18

6 1 0
                                    

كان عليه العودة إلى الجبهة، لقد شعر بحزن شديد و هو يرى هلن حزينة و قلقة بهذا الشكل، امسك وجهها و هو ينظر إلى عينيها و يقول: اسمعيني هلن، عودي إلى البيت، لا أعلم ما سيحدث هنا لكن لم يعد المكان امنا عودي فورا و انتظريني هناك سوف أعود، سيعتني بك و بجدك والداي...
كانت هلن تهز رأسها نفيا و هي تبكي ثم قالت: مستحيل لن اعود و انت بالجبهه ماذا لو اصبت؟سانتظرك هنا...
ستفن: هلن توقفي عن هذا، وافعلي ما اطلبه منك، من اجلي، لا يمكنني أن اذهب و انا قلق عليك
هلن: اذن لا تفعل!
نظر ستفن لها بصمت و كأنه ينظر إلى طفله، ابتسم و قال: تعلمين اني لا استطيع، عودي للبيت، اتفقنا؟
هزت هلن رأسها موافقه، ثم ودعا بعض.
كانت ستذهب مع ان الطبيب كان يتمنى ان تبقى لانه كان يعلم كم سيحتاجها بعد قليل،لكنها عادت، فكرت لو انها لم تكن موجودة هناك لكان ستفن قد مات، فلم تستطع الذهاب خافت ان يحتاجها شعرت بسوء لأنها عصته لكنها لم تستطع الذهاب.
كان الوضع سيئا جدا بالجبهة كانوا يتقهقرون و يتراجعون، تمركزو و قاوموا قدر استطاعتهم، و كانو يخسرون الجنود بكثرة، كانت تلك اخر نقطة ان خسروها فكان العدو سيدخل المدينة، حاربو بشجاعة كبيرة، نظر ستفن لحواليه قليلا ثم نادى العقيد قائلا: سيدي لا فائدة من المقاومة سنخسر كل الجنود ان لم ننسحب..
العقيد : مستحيل، لن نفعل
ستفن: الا ترى؟ لا يمكن أن تضحي بأرواح كل هؤلاء الشباب و من أجل ماذا؟!دعهم يعودون ليحمو عوائلهم على الاقل!
العقيد: لا تناقش اوامري و الا عوقبت!!
ستفن:سنموت بعد قليل اي عقاب تتحدث عنه!!!
لم يستطع ستفن ان يقنعه كان مصرا على المقاومة، لم يتحمل ستفن و هو يرى الجنود يقتلون ببساطة لم يكن قتالا عادلا فقد كانوا يقاتلون على ارجلهم و العدو فوق دبابات و مدافع!!!صرخ ستفن بهم ان يتراجعوا شهر العقيد مسدسا بوجهه مهددا اياه،نظر ستفن له و هو يقول:ستطلق النار علي؟!
لم يتحرك العقيد، فصاح ستفن بهم ان ينسحبو في أثناء ذلك امطروهم بوابل من النار تمسك ستفن بسلسلته و تذكر (كانت تمسكها هلن بين يديها كان اسمه مكتوب عليه، قبل رأسها و هو يقول ما الامر؟ اجابت: لا شئ،فقط انه مظلم، امر هذه السلاسل) سقط العقيد على ستفن مؤديا اياه إلى السقوط بقوة إلى الوراء ارتطم رأسه على الأرض، شعر بأنه لم يعد يسمع شيئا و عيناه بدأت ترى أشكال ضبابية حاول الحركة لكنه لم يستطع شعر بوخز في فخذه مد يده بصعوبة و لامس فخذه، شعر بالسائل الحار على اصابعه، علم انه اصيب حاول دفع العقيد اللذي كان قد قتل، لكنه لم يستطع، اغمض عينيه و استذكر شكل هلن و هي تصحى من النوم و ترمش بكسل ثم تبتسم له، استذكر ضحكة جايكوب و دفء نظرات والديه، حرك شفتيه و هو يفتح عينيه ثم حرك اصابعه على السلسلة التي كانت قد قطعت و أصبحت على يده وهو يقول: انا اسف...اسف ثم أغلق عينيه مرة أخرى....

