6

19 1 0
                                    

مرت اسابيع و لم يتحدثوا معا، كان في طريقة ليتفقد البريد عندما رأه لكنه أعطاه نظرة فوقيه و لم يحدثه، لم يهتم كثيرا، كان غاضبا منه لطريقة كلامه عن هلن و لكنه كان يتفهم غضبه منه ايضا. عندما وصل اخذ نفسا عميقا ثم بحث عن رسائله، تسارعت دقات قلبه عندما وجد رسائله، لقد وصلته رسالة و طرد، الرسالة كانت من والده اما الطرد فلم يكن مكتوبا عليه اسم او عنوان المرسل، تحسسه لم يكن متأكدا ماذا يحتوي، جلس في مكان ما و فتحه، كان في داخله  لفافا ماروني اللون، تحسسه باصابعه بهدوء و عندما فتحه ليضعه على رقبته وقعت من بينه ورقة صغيرة لم يكون مكتوب عليها سوا H وضع الورقة بجيبه ثم شم اللفاف كان تفوح منه رائحة الزهور ابتسم و هو يستنشق الرائحة ثم لفها حول رقبته، كان هذا الطرد من هلن، بعد ثلاثة اشهر ارسلت له شيئا كان جايكوب محقا كانت غريبة الأطوار لكن بشكل جميل، لم تكتب له شئ و لا حتى اسمها لكن ارسلت له لفافا صنعته بيدها، اسعده ذلك كثيرا ان كانت راسلته فلأنها تفكر فيه وتود ان يضل يفكر بها، لقد اخذت وقتا حتى فعلت لكنها فعلت، كان كل شئ غامض حولها لكنه بطريقة ما كان يشعر بأنه يعرفها جيدا، لقد أصبح عيد رأس سنة قريب و كان مترددا ان كان يود العودة او لا لكنه بعد هديتها قرر ان يعود،كثيرا ما كان يفكر بها أصبح الشتاء قارس و هي و جدها كانا يعيشان في ذاك الكوخ لابد أن المكان بارد و موحش...
عندما عاد استقبلته عائلته بحفاوة قد اشتاق لهم كثيرا، لكنه كان يتوق ليخرج و يذهب لرؤية هلن، لطالما كان العائلتين يستقبلان ابنيهما معا لكن هذه المرة لم يعودا معا، ايان سبق ستفن بالعودة، و يبدو أنه أخبر والدته و كارولين بما قاله ستفن حول موضوع الزواج،و كان الجفاء و الاحراج يسود علاقتهما بسبب ذلك! فالظهيرة و بعد تناول الغداء خرج ستفن و هو يرتدي معطفا اسود طويل و قد لف هدية هلن حول رقبته و راح يتمشى، اقترب من الكوخ و رأى جد هلن من بعيد اقترب و القى التحية عليه و سأله عن احوالهما و ان كانا يحتاجون إلى شئ بهذا البرد و ان كان الكوخ يفي بالغرض، شكره الجد و هو يقول بأنه أصلح ما يستطيع اصلاحة و انه لا بأس به و أنهما بخير كانا يتحدثان عندما سمعا صوت صراخ،كان صوت هلن و هي تصرخ و تنادي جدها، ركض الاثنين لنجدتها كانت قد صعدت فوق الكوخ لتدفع بالثلج من فوقه لكنها تزحلقت و قد علق ساقها فلم تكن تستطيع أن تصعد ثانيية و لا ان ترمي نفسها،صاح الجد بستفن ان يحرص ان لا تقع و ذهب ليحرر ساقها،كان ستفن مصدوما برؤيتها لأول مرة رأى وجهها كاملا كانت عبايتها قد سقطت و شعرها كان مسدولا إلى تحت وهي مقلوبة رأسا على عقب!!!فزعت عندما رأته حاولت إخفاء وجهها لكن كان ذلك متأخرا، اقترب منها و وقف تحتها و مد يده لمسكها ثم قال : تمسكي بكتفي
هلن: مالذي أتى بك إلى هنا؟!!
ستفن: ليس هذا وقته، هيا...
