29

5 1 0
                                    

استرقت هلن السمع و علمت بكل شئ!!دخلت البيت ببطأ و كأنها لا ترى و لا تسمع شيئا، ناداها جايكوب لكنها لم تجيب صعدت السلم و دخلت غرفتها و جلست عند النافذة بصمت لم تكن تبكي لكنها شعرت بحرارة الدموع فوق خدها، مسحت الدموع بغضب، كانت مرهقة، مرهقة جدا، لدرجة انها سئمت من البكاء و من كل شئ، ضل ما سمعته يدور في بالها كانت تود ان تقنع نفسها بانهم كانا يمزحان، لم تعلم تماما كيف تتعامل مع ما سمعت!!!
عندما عاد ستفن للغرفة وقف بقربها ووضع يده على كتفها و قال: ما الامر هلن؟بماذا تفكرين؟ تنهدت هلن من دون أن تنظر له او تغير جلستها و قالت: اريد ان استعب ما يحدث، استدارت له و أمسكت بيده و قالت: ماذا سأفعل؟كيف سأعيش ستفن؟جلس ستفن على ركبته و هو يمسك وجهها و يقول: لما تقولين هذا هلن؟!
هلن: لاني اعرف كل شئ، لقد سمعتكم!!!احنى ستفن رأسه و قال و هو يصارع دموعه: اذا وفرتي عليه عناء اخبارك!!لا أعرف ماذا اقول هلن!!
هلن: نحن لا نعرف شئ عن هذا، لعله ليس كما يقول، لعله من الممكن التعايش معه!
ستفن: هلن..هلن...لا بأس...نهضت هلن بغضب و هي تدفع يده و تقول: لما فعلت ذلك ستفن؟!!لما ذهبت!!؟لما لم تستطع ان تكتفي بوجودنا معا؟
ستفن: لانه لم يكن كافيا...لان ما حدث كان بيننا، الا ترين هلن؟
هلن:كيف يمكنك قول ذلك؟! لا شئ كافي غير ذلك، ماذا سأفعل الان اخبرني؟!!
ستفن: قد يكون ذلك قدرنا، لكن ذلك لا يقلل من حبنا ابدا،انا و انت...ما بيننا ملحمة حب هلن مهما فرقتنا الضروف و قست علينا لن تنهيه،
هلن: يسهل عليك قول ذلك حينما تكون انت من سيفارقني!!!نظرا لبعض للحظات ثم ابتسم ستفن و قال: على الاقل بدأت تستوعبين هذا..
هزت هلن رأسها بغضب و خرجت من الغرفة كانت غاضبة حزينة مشوشة و لم تكن تعرف كيف تتعامل مع ما علمت او مع مشاعرها!!!

بدأ ما تحدث عنه ايان بالحدوث،أصبح ستفن يتعرض لنوبات اضطراب شديدة كان يشعر بالالم و الوخز في كل شرايينه و كان رأسه يطن الما و نومه مضطرب و كان يشعر بجوع شديد،فاحدى الليالي شعر بان حالته بدأت تخرج عن سيطرته تماما فتوسل هلن ان تخرج من الغرفة كان يخاف أن يأذيها لكنها أصرت على البقاء معه فامسك يدها و دفعها خارج الغرفة ثم قفل الباب .. لم تبتعد هلن بل جلست قرب الباب كانت تسمع بألم ما يمر به،حتى هدأ مع مطلع الفجر!!عندما أفاق كان مستلقيا نصف عاري على الارض و قد مزق ملابسه كانت الغرفة في حالة فوضى استدار إلى الباب عندما سمع هلن تناديه من خلف الباب: ستفن؟!انت بخير؟افتح الباب ارجوك... زحف إلى الباب ثم فتحه دخلت هلن بسرعة و عانقته تمسك بها بقوة و هو يريح رأسه على صدرها...
حاولا ان يخفيا قدر الإمكان حالته عن العائلة،كان يجلس معهم و يقضي كل لحظة و هو طبيعي بينهم محاولا ان يشعر بالرضى قبل رحيله، كانت امه قلقة جدا و ضل والده يقنعها بان ما مر به صعب من أسر و قتل و أذية لكنها ما كانت تقتنع!!
في أحدا اليالي عندما ساءت حالته طلب من هلن ان تتركه بمفردة، كان يود ان ينهي الامر قائلا بان لا حل غير ذلك لكن هلن لم تسمح له أخبرها بأنه يعاني كثيرا و ليس فقط جسديا لكنه يشعر بأشياء سيئة للغاية و لا يود ان يتحول لهذا!!كان يود ان يرحل قبل ذلك، وعدته هلن بان تنهي هذا ان وصل الامر لهذا الحد لكن توسلت له ان لا يستسلم الان!! عانقته بقوة و هي تربت على ضهره و شعره محاولة ان تهدئه، شعرت بانفاسه تهدأ و جسده يسترخي قليلا اطلق صوتا كأنه الزمجرة!!ثم دفعها بقوة على السرير كان يمسك بإحدى يديه وجهها و هو يديره ويشم رقبتها وضع شفتيه عليها ثم عضها بهدوء كانت تتنفس بسرعة و الخوف بدأ يتملكها نادته اكثر من مرة، و زعقت عندما شعرت بأنه يضغط باسنانه فاعدته إلى رشده، نظر إليها برعب و ذنب ثم نهض من عليها و خرج مسرعا!
لم يعد لمدة يومين و بعد ان عاد لم يكن هناك أحد فصاله سوى والده مشى نحوه و عانقه بقوة ثم اخبره بان عليهما الحديث معا في مكان لا يسمعهما احد، ذهبا إلى السرداب و اخبره ستفن بكل شئ، لم يكن والده متفاجأ، هز رأسه اسفا و هو يقول لقد شعرت بذلك،
ستفن: هل كنت تعلم بموضوع الفايروس؟
الاب: لقد وصلتنا اخبار عما يحدث يا بني، عن الفضائع التي تحدث فالمدن المحتله، كان علي ان أحميك انا اسف لاني فشلت في حمايتك تماما و خذلتك كثيرا..اسف لكوني اب فاشل!!!
كانت دموعه تجري و هو يقول ذلك،
ستفن: لا تقل هذا ابي، ما زال جايكوب هناك و امي و هلن...عدني انك ستعتني بها و كأنها ابنتك، ما زال عليك حمايتهم و الاعتناء بهم...
الاب: سأفعل، اقترب و عانق ابنه و هو يبكي ثم ابتعد عنه و قال: و لهذا أشعر بأنك ستتفهم، اخرج مسدسه نظر ستفن إلى المسدس بيد والده و تنهد شهره بوجهه و هو واقف عند باب السرداب ثم قال: علي ان اصيبك في رأسك لكي احمي ليلي و جايكوب و هلن، لأنك لن تبقى هكذا يا بني لكني لا استطيع و لن افعل...خرج بسرعة و أغلق الباب، مشى ستفن إلى الباب و هو يقول: ابي لا تفعل هذا، اقتلني لكن لا تتركني هنا...
بدأ الاب يجهش بالبكاء و هو يقول: لا استطيع لن افعل ذلك ابدا!!!كان قد مر اسبوع على إصابته و هذا ما سمعه الاب، انه بعد اسبوع يبدأ بالتحول و اذا لم يتغدا سيبدأ بالتيبس و يضعف إلى أن يموت، حبسه هناك و لم يكن يعلم ماذا يفعل، ان يتركه يعاني إلى أن يموت كان أمرا فوق طاقته لكنه لم يستطع قتله ايضا،فحبسه ألى وقتا لاحق...
فالبيت كان الكل قلق و هم ينتظرون عودته جايكوب كان يخرج للبحث عنه مع هلن و الام تتضرع و تصلي لسلامته و كان الاب يعاني بصمت و الم، أصبح الفايروس واقعا لا مفر منه، بدأ الكل يعلم بوجوده بعد ان انتشر مصابين به فالبلدة و انتشر معه الرعب،لم يكن الناس يعرفون كيف التعامل مع الامر و كيف ينتقل بدأ الناس يختبئون في منازلهم و لا يخرجون الا حين ينفذ منهم الطعام، مر اسبوعين و لم يعد ستفن، كانت هلن جالسة عند النافذة تنظر إلى الخارج وقف جايكوب قربها و قال و هو يضع يده على كتفها:دائما ما يعود هلن، سيفعل هذة المرة ايضا..(تنهدت هلن وهي تمسك بيده)هل تعتقدين انه تغذى؟ هزت هلن رأسها و قالت: لا أعلم!!!
مر اسبوع اخر و لم يعد ستفن!كون بعض الرجال عصابه كانت تقتحم المنازل و يسرقون الطعام و اي شئ يستحبونه، و كان بعضهم يمد يده على اعراض الناس ايضا!!كان الوقت متأخرا حين اقتحم بيتهم رجال مسلحين، حمل جوزف سلاحه و ذهب إلى الباب و كانت ليلي خلفه، قالت له بان يعطوهم بعض الطعام و لا داعي لان يتشابكو لكنه أخبرها بأن ذلك سيشجعهم، صاح به أحدهم ان يرمي السلاح ولكنه رفض، نزل جايكوب و هو يحمل سلاحه و قال: ابي انهم ينتشرون حول البيت!!!
فتح جوزف الباب و وضع سلة تحتوي على بعض الطعام و قال: هذا كل ما نستطيع تقديمه الان
ضحك أحدهم و قال: اتعتقد بأننا أغبياء!!انت مختار البلدة!
جوزف: و لهذا يلجأ لي معظمهم ما أملكه ليس لي لوحدي اتمنى ان تفهمو هذا...
اطلق أحدهم النار فالهواء و هو يقول: نحن من سيختار ماذا نأخذ و ماذا نترك!! اقتحمو المنزل، كانت ليلي تحاول أن تهدأ جوزف فلم يكون ندا لهم كانو اكثر مما يستطيعون هم مواجهته،بحثو فالبيت و آخذو ما شائو قال كبيرهم: سمعنا ان ابنك اول من جاء بهذا الوباء للبلدة..
جوزف: ابني لم يصب احد باي شئ
هو: أين هو اذا؟
ليلي: لا نعلم خرج و لم يعد
هو: اذن فهو اما ميت او أصبح واحدا من وحوش الزومبي..زوجته بغايه الجمال أين هي؟ارجو ان لا يزعجك سؤالي فهو ليس بحاجة لها بعد الان!! لم يتحمل جايكوب و هاجم الرجل فضربه بشدة و دافع عنه والده فاطلق أحدهم النار مصيبا جوزيف!!!

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانWhere stories live. Discover now