كان المشفى يعج بالجرحى و الرعب يسود المكان، كانت الممرضات او الاتي بقين فالمشفى بحالة رعب و ارتباك شديد،لم يكن من الممكن أن يسيطرو على الوضع نظر الطبيب إلى الخارج برعب، ثم صاح ليختبأ الكل! و يغلقو الأبواب، لقد تم احتلال المدينة و قد جاءو للمشفى كسرو الباب و دخلوا! مشى رجلا متمخطرا كان يبدو عليه ان رتبته عاليه نادى على الطبيب و قال: اترك كل ما بيدك حالا و اعتني بجرحانا، انت و كادرك، و الا قتلنا كل جريح فلمشفى،اي شخص يموت ساقتل بمحله واحد منهم فلا تحاول العبث معنا...
كانت هلن قد اختبأت، في غرفة الطبيب،و لم تكن تفكر سوى بستفن و اين هو؟ان لم يكن بين الجرحى او قد يكون جريحا الان لكنه ما يزال في الجبهة، كانت ترتجف خوفا و قلقا، جزء منها تمنى لو انها سمعت كلام ستفن و عادت و جزء منها كان يود الخروج و البحث عنه.
دخل أحدهم الغرفة، كورت نفسها تحت مكتبة الطبيب مشى قليلا ثم خرج و بعد قليل دخل أحدهم مرة أخرى  و صار يبحث بالغرفة و يكسر الأشياء غير مبالي، توقف صوت خطواته، كانت هلن تشعر بصوت دقات قلبها كانت تحاول أن تبقى هادئة قدر المستطاع،فزعت وهي تصيح عندما امسكها من شعرها و سحبها نظر إليها بنظرة جائعة و حقيرة أراد ان يعتدي عليها لكنها قاومته مصدرة ضجيجا كبيرا اخافه فتوقف و هو يدفعها بقوة إلى خارج المكتبه و هو يقول لكبيرهم: انظر ماذا كان يخبئ الطبيب بمكتبه!!! غط قلب الطبيب و هو ينظر إلى هلن كان يأمل بأنها استطاعت الهرب لكن سودا،نظر لها كبيرهم ثم أشر للآخر ان يبتعد عنها، قال الطبيب: انها ممرضة ماهرة للغاية تستطيع أن تعتني بالجرحى...
تركها تعتني بالجرحى كغيرها، لم يمر وقتا طويلا حتى بدأ الجنود بالاحتفال و الشرب و اصبحو جامحين و هم يضايقون الممرضات و يأذون الجرحى! كان الجندي الذي وجد هلن يراقبها باستمرار، كان يشتهيها، بدأت المشاحنات و صياح،مشت هلن بسرعة نحو الباحة كان معضم مرضاهم هناك بعد ان احتل جرحى العدو كل السرائر و الأماكن الجيدة في داخل المشفى،كانت ستدخل بينهم حين سحبها الجندي و هو يقول: لم ينتهي عملك بعد أين تذهبين؟
هلن: علي ان اعتني بجرحانا ايضا...اتركني
الجندي: لدي جرح اودك ان تكشفي عليه...سكتت هلن و هي تنظر اليه بحقد ثم قالت: لا تحتاج لمعاينة تبدو جيدا الان اسمح لي أن اذهب...
ترك ذراعها و هو يقول: بالتأكيد..نظرت له هلن بريبة ثم استدارت و مشت لكنها فزعت حين هاجمها من وراء واضعا يده على فمها سحبها بعيدا بعض الشئ كانت هلن تتقافز بين ذراعيه و تحاول دفعه بقوة، وجد صعوبة في كبحها فمد يده و صفعها بقوة اسقطتها شعرت بالدوار للحظات لكنها بدأت تقاومه ثانيية، ضهر جندين اخرين نظر الأول لهما فقال احدهما: أرى انها صعبة المراس لا اعتقدك تمانع مساعدتنا...
شعرت هلن بالرعب و القرف و هي تنظر إليهم و إلى نظراتهم المقززة بدأت تصرخ بهستيرية حين هاجموها، فجأتا ابتعدوا عنها و القو التحية كان كبيرهم واقفا أشر لهم بان يذهبوا، نهضت هلن و هي ترتجف و كان الحقد و القرف والخوف يتطاير من عينيها، نظر لها قليلا ثم قال تعالي معي، هزت هلن رأسها نفيا نظر لها للحظات ثم قال: لن يتوقفو حتى يحصلو عليك الا ان كنتي عندي، فلك الخيار لن اوقفهم ثانيية...
نهضت هلن و مشت خلفه كان يحتل الغرفة المخصصة للحراسة في باحة المشفى، دخل الغرفة و ضلت هي فالخارج كانت تنظر إلى حولها كانت هناك دورية أمام المشفى،جلست في الظلام و هي تحاول أن تهدئ من انفاسها و تفكر كيف ستنجو من هذا المكان، خرج كبيرهم وهو يبحث عنها ثم وقف امامها و قال: ادخلي.. هزت رأسها متوسلة و هي تقول: ارجوك لقد انقذتني منهم فلا تكن مثلهم...
هو: مثلهم؟انهم رجالي و انا افتخر بهم، لقد عانو و تركو أسرهم والان بعد ان انتصرنا لهم الحق بان يستمتعو، ما تمرون به ليس سوى ثمن الهزيمة..فتح قميصه ووضع الضوء المصباح اليدوي على جسده و أراها جرحا في اضلعه و قال: لا تخافي، تعالي و اعتني بجرحي...

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن