- ٣٤ -

501 40 26
                                    

‏ذلك المستقبل الذي يقلقك، ربما لستَ فيه.

🌽🌽🌽
×××
انقضت تلك المحادثة المليئة بالتهديدات بعد خمس دقائق لا أكثر ، تنفست بعدها لوسيا الصعداء ، رغم أنها شعرت بالغضب والانزعاج الشديد من تهديدات ماندي إلا أن كل ذلك قد اندثر بمجرد أن رأت جافن يتجه نحوها

كلما نظرت إليه أدركت مدى الإختلاف بينه وبين فيليكس ، فهنالك تناقض كبير كالفرق بين الماء والنار ، كانت نظراته أكثر حدة ، و هنالك تلك الملامح التي لا تخبر أحد عما تستره ، لم تفهم يوماً هل هو ساخط على الحياة أم غاضب من أمر ما، كل شيء كان مبهم من بداية لقائها به حتى اللحظة التي بدأت تدرك فيها إختلاف المعنيين بالمقارنة

ازدردت ريقها وشيء من التوتر قد لعب بنبرة صوتها وهي تحييه
_ مرحبا

لم يجبها وعبث بحاجبه قليلاً قبل أن يقترب منها ، قلص المسافة بخطوات واثقة حتى باتت تفصلهما انشات ، مسافة لم تبدُ لوسيا مرتاحة فيها ، و بدأ الضيق يتصاعد في داخلها شيئاً فشيئاً حتى تترجم على وجهها

_ لقد قُدِمَ لي عرض.

_ اي عرض !
كانت نبرته هامسة لا تفضح شيئاً من نواياه ونبرتها خرجت مهتزة

_ لوسيا مقابل ليليث.

_ ماذا!

_ كان قراراً صعباً لأصدقك القول ...

_ جافن..!

ابتسم ابتسامة واهنة مع عينان شبه ناعستان وقد شاب نبرته شيء غريب جعلها تهتز ولو أن هنالك ثقة تلمع في عينيه
_ لقد اخترت ليليث..

لم يعطها ولو برهة لاستيعاب كلماته ولو أنها كانت واضحة ، شعرت بشيء حاد يخترق جسدها ، نفساً وراء آخر بدأت أنفاسها تتسارع في الركض إلى الخارج ، رفعت نظراتها نحوه لم ترَ تلك المتعة التي يفترض أنها تفترش ملامحه ، كان يبتسم إلا أن الأمر لم يكن ممتعاً لم تفهم سبب تلك الإبتسامة بدأت كأنها غلاف لألم عميق

ولو أنها تمسكت بيده إلا أنه سحب يده ببطء ، أخرج تنهيدة عميقة و أغمض عينيه لبرهة قبل أن يغادر ولو أن خطواته كانت ثقيلة

لم يكن الوحيد ، من جهة ريفن التي لم ينتبه لها أحد ، صدفة عابرة لم تتوقعها أصابتها بصدمة ، اتسعت ابتسامتها شيئاً فشيئاً

ولكن تلكما العينان البعيدتان لم يرى صاحبهما أحد سوى لوسيا ولو أن ذلك الوضع لم يسعفها ولكنها تأكدت ، كان هنالك من يراقب ، ذلك الظل سكن مخيلتها ، تأكدت في تلك اللحظات ولو أن بساط الحياة كان يسحب من تحتها ، أن من يعبث بحياتها ليس شبحاً

أكاديمية سيليا ||  Silia AcademyWhere stories live. Discover now