-
«على الأرجح لم تتمنَ أن تجد من يُحبك بهذا القدر، على أن تجد مَن يتفهمك أكثر.»
- چورچ أورويل -
-لا شيء كان يُضاهي اضطرابي حينما قرأتُ رسالتِه، بكيتُ و كأنني لم أبكِ قط. و ضحكتُ كما أنني لم أضحك قط. ألقيتُ الرسالة بعيدًا ثم أخذتُها مُجددًا إليّ، مرة بعد مرة بعد مرة.
كيف له أن يعتقد أن لِي رغبةً أُخرى عداه، و أنا هي التي هجرت كل شيء لأجلِه، أنا التي قامرتُ من أجلِه وحدِه، و ها قد أثمرت مقامرتي، لقد فزتُ حينما ظننتُ طوال الوقت أن الخسارة هي حليفتي.
چون عزيزي المسكين، كيف له أن يحمل في جنباتِه كل تلك الكلمات، و أنَّي له ألّا يبوح لأحدٍ بذلك. و لم يغضبني أكثر من اتهاماتي الباطلة له طوال الوقت. لو أنني تركتُه يُفسِّر لِي حقيقة كل شيء، لم نكن لنصل إلى تلك للنقطة بسببي.
لكن على الأقل قد استحق الأمر كل هذا العناء. فلولا ما فعلت، لكنتُ الآن متزوجة من رجلٍ غيره.
لكن الآن أخيرًا قد أصبح رجلاً حر.. أخيرًا كان لِي وحدي يغفو على فخذي في ذلك المرج الذي اكتشفناه سويًا أنا، و هو. و قد كانت نسماتٌ خريفية تُحيطُ بنا، بينما أوراقٌ برتقالية تُمطرنا بين كل حينٍ و الآخر، و قد جعلني ذلك أتسائل أكنتُ في النعيم؟ فلا شيءٍ واقعي قد يُشبه ما كنتُ محظوظةٌ بِه في ذلك اليوم.
طالعتُه أفكر في رسالته، و فيما هو عليه الآن، فقد أصبحتُ على مقدرةٍ من رؤية وجوهه الحقيقية بكل شفافية. كرضيع صغير لم يشهد والديه الحقيقين قط، و فتى قد تيتم لمرةٍ ثانية، قبل أن ترغمه الحياة على أن يرتطم بأمورٍ سيئة - أمور جعلت من شابٍ مجرد من كل شيء أن يعتني بامرأة و طفلة في حين أنه لم يتخطَ سنين المراهقة، و الآن قد حان دوره كرجل بالغ أن يتخبط معي أمام عائلتي التي قد تتقبلنا، أو تلفظنا.
بعد أن انتهيتُ من قراءة الرسالة ليلة أمس، اتخذتُ قرارًا واحدًا فحسب، أخبرتُه أن علينا الزواج على الفور، فأجابني بأن ذلك هو القرار الأصح، ثم حثَّني على الرحيل إلى يورك في الصباح التالي. فاتخذنا العربة ما إن استيقظنا و برغم طول الرحلة لم أشعر بالتعب إذ أننا لم نتوقف عن الحديث للحظة.
YOU ARE READING
الجميلة و هاديس
Historical Fictionلو كان باستطاعتي أن أنقذ نفسي بتغيير شيءٍ واحد فحسب، فسأختار أن أعود مُجددًا و مُجددًا إلى ذلك اليوم الذي التقيتُ فيه بـ چون بلاك - ذلك الرسام الذي استطاع أن يصورني في لوحاتِه كالربيع بينما كُنا في أيام ديسمبر الشتوية، و الذي راقصني أنا دون جميع الف...