4

14 1 0
                                    

لم يمر سوى ايام حتى عاود ستفن ذهابه إلى الجدول،لم تكن هناك، استمر في مشيه لكنه لم يكن كما كان سابقا كان يبحث عنها من دون ارادة، كان مهتما بها بشكل آثار استغرابه، ود لو علم كل شئ عنها، كان يسمع الكثير عنها وجدها فالبلدة لكنه لم يصدق معظم ما كان يسمعه،فلم يكن يهتم بثرثرة الناس،غير ان والده كان دائما يقول في كل ما تسمع هناك جزء بسيط من الحقيقة! لم يكن شكلها و تصرفاتها السبب الوحيد لنبذ الناس لهما، يقال انها كانت لقيطة و ان والدتها امرأة سوء و ان جدها قد هج مع حفيدته ليهرب من عاره لكن عاره كان يلاحقه، و يقال ان الفتاة كانت تزاول السحر،و بعد ان ساء الامر قرروا ان يحرقوها ليتخلصو من سحرها لكن جدها انقذها و هرب بها مرة أخرى و راح يتنقل باحثا عن طريقة ليشفي بها حروقها و كان قد سمع عن العطار الذي يعيش في هذة البلدة و جاء اليها، كان يأخذها كل يوم و كان العطار يدهن حروقها بأدويته،و منذ أن رأها ستفن لأول مرة إلى آخر مرة كان قد لاحظ تحسنا ملحوضا بحروقها، كانت ملامحها و ان كانت تخفي اغلب وجهها واضحة الجمال و الحسن،لابد انها كانت في غايه الجمال قبل ان يحصل لها ما حصل!
توقف عندما رأها، نظرت له و قالت: انت تجعل البرية صعبة علي!!!
ستفن: يزعجك رؤيتي؟
هلن: تعلم لا ينقصني اشاعات و ثرثرة، سوف تعطي الناس موضوعا اخر ليحكوه عني،غير ذلك ستتهمني امك بسحر ابنيها و ستعاقب ان لم تتوقف(ابتسمت و هي تقول ذلك)
ستفن:لابد انه الكعك!قال ذلك مبتسما
هلن: الكعك؟!لعلمك أعطيت منه لغيركما و لكنكما الوحيدين اللذين تستمران بالعودة...
ستفن: هذا جيد، اذا هو ليس سحر بل حقيقة!
هلن: ما هو؟
ستفن: سبب عودتنا...لحظات صمت و هما ينظران لبعض ثم اشاحت هلن نظرها و قالت: لا اقصد ان اسئ الظن بك لكن ان علم جدي فلن يسره ذلك...
ستفن: لطالما كنت اتي إلى هنا..
هلن:اسمع... ان المكان واسع تستطيع ان تتنزه من دون أن تمر من هنا، لك كل العالم و كل مكان و زمان و ليس لي سوا هذا المكان و الوقت...
ستفن: اسف لاختراق عزلتك و لكن ماذا لو وددت فعلا التعرف عليك؟
هلن: لماذا؟التعرف علي لن يضيف إليك شيئا، فضولك نحوي لا يختلف عن فضول غيرك، فتاة غامضة بماضي غامض يجعل الكل يود ان يعرف كل شئ عني، ما ان تعلم كل شئ حتى يتشتت كل هذا،تود ان تعلم أن كان ما يتناوله الناس عني حقيقيا، صحيح؟
ستفن: ليس ما يقوله الناس ما يثير فضولي، لا يهمني ان اعلم ابنة من انت او من أين اتيت و لماذا، من هو والدك او امك ان كان ذلك ما تقصدينه...(نظرت له مستفسرة فاردف)انه انتي ما أود أن أعرف عنها هلن، أود أن اجعلك تتوقفين عن الهرب و ان تعيشي حياتك كما عليك ان تفعلي، ان ترمي هذا القناع و تتوقفي عن الاختباء بعزلتك...
امتلأت عينيها بالدموع لكنها لم تسمح لهم بالنزول بلعت ريقها و قالت: لماذا؟لما تود ذلك و لما قد أود ذلك؟ لم اتخذ هذه العزلة رفيقا الا بعد ما يأست من الناس، لن اكسب شيئا سوى الألم لانه مهما كنت و كيفما كنت سأبقى بنظرهم ابنة عاهرة!!(احنى ستفن رأسه بحزن ثم عاود النظر اليها)اتعتقد باني حزينة لما حصل لوجهي؟و ان ذلك سبب عزلتي؟كلا، انا الان حرة، انا سعيدة بحريتي لكنك تعكر ذلك،ماذا تريد مني؟لا أملك الجمال و لا اي شئ قد تسعى وراءه ماذا قد يود شاب مثلك و بمكانتك مني؟! لا استطيع ان افكر بأي شئ جيد!!
ستفن: هلن لقد اسأتي فهمي، انا لا أود شيئا منك... قاطعته قائلة: تريد أن تشعر بالرضى على نفسك؟بمساعدتي تثبت كم انت شخص جيد؟!
ستفن: او ربما فقط أود مساعدتك و تعرف اليك، ليس لي نوايا سيئة هلن!!!لا أعلم لما أود ذلك لكني متأكد من اني لا احمل اي نوايا سيئة اتجاهك...
هلن: حسنا اذا، شكرا لك ، انا بخير و سأكون ممتنه ان لم تفاجئني في هذا المكان ثانيية ليس من اللائق ان يرانا احد لوحدنا هنا، ليس من أجلي، فلا املك شيئا اخسره،لكن جدي لن يتحمل هجرة أخرى...
استدارت لتبتعد عنه، لكنها توقفت حين سمعته يقول: سأفعل ذلك بالتأكيد هلن، ساسافر غدا ولن اعود على الاقل حتى عيد رأس سنة،غدا سأتي للمرة الأخيرة سامر من هنا قبل ذهابي إلى المحطة...استدارت له و اومأت براسها و هي تقول: بالتوفيق ثم ابتعدت عنه...
فالصباح الباكر ذهب عند الجدول و انتظر طويلا لكنها لم تأتي،اخرج ساعة جيبه و نظر إلى الوقت ثم اعادها ثانية و تنهد ثم اخذ طريقه ليعود تفاجأ حين رأها، كانت تبدو وكأنها ركضت، تصنعت التفاجأ برؤيته قائلة: اعتقدت انك سافرت الان!!
ستفن: اذن لم تأتي لتودعيني... لم تجب لكنها اشاحت نظرها عنه قليلا ثم قالت: بما اني رأيتك، فرافقتك السلامة...
ستفن: قد اطلب الكثير لكني اريد ان استأذنك بان تسمحي لي أن اراسلك...(اتسعت عيناها متفاجئة فقال بسرعة)اوة لا لن افعل ذلك كثيرا انا فقط..ماذا عن اذا اعطيتك عنواني لتستطيعي انتي ان تراسليني اذا احتجت إلى شئ؟كتاب ربما او... كانت تنظر بتوتر و احراج من دون أن تقول شيئا مما سبب احراجا و توترا اكبر لستفن فقال و هو يحاول ان يصلح الموقف: على كل حال علي ان اذهب، سررت برؤيتك...حاول أن يذهب لكنه توقف ثانيية و اخرج ورقة من جيبه قائلا: هذا عنواني ان كنتي مهتمة...حرك الورقة بيده باحراج و هو يسترق نظر لها ثم زم شفتيه و هو يومأ برأسه ليذهب، لكنه توقف متفاجئا حين اقتربت بسرعة و خطفت الورقة من يديه و مرت من امامه مبتعدة...

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانWhere stories live. Discover now