إقتباس🥰

549 18 16
                                    

خرج من غرفته السرية وهو على أتم الاستعداد للذهاب إلى تلك المهمة الشاقة، يرتدي زيًا أسود اللون يخفي جميع معالم جسده لم يظهر منه سوى عيناه الزرقتان، وعضلاته البارزة خلف ملابسه القاتمة شديدة السواد.
أخذ يتسلل بحذر؛ حتى لا تستمع لصوت أقدامة التي تدّب فوق الأرض وتُسبب له مشكلة،  مر وقتٍ طويل وهو متخفياً عن أعين الجميع ولم يستطع لأحد كشف مايفعل!
أغمض عيناه لبرهه وهو يسّب نفسه بداخله على جلبها للعيش معه بالمنزل، فما هي إلا لعنة قد حلت فوق رأسه.

أدار رأسه مسرعاً يهاتفها بنبرة مكتومة قبل أن تصرخ وتجمع من بالمنزل حولهم، قائلاً:
_ ماذا تفعلين هنا "إيما"؟
أتذكر أنني أخبرتك من قبل عندما تدق العاشرة مساءً لا أريد حتى رؤية طيفك أمامي، حدث أم لا؟

شهقت بفزع وهي تتراجع للخلف بخطوات مهتزة بعد رؤية هذا الرجل المتخفي، حتى أنها خشيت أن تنظر لعيناه التي تعرفها جيداً، وضعت كفيها فوق وجهها وصدرها يعلو ويهبط بسرعة وكأنها كانت تعدو آلاف الأميال.
أقترب منها وهو يُبعد يدها عن وجهها يبتسم من خلف وشاحه هذا على سذاجتها، وخوفها منه، كادت أن تصرخ لكن وجدت كفه ينطبق فوق ثغرها مستنشقاً رحيقها، أصبحت غير قادرة حتى على التنفس، أتخذت أعينهم مجرى للحديث، التحمت حضرواتيها مع عيناه التي جعلت الصراع يكون أشد حدة.

أتسعت عيناها بقوة بعدما أستطاعت تمييز أعين ذلك المتخفي، بدأت أنفاسها تهدأ بعض الشيء وهو يزيل كفه بهدوء،
أستنشقت بعض الهواء وهي ترمقه بغضب، ونظرت له متسألة:

_ أأنت؟ ماهذا الذي ترتديه؟
صمتت لثانية وهي تفكر فيما ستخرج من فمها ولكن كانت شجاعتها متملكة منها، واصلت حديثها بقوة، قائلة:

_ هل أصبحت لصاً فوق أعمالك السيئة، لِمَ لا تكتفِ بقذارتك؟!

هتفت بتلعثم وهي تبتعد عنه رويدًا رويدًا، حتى لا ينقض عليها الآن.
لم تنكر خوفها منه ومن عاقبة أقاويلها هذه لكن طفح الكيل بها لم تعد تعلم ماذا يحيك هذا الوسيم؟ مالك تلك النوايا اللعينة.

رفع جانب شفتيه وهو يناظرها بشرارة منبعثه من عيناه، متسألاً هل هي لم تعد تخاف منه؟!

_ إذا لم تختفِ من أمامي الآن سأقتلك، واحد..أثنان..ثلاثة!

  بدأ بالعد لها واثقاً أنها ستركض بلمح البصر وتختفي من أمامه مثلما كانت تفعل، خابت ظنونه بعدما وجدها ثابتة جامدة بمكانها لم يرف لها جفن.
أبتلعت الغصة العالقة بحلقها وهي تغلق عيناها وتفتحها ببطئ ترى ماذا سيفعل بها.

_ أرى أن الخوف لم يعد يعلم لقلبك طريق! حسناً سأتركك الآن ولكن هذا لا يعني بأنني رفعت عنك العقاب، سلام أيتها الصغيرة.

ظل يقترب منها حتى وقف أمامها لا يفصل بينهما شيء، يميل عليها برأسه محاولاً أن يُخيفها قليلاً بتلك النبرة الرخيمة خاصته، أنهى حديثه وهو يلوح لها بإبتسامة لم تستطع رؤيتها بسبب ما يرتديه فوق وجهه، ولاها ظهره وهو يسير خطوتان بهدوء مصطنع وجد من يقفز فوق ظهره، تتشبث به بقوة حتى لا تسقط، فإذا سقطت هذه الصغيرة بالكاد تنجو بعد كسر ساقها على الأقل فهو بالنسبة لها ناطحة سحاب، لا تصل إلا لنصف طول قامته.

نظر لها بطرف عيناه وهو يلعن تلك نظرة الخوف الموجهة له، تتوسله ألا يسقطها، زفر بضيق وهو يتحدث بنبرة حادة بعض الشيء، قائلاً:
_ لدي عمل هام، أذهبي لغرفتك وأنا سأتي لكِ غدًاو أرى لِما تعبثين معي!

رمقته بغرابة وكأن هناك مغزى من نظرتها هذه، لم يفهم وحاول أن يصرفها بعيداً عنه ويتجه لعمله ولكن بلا جدوى فهذه مثل المرض أصابته ولن تخرج منه لا محالة!
حدق بها بزرقوتاه التي ترهقها وتجعلها تغمض عيناها مسرعة فهو لا يبالي بما يحدث إذا نظر لها، فكّ يديها المتشبثة حول عنقه وهو يمسك بهما وسرعان ما سرت رجفة بجسده أثر لمسه ليديها وكأنها طفل صغير لن يتعدى دقائق على ولادته! تنهد بهدوء مجاهداً ألا يفعل شيئاً ما يندم عليه، عاد لما كان عليه وهو ينظر لها بتوعد، قائلاً:
_ أنتِ لم تسمعي لحديثي وأنا سأعاقبك العقاب الأول وسأخذك معي الآن، وأريد منكِ أن تعلمين ما ستريه سيكون أشدّ عقاب تعهديه بحياتك.
ظلت تصرخ وهي تضربه بقدميها ولكن لا فائدة مما تفعل هي فخرج منه القرار ليس له رجعة فيه، أنهالت بالبكاء حتى أحمرت وجنتاها وأصبحت كحبات من الفراولة اللذيذة التي تجعلك تلتهمها بنهمٍ شديد! لن يهتز بداخله شئ لرؤيتها هكذا، أراد أن يشعر بلذة تعذبها وكأنه لم يكتفي بأفعاله معها.

وضعها بسيارته وسار بطريقة وما إن صف السيارة بدأت بالصراخ وهي تخبط بكفيها فوق نوافذها، خرج منها وهو يفتح لها الباب واقفاً أمامها حبس كفها بين قبضته القوية يجرها خلفه إلى أن وصلا إلى ذلك البهو الشاسع، أمرها أن تظل بمكانها ولا يصدر منها أي صوت وإلا ستمت وهي ليس لها ذنباً بما يحدث.
وضع كفيه أعلى ذراعيها وهو يناظرها بخاصته بصوتٍ خافت، قائلاً:
_ أتمنى ألا يصدر منكِ أي صوت، أنا لا أتهاون مع شخص يحاول الإقتراب لكِ حتى وإن كان بالخطأ.
لم تعلم هل يخيفها أم يهدئ من روعها الذي ملأ قلبها بأكمله، تركها وذهب؛ لبدء ملحمة عنيفة لا تنتهي إلا بموت أحدهم.

أنكمشت بأحد الزوايا تضم ركبتيها أمام صدرها مستندة بذقنها فوقهم وهي تحاوطهم بيديها الصغيرتان، تشاهد في صمت هذا العراك الناشب بين هؤلاء العمالقة و "المُخيف" مثلما تقل له دائماً.
أغلقت عيناها تتوسل الله ألا يحدث له شئ على الرغم من أفعاله اللعينة معها إلا أنها لم ترغب بأن يُعاقب بهذه الطريقة، تريد هي أن تعاقبه بألاعيبها الطفولية.
أنفرج فاهها وعيناها وهي تراه يسقط أرضاً بعدما خرت قواه والدماء تنهال منه بغزارة، اللعنة هل سيتركني؟
سقطت جفونه بإستسلام لتلك المؤامرة التي تحالف الجميع أن يبذلوا قصارى جهدهم لقتله مثلما كان يخطط هو لكنه وقع غنيمة لهم.
ركضت تجاهه تحاول إيقاظه بعدما غادر الجميع بأقل من ثانية وكأنها كانت بحلم وأستيقظت منه للتو لم ترى سواه نائم كالجثة الهامدة!
مالت عليه وهي تعانق وجهه بين كفيها وصراخها يداوي المكان بأكمله، قائلة:

_ لا، لا تذهب أيها المخيف.

"لم يجتمع قلبان ويقعان سوياً بالحب إلا إذا كان هناك عاقبة تعترض طريقهم.





شجعوني كده يولاد وأهم حاجة الڤوت عشان أختكوا في الله مش عايزة حد يحبطها أتفقنا، وكومنتات بقى ورأيكوا لحد ما أنزل البارت الأول 😂🥰🥰 دمتم بخير يا أصدقائي

فشلت الخطة "A"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن