أكاديمية سيليا || Silia Academy

- ٣٨ -

‏لا يتَطلب الأمر سوى اللطف ،
العلاقات ليست صراعًا على السُلطة .
🫒 🫒 🫒
×××

ساد الصمت مطبقاً على المكان ، جلست لوسيا حيث أبعد نقطة ، لم تزرف الدموع كما فعل لوتان ، بدا لها ذلك الطريق طويلاً جداً ولن ينتهي وذلك القطار الممتد طويلاً محملاً بالمسافرين ، أصرت كورنيليا بركوبه وفقاً لتوجيهات ملكية

لم تنبس لوسيا بحرف بل ظلت شاردة تفكر في تتابع الأحداث غير المنطقي ، أمسكتها كورنيليا وسط صدمتها وقالت : لديك الحق في المجيء

حتى لوتان لم يسأل عن سبب مجيئها ، وكأن تفكيره قد شل ، حاول كارلوس بث بعض الطمأنينة ولكن الأخبار كانت كالنار في الهشيم ، ذلك الطريق الطويل انتهى أخيراً وترجل الأربعة من القطار واتجهوا نحو إحدى العربات التي كانت في انتظارهم

لم يمهلهم لوتان إذ سبق الكل مسرعاً حيث مرقد الملكة ، خوفه أنساه كل شيء ، وتلك الخائفة خلفه من أن ترى جنازة أمها التي تكرهها

سارت لوسيا ببطء حتى كانت آخر الواصلين ، كان القصر في حالة تأهب ، رمقها الجميع باستغراب فكورنيليا لم تعتد مرافقة الغرباء

رغم إعتدائه على الممرضين إلا أن فارنر كان للوتان بالمرصاد ، ولم يصدر أحدهم همساً عما يدور داخل تلك الغرفة مشددة الحراسة

أخذت كورنيليا فارنر على الجانب قليلاً لتحدثه ، بعد أن تمت تهدأت لوتان ، وضعت يدها على صدرها تخاف أن يصم آذانها بخبر صاعق : كيف حال الملكة ؟

تنهد بعمق وأجابها بعد ثوينة : لا زال الوضع ضبابياً ، جرأتهم إنتحارية ...

نظر للوسيا التي تنكس رأسها للأرض وحادث كورنيليا : فيما كنت تفكرين ، رؤيت والدتها جثة سوف يكون جرماً في حقها...إلى أي مدى سوف نكون حقراء

- أمرتني الملكة أن أحضرها...
عقد حاجباه يحلل كلماتها فأردف وقد قرأ ذلك التعليق على وجهها : هي كانت على علم بالهجوم...

نكست كورنيليا رأسها وقد شتمت نفسها بألفاظ نابية سراً قدر ما استطاعت ، نهرها فارنر فأجابت : كان هذا ثمن رهانها مع آكسل وكان عليها دفعة...

- آكسل...
ردد إسمه قبل أن ينطلق مزيحاً كل من يقف في طريقه ، تبعته كورنيليا تركض خلفه ، أثارت فعلتهما التساؤل في الحاضرين ولكن لوتان ما لبث أن نسى فعلتهما أدراج الرياح

وما هي سوى نصف ساعة قبل أن يخرج الطبيب حيث لم يجد فارنر حيث تركه ، اندفع لوتان نحوه وعيناه تهتزان بخوف ، تنهد الطبيب بعمق قبل أن يخلي سبيل ذلك الخبر المنتظر : لقد كان ذلك وشيكاً ... ولكنه لم يحدث ، لا زالت الملكة على قيد الحياة