٣٢- الزوجات و العشيقات

388 36 4
                                    

-

« لقد اعتدنا إخفاء ملامحنا و التنكر أمام الآخرين، إلى حد جعلنا آخر الأمر متنكرين أمام أنفسنا

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

« لقد اعتدنا إخفاء ملامحنا و التنكر أمام الآخرين، إلى حد جعلنا آخر الأمر متنكرين أمام أنفسنا. »

- فرانسوا دو لا روشفوكو -

-

ذلك ما كان عليه الحال منذُ البداية، كان لأبي عشيقةٌ من قبل، و كانت أمي على علمٍ بذلك، توجبَ عليها أن تلتزم الصمت حتى تحفظ مكانتها في المجالس التي تتخذها، فقد كان من المُهين لها أن يعرف أحدهم أن أبي لم يعد مهتمًا بها، بل أكثر إهانة من حقيقة العشيقة نفسها.

حتى مرضت أمي، و تسللت الشياطين إلى نفسها، فشعرَ أبي بالذنب لفعلتِه إذ اعتقد أنه قد دفع أمي إلى تلك الحال البائسة، و انتهى بِه الحال بأن يهجر عشيقته الأرملة المجهولة، عائدًا إلى أحضان زوجته السقيمة التي لم يعد بمقدورها أن تتعرف عليه.

رُبما كان لـ أليوت عشيقات شابات أيضًا مهووساتٍ بجمال أخي و نبالتِه و كلامِه المعسول، فلو كان فاشلاً في المقامرة، فلا أظن أنه فاشل أبدًا مع قلوب النساء، بل رُبما قد يكون أكثر شباب لندن براعة. و كذلك كان الحال مع السيد نايتلي - أو سيكون متى يتخذ زوجةً. فلا شكَّ أن كل رجلٍ كان له امرأةٌ أخرى في فترةٍ من الفترات، و مهما حدث سيعود إلى زوجتِه في النهاية، لأنه لا يجد إلا بين ذراعيها الملجأ بعد ليالٍ طويلة من السفر، و التخبط.

لكن مهما تعددت العشيقات، و مهما بلغ بينكم الحب و ما شابه ذلك، في النهاية، ستزفر الزوجاتِ بكل الحق.

و ذلك رُبما ما كانت تُحاول ليدي إيڤانز أن تُنبهني بشأنِه، فمهما بلغت خواتم الخطبة أصابعي، و مهما كانت وعود چون بأننا ستتزوج، أو ألقابه التي يُلقيها علينا، ذلك لا ينفي وجود زوجته الحقيقية التي سيشهد العالم كله على أحقيتها في الرجل الذي أحب.

تلك الزوجة التي غادر إليها، و تركني وحدي أواجه أسئلة بيلي المتعددة التي لا تتوقف أو تتضاءل.

لوسي.. هل بإمكاني الذهاب للإسطبل؟
لوسي.. هل بإمكانك اصطحابي للبحيرة؟ فقد وعدني السيد چون بالذهاب و أنه سيُعلمني السباحة حينما يصبح الطقس أدفأ.
لوسي.. هل تعتقدين أن السيد چون سيغضب لأنني عبثتُ في مكتبتِه؟
لوسي.. هل سيعود السيد چون قريبًا؟
لوسي.. هل؟ هل؟ هل؟ هل؟

الجميلة و هاديسWhere stories live. Discover now