لو كان باستطاعتي أن أنقذ نفسي بتغيير شيءٍ واحد فحسب، فسأختار أن أعود مُجددًا و مُجددًا إلى ذلك اليوم الذي التقيتُ فيه بـ چون بلاك - ذلك الرسام الذي استطاع أن يصورني في لوحاتِه كالربيع بينما كُنا في أيام ديسمبر الشتوية، و الذي راقصني أنا دون جميع الف...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
«بِي نُعاسٌ ثقيل كالرصاص، و مع هذا لم أستطع النوم.»
- ويليام شكسبير -
-
- السابع من يناير،1840. لندن.
"إذن.. طِبقًا لِما تقولينُه، فإنه قد راقصَكِ أنتِ دون أحدٍ آخر، ثم غازلك بشأن بداية العام الجديد بِصُحبتِك، لكنه رحلَ في الصباح التالي دون أن يُودعُكِ، و الآن كل ما تعرفينه هو اسمُه دون أي طريقةٍ للتواصل معه؟"
كانت تلك صاحبتي هارييت التي تُحلل الآن ما مررت بِه حتى تُعطيني تفسيرًا مُفصلاً مُرضيًا لِي، بعد أن راسلتُها عن الأمر بالطبع.
هارييت فايرفكس ذات الثقافة اللا محدودة عن الرجال و ألاعيبهم.
أومأتُ لها واضعة قطعةٌ من الحلوى في طبقِها، و في الحقيقة قد مرت أربعة أيام أُخرى منذُ أن بُحتُ لـ ماكسين بما حدث، و لم تُعطِني إجابة كافية، بل كل ما أجابت بِه هو ألّا أثق بما شعرت.
فسُرعان ما ستتبخر تلك الأحاسيس في داخلي ما أن أنسى أمرَه – أي چون بلاك - لأن لا شكّ أنه قد تناسى أمري بالفعل في اللحظة التي خرجَ فيها من هاردويك هول.
تنهدتُ فاركةً أعيني في تعبٍ، فحتى الآن لم تذق جفوني النوم، و كأن فراشي قد أصبح بساطًا من الأشواك.
رفعت هارييت الفنجان إلى شفتيها مُرتشفة منه قبل أن تتمتم في هدوء "في اعتقادي، أنتِ تروقين له بشدة."
"أروقُ له!" لفظتُ الشاي من جوفي في صدمة. هل سمعت ذلك جيدًا؟ وضعتُ فنجاني جانبًا مُتقدمة إلى هارييت طالبة المزيد مما تقول "كيف لِي أن أروق له و هو لم يحاول الاتصال بِي بأي طريقة؟"
"لطالما كُنتِ ذكية، يا لوسي.. ألم تلحظي أنه قد تعمَّد الاختفاء، حتى يجعلك مشغولة العقل بِه؟" تهكمت عليّ، ضاحكة و ساخرة تُحاول إثبات فرضيتها "أنتِ لستِ على درايةٍ كاملة بحقيقة الرجال، على عكسي تمامًا."
صراحةً أنا أُصدقها، لأنها صديقتي أكثر من حقيقة أن حديثها كان يُعجبني.
لكن هُناك أمرٌ أخير كان يشغلُني بشدة. "ماذا عن السيد نايتلي؟" هكذا سألتُ في ترددٍ، إذ كانت علاقتي بـ نايتلي هي من أكثر الأمور تعقيدًا على الإطلاق. رفعت كتفيها دون أن تتكبد عناء إقناعي "لا بأس بأن تمري اختبارًا أو اختبارين حتى تُدركي رغبتك الحقيقة."
