Protagonist | بطل الرواية

Part 03 : زحل يَلتهم إبنه

"Saturno devorando a su hijo"

"Cuadro de Francisco de Goya"
_

____________

Año : 1820-1823

Autor : Francisco de Goya

Técnica : Óleo sobre revoco trasladado a lienzo

Estilo : Romanticismo

Tamaño : 146 cm × 83 cm

_____________________

«زحل يلتهم إبنه »

" اللوحة أمامكم للفنان العبقري "فرانشيسكو غويا" قد عُرضت لأول مرة قبل أكثر من مئتي سنة ..كما أنها تُعد قلبًا للمتحف والدافع الأول لأغلب الزوار في دخول ديل برادو ..

قد يبدو لكم المشهد لرجل مُسن يلتهم طفلًا ..بينما تكسو ملامحه نظرات فارغة ..نظرات نحو اللاشيء وكأنه لا يأكل رأس إبنه..

لكن وراء هذه السوداوية معنى أعمق بكثير ..
قد جسد ' غويا ' الأسطورة من الميثولوجيا الإغريقية بتفاصيل لا تصدر إلا من نابغة مثله ،جسدها بألوان إختلطت كثافتها بالأسود مع لون الدم القاني الذي لو تمعنت أكثر لشعرتَ بلزوجته ورائحته المنبثقة منها كأنه دم طازج ..

بكل هذه التفاصيل الساحرة قد لخص لنا 'غويا' بها عمق معاني الأسطورة ..بينما أنتم تمعنون النظر في تفاصيلها سأختصر أنا لكم القصة لإيضاح كل شِق في مسام اللوحة.

بدايةً الأسطورة تقول أن زحل أو ما يسمى في حضارات وأساطير أخرى "ساتورن" قد أكل أبناءه خوفا عليهم وخوفا منهم ..

ونعلم جيدا أن هذه الأفعال تصدر من الحيوانات كالقطط والعناكب وغيرها تلك التي تأكل صغارها إذا شعرت بالخطر يهدد سلامتهم ..

ولعل هذا الفِعل هو ما جعل القدماء يقولون : 'بأن كل ما على الأرض هو إنعكاس لتأثيرات سماوية'

أي أن تصرفات الحيوانات ما هي إلا إنعكاس لمرآة الفضاء الخارجي... إنعكاس لأفعال 'زحل' .
وهذا أيضا ما ساهم في دراسة العلماء وتقديرهم لحركة الكواكب والفلك ..

كان كوكب زحل إلهًا لدى الأقدمين بسبب تأثيره على الكائنات الأرضية مما جعل علماء الفلك في الوقت الحالي يبحثون عن أصل التسمية وسبب الأسطورة ... لما زُحل من بين جميع الكواكب؟

زُحل أو ما يسمى أيضا بكرونوس هو الكوكب السادس من ناحية الترتيب أي أنه أغبر وجليدي بسبب بُعده عن حرارة الشمس ، ربط العلماء هذا بسبب إعتقاد الإغريق بأنه إله بارد وفارغ من العاطفة مُثبتين هذا علميًا من ناحية الصفات الحقيقية للكوكب ..

حسب الأسطورة أن كرونوس قد وُلد عن طريق أورانوس وغايا آلهة السماء والأرض وبتحريض من آلهة الأرض غايا قام كرونوس الإبن بقتل والده أورانوس ...