23

4 1 0
                                    

كانت تهز ابنها محاولة ان تهدئه حين جلست قربها شابة كانت تعمل معها و قالت: هلن لقد سمعت ما حدث معك، انا اسفة جدا..(اومأت لها هلن رأسها من دون أن تقول شيئا)اسمعي انا اعلم بان كلامي سيبدو سيئا، لكن أفضل ان اقوله...(لحظات صمت)اعرف شخصا قد يساعدك لدفع المال نقدا..نظرت لها هلن متسائلة فاكملت الشابة: انه شخص ثري و له مكانه مرموقة..
هلن: ماذا ياخذ بالمقابل؟ ترددت الشابة قليلا ثم قالت: انه رجل ذو شهوات لا منتهيه،لكنه يدفع بكرم مقابل ما يأخذه...
هلن: شكرا لك، انا بخير...
الشابة: لن يعلم احد هلن، و سوف تنقذين ابنك...
هلن: كيف تعرفينه؟ماذا تفعلين هنا ان كان سخيا كما تقولين؟!
الشابة: لقد اخبرتك انه ثري و ذو مكانه اتعتقدين رجل مثله سيهتم بكل امراة؟انه لا يود الا...
هلن: ماذا؟ارملات البائسات؟
الشابة: هلن بجمالك الذي تخفينه قد تكونين بمكان اخر تماما...اغلقت عينيها بألم، شعرت بالغضب لما يحدث، حاولت كثيرا ان تبتعد عن هذا الطريق لكنها كانت ترى هذا المصير يركض نحوها كل ما ابتعدت عنه، تخيلت والدتها و هي نصف عاريه و حولها عشرات الرجال يلتهمونها بنظراتهم شعرت وكأن قلبها يعتصر وضعت طفلها بسرعة و استفرغت،طردت الشابه من عندها و جلست ثانيية و حملت طفلها و بدأت تدلك صدره و تشد رجليه إلى صدره فهدأ شيئا فشيئا..
فالأيام التاليه انذرها صاحب العمل بأنه سيطردها لانها لم تكن تستطيع العمل لسوء حالة ابنها، ذهبت مجددا إلى الطبيب فاخبرها بأنه يحتاج إلى العمليه بأسرع وقت و ان تأخر اكثر سيموت،أخبرته بأنها تستطيع أن تعمل معه إلا أن تكفي دينها لكنه تأسف و قال انه لن يستطيع،عندما خرجت كانت الشابة هناك اقتربت منها و قالت : لم يفت الأوان هلن، هل ستسمحين بموت ابنك؟
هلن: ماذا ستجنين من ذلك؟لما تلاحقيني
الشابة: فقط أود مساعدتك، كما فعلت مع غيرك، غيره لا يعتبر لوجودنا حتى، لن يكون ثمنا غاليا هلن، ليلة واحدة قد تنقذ ابنك، الا يستحق حياته ما ستضحين به؟!
بعد قضاء تلك اليلة قررت هلن ان تخضع و ان تنقذ ابنها باي طريقة...

بحث ستفن عنها في كل قرية و بلدة في طريقه ولم يجد لها اثر، لكنه وجد هكتور، كان يبحث عنها ايضا، تعرف عليه من ندبة وجهه، تقرب منه و لم يمر وقتا طويلا حتى كانا على الطريق معا، كانت وجهتهم التالية المدينة
هكتور: لم تقل لي، ما سبب ترحالك؟
ستفن: ابحث عن عمل،لم تعد الحياة سهلة فالقرى
هكتور: و لا حتى فالمدينة، ان الحصار يكبت على اعناق الناس، ان ضل الوضع هكذا ستسقط باقي البلد بيديهم ايضا!
ستفن: وانت؟عن ماذا تبحث؟
هكتور: لن تصدق...
ستفن: لقد رأيت فيما مضى ما يجعلني اصدق كل شئ أخبرني...
هكتور: هل شاركت بالحرب؟
ستفن: نعم..
هكتور: يبدو ذلك عليك بوضوح...مد ستفن يده و لمس وجهه و هو يرفع حاجبيه كانت تحت عينه اليسرى ما تزال زرقاء اثر كسر تعرض له أثناء التعذيب لكن هكتور قال: لا أتحدث عن هذا، عينيك تحمل كثيرا من الحزن و الغضب...كل ما أمضى ستفن وقتا معه تفهم لما كان عليه سلطة على الناس كان يشبه الرهبان بكلامهم و هدوءهم من كان ليصدق انه يخفي وحشا بداخله!!  قبيل وصولهم اخبره عما كان يبحث: امرأة
ستفن: عذرا؟!
هكتور: سألتني سابقا عما ابحث، ابحث عن امرأة
ستفن: امراة؟!
هكتور: لقد عرفت الكثير من النساء و استمتعت بحياتي لكن امرأة واحدة فقط ضلت بذاكرتي و استعصيت علي
ستفن: الهذا بقيت بذاكرتك؟!(قال مستهزئا)
هكتور: كلا...انها اجمل مخلوقة قد رأتها عيني، و كان بها سحرا خلاب بصوتها، كلامها تصرفاتها، ليس فقط شكلها لكنها كانت مذهلة و اردتها كثيرا احببتها، لكنها اذتني و هربت
ستفن: اذتك؟!
هكتور: نعم لقد اصبت بهذا الجرح دفاعا عنها و لكنها تركتني و لم تردني بعدها...
نظر له ستفن للحظات كان يود لو يضربه لو يصرخ بوجهه و يجبره على قول الحقيقة لكنه قال: ان كانت تركتك فلما تبحث عنها؟ماذا تريد منها؟
هكتور: انها لي لو مهما حدث، ان العالم قاسي مع النساء الوحيدات الجميلات ايه الشاب سوف تعود لي بالنهايه عندما تدرك بان لا أحد سيبقى يحبها كما هي إلا أنا..
ستفن: تقول ذلك و كأنه لا يهمك ان قسى العالم عليها؟
هكتور: ليس ان جعلها ذلك تعود لصوابها... تنفس ستفن بعمق محاولا ان يهدء من روعه وصلا إلى المدينة و استرجلا من العربة، كان المكان مكتظا و وسخا، مشى هكتور قليلا و قال : الا ان كنت تنوي البحث معي فأعتقد بأننا سنفترق...
ستفن: لم تخبرني اسمها ماذا ان رأيتها و انا ابحث عن عمل؟
ابتسم هكتور و اقترب منه و قال هامسا باذنه: ان رأيتها ستعرفها على الفور فهي تحمل أجمل عينين و شفتها ستجعلك تمتلأ بشهوة حتى و ان كانت تشتمك، انها هلن خاصتي لو مهما ضاجعها غيري فانها لي!! نظر ستفن اليه بحقد و فوجأ بسكين تخترق اضلعه وهو يقول: اعتقدت باني لن اعرف من جعل هلني تحمل منه!! امسك يد هكتور بقوة مانعا اياه من إخراج السكين ثم ركله على رجله العرجاء صاح الما و هو يسقط اخرج ستفن السكين من جنبة و طعنه بقلبه، جلس ستفن عليه و هو يبصق بوجهه ثم يقول: لن ادعك تأذيها ثانية ايها الوغد... نهض ستفن و هو يتمسك بجرحه و يمشي بعيدا عنه!!!هكذا كانت الحال رجلان يتقاتلان أحدهما يقتل الاخر و الناس ينظرون و هم يتجنبوهما فقط!!!
مر اسبوع و هو يبحث فالمدينة، لكنه لم يجد شيئا بعد، كان يمشي فالسوق و مر عند محل مجوهرات توقف و هو ينظر إلى الحلي عندما عقد حاجبية و دخل بسرعة، نظر إلى خاتما معروض للبيع، سأل صاحب المحل: من أين لك بهذا؟
دار جدالا بينهما انتهى بتهديد ستفن له بان يخبره من أين أتى به، فاخبره ان رجلا باعه اياه منذ ايام، لم يتركه ستفن حتى علم منه مكان الرجل و اسمه،بحث عنه و وجده كان لص شوارع استخرج منه ما أراد بعد ان هدده بسلاح فاخبره انه سرقه من رقبه امرأه عند عيادة الطبيب، ذهب إلى هناك للبحث عنها او معرفة اي شئ عنها، بعد ان سأل و حاول كثيرا لا أحد كان يعطيه عنوانا او اي شئ، جلس بيأس و هو يفكر بماذا سيفعل حين اقتربت منه فتاة كانت تعمل هناك همست: اعلم عن من تبحث عليك ان تسرع ان لم تكن تود ان تخسرها للابد...
نظر لها ستفن لكنها جحظت عينيها ان لا يدع أحد يشعر بأنها تتحدث معه،استدار لجه الاخرى و هو يقول: أين هي؟ابتعدت قليلا ثم عادت و دست ورقة بيده و ابتعدت بسرعة، نظر إلى الورقة ونهض مسرعا!!

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانWhere stories live. Discover now