- ٣٠ -

393 35 26
                                    

‏أشفق عليك أنّك خسرت شخصًا مثلي، أقوى جنودك لو سقطت، أدهى رِفاقك لو خانتك سذاجتك، أرحم من في الأرض لو أكلك حزنك.

🍒🍒🍒
×××

افرجت عنها الظلمة بعد لحظات خانقة ، جالت بنظرها في الأرجاء ، كانت المياه تحيط بها من كل صوب ، وفقاعات من الهواء باتت تدغدغها لتخرج ، حبست أنفاسها قدر المستطاع في محاولة لإستدراك الواقع المحيط بيها ، فعقلها لا يستطيع إنكار ما هي في خضمه ، فتلك المياه الباردة تكاد تجمد أوصالها في حين الزعر يسيطر على قلبها

وفي لحظة خاطفة وقعت عيناها على غريق يشاركها مصيبتها ، كانت الرؤية مشوشة وبالكاد استطاعت أن تغوص حتى مكانه ، كانت تخاطر بما تبقى لها من أنفاس ، وعلى كل حال ما من خيار آخر تخاطر في سبيله ، فمهما جالت بنظرها لم تجد نهاية لهذه المياه الممتدة على طول البصر

وقفت أمامه بعد جهاد خسرت خلاله الكثير من أنفاسها وقد بدأت تحارب حتى تبقى على وعيها ، صدمتها رؤيته غريقاً خائر القوى ، حاولت إيقاظه في تلك اللحظات التي ما عادت تقوى فيها على محاربة المياه أكثر عن إختراق دفاعاتها

رجت في داخلها كثيراً وهي تحاول إيقاظه وفي لحظة ما شكت كونه قد فارق الحياة ، إذن لماذا تجاهد ومن أجل ماذا ، خارت قوتها شيئاً فشيئاً وهي تتشبث بقميصه ، حتى حررته تعلن استسلامها

...

طرفت بعينيها توالياً تستعيد إدراكها للواقع ، انتفضت مزعورة وانتصبت جالسة ، تحسست جسدها ، كانت مبتلة ولا شيء آخر يذكر ، تفحصت محيطها فوجدته مستلق على مقربة منها ، لكنها لم تشعر بذلك بسبب زعرها

اقتربت منه ببطء و قلبها مضطرب يخفق بشدة ، تسللت بيدها نحو ذراعه ونبثت تناديه بصوت واهن

_فيرن...فيرن هل تسمعني !!
لكن بلا جدوى ، حاولت استمالته ليستفيق وأيضاً لم يكن الأمر ذا جدوى ، خفق قلبها خوفاً وهمست
_هل فارق الحياة ؟
الفكرة فقط كانت مخيفة ، اقتربت تتحقق من أنفاسه فصفعتها تلك الحقيقة التي أرادت وأدها ، لم يكن يتنفس

ارتعش جسدها واضطربت أفكارها وبالكاد استطاعت السيطرة على قواها كي لا تخور ، صفعت نفسها بخفة وهي تخبرها أن تبقى هادئة ولكن كفة الزعر رجحت و اغرورقت عيناها بالدموع

_ ماذا سوف أفعل الآن ؟
تحشرج صوتها وضاق صدرها أكثر ، ولكنها لم تستسلم في تلك المعركة الضروس ضد الأفكار السوداء ، حاولت أن تعود بذاكرتها إلى ذلك الوقت حيث تطوعت لصف الاسعافات الأولية  ، أسعفتها ذاكرتها ببعض الدروس التي بدأت في تطبيق أول ما خطر على بالها منها

أكاديمية سيليا ||  Silia AcademyWhere stories live. Discover now