تجَاهل دَارك دِيلارد كلّ ما قالَته لِيركزَ على كلمَة واحدَة قد اخترقَت طبلَة أذنِه بصوت المرأة النّاعم و العذب ، بِهمهمَة هو نبس لها -" هممم ، عزيزي ؟ بتّ عزيزُك يا هيل ؟ "
قَلّبَت الأخيرَة مقلتَيها بِتملّل بَيِّن على تَقاسِيم وجهِها ثم قَالت -" أوهل تجنبْتَ كل ما قلتُه و ركزتَ على ذلك فقط ؟ نعتُك بالطّفل الصّغير يا دِيلارد ، لا بأس بذلك معك ؟ "
شَخرَ القَاتلُ بِاستهزَاء من كلمَاتها لِيشدّ على ذراع جسدِها ضاغطًا عليه بِبعض من القُوة ؟ ثم تلَفّظ ببسمَة جانبيّة قد شَقت وجهَه -" لا بأس معي بذَلك ؟ حسنًا إنه أنتِ ، لو شخصٌ آخر قد قالها بالطّبع سيكون هناك شأن في ذلك أما أنتِ ؟ لستُ متأكدًا ، أنا هنا أركزُ على ' عزيزي ' أكثر من كل شيء فمنذُ متى و أنا عزيزكِ يا ' عزيزتي ' ؟ "

تَركَت الشّابة تلك العلبَة تقع أرضا من يدها ثم حملَتها تأخذُ طريقها نحوَ كفّ الرّجل الذي تحيطُ ذراعها وَ بكُل سكينَة وضعتها فوقَ خاصته لِتحاولُ إبعادَه عنها -" هل سنبقَى هكذا ؟ دعنِي أذهب ، أريدُ معالجة ذلك الشّاب المسكين و بالمُناسبة يا ' عزيزي ' أنا لستُ ' عزيزتك '  حسنا ؟ "
ثُم سحَبت ذراعها من يد الرّجل بعدما دفعتها ، تحملُ تلكَ العلبة مرّة أخرى تتجِه بأقدامها ناحية مَيّانو دولرِيس الذي يجلسُ وحيدًا بعيدا عن يوريوس و قصيرَ القامة الذي كان يلعبُ مع جروه.

جلَست هيل القرفصَاء أمام الشّاب الذي فتحَ عيناه مُنذهلا مما يراه أمامه و خاصَة حينما ألقت عليه التّحية برحابَة صدر -" مرحبا يا ميّانو ، مرحبا بكَ في فريقنا و أتمنى أن يساعدَ أحدنا الآخر  "
مسَحت على مؤخرَة عنقها لِتواصل قائلة تمدّد يدها ناحيته مستقصدَة مصافحَته -" أدعَى دوريس هيل ، لم نتعرّف بشكل جيد سابقا يا مَيّانو "
الأخيرُ صافحَها ثم تحدّثَ بأريحِية معها -" شكرا لقُبولي في هذا الفريق الصّغير ؟ حسنا كل الفرق فيها أكثر من عشرين شخص و كأنهم يحاولون بناء قبيلة خوفا من هذا المكان ، ما جذبَني هو وجود القليل منكم في هذا الفريق يا دوريس "

حرّكَت هِيل رأسها بموافقَة لما قاله ، توجه أنظارَها إليه -" حسنا ، يبدُو بأنكَ تعرفُ الكثير عن هذا المكان و حرفيا سنحتاج شخصًا مثلكَ معَنا يا مَيّانو ، نحنُ فريق صغير و لكن ذلك لن يمنعنَا من التألّق في هذه الجزيرة ، صحيح ؟ "
مَالَ دُوليرس برأسِه ليسألها متسغربا -" جزيرة ؟ " حينما أومأت تردّ عليه -" أوليست كذلك ؟ "
الأخير نفَى ثم نطقَ بكلّ ثقَة و كأنه يعرف الكثير عن هذا المكان -" إنها مدينَة كبيرَة و واسعَة تحت الأرض ، من يدخل إليها لن يستطيع الخروج منها . أيضا ، إذا سألتِ أي شخصٍ هنا عن كيفيّة وصوله إليها لن يجيبك لأنه بطبيعة الحال لا يعرف ! أو إن أصحَ القول لا يتذكّر ، لقد نمنا و استيقظنا فوجدنا أنفسَنا هنا يا دوريس "

أخذَت المرأَة ذلك القُطن من علبَة الإسعافات تُقَطرُ عليه تلك الكحول الطّبية لِتباشرَ بتنظيف وجْه الجريح أمامها -" مالذِي تقصدُه بمدينة تحت الأرض؟ هل يمكنكَ توضيح ما تقوله أكثر؟"
هزّ رأسه مستجيبًا لما قالته بِقبول ثم تكَلّم يشرحُ لها ما قصدَه -" هذه المدينة تحت الأرض ،أي تحتَ واشنطن بالذات ، لستُ متأكدًا إن كانت تحت كل مُدن الولايات المتحدة الأمريكية و لكن ما أنا واثقٌ منه أنها تقع تحت واشنطن بالضّبط ، ليست هناك طريقَة للخروج منها يا دوريس ، فكل ما يجبُ علينا فعله هو التعايش و التأقلم في هذه المدينة "

𝙑𝙖𝙣𝙩𝙖𝘽𝙡𝙖𝙘𝙠  Where stories live. Discover now