«أريحي جسدك و سيضيئ الباقي فيك. ما العبرة في قول هذا؟ إذا أرحت جسدي فقد أتداعى. لقد عشت دائمًا على هذا النحو، و تلك هي الطريقة الوحيدة التي أعرفها لأستمر في العيش.
لو أنني استريختٌ للحظة فلن أجد طريق عودتي مرة أخرى. سأتبعثر قطعًا، و تطاير هذه القطع متفرقة.»- هاروكي موراكامي -
-
فراشٌ دافئ، رائحة القهوة، و ضجيجٌ خفيف، كل ذلك قد اختلطَ سويًا فحاولتُ أن أفتح عينيّ على مضضٍ، فواجهتني إضاءة خافتة تصدر من المصباح إلى جواري، و زوجًا من الأعين الخضراء الواسعة، و وجهًا دائري ممتلئ بالنمش، و خصلات نارية ثائرة.
فنظرتُ في حيرةٍ إلى ذلك الطفل الذي ما أن انتبه إلى استعادتي لوعيي اتسعت ابتسامته و أظهرت نابيه المفقودين، ثم قفز عن الفراش الذي كنتُ أستلقي عليه مُناديًا باسم صوفيا عدة مرات.
حاولتُ أن أنهَض من مكاني، لكن بعض الأنات قد هربت مني حينما حاولتُ الاستقامة، و قبل أن أقف على قدميّ بطريقة سليمة أصبت بالعمى لبعض الثواني، و اهتزت الأرض من أسفلي و سقطَ جسدي من جديد على الفراش، لكن تلك المرة قد أمسك بذراعي يدٍ أُنثوية تُحاول مُساعدتي "أنتِ لم تستعيدي عافيتك كاملةً، فلا تُحاولي أن تنهضي من الفراش رجاءً."
سحبتُ يدي إلى نفسي، أُطالعها في حذر، و قد ضممتُ ساقيّ إلى نفسي مُتسائلة "أين أنا؟ أين أكون؟" و قد آلمني التحدث لأن حلقي كان جافًا للغاية. وضعت الوسادة خلف ظهري و أجبرتني على الاستلقاء تُجيبني على أسئلتي "في حانة بالقرب من برمنجهام.." فتساءلتُ في حيرة أكثر من سؤال "ألسنا بالقرب من ليستر؟ هل السيد تشارلز برفقتي هُنا؟"
نظرت إليّ في حيرةٍ تُحاول الإجابة "كلا.. برمنجهام بعيدة عن ليستر." و قبل أن تُجيبني على السؤال الآخر اندفعتُ مُتذكرة رائحة التبغ التي هاجمتني قبل أن أفقد وعيي تمامًا "هل جلبني چون إلى هُنا؟"
فنظرت إليّ في استنكار، ثم هزت رأسها على مضضٍ "بل أن مايك هو من جلبك إلى هُنا." ثم أخبرت الفتى الأصهب الصغير "بيلي.. نادي السيد جوستاف، أخبره أن الآنسة قد استيقظت." فسألها قبل أن يرحل راكضًا "هل أُنادي مايك أيضًا؟" فأومأت له في اقتضاب مربتة على شعره المجعد الكثيف.
BINABASA MO ANG
الجميلة و هاديس
Historical Fictionلو كان باستطاعتي أن أنقذ نفسي بتغيير شيءٍ واحد فحسب، فسأختار أن أعود مُجددًا و مُجددًا إلى ذلك اليوم الذي التقيتُ فيه بـ چون بلاك - ذلك الرسام الذي استطاع أن يصورني في لوحاتِه كالربيع بينما كُنا في أيام ديسمبر الشتوية، و الذي راقصني أنا دون جميع الف...