7

15 1 0
                                    

لقد علم من جايكوب انها كانت تعمل مع العطار، لقد كانت ماهرة في صنع الأدوية من الأعشاب و كان لها معلومات عنها و عن الاعتناء بالمرضى،كانت قد تعلمتها من امرأة مسنة كانت فيما مضى جارتهم، عندما كانت في طريق عودتها، فزعت لسماع صوته وهو يلقي التحية عليها نظرت له و سارعت بخطواتها قليلا و هي تومأ برأسها اجابتا لتحيته.
ستفن: هلن أود أن أتحدث معك..
هلن: سأتاخر جدي ينتظرني...
ستفن: سأرافقك..
هلن: لا شكرا..
ستفن: لا تخافي، انه فقط تصرف نبيل من شاب يرافق شابة في هذا الجو القارس،لا بأس بذلك... قال ذلك مبتسما و هو يشيح النظر عنها، أحبت ابتسامته و محاولته لتلطيف الجو، مشت بقربه بهدوء و هي تزم شفتيها لتخفي ابتسامتها..
ستفن: شكرا لهديتك، انها تبقى رقبتي دافئة لدرجة أجد صعوبة بان اتخلى عنها حتى عندما انام...
احمرت وجنتها خجلا و هي تبتسم و لم تقل شيئا،
ستفن: لقد أحضرت لك شيئا..اخرج من جيب معطفه كتابا ومده لها، نظرت قليلا ثم اخذت الكتاب و راحت تنظر إلى غلافة ثم صفحاته، كان يحتوي على بعض الصور..
ستفن: انها روايه ارجو ان تعجبك...شعر بوجهها و هو يصبح صارما، ارتجفت شفتيها قليلا و اغلقت الكتاب و وضعته على كفه بقوة قائله: شكرا لك، احتفظ به لنفسك..
مشت سريعا عقد ستفن حاجبه و هو يمسك الكتاب ثم سارع خطواته مشيا ورائها كانا قد ابتعدا و أصبح بمفردهما،امسك بذراعها و هو يقول: هلن توقفي.. سحبت ذراعها بسرعة و هي تصيح به ان لا يلمسها، ابعد يديه و هو يعرض كفيه ليجعلها تطمئن لكنة كان واقفا امامها، قال: هلن لا يمكنك ان تفعلي ذلك، هناك شئ بيننا و هربك لن يغيره..
هلن : ليس هناك شئ..
ستفن: اذن لما أرسلتي هذه؟(قال هذا و هو يمسك اللفاف )لأنك تشعرين بشئ نحوي و لأنك خفتي ان لم تفعلي اني قد اتوقف عن ملاحقتك و التفكير بك و لأنك لا توديني ان اتوقف أرسلته لتعطيني حافزا.. أملا...
هلن: امل لماذا؟ماذا قد ينتج من هذا؟
ستفن: ابعدي شعرك هلن، ابعدي ذاك الغطاء(اقترب منها خطوتين،تراجعت و هي تقول: لا
كان قريبا منها مد يده بهدوء كمن يروض خيلا، و ابعد الشعر عن وجهها، كانت تتنفس بثقل لم تعلم كيف لم تهرب او تدفع بيده لكنها وقفت امامه من دون أن تتحرك، نظر إلى وجهها و اخذ نفسا عميقا ابتسم معه عينيه و هو ينظر مبهورا إلى جمالها، انزل يده من دون أن يتمادى اكثر اغمضت هلن عينيها ثم نظرت له بحزن و غضب و هي تقول: لماذا تفعل هذا؟
ستفن: لم أنوي و لم اخطط له هلن، لكنه حدث، حتى قبل ان ارى وجهك..توقفي عن الهرب مني..ارجوك..
هلن: لا استطيع..و لا انت..لا استطيع ان اعطيك ما توده و لا انت تستطيع، انت محق بشأن ما قلته، و انا اسفة ما كان علي ان ارسل لك شيئا...
ستفن: انت لا تعلمين ماذا اود، قد تستطيعين اعطائي اياه، هلن فالوقت الراهن كل ما اوده هو ان تأخذي هديتي و تعطيني رأيك به فيما بعد...
نظرت للكتاب و اغمضت عينيها بغضب ثم تجاهلته و مشت، مشى معها و قال: هل هو العنوان؟اهو ما ازعجك؟!أعطته نظرة حادة و لم تقل شيئا، توقف ستفن و كأنه أدرك شيئا ثم ركض بخفة ليصل قربها و قال: هلن!!!انا..انا حقا اسف انت لا تجيدين القراءة؟هذا هو الامر؟
كانت تتنفس بسرعة و هي تحاول أن تبتلع غضبها و حزنها لكنها قالت بغضب:هل تسخر مني؟لابد أن جايكوب أخبرك و ها انت تحضر كتابا!!!
