03

166 16 189
                                    


' who are you ? '

' من أنتَ ؟ '

أغنية الفصل :

Adam oh Trapped in my mind

-العالَم صغيرٌ جدّا يا فَتاتِي ، أنتِ تركضِين خلفَ الحيَاة و أنا أركضُ خلفَكِ-

✓•

رَكضَت و كأنّه لا يُوجد غَدٌ، كَأنّ الحيَاة ستتوقّف بعدَ لحظَة واحدَة فقَط و حقِيقة لم يَكن هروبََا مُتنقَن التّخطِيط بَل عَادت إلى غرفَتها شَاسعَة المسَاحَة تلك لِتحملَ حقِيبة قد ملأتهَا بالمَال سابقََا و جَواز سَفرها ، أخذَت كلّ مدَخراتها التِي كانت تعملُ عليها و تشقّ نفسَها بِجهد من أجلهَا ، وضَعت بطَاقات والدِها الممتلئة بالنقود فوق السّرير مَع ورقَة كتبَ عليها ' لَن ترَى وجهِي مرّة أخرَى و اللّعنَة علَيك أينمَا كنتُ أنا و فِي كلّ خطوَة سأخطوهَا للأمام '

تدركُ بأنّ السّيد فِيلكس حاليََا يُحاولُ الضّحكَ على ضُيوفه، يحاولُ خلقَ جوّ سيلعبُ فيه دورَ الضّحيّة و بأنّ دوريس هي المُخطئة و كلّ اللّوم يقعُ عليها ، وفاتُ والدتها كان سببًا في عقدَه النّفسيّة هذِه و إلى غيرِها من حُجج سيستخرجهَا من فمِه المَسمُوم بِخبثِه.

لم تَهتم المرأة هنا بكلّ ما يحدثُ في تلكَ الحدِيقَة بَل وضَعت حقيبَتها على ظَهرها بعدمَا غيّرت ملابسَها من ذلكَ الفستَان إلى بنطال فضفَاض و بلوزة وَاسعَة مع سترَة خشنَة لتفتحَ الشّرفَة بدافِع الهروبِ منْها و لَكن هيْهات فالبَاب قَد دِفعَ بقُوّة لِتشاهدَ ذلكَ الرّجل الضّخم ذو الشّارب يتقدّم ناحيتَها في حين هي ابتلعَت ماءَ حلقَها و الخوفُ بدَأ ينتشِل جسدَها ، تعُود به إلى الورَاء بَينما تبادلُ والدها نظرَات التّحدِي تلك.

-" إلى أينَ ستذهبِين يا دُوريس ؟ هل أنتِ متأكدَة بأنّك ستقفزينَ من الشّرفة هربََا منّي ؟ حيَاتك في الجحِيم معي أم موتُك وقوعا بجسدَك ؟ "

نطَق كلمَاته تلك بِصوته الجَاف و الغلِيظ لِيتقدّم خطوَة خُطوة ناحيَة المرأة التِي قَهقهَت تُجيبُه بِتحدّي كَبير و صوتِِ حادّ رغمَ رقّته -" مَن قالَ بأن الحيَاة معَك جَحيم يا هيل ؟ بَل هي أسوء من ذَلك و حقِيقة الموتُ أرحمُ من جَحيمِك و الآن أستأذن وُجُودك الذي لا داعي له أساسََا !"

مِن دون تفكِير دوريس رمَت بِجسدِها من الشّرفة تنتظرُ وقوعهَا فوقَ تلكَ الأرضِ الصّلبة ، تنتظرُ إنكسَار جسدِها إلى عدّة قطَع و لربمَا حتى موتها فهذا الطّابق الثالث ، ليس الأول أو الثّاني و حقيقَة أنها لم تهتَم بكلّ هذا بِقدر أهميّة عدم إمسَاك والدِها لها !

-" هَل أنتِ بِخير؟"

فَتحَت جفْن عينَيها بِرُعب كبِير ، هل هيَ بالنّعيم ؟ فمَالذِي يحدثُ هنا ؟ و صوتُ من هذا ؟
حطّت بمَرأها علَى وجهِ الرّجل ذُو الشّعر الغرابِي الواقِع أرضََا أسفلَها و يا إلهي كم كان ذُو وسَامَة كَبيرَة ، يا إلهي مالذِي باتَت تفكرُ فيه هذه المرأة؟
كفّيه كَانت تُحيطُ خصرَها فِي حِين قَهقهَة قَد ظهرَت من ثَغره كَسمفونيّة قَديمَة الطّراز طَالَت و بِنبرَة هادِئة نبسَ للمرّة الثّانية على التّوالي -" يُمكنُك النظّر إلي لمدّة طَويلة و لكِن حينها والدُك سيكون أمَامك يا عَزيزَتي .."
حرّكت هِيل جسدَها تعودُ للخلف مُستقيمَة لِتمدّ يدها ناحيَة دَارك دِيلارد الذِي فورَما أمسَك بها و مُباشرَة سَاعدته علَى الوُقوف كَردّة فِعل لبِقة لما قَام بِه من أجلِها !
لازالت تشابكُ أصابعهَا بِخاصَة الرّجل و بِنعومَة صوتِها نطقَت حُروفهَا -" سأردُ لكَ هذا المَعروف يَا دِيلارد، يوما ما بالتّأكِيد ؟!"
إستقَام الرّجل بِطول جِسمه لِيسحبَ المرأة ناحيتَه ، جسَدها قَد إلتصقَ بخَاصتِه فِي حين يخرجُ تلك الورقَة من جيبِ مِعطفَه المخملِي ، حطّ بأصابعه داخلَ جيبِ هيل بعدما أخفضَ وجهه ناحيتَها ، يُشاهدُ بريقَ عيونهَا البهّية و بِهمس أردَف حينَها -" اذهبِي إلى هذا المكَان و سأوقفُ والدك من أجلِك !"

𝙑𝙖𝙣𝙩𝙖𝘽𝙡𝙖𝙘𝙠  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن