- ٢٧ -

476 46 41
                                    

ثمّة شقاء مخيف، يكبر كلما ازداد وعينا بأن ما من أحد يستحق سخاءنا العاطفي ، ولا أحد أهل لأن نهدي له جنوننا

- احلام مستغانمي

🍋🍋🍋
×××

_لوسيا لماذا لا تأكلين ؟
بادرت كلارا بالسؤال قلقة عندما لاحظت أن لوسيا تنظر للطعام وهي ساهية وبالكاد تتذكر بين الفينة الأخرى أن ما أمامها طعام يجب أن يؤكل ، نظرت لها لوسيا وعلى وجهها القليل من الإرتباك الذي حاولت إخفاءه
_ آسفة أظنني إندمجت في التفكير كثيراً .... أنا أشعر بالقلق من الإمتحانات فأنا لم أدرس شيء

أومأت كلارا وراحت تقول
_ لا تقلقي سوف يساعدك أخوتك في ذلك..

أجاب بعضهم بنعم وهمهم البقية بالموافقة ، شعرت بقليل من الذنب حيث أنها تكذب عليها الآن ولكن ما الذي عليها قوله 

" ماكس قادم من أجلي اليوم ... ليس كقول صباح الخير أنا متأكدة "
تنهدت بخفة وراحت تتابع تناول طعامها

.
.
.

أخذ الكل مهمة ليقوم بها وقد فكرت كلارا بمكر باستغلال هذه الفرصة جاعلة لوسيا تشعر بعدم الراحة فقد انتهى بها المطاف تغسل الصحون مع جوليان

لم ينبث بشيء ولم يلقي عليها نظرة حتى ، استمر الهدوء بالمضي قدماً برفقتهما وفي لحظة ما قررت  لوسيا أن تقوم بطرده
_ إعتدت أن تحصل على فرصة ثانية للقاء أشخاص فقدتهم..
كان على وشك المضي قدماً نحو غرفته عندما أوقفته جملتها ، لم يلتفت نحوها فأردفت تقول
_ بالنسبة لي كل من فقدتهم لم تلتقي طرقنا قط مجدداً....

أغضمت عينيها متنهدة ثم فتحتهما باتساع عندما شعرت بتربيته خفيفة على رأسها ، أزدردت ريقها بعدم تصديق وهي تعقد حاجبيها ، كانت ملامحه هادئة ولم تخبرها بشيء

أبعد يده عن رأسها وراح يمضي نحو غرفته إلا أنه توقف فجأة ونبث بصوت هاديء
_ إنه المثل بالنسبة لي .

...

تكرم أخيراً وأزح يداه ، حيث كانت واحدة مستقرة على فمها والأخرى أحكم بها قبضته على جسدها ،وفي اللحظة التي حررها فيها من بين جناحيه راحت تمطره بشتى الأنواع من الكلمات ومنها ما شكل أسئلة والبعض كان غير لائقاً

_ ما الذي....
عندما أرادت إضافة شيء توقفت حيث بترت جملتها وراحت تحملق في الأرجاء

_أين أنا...
نظرت في الأرجاء وقد قابلتها الأشجار من كل اتجاه ولا زالت الأرض تخضع السيطرة الشمس
لم تعد تقف في منتصف غرفتها كما كانت قبل لحظات معدودة ، وعندما اكملت تفحصها للمكان والخوف الذي أصاب قلبها فجأة رأته يبعد منها بضع خطوات حيث تركها حيث هي في حيرة وراح يسير  ، ركضت خلفه حتى وصلت وقطعت عليه الطريق وراحت تحدثه بنبرة مرتفعة
_ أين أنا .... إلى أين أخذتني ؟ ما هذا المكان ؟

أكاديمية سيليا ||  Silia Academyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن