حطّت بِبندُقيتيها على خاصتِه بعدها قهْقهت حينمَا وُضعت البسمَة على ملامح وجهِه ، أخذَت تُقّبلُ وجنتَيه ثم ربّتت على شعرِه مستقيمَة من مكانها ، كفّها أخذَت طريقها إلى يَد الصّغير لِتمسكَها و بِنبرَة حماسِية هِي تفوهت بكلمَاتها -" و الآن لِنتابعَ طريقنَا يا صدِيق !! "
دَارت بِجسدِها تجدُ ذلكَ الثّلاثي يقفُ في مكانِه بجانب بوَابة الكنيسَة في حين ينتظرُونَ قدُومها مع قصيرِ القامَة و جروِه الذي كان نائما أرضا.

شَعرت دوريس هيل بنوعِِ من الدّفئ ؟ هذه أولُ مرّة في حياتها تشعرُ بأن هناكَ شخصٌ ما ينتظرُها ! و لِحسن حظّها هنا لم يكن واحدًا بل كانوا ثَلاثَة... الدّفئ قَد عمّ بدوَاخلها و يا إلهي بَاتت تُحبّ هذا ، تعتادُ على كلّ ما يحدُث هنا ، تعتادُ على الرّفاق ، خاصَة تعتادُ على دَارك دِيلارد الذِي و بغرابَة لايزالُ يقفُ متجمدًا في نفس البقعَة بالرّغم من أن ميّانو دُوليرس و يوريوس قد تحرّكا يتقدّم كلاهما إلى الدّاخل.

رَكضَت تلكَ الشّابَة إلى الأمامِ بينما تسحبُ قصيرَ القامَة خلفهَا و الذِي بدورِه يسحبُ الجرْو خلفه ، حسنا لم يسحبه بمعنى الكلمَة بل الأخير يلحقُ به كالعادَة !.
حِينما صارَت أخيرًا قريبَة من دَارك دِيلارد هو الأخير بَاشر بالمَشي و كشَيء جدِيد باتَ يفعلُه ، يؤخرُ خطواتَه و يبطئها كي تلحقَ هِيل به..

رَفعَ قصيرُ القامَة رأسه صوبَ رجلِ المافيَا و بنوع من الإستفزاز هو شَدّ على كفّ تلكَ الشّابة التي قَهقهَت عليه تذهبُ بعيونها ناحيَة الأخير الذي فورمَا دَحرَج مُقلتَاه ضَجرًا من هذَا الصّغير و بِصوتِِ شرس هو تمْتم تحتَ لسَانه ' يا لهُ من شيطَان ' .

لم تَكن الكنيسَة كما فكَروا بها جميعا أو كما رسَموها في مخَيّلاتهم قبلَ دُخولهم إليهَا، بل كانت عكسَ ذلك ، عكس تلك الكنائس التي كانوا يزورُونها في واشنطن و بالنّسبة ليوريوس فهو ليسَ متأكدًا تماما إن كان قد زار واحدَة من قبل ؟ فذَاكرَته مُشتّتة و لا يُدركَ ما إن كان قد ذهبَ إلى مكان ما يُدعى بـ ' الكنيسة ' فمعظمُ ذكرياته قَد شُفطت و زالَت لهذا من الصّعب عليه التأكد .

كَانت الطَريقة التي بُنيَت بها من الخَارج أشبَه بما يُدعى بالكنيسة، لهذا أعضاء الفَريق قد افترَضوا أنها كذَلك و لكن ها هم جميعا هنَا ، بدَاخل قَصرِِ كبير ، مُتحف ؟ أم دير ؟ فيه ثَلاثُ مبَاني يَتوسّطهم سَاحَة كبيرَة ، تتواجد حديقَة خلفَ أكبر مبنى و هو الوسط أما خلف المبنى الذي على اليمين بُنيَ كوخا صغيرا و
آخر مبنى وُجد وراءه بئر كبير فوقَه غطَاءًا حديدًيا يُغطي عمقَه.

وقَف الفريقُ وسطَ تلكَ المبانِي لِيردفَ ميّانو بِبعضِِ من التّردد -" إلى أينَ سنذهب ؟ أقصد بماذا سنبدأ ؟ إلهي ، ما هي وجهتنا يا أيها القائد ؟"
أخذَ دَارك دِيلارد تلكَ الخريطَة من جيبه ثُم فتحَها يضعها أرضا ليجلسَ أمام الجميع ينتظرُ منهم فعلَ المثل و بالطّبع باتوا جالسينَ حينما تلقّوا تلكَ الإشارَة منه.

𝙑𝙖𝙣𝙩𝙖𝘽𝙡𝙖𝙘𝙠  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن