دَارَت هِيل برأسها تُراقبُ ذلك الرّجل و هو يأتِي من خلف الأشجار ثمّ أخرَجت تنهيدَة خائبَة من ثَغرها بينما تلكَ الأفكار التي بِباطنها قَد عادَت مرّة أخرى إليها و لَكن هذه المرّة تُخمِن بماذا لو كانت قد التَقت بِرجل المافيَا ذاك و طالبَته بِقتل والدها مقابل المال ، هل كان سيفعلُ ذلك ؟ هل كان سينتقمُ لسنين قد عاشتها مقهورَة ، تَعيسة ، متأذيّة النفس و الجسد ؟

قَضمَت شِفاهَها لِتوقف عقلَها عن التفكِير بهذه الطّريقة و حينمَا عادَ الرّجل بِجسده ليقفَ أمامهَا ، هِي قالَت -" نذْهب ؟ "
هزّ دِيلارد رأسه تارَة للأعلَى و تارة أخرى للأسفَل ثم ردّ عليها بِملامحِ وجهِِ ساكنَة-" نعم يا هِيل ، لنذهب يا رفاق "
قالَ آخر كلمَاته بينما تلك العُيون السّوداوية لاتزالُ مثبّتة على الشّابة التي هّمت بالمشْي أمامه ، كُل تلك الطّاقة الحيَوية التي كَانت تحملُها تلاشَت في حين لمعَة بُندقيّتيها قَد إندثَرت و الهَالَة القَويّة التي تحيطُ بها زَالَت ، تمشِي برأسِِ وطِئ و جسدِِ مُزعزع ، دَارك  دِيلارد ذو دهَاء عالي فكيفَ له ألا يرى ما يجري هنا ؟

يبدُو و كأنّ شيء ما قد حدَث لهذا قرّر معرفَة ذلك و بتأنّي هو تقَدّم إلى هيل التي كانت قَد سبقَته بخطواتها قبلًا ، حينمَا سار بجَانبها هو أردفَ بنبرَة صوتِِ شيْقة -" إلى أينَ سنذهبُ الآن يا هيل ؟"
إلتفّت المعنيَة بِرأسها نحوَه ثم ردّت عليه بِصوتِِ مُستقر ؟ لم يتأكد من ذلك فالرّعشَة قد تخلّلته حتى لو حاولت إخفاءها -" لستُ متأكدَة من ذلك يا دِيلارد ؟ أوليسَت الخريطَة معك ؟ "

هَمهمَ الأخيرُ ليخرَج تلك الورقَة المرسومَة من جيبِ بنطاله ثُم أمالَ رأسه مُتفوّهًا بكلماتِه -" هممم ، ها هي بالتأكيد معي و لَكن أريدُ رأيك ؟ لستُ واثقًا من المكان القادِم الذي يَجب علينا الذهّاب إليه ، فما رأيك ؟ أولسنا أنا و أنت فريق يا فتاة البُندق ؟"
شَخرت ضاحكَة بِقلّة حيلَة على الرّجل الطّفولي الذي يخطُو بنفس خطواتها ثم قالت تأخذُ تلكَ الخريطَة منه -" حسنا ، دعني أرى إلى أين سنذهب يا حضرَة القائد "
عضّ القائدُ على شِفته السّفليّة لِيتقربَ من تلكَ المرأَة ، يُلصقُ جسدَه بِخاصته في حين ينحنِي إلى طولِ قامتها و بِكل جرأة هوَ همسَ في أذنها -" إذا كنتُ القائد فمن أنت يا دُوريس هِيل ؟ فتاة القائد ؟"
شَعرُ جسد تلك المرأة قد استقَام يشقعرّ من نبرَة صوت الآخر الذِي فورما عاد أدراجه للخلف مبتعدا عنها أما هي فقد قَلّبَت بؤبؤ عيُونها بِضجر لتردّ عليه ساخرَة-" إمرأتُك ؟ هل كبرتَ و باتت تختلطُ الأمورَ عليك ؟ يبدو بأنكَ تركتَ إمرأتك في واشنطن يا أرك لأنني قطعًا لستُ كذلك "

لم تَنتظر ردًّا منه بل تابَعت قائلة تشيرُ لتلكَ الخريطَة التي تحملُها بينَ يدَيها -" ما رأيكَ أن نذهب إلى هنا ؟ يبدُو بأنّها مدرسَة ؟ كنيسَة ؟ لستُ متأكدَة من ذلك لنذهب و نرى لربما سنجدُ شيء ما يفيدُنا في هذه المدينَة الغامضَة "

𝙑𝙖𝙣𝙩𝙖𝘽𝙡𝙖𝙘𝙠  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن