- ٨ -

578 48 3
                                    

أوجاعك التي لم يلتفت إليها أحد هي تحت رعاية الله..فاطمئن.
🍆🍆🍆
×××

كرياح عاتية عصفت بالمكان ، ليلجم المطر الذي انهمر بعنف لسانها على حين غفلة

لا زالت نظراته مثبتة علىّ ، نظراتٌ صَعُبَ على تفسيرها كل ما إستطعت إلتقاطه هو التشتت الذي يتوزع فيها ، الصمت  يجثم على المكان سوى من صوت تنفسه المضطرب ، الكثير من الأفكار تعبث داخل عقلي ولا أجد تفسيراً واحداً لما حدث ، لا أجد تفسيراً لهيجانه ونظرات السخط التي كان يوزعها على الجميع ولا تفسير لإندثار كل هذا عندما وقعت عيناه علىّ ، لقد كان يمعن النظر داخل عينيّ ولم يطرف حتى ولو مرة ، أريد سبباً واحداً يجعل من شخص يكون هذا لقائي الأول به ويوجه نحوي مثل هذه النظرات ، لم يبد مبالياً بمن حوله بل بدا كما لو أنه معزول على العالم ويتواجد في منطقته الخاصة حيث أتواجد أنا فقط

_لوتان ..
حممت المعلمة ريغان ونادته بإسمه للمرة الرابعة ولكنها كانت بنبرة أكثر علواً وصرامة فيبدو أنه لم يكن قد إلطقت أي شيء قد تحدثت به سابقاً ، لأنزل رأسي مبللتة شفتاي وأنا أشعر بالتوتر والخجل

_هاه.
هذا فقط ما خرج من فمه ليجفل بإستغراب ويوجه نظره نحوها قبل أن يعيد نظراته إلىّ ولكنها كانت خاطفة هذه المرة ، وكأنّ الزمن قد عاد به لتسلك ملامح الإنزعاج والسخط السابقة طريقها على وجهه

_لوتان.
شخص آخر نطق بنفس الإسم
"اسمه لوتان إذن"
نظر الكل لمن ظهر من خلف ظهره وقد كانت رجلاً في منتصف عقده الثالث تقريباً وقد كان تنفسه غير منتظم وأفسر ذلك بركضه خلف لوتان

_أنا حقاً أعتذر عن هذا.
انحنى قليلاً للمعلمة للريغان وقد بدا الأسف جلياً على وجهه لتغمض عينيها وكأنها تحاول السيطرة على غضبها لتهمس قائلة :
_أرجو فقط ألاّ يتكرر هذا .

_لن يتكرر هذا ، أليس كذلك لوتان.
جفلتُ للصوت الصارم الذي أتى من الخلف وقد كان لإمرأة في نهاية عقدها الثالث ربما ، ذات هيأة مماثلة لصوتها ، شعر أسود محكم الربط على شكل ذيل حصان لا تفر أي خصلة من خصله وعينانها تتشارك وشعرها نفس اللون

_لوتان.
قالتها بنفاد صبر جَلِيّ

ليغمض عينيه بغضب قبل أن يقول ممتعضاً:
_لن يتكرر هذا معلمة ريغان .

_إذن أعتقد أنني سوف أقبل بهذا ، فليس من السهل أن تسمع هذه الكلمات من أمير بالعادة .

"أمير "
جفلت عيناي بزهول وأنا أحدق به و بهيأته ، لقد كان طويلاً يمتلك شعراً أسوداً كالفحم وعينان زرقاوتان كالمحيط مع نقاء كريستالي
"لا يبدو أن المعلمة ريغان تجتهد ولو قليلاً في تدبر أمر ما تفكر فيه ، أولاً مع ذلك الفتى والآن مع لوتان"

أكاديمية سيليا ||  Silia AcademyWhere stories live. Discover now