ستفن: جايكوب لم يقل شيئا، لو فعل لما كنت ساحظر كتابا!!!اسمعي انا اسف لم أكن أعلم كان علي ان افكر بذلك لكني لم افعل، لكن استطيع ان اعلمك ان شئتي.. هزت رأسها باستهزاء و هي تدور عينيها
ستفن: بجديه استطيع ان افعل ذلك، ساخذ اذنا من جدك و سأتي لاعلمك، ان كان ذلك ما يقلقك!
ابتسمت باستهزاء و هي تقول: مالذي يجعلك تعتقد بان جدي سيقبل بذلك؟!!
ستفن: يمكنه حضور الدروس لن افعل شيئا غير لائق اقسم، قال ذلك و هو يرفع كفه الأيمن
هزت هلن رأسها نفيا و هي تسرع بخطواتها
ستفن: سأحضر جايكوب معي ان شئتي!
هلن: و مالذي ستقوله لعائلتك؟!
ستفن: انت وافقي و لا تفكري بأمر عائلتي، انا سأتولى ذلك...نظرت له للحظات،لم تكن كلماته عما كانا يتحدثان به فقط شعرت من نظراته انه كان يقصد شيئا اخر ايضا توترت و هي تنظر و تشيح عنه النظر، رفع حاجبيه مبتسما ثم قال: أراك غدا..و استدار عائدا
هلن: توقف...ستفن
ستفن: لم أشعر بجمال اسمي حتى الان هكذا! استدار و هو  يمشي بالمقلوب و ينظر اليها،
هلن: لا تفعل ذلك
ستفن: ماذا ان دفعتي لي بالمقابل؟ (شعرت هلن بخيبة و غضب شديد و هي تسمعه يقول ذلك شعرت بأن وجهها أصبح حارا للغايه و ان ركبتيها اصبحا ضعيفين لدرجة انها خافت ان تقع ما كان يجعلها صامدة هو غضبها) انت تصنعين كعكات لذيذة للغاية و حدث ان جايكوب و انا نحبها كثيرا، سأعلمك القراءة مقابل ان تصنعي لنا بعض الكعك. تنفست هلن بعمق ثم هزت رأسها باستهزاء وقالت: لا احتاج لتعليم ستفن، أسأل جايكوب سيخبرك،  استدارت لطريقها كانت قريبة من البيت،ألقت نظرة سريعة عليه مرة أخرى كان يمشي نحوها توقفت و هي تنظر اليه باستغراب وقف امامها و قال: اخبريني انت...
هلن: أنا أعرف أن اكتب لكني أجد صعوبة بالقراءة، اقصد اني اقرأ لكن ببطأ و لهذا كنت احب ان يقرأ لي جايكوب تركيزي و بطئي بالقراءة يقتل متعة القصص... اشاحت نظرها بخجل ممزوج بغضب و استياء
ستفن: استطيع ان اساعدك بذلك ايضا، ليس عليك ان تخجلي من ذلك...
هلن: نعم لديك الحل السحري لكل شئ!!!!
ستفن: هلن...(تنهد و هو يرفع رأسه ثم عاود النظر اليها)اقل من ثلاث اسابيع و سأذهب ثانيية، لعلي فقط ابحث عن أي مبرر لاراك و ان اتحدث معك...
هلن: سوف تتألم، انصحك بالابتعاد عني ستفن، لن ينتهي هذا بشكل جيد...
ستفن: ماذا لو اردت ان اخاطر؟
هلن: ماذا لو لم ارد انا ان اخاطر؟
نظر لها بصمت للحظات كانت عينية شديدة الخضرة و قد كانت حداقته تتراقص و هي تبحث في وجهها، بعينيه الكثير من الطمأنيية تجعلها تشعر بالامان مع خوفها الشديد تجعلها تندم على ما تقرر ان تفعل و تود ان تقول ما بداخلها، كانت نظراته هادئة تجعلها توقن بانها لم تقابل رجلا بنبلة ابدا،بلع ريقه و هو يلمس اللفاف حول رقبته و قال: اذن كان عليك ان لا تأخذي الورقة من يدي و لا ان ترسلي هذه.. استدار ليعود ادراجه، كان عليها ان تتركه ان لا تقول شيئا ان تأخذ طريقها للبيت ان تجعل هذا ينتهي هنا، لكنه لم يكن ما ارداته،و اذا بها تصيح اسمه: ستفن!!!(توقف و استدار لها)غدا فالساعة الثانية، هناك ما عليك ان تعرفه ان استطعت ان تأتي!!
نظر اليها بصمت للحظات ثم هز رأسه موافقا و اكمل طريقه....

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانWhere stories live. Discover now