الفصل الرابع عشر

Start from the beginning
                                    

تشعر أنها تجرحه بكل مرة تتحدث بها، فتلك الصغيرة لا تستطع أن تخذل أحد حتى وإن كان حاول قتلها شخصيًا من قبل، أنفجرت الدموع من عيناها وهي تشهق وسط بكائها الذي نبع من قلبها النقي، جلست بجانب الباب وهي تنكمش ببعضها باكية لاتعلم كيف ستسير حياتها بشكل طبيعي وتكمل تعليمها، وماذا عن جامعتها؟ تتسأل حول الكثير والكثير ولكن لم يشغل بالها شئ سوى هذا الوسيم المخيف الذي يكمن لها الكثير من الحب، مازالت تريد معرفة الكثير عنه، ترغب بأخذه بين ذراعيها وتستمع لكل مايؤلم قلبه لكن كيف ستخبره بذاك؟! وماذا عنها هي لما لا يريد إستماع أي شيء يخصها؟ هل حبه سطحي فقط؟

_ هل ستتراجعي عن فعل مابرأسك إيما؟

كان هذا عقلها الباطن يسألها عن مالذي ستفعله ولكن قلبها الرقيق تسارع بالرد عليه، قائلًا:

_ نعم، سأتراجع أرغب بمعرفة كل شيء عنه، وعن أبي وسبب قتله وبعدها أفكر ماذا سأفعل.

نفى عقلها حديث قلبها الغبي ذلك، قائلًا:
_ هل أنتِ معتوهه؟ أتريدين  التفكير بمستقبلك وأنتِ مع هذا المخيف؟

_ أنا لن أسمح بأن أكون سببًا بحزنه حتى وإن بدأ هو بهذا الأمر، لن أستطيع فعل ذلك.

صرخت أيما وهي تقذف أنينة العطر خاصته بالمرآه الزجاجية تستغيث لينقذها أحد من المناوشات العنيفة التي تدور بين قلبها، وعقلها فرغم قصرها لكنها تشتت مشاعرها أكثر ، تفتت المرأة إلى رقائق زجاجية صغيرة ملأت جميع أرجاء الغرفة، حدقت ببقايا المرآه القريبة منها وهي تفكر هل تنهي حياتها وتريح هذا الرجل منها وترتاح هي من هذا العذاب الذي أحتل حياتها، أم تتراجع عن هذه الفكرة السيئة وتنهض داخل غرفتها تفعل أي شيء يلهيها عن مايحدث مع قلبها؟!

أنتهى بها المطاف وهي تجذب تلك القطعة الزجاجية تضعها فوق رسغها بالمكان الذي يتواجد به الشرايين والأوردة تريد أن تنتحر وتخلص الجميع منها وتتخلص هي من الحميع، صرخت بقوة وهي تمزق شراينها وبعد دقائق كانت قد غابت عن الوعيي، أستمع "آسر" لصوت صراخها ركض مسرعًا للأعلى وهو يدق بقوة فوق الباب لعل وعسى أن تكون بخير وتفتح له وهناك خلفة "تيما" زوجة عمه تدعو ألا يكون قد حدث لها شئ سئ إلى أن كسر "آسر" ذلك الباب الخشبي و وجدوا الدماء تخرج كالشلالات من يديها وهي غائبة عن الوعي، صرخت "تيما" عندما رآتها هكذا كالأموات ولكن "آسر" حاول أن يجعلها تهدئ وتتوقف عن النواح قليلًا، حملها بين يديه وهو يهبط بها الدرج مسرعًا نحو سيارته يضعها بداخلها وجلست"تيما" بالمقعد الخلفي جانبها وهي تحاول إيقاظها لكن كل هذا بلا جدوى لم يغير شئ مما حدث.

_ هل ستكون بخير أيها الطبيب؟

هتف "آسر" بتوتر، خائف أن يحدث لها شئ فمن الواضح أن إبن عمه الحبيب قد غرق ببحار حبها لن يرغب بأن يتذوق مرار فقدان من يحب للمرة الثانية، كما أن هذه الفتاة صغيرة جداً على أن تنتهي حياتها بهذه الطريقة.

فشلت الخطة "A"Where stories live. Discover now