- ٢٥ -

509 55 35
                                    

السعادة تضرّني لأنني سرعانَ ما أغفِر لجميع أعدائي
_دوستويفسكي
🍊 🍊 🍊
×××

رحلت الأيام توالياً كما تفعل بالعادة لم تكترث لمن رحل ولم تكترث لحال من بقي ، مرت على الجميع كما عادتها ، ألقت برحلها لساعات ورحلت لتاتي أختها ولا زالت نفس القلوب التعيسة منغمسة في تعاستها

التشبث بالأمل صعب ، كان هذا حال البعض والبعض قال ألا أمل وآخرون لم يختاروا بعد وظلوا على الحياد ، فهم يخافون خيبة أخرى قد تصفعهم بها الحياة ، خيبة سوف يذيب بها الحزن قلوبهم

كان البعض في حالة مثيرة للشفقة والبعض الآخر كان بارعاً في خلق جدار يصفع ذوبعة المشاعر بداخله كلما نوت التسلل خارجاً ومن جهة أخرى فضل البعض أن يترك الساحة ويغادر حيث لا يستطيع أحد فهمه ولا قراءة مشاعره

...

إقتربت منه أيديث وهي تحمل علبة عصير برتقال باردة في أسي منها على حاله ، جلست قربه ولكنه كان كمأسور الخاطر لم ينتبه لقدومها ، حمحمت تجذب انتباهه ، مضت برهة أخبرتها أن تواجدها غير مرغوب فيه حيث لم يحرك الآخر ساكناً

نظرت ليديه وألحق بهما العصير البارد ،حرك ساكناً ، نظر لها بزاوية عينه ، كانت نظرة باردة أقشعر منها جسدها في باديء الأمر ولكنها إعتادتها ، فمرور واحد و خمسون يوماً كان كفيلاً بجعلها تفهم أنها عادة ، عادة لن تغادر إلا بعودة الغائبين ولكن الغائبون لا يعودون 
" أستكون هي إستثناء "
تسآلت في نفسها ولكن لا أحد لديه الجواب لما يعتريها من أسئلة ، الحديث معه كان كالحديث مع جثة لن تلقى بالاً لما تقوله ، أأخبرتها بصالح أو قذر هي فقط سوف تستمع

تنهدت و أخذت نفساً عميقاً إزاء فعلته ، التي ما إن أنتظرها وقد وقفت حتى وضع علبة العصير مكانها وعاد يحملق في السماء كما كان يفعل ، فقررت الحديث عندها حيث خنقتها الكلمات

_إلى متى ؟ لكم من الوقت تحتاج ؟ أنت لم تتناول شيئاً كالعادة صحيح ؟ كيف كان الإمتحان ؟ لدي الكثير من الأسئلة ولكن لن تجيبها كعادتك ، حملقتك في السماء هكذا كل وقت وحين لن تعيد ما مضى ولن تصلح ما انكسر .
ضاقت ذرعاً منه ولكنه لم يمل ، بل وكانه وقع في حب ضياعه الذي بات ينهش قلبها ألماً ، نظر لها لشيء من الوقت ثم انتصب واقفاً وهو يشرع ليغادر فأوقفته تمسك يده
_فيليكس...
حدثته في صوت خافت واهن ولكن شيئاً لم يهتز بداخله ، أزدردت ريقها تفهم أن محاولتها هذه أيضاً فشلت كسابقاتها ، عليها الإجتهاد كثيراً حتى تخرج بنتيجة ولو ربع مرضية لهذا اليوم
_أرجوك ... من أجلها..
وضعت بين يديه علبة العصير في رجاء أخير ، وأستخدمت كلماتها السحرية التي دائماً ما تجدي نفعاً ، نظر لعلبة العصير قليلاً ثم لها وأحكم قبضته أكثر على العلبة إشارة منه على قبولها ، هو قبلها صحيح ولكنها  لا تعلم إن كان سوف يذهب بمحتواها حيث من المفترض له أن يذهب ، أطلقت سراح يده واتجه هو بعدها مبتعداً ، فركت يديها ببعضها علّ البرودة التي تركزت في يدها جراء إمساكه بمعصمه البارد تزول ، وشقت هي بعدها طريقها مبتعدة وقد ملء الإنكسار عينيها
" شهدته لا يستسلم ولكنه لم يقاوم أمامها حتى "

أكاديمية سيليا ||  Silia AcademyKde žijí příběhy. Začni objevovat