٢٩- ليلتي الأولى في هاردويك هول

379 38 7
                                    

-«لقد أحسستُ بغيابها، كان يشبه أن تستيقظ مرة دون أسنان في فمك، و لا تود الركض إلى المرآة للتأكد من ذلك

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-
«لقد أحسستُ بغيابها، كان يشبه أن تستيقظ مرة دون أسنان في فمك، و لا تود الركض إلى المرآة للتأكد من ذلك.»

- چيمس دانشر -

-

أصابعنا مُتشابكة جيدًا، و أبصارنا مُتعانقة نُطالع بعضنا البعض. أستلقي أنا في فراشي الجديد، و هو يجلس إلى المقعد جواري يتحسس حرارة جبيني أو وجنتي كل حين، بينما يستلقي بيلي جواري غافيًا بعد ليلة أمس الحافلة.

قد طلعَ النهار، و لم يغفُ چون بعد. كان بمقدوري أن أرى أعينه تُجاهد النعاس الذي يُحاول أن يغزوها رويدًا رويدًا، فهمستُ في صوتٍ خافت و مبحوح "عليكَ أن تنام قليلاً.." لكنه هزَّ رأسَه رفضًا، فضغطتُ على يدِه أُحاول إقناعَه "رجاءً.. أنا بخير." فحاول أن يتحسس حرارة جبيني مرةً أخيرة إذ كان خائفًا من أن تصيبني الحُمى بعد ليلةِ أمس المطيرة.

"بإمكاني أن أنام هُنا.. على ذلك المقعد." لا أعلم لِما كان يبدو خائفًا من تركي. فهمستُ باسمه "چون، أنا لن أذهب بعيدًا بعد الآن. أنا غير قادرة على ذلك حتى." بدأ يلين لِي، و نهضَ على مضضٍ، و الامتعاض على قسماتِ وجهِه يسيطر عليها. ثم مال في هدوء يطمئن على بيلي الذي نال من المطر القدر نفسه.

"أنا في الغرفة المقابلة.. أنا لن أغرق في النوم، فنادي باسمي إن طرأ أمرًا ما." أخبرني تعليماته في هدوء، فأومأتُ له و أغمضتُ أعيني أُحاول إقناعَه بأنني سأنام الآن، ثم شعرتُ بوقعِ خطواتِه بينما يخرج من الغرفة و يغلق الباب خلفَه.

في الحقيقةِ لا أستطيع أن أصدق ذلك حتى الآن، أنا أنام في قصر هاردويك. يفصل بيني و بين چون حائط رفيع. لكن للأسف الأمور لا تبدو بتلك السهولة، فـ ليدي إيڤانز غاضبة، و قد خاضت مع چون شجارًا حادًا منذُ اللحظةِ الأولى التي خطونا فيها إلى هاردويك - هي تعتقد أنني لم أسمع إلى ما دار بينهما، لكن الحقيقة هي أنني قد أنصتُّ إلى كل كلمةٍ قد دارت بينهما.

لم تكن رحلتنا من برمنجهام إلى ديربي قصيرة، كان المطر يُعيق طريقنا، و قد أجبر چون على التحرك في هدوء كي لا ننزلق من أعلى جرفٍ ما، أو يتعرقل فرسه المسكين.
كنتُ أتشبث بِه بقوة، أُطالعه في استنكار، و في رأسي سؤال واحد فحسب - لماذا قرر فجأة أن يأخذ بيلي معنا؟ بل أن السؤال الحقيقي لماذا قرر أن أعود معه بتلك البساطة إلى ديربي؟

الجميلة و هاديسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن