14

8 1 0
                                    

لقد قضت الشهور بصعوبة، كانت اخبار هلن تصله من جايكوب اللذي ضل يراسله و يطمئنه عنها،لم يكن الوضع على ما يرام و سيط الحرب كان في كل مكان ما  جعل السنة الدراسية تنتهي قبل اوانها و في مراسيم مهيبة تخرج ظباط المستقبل،عاد ستفن بأسرع وقت مع والده الذي حضر لاجله،فالبيت فتح ستفن الموضوع مجددا ما آثار استياء والديه لكنه أصر عليه،كان سيغادر بعد اسبوع او بالاكثر اسبوعين لينظم إلى الجيش فقد قرعت الحرب طبولها، كانت والدته حزينة جدا لفراقه و خائفة عليه و رغم شعور الاب بنفس الشئ الا انه كان يداوم على قوله بأنه سيدافع عن وطنه وان ذلك واجبه و ليس عليهم ان يجعلوه يشعر بالسوء لذلك او يتردد بالامر، لم يكن ستفن ليتردد ابدا لكنه طلب منهم طلب واحد فقط و هو ان يخطبو هلن له، قائلا بأنه لا يود شيئا غير ذلك لقد لعب اخر أوراقه و هو ان يجعلهم يخشون خسارته و هو مكسور القلب منهم، فالفترة الماضيية ذهبت كارولين لرؤية هلن كانت تشعر بالذنب لما فعلته و شعرت بأنها تدين لها بان تسأل عنها و كانت حدثت ليلي عنها قائلة بأنها فتاة بغاية الروعة و انها تستحق شخصا مثل ستفن، لقد تقصدت ذلك لتجعل ليلي تشعر بأنها بخير و انها ليست مستاءة من عدم حصولها على ستفن و ان لم يكن ذلك صحيحا تماما، فقد كانت لا تزال تشعر بالحب نحوه لكنها فضلت ان تتراجع وان تحاول ان تتخطاه بعد ان رأت بأنه يحب واحدة أخرى بل يعشقها ايضا...
اخيرا اقنع ستفن والديه و وافقا ان يطلبا يد هلن له، كان سعيدا جدا بذلك، عندما ذهبوا كان الجو ثقيلا و موترا، لم يخلو من غرور والديه و شعور باستياءهم و عدم التوافق بينهم و بين جد هلن، لكن ستفن كان يحاول جاهدا ان يلطف الجو، قدمت هلن لهم الشاي و الكعك، لم يمدا يديهم لتناول اي شئ، عدا ستفن اللذي اكل و شرب ثم مد يده و اكل قطعة أخرى مثيرا استياء والدته،على اي حال انتهى الامر على خير و وافق جد هلن و تمت خطبتهما لبعض... 

ستفن: سأقيم زفافا كبيرا و اجعل كل البلدة تنظر إليك باحترام معتذرين عن أي خطأ ارتكبوه نحوك..
هلن: ليس هذا ضروريا، سوف أشعر بالاحراج لا احب شيئا في مراسم الزفاف سوى الثوب...
كانت يدها بين يدي ستفن رفع يدها لشفتيه و هو يقول :لكني أود أن اتباهى بعروسي...ثم قبل يدها نظرت هلن باحراج إلى النافذة استدار ستفن ثم همس لها: هل سيبقى جدك يراقبنا هكذا؟!
ضحكت هلن و هي تقول: انه صارم و يخشى ان... سكتت و هي تبتسم و تشيح نظرها عن ستفن تنهد و هو ينظر إليها و يقول: لم يبقى سوى ايام...
كان من المقرر ان يتم الزفاف بعد اسبوع وقد اخذتها ليلي لتأخذ قياسها و يخاط لها ثوب العرس و كانو مشغولون بتحضيرات عندما وصلت برقيه تطالب فورا بانظمام المجموعة المذكورة اسماءهم لجيش و كان ستفن اسمه مذكور،ذهب بسرعة لرؤية هلن و أخبرها بالامر قالت و هي تبكي: الا يمكن أن تفعل شيئا لينتظرو ثلاثة أيام فقط
ستفن: اتعتقدين لو استطعت كنت سأتردد، كان يصارع ليمنع دموعه كان يشعر و كأن أحدهم يعصر قلبه و لم يكن يعلم كيف يعبر عن الهيجان اللذي في داخله تمنى فقط لو انه ضل حتى يوم الزفاف لكن ذلك بدأ مستحيلا،
هلن: فالنتزوج الان لا يهمني ستفن لا أود ثوبا و لا زفاف فقط أود أن أكون زوجتك...
بلع ستفن ريقه ثم تنهد بعمق و قال: ساغادر بعد قليل هلن، انا جد اسف، تمنيت لو استطعت ان افعل ما وعدتك به، ان ازفك باجمل طريقة و ان نكون معا، اختنق صوته و احنى رأسه مشيحا وجهه لكي لا ترى دموعه أمسكت وجهه و قبلت وجنتاه و هي تعانقه بقوة، اعتصرها ستفن بذراعيه ثم قبلا بعض، ادخل اصابعه بشعرها و امسك بخصلة و مدها نحو أنفه و ملئ رئتيه و هو يشمها، ثم قال:سأمضي كل يوم بعيدا عنك احاول فيه ان ابقى على قيد الحياة لاعود لك...ثم قبل شعرها و جبهتها ثم قبل عينيها المبللتين و هو يمسحهما و يقول: لا تبكي ساعود.. قبل انفها الذي احمر من بكاءها و امسكه بين اصبعيه مبتسما و هو يحركه جاعلا اياها تبتسم من خلال دموعها،ثم افترقا....
كل ما قد يظنه الشباب و ما يجعلهم يتحمسون للقتال و الدفاع عن وطنهم يتلاشى ما ان يكونو في ميدان المعركة، الخوف و الألم يجتاح القلوب المناظر المقززة من الموت و الدم تخنقهم، شيئا يتلاشى في داخلهم و يخيم عليهم شبح الموت، كانت ايام صعبه لكن أفضل شيئا فيها كانت صحبة ايان، فقد كانا معا،يحرصان على ان يطمئنان على بعض كل يوم،و الرسائل التي كانت تصلهم كانت و كأنها شربة ماء بارد في جوف الصحراء..
بعد كم شهر بدأت الفتيات يتطوعن للعمل فالمستشفيات كممرضات للمساعدة في الحرب، كانت كارولين ستذهب و أرادت هلن ان تذهب ايضا و لم يوقفها جدها فكان يعلم انها لطالما ارادت ان تعمل في هذا المجال اما عائلة خطيبها فكانو مترددين لكنها أصرت قائلة انها تستطيع انقاذ الكثير و خدمتها ستكون مطلوبة جدا، في نهاية الامر قبلو، الشئ الوحيد اللذي كان يوقفها،قلقها على جدها، لكنه قال لها بأنه و توبي سيعتنيان ببعض، منذ أن خطبت و حتى ذلك الوقت لم تكن ليلي قد تقبلتها بعد لكنها اخبرتها بان لا تقلق عليه و انهم سوف يعتنون به و ستحرص على زيارته كل يوم، ارسلت هلن رسالة لستفن تخبره بانظمامها لكنها ما كانت تعلم متى ستصل اليه، كانت متفانيه في عملها كانت تعمل في مستشفى قريب من جبهات المعركة و كانت تصلهم جرحى كثر، في كل مرة كانت تهرع لتراهم للتأكد من عدم وجود ستفن بينهم، و كانت تعتني و تنقذ قدر استطاعتها و كانت من من يعتمد عليهم الطبيب كثيرا.
كانت السماء ما تزال مظلمة حين بدأ الهجوم و هرع الجنود للمعركة كانو يفعلون ما بوسعهم لكن العدو كان أقوى و كانو يعانون من نقص الذخيرة مقارنتا بهم في ذاك اليوم خرج ستفن و ايان معا يقودان كتيبتهما، كانت معركة صعبة للغاية و قد خسرو الكثير لكنهم لم ينكسرو و حافظو على موقعهم، كان البارود ينزل عليهم كالامطار حين اصيب ايان و ووقع كان ستفن يدفع رجاله و هو يصرخ بيهم ان يتراجعو لموقعهم عندما لم يجد ايان بينهم، عندما علم انه سقط مشى مسرعا ليعود به،أراد أحدهم ان يوقفه قائلا بأنه سيخاطر بحياته لكنه قال لهم ان يطلقو النار لتغطيته و مشى نحو ايان، كان ما يزال على قيد الحياة،
ايان: ماذا تفعل؟تراجع سوف تتسبب بقتل نفسك..
ستفن : اصمت و حاول ان تمشي معي هل تستطيع؟ رفعه ستفن و وضع ذراعه فوق كتفيه ممسكا بخاصرته كان إطلاق النار مستمرا، شعر ستفن بطلقة تخترق خاصرته لكنه استمر بالمشى حتى وصلا الامان.
كان الوضع سيئا و هم يكدسون الجرحى ليصلو بيهم للمستشفيات بأسرع وقت، كان ستفن ينزف و الألم يجهده لكنه لم يشعر بان إصابته خطرة كان قد شد خاصرته و حاول ان يساعد بنقل الجرحى كان مع ايان اللذي كان يفقد الوعي بين الحين و الاخر، توجهوا إلى المشفى و كان ستفن ما يزال واعيا لكنه كان ضعيفا حين وصلو أراد ان يتحرك لكنه لم يستطع، كان لونة أصبح شاحبا بشكل مخيف وفقد الوعي تماما... 
 

كل ما أخشاه ان تكون وهما...او دخانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن