Part 03 : زحل يَلتهم إبنه

ابدأ من البداية
                                    

بهمس لا يُسمع قالتها تستند بجبينها مرة أخرى للأمام على عجلة القيادة ..

.........

لطالما كانت أغنيتها المفضلة التي إعتادت سماعها من حين لآخر..

لكن لما اليوم وقعها غريب ومؤلم؟ ... وقعها بدى حزينًا وكئيبًا ..كأنها كُتبت بدماء أحدهم وهو يحتضر ..

أو ربما ببساطة بدت أغنية مظلمة بسبب تكدر مزاجها صباحًا..فنحن البشر نظرتنا للكون تتغير بتغَير مزاجنا فما بالك بأشياء هشة ككلمات أغنية..

كانت تسلك يوميا نفس الطريق للمتحف من ساحة المسيح مرورا بنافورة نبتون وصولا لشارع فيليب الرابع.. لكن اليوم على غير العادة أرادت التوقف عند الكنيسة..

كنيسة المسيح دي ميديناسيلي لم تكن مرتها الأولى في ولوجها إليها ولم يكن هذا متعلقا بتديُنها و إنتظامها في الصلاة آخر أيام الأسبوع..

بل لأنها قد زارتها أكثر من مرة فقط لرؤية تمثال المسيح من القرن السابع عشر و الإنبهار بتفاصيلها في كل مرة...

لكن اليوم دخلتها لتصلي ..

جلست تثني مرفقيها وتُشبك أصابع يديها أمام وجهها... أغمضت أعينها لدقائق دون أن تنبس ببنت شفة فقط لكونها لم تعرف كيف تصلي..

كيف يصلي الإنسان راجيا الرب أن يرجع بالزمن للحظة ولادته.. ليفسد الماضي طمعا في إندثاره مستقبلا؟ فقط ليغير مصيره المُسير من قبل عائلته..

كيف يصلي الإنسان متوسلا للعودة لأول يوم تنفس فيه الحياة وقطع أحبال دمى الماريونيت عنه أولا ليعيش حرًا ..قبل قطع الحبل السري؟...

ولأن لا أحد منا يتلاشى في لحظة... بل بإستهلاك روحه بوتيرة بطيئة طيلة حياته..

بالتالي إكتفت هيتايرا بالصلاة في صمت ومغادرة الكنيسة..

غادرتها ربما بلا خطيئة .. لكن بنفس الثقل ..

...........

تقف بشموخ وسط المتحف ببذلة زرقاء مخططة بالأسود مع قميص من الدانتيل بنفس اللون ..كان شعرها منسدلاً على كتفيها وصولا للبطاقة الخاصة بمعلوماتها الملتفة حول عنقها .. تلك المعلومات التي شعرت بالفخر كلما عاينتها.

تعمل منذ ست سنوات كمرشدة سياحية في المتحف أي أنها مُحَاضِرة كسفيرة ومُعلمة داخل المتحف ..بينما تمتلك معرفة شاملة بما هو معروض داخله ،وهذا ما يسمح لها بشرح تاريخ اللوحات والقطع الأثرية الأخرى بالإضافة إلى الإجابة على أي سؤال قد يكون لدى الزوار..

...........

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
Protagonist | بطل الروايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن