٢٦- السقوط الأول للخريف

326 44 8
                                    

«رحتُ أُراقبه، كانت كل قسمة في وجهه مألوفة لِي، و في الوقتِ نفسه كنتُ كأنني أتأمله للمرة الأولى»

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

«رحتُ أُراقبه، كانت كل قسمة في وجهه مألوفة لِي، و في الوقتِ نفسه كنتُ كأنني أتأمله للمرة الأولى»

-إي.لوكهارت-
-

- الثاني و العشرون من سبتمبر، ١٨٤٠. برمنجهام.

لم أقدر على النوم، كان الشوق يأكل قلبي، و رغبتي فيه كانت تزداد مع كل حركةٍ لعقرب الساعة فوق رأسي.

و لم يكن باستطاعتي أن أصدق ذلك فها هي طرقنا تتقاطع تارةً أُخرى، يا چون. عنوةً عني و عنك، دون أن نتدبر أمر اللقاء، أو نأبه لتجاهل أنفسنا. ها نحن ذا، أسفل السقف نفسه، الأمر الذي قد ظننت أنه ليس مُمكنًا مُجددًا، أو على الأقل قد ظننتُ أنا ذلك.

و قد كنتُ أفكر في شيءٍ واحد، لِما التقينا في ذلك الوقت بالتحديد؟ هل كنتُ أنا بيرسيفون حقًا؟

لم تكن هُناك معزوفة ثانية أو ثالثة، بعد أن التقت أعيننا الليلة، و تساقط الشراب على ردائي. هربتُ إلى غرفتي، فانتفضت صوفيا "لوسي! هل رأيتِ شبحًا أو ما شابه ذلك؟" فألقيتُ بنفسي على الفراش مُتمتمة "بلا، ما شابه ذلك.."

لم يكن في مقدوري أن أشرح لها ما حدث، أو علاقتي بـ چون، فذلك كان سيكشف حقيقة كل منا، فأخبرتُها في ترددٍ "لقد رأيتُ قريبًا بعيد الصلة." اعتقدت أنني أخاف منه أن يشي عن مكاني، فحاولت طمأنتي بأن لا مايك أو السيد جوستاف سيسمحان بذلك، ثم حاولت أن تجعلني أغفو، لكنها كانت من سقطت في النوم أولاً.

بعد أن تأكدت أن صوفيا قد غطت في النوم، خرجت من الغرفة في هدوء و اتجهت للخارج فقد كنتُ في حاجةٍ إلى استنشاق الهواء، أو في البحث عنه.

رغبتُ في لقائِه، في رؤيتِه، و لمسِه.

و ما أن خرجتُ من الغرفة، لمحتُه يجلس في الظلام، متوارٍ عن الأنظار إلى جوار النافذة المغلقة، و لولا ضوء المدفأة الخافت لم أكن سألحظه أبدًا. اقتربتُ اكثر و رأيته مائلاً للأمام، متكئًا على ركبتيه. في حين أن كلبَه كان غافيًا على الأرض أمام المدفأة.

نبضَ قلبي في تسارع، اعتصرته غصةً ما، و أنا أطالعه. نظرتُ إلى السيد جوستاف الذي كان يغفو على منضدةٍ بنهاية الحانة، ثم تعمدتُ أن يكون وقع خطواتي ثقيلاً حتى ينتبه چون إليّ، فلم يسمع في المرةِ الأولى، فكررتُ فعلتي حتى رفعَ عنقَه في بطءٍ حتى يستكشف مصدر الصوت، فوقفتُ أنا أطالع خصلاته الطويلة التي تحركت بعيدًا عن وجهه الجميل العابس.

الجميلة و هاديسWhere stories live. Discover now