح الناس يلقون علي بالالقاب، مثل غريبة الأطوار و ساحرة حتى بعد ما كنت أفعل ما أجيد كصنع الكعك و الادويه كان من يتناوله يقول انه مسحور!!!على كل حال لم يكن ذلك يزعجني كثيرا، كنت أجد الغموض حولي مثيرا، و كنت استعمل ذلك لاخافة الأطفال اللذين يزعجونني او اخافة الفتيات البغيضات(ابتسمت باستهزاء، سكتت ثم مدت يدها لوجهها و لمست مكان الحرق ثم اردفت) ما حدث انه كان هناك رجل ضل يلاحقني كان يقول انه يحبني و انه يريد أن يتزوجني، لكني لم اوده لسبب ما لم أكن ارتاح لوجوده كان يكبرني بخمسة عشر عاما، لكنه كان شابا و حسن المنظر و لم يكن وضعه المالي سئ، تحدث مع جدي و كان جدي يود المواقفة لكني طلبت منه ان لا يفعل ضل يخبرني بان علي ان اتزوج و الا سينهبني الذئاب و سانتهي اسوء من امي و اني احتاج لرجل قوى يرعاني و يحميني و انة أصبح كهلا و لن يستطيع ذلك اكثر لكني توسلت له قلت له باني لا أشعر بالأمان معه كانت نظراته تخيفيني كنت أشعر انه سيلتهمني بنظراته، لم يود جدي ان يجبرني فرفض عرضه، ذات يوم كنت بمفردي فالبيت عندما جاء، كان مهذبا فالبداية، و حاول ان يقنعني بالزواج حاولت أن احدثة برقة و ارفضة من دون أن اجرحه، لكن يبدو أنه لم يأتي لذلك انتهز الفرصة و هاجمني (اغلقت عينيها بألم و وضعت يدها على فمها و هي تتنفس ثم على رقبتها و صدرها و كأنها كانت تشعر بضيق النفس اقترب ستفن و هو يقول: هلن هل انتي بخير؟أشرت بيدها كي يتركها و يعلم انها بخير اخذت نفسا ثم عاودت الكلام: شعرت بالرعب لكني دافعت عن نفسي بكل ما أوتيت من قوة،لكنه كان قوي و عنيف ضربني ليجعلني ضعيفة و أكف عن مقاومته، لكني حملت سكينا!!!(نزلت دموعها و بدأ صوتها يرتجف)لم أكن اقصد ايذاءه كنت فقط ادافع عن نفسي، جرحته، شعرت بالسكين و هي تقطع لحمه لقد اهتز جسدي خوفا و انا ارى الدم يغطي وجهه لكني هربت، كنت قد تسببت بجرح طويل على خده من تحت عينه اليسرى حتى اسفل وجهه!!!لا أعرف ما كان يحدث بالخارج لكن جدي ابقاني فالبيت كنت اسمع الكثير من الضجيج و الصراخ يوميا لكني كنت اخفي نفسي في فراشي مرتعبة كنت امل بان يعاقبوه لمهاجمتي لكن...لكني صدمت بما حدث...
اخذت نفسا و بدأت الدموع تنهمر من عينيها جلست و هي تشد على بطنها و كأنها كانت تتألم..مد ستفن يده و ربت على كتفها برقة و هو يقول: هلن ليس عليك ان تكملي،
هزت رأسها نفيا و مسحت دموعها و قالت: لا، أود ذلك..
سحب ستفن يده و سكت و هو ينظر اليها، كانت عينيه مليئة بالتعاطف و الألم لما مرت به، بعد كل ما مرت به لم تكن تصدق انها تستطيع أن تجلس قريبا من اي رجل بمفردها، لكنه كسب ثقتها بسرعة شيئا ما بعينيه بتصرفاته بكلماته كان يجعلها تشعر بالأمان معه و تثق به،
هلن: لقد جاءو ذات ليلة ضربو جدي حتى فقد الوعي و اخذوني...دفعوني و ضربوني حتى انهم مزقو قطع من ثوبي و هم يصيحون ساحرة سليطة مجرمة!!!لم يكن الضرب ما المني بقدر استغرابي مما يفعلون!!!كاد ذاك الرجل ان يغتصبني لقد هاجمني و ضربني لكنهم لم يفعلو شيئا إنما كانو يعاقبونني لاني اذيته و انا ادافع عن نفسي!!!لم يكن ذلك مقبولا ابدا بالنسبة لهم!!!كونو حولي دائرة البعض يتفرج و البعض يأسف لما يحدث لكن ليس اكثر من فضولهم لرؤيتهم ما سيحل بي!!ثم جاء و بيده شعلة نار، و راح يتكلم مع الناس و كأنه قسيس!!و بدأ يقص الأكاذيب و يقول كلاما يثيرهم ضدي اكثر!!امسك بيدي و وضعها على النار عقابا لما فعلته ثم قال انه يحق له القصاص، كما فعلت به يفعل بي فوضع النار على وجهي!!!كنت اصرخ و اتوسل و لم يفعل احد شيئا لنجدتي!!!في كل ما حدث كنت أبحث عن جدي عن من كانو لطيفين معي عن الانسانيية لكني لم أجد شيئا!سمعت صراخا رهيب اشبه بصراخي و رأيت جدي و هو بالكاد يمشي ملطخا بالدم و هو يصرخ لالمي!!!كانت يدها ترتجف و هي تتحدث، امسك ستفن يديها بين يديه بقوة و نزلت دموعه و هو ينظر إليها و يقول:يكفي هلن...توقفي ارجوك..كانت تنظر اليه بجمود ثم قالت: لم يحرقني لانه كان لا يزال يردني!! اراد ان يحرق وجهي من دون ان ان يشوهه تماما!أخبرني باذني بأن الان لن يقترب مني احد و انه ليس لي خيار سوى ان استسلم له!!!ثم تركني و راح يبعد الناس و يحثهم ليبقونني هناك بمفردي لاكفر عن ذنوبي!!!تلك اليلة هربنا انا وجدي و لم ناخذ معنا اي شئ فقط هربنا و ابتعدنا و رحنا ننتقل من مكان لآخر خوفا من ان يجدنا،ابتعدنا كثيرا، و كانت هذة البلدة اخر وجه لنا بعد ان سمعنا عن العطار و قدرتة بمداواة الحروق، لكني أحببت حروقي، اختبأت خلفهم كرهت وجهي و لم أكن أود أن يراني احد او يقترب مني و فعلا ساهم ذلك بشكل رائع فلم اعد ارى المتملقين حولي، لقد مر عاما على ذلك و انت اول من يراني بعد ذلك!!الان أخبرني ستفن ماذا ترى؟!
نظر ستفن بعينها و تنهد ثم قال: أرى امرأة رائعة قوية مرت و قاست الكثير لكنها تدبرت ان تقف على قدميها ثانية ارى شخصا افتخر كثيرا بالتعرف عليه، ارى انسانة تستحق أن اخاطر من أجلها لان كسبها سيكون اكبر من اي خسارة قد اتكبدها في طريقي لها...كانت الدموع تتلألأ بعينيها نظرت له ثم إلى يديه التي كانت تحتوي يديها الرقيقتين،كان يمسكهما باحكام لكن بدفأ ابتلعت ريقها و قالت: لكنك تعلن حربا بما تقوله، هل تدرك ذلك؟
ستفن: اعدك ان تخرجي منها على قدميك حتى لو كان ذلك يعني سقوطي انا هلن...

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانWhere stories live. Discover now