- ٢٩ -

424 36 9
                                    

ثم يتهمك بأنك تخليت عنه ولم تتمسك به، الشخص ذاته الذي بتر كل أصابعك

🌷🌷🌷
×××

_ كيف تشعر الآن ؟
سألت بإبتسامة دافئة وهي تضغط برفق على يده ، أومأ لها بإيجاب واهن فقد استيقظ منذ خمس دقائق مضت ، أخذ القليل من الوقت قبل أن يخرج بضع كلمات كانت تحمل تأنيباً مبطناً

_ لم تخبريني أن الأمر سوف يكون مؤلماً هكذا..
خرجت من فمها ضحكة صغيرة أصابته بشيء من الغيظ الذي تترجم بخفة على وجهه ولكنها حاولت استدراك الموقف:
_ ولكني كنت واثقة بقدرتك على فعلها في النهاية.

_ نعم فعلتها وها أنا هنا مستلقٍ على أحد أسرّة المستشفى.
ذكرها كيف جاء إلى هنا بعد أن أغمي عليه جراء الألم الكبير الذي رافق دخول جناحيه ، أمالت برأسها تنظر لموضعهما وقالت:
_ ولكن أنظر ألست مرتاحاً أكثر الآن ، فقط المرة الأولى تكون صعبة .

كانت هنالك بعض الأفكار إحتفظت بها لنفسها ، فهي على علم بطباع إبنها ، اكتفت بالإبتسام فقط ، ثم سألت مستفسرة:
_ ولكن من تكون تلك الفتاة ؟

شعرت بذلك بمجرد النظر إلى عينيه ، كانت هنالك رعشة صغيرة قد زارته ، لكنه نفى برأسه بلامبالة وراح يجيبها :
_ مجرد زميلة من الأكاديمية ، لقد كانت مزعورة لذلك كان من الواجب علىّ تقديم بعض المساعدة.

بدت وكأنها تلمح له بأن هنالك شيء من الشك في نفسها ، رغم تعارض ملامحها مع ذلك ، أومأت بخفة ثم أردفت:
_ لابد وأنها كانت في قمة الزعر حتى تحصل على ذلك العناق.

كان من الواضح أنه لا يود الحديث ولكنها كانت تحشره في الزاوية شيئاً فشيئاً ، أشاح بوجهه إشارة على ذلك ولكنها لم تعطه الفرصة وباغتته مجدداً:
_ تعلم بعض الأشياء مهما اخفيناها تأتي تلك اللحظة حيث يمكن الحصول عليها مجاناً...لوتان

ران صمت بينهما لبضع ثوان ، أعقبه لوتان ببضع كلمات :
_ إلا إذا بذلنا جهداً في إخفائها ، تعلمين ...هذا  يأتي بالنتيجة أيضاً في بعض الاحيان ، ألا توافقينني.

لم تكن حقاً سوف ترد عليه و طرق الباب المفاجيء كان كفيلاً بإنهاء هذه المحادثة دون أن تقوم هي بذلك ، أعطت الإذن للطارق ليدخل بعدها

إبتدأت تسأل عن حال لوتان بعد أن ألقت تحية تليق بمقام من تقف أمامها ، أخبرها لوتان بالفعل ألا داعي للقلق ، وكما سبق وذكرت والدته عادت هي لتكرر نفس تلك الكلمات أن المرة الأولى ليست دائماً سهلة

_ سعيدة كونك بخير.

_ شكراً كورنيليا.
شكرها لوتان على الزيارة السريعة التي قامت بها واطمئنانها على حاله ، ثم استأذنت للمغادرة

أكاديمية سيليا ||  Silia AcademyWhere stories live. Discover now