أطلقت صوتا مضحكا و هي تتذمر ثم قالت لا، نظر لها ستفن و قال: حسنا اذا سامسك انا،رفع نفسه و مد يده ليمسك خاصرتها لكنها صاحت و قالت: لا لا تفعل، سأفعل ما قلت!!! وضعت يدها على كتفه،كان جدها قد بدأ يحرر ساقها التي علقت بالحبال التي كان جدها قد احكم بها السقف، نظر ستفن لها و قال: مستعدة؟و عندما حرر ساقها امسكها ستفن و وقعت بحظنه، تراجع خطوة و وقع على الارض و هي عليه!بعز ذاك الشتاء شعرت بارتفاع حرارتها حاولت أن تنهض بسرعة فغرزت ركبتها بفخذه و هي تنهض فأن متألما، فزعت و ابعدت ركبتها و هي تقول: اوه اسفة! لكنها غرزت كوعها بصدره فأن متألما و هو يضحك ابتعدت عنه و هي محرجة و غاضبة بالكاد استطاعت ان تقف،عندما ظهر جدها كانت هي واقفة و ستفن جالس على الارض،نظرت له و دخلت مسرعة من دون أن تقول شيئا، نظر الجد إلى ستفن و هو يقف و ينفض الثلج من على ملابسه ثم قال: شكرا لمساعدتك، لولاك لكانت ستدق رقبتها، اعذر سلوكها فقد تربت على يد رجل..
ستفن: لا ابدا، لا داعي لشكر(نظر قليلا، كان يود لو ان الجد يدعوه ليجلس او ليشرب شايا لكنه لم يفعل، و شعر من نظراته انه لم يكن مرتاحا لوجودة اكثر فهز رأسه و اردف)سررت برؤيتك سيدي، علي ان اذهب الان..ودعه و خرج من هناك...
ذهب ليتمشى اكثر جلس قرب النهر كان الجو شديد البرودة، راح يستذكر ما حصل عشرات المرات و هو يبتسم،و كان ما يشعره يعطيه الدفء و القشعريرة ايضا!!
لكن هناك شيئا آثار في داخله الكثير من الأسئلة بعد ان رأى وجهها كاملا، لقد اكتشف ان الجزء اللذي كانت تخفيه من وجهها كان سليما!!!فستغرب لما كانت تفعل ذلك!!في داخله كان يتسائل كيف يبدو ذاك الجزء،لكنه كان يخبر نفسه بأنه قد احب ما راه و ان ذاك الجزء الذي راه يكاد يشفى فسيكتفي بذلك، لقد احب شفتيها الجميلتين و عينيها الزرقاء الكبيرة كانت رموشها و حاجبها قد نما باخر مرة رأها فيه و كانت تبدو جميلة و ان كان جلدها ما يزال متظررا لكنه هذة المرة لم يلاحظ ذلك، كان وجهها جميلا لدرجة ان حروقها لم تكن ستجذبك الا بعد النظر لبرهة، ضل يستذكر وجهها جميل و نظراتها الغاضبه و يبتسم لتصرفاتها، كان مشتاقا لحديثها للغايه...
بعد أيام تصالح ايان و ستفن، و ان كان ما حصل محرجا لكن ستفن لم يطلب يد كارولين و لا قال شيئا او عمل خطوة تأكد ذلك و والده لم يذكر شيئا فكان رأي والدها بأنه لم يفعل شيئا ليغضب منه،و قد لام والدة كارولين بأنها كانت تشجع كارولين و تضع تلك الأفكار بعقلها، لم يكن الامر اكثر من ثرثرة نساء كما وصفه، و بكل ماحدث تألمت كارولين اكثر من الكل، كانت تحبه و قد وضعت خططا و افكار لمستقبلها معه، كانت تشعر ببروده و انه لا يبادلها المشاعر و أحيانا كانت تترجم مشاعره و حبه الاخوي لها بشكل خاطئ ، لكن تصرفات ايان اخوها قد جعلتها تظن ان كل الرجال كذلك، لأنه كان لا يبالي و يقيم علاقات لكنه كان قد طلب يد احداهن و كان ينوي الزواج بها!قائلا بأنه يستمتع بحياته إلى أن يتزوج!!
اعتذر ستفن منها و تأسف كثيرا لجرحها لكنها لم تظهر المها و قالت بأنه لا يحتاج للاعتذار و ان الامر كان سوء تفاهم!بعد ان أصلح الوضع مع عائلة ايان أصبح ستفن مرتاحا تماما و أصبح متفرغا تماما لقلبه، مر من عطلته اسبوع و لم يبقى سوى ثلاثة أسابيع!!و لم يستطع الصبر اكثر، كان عليه ان يرى هلن و يتحدث معها...

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن