- ١٣ -

647 48 40
                                    

‏يكفى فى هذه الدنيا أن يتذكرك أحدهم فى مكان ما ، ثم يبتسم لطيفك الغائب ، يكفى أن تكون طيباً فى ذاكرة أحدهم
🌻 🌻 🌻
×××

وقفت بقربه وربتُ على كتفه في لحظة خانتني فيها كلمات قليلة تعزيه في بكائه الذي لا زلت أجهل سببه حتى الآن

قبل دقائق قلال خرجت بعض الكلمات من فمه ، خرجت متحشرجة بالكاد بصقها إلى الخارج عنوة ، وأكتنزت عيناه بجيش من الدموع الذي ما لبث أن بدأ هجومه على خديه

كانت مرتي الأولى ، مرتي الأولى في رؤية فيليكس منكسراً ومحطماً بظهر منحنٍ و شفتين خاليتا الوفاض فلا إبتسامة تزينهما ولا كلمات ساخرة وأخرى لطيفة تتردد منهما

_فيليكس..
نبثت بهدوء أحاول إستمالته حتى يعانق الهدوء ولو للحظات حتى يستجمع شتات نفسه

بدا مخنوقاً كما هو لوهلة ، حتى تمدد الهدوء على ملامحه هدوء غريب جاهد حتى حققه على معالم وجهه

أبعد يدي بهدوء ولا زال يبعد وجهه عن طريق وجهي فلم أعد استطيع إلتقاط محلامحه أياً كانت

فهمت تصرفه أنه يحتاج لبعض الوقت ويحتاج لأن أبتعد عنه حتى أعطيه مساحة كافية يستعيد فيها نفسه قليلاً ، عدت للجلوس حيث كنت أجلس سابقاً وأتخذت الصمت رفيقاً

نظرتُ لأبريق ماء كان موضوعاً على طاولة صغيرة بجانب كوب زجاجي صغير ، اتجهت نحوه وصببت بعض الماء في الكوب واقتربت بعد تردد من مكان جلوسه ومددته نحوه ، أخذ بعض الدقائق حتى أخذه مني بتردد

ابتعدت مجدداً وأتخذت مكان جلوس لي أقرب إليه من مكان جلوسي السابق ، وكنت أمعن النظر إليه وأنا أراه منحني الرأس

_كانت الإبتسامة لا تفارق شفتيها ... متعاونة جداً ولطيفة للغاية وذات قلب مرهف ، وتوسعت إبتسامتها وتعالت ضحكاتها بقدومه ..
نبث فجأة ، لأنظر نحوه بتفاجأ بعد أن كنت أقوم بجولة برفقة عينيّ على المكان ليتابع بعد أن أخذ ثوانٍ قلال بقي فيها صامتاً:
_ كانت سعيدة كما لم أراها من قبل ، بات التخطيط للمستقبل يشغل معظم أحاديثها ، ودائماً ما كان يتواجد بين كلماتها وجودياً أو ضمنياً ... سوف أكون كاذباً إن قلت أنني لم أكن سعيداً ، لقد كنت في أوج سعادتي بقدموه ولسعادتها ، كان..كان...

صمت مجدداً وتحشرج صوته و بعض من الدمعات طلت من مآقيها ، قام بحوها سريعاً وعاود متابعة الحديث بنبرة حاول جعلها متزنة :
_كان لطيفاً وذو اخلاق عالية ، تسلل إلى قلوب أفراد العائلة بهدوء حتى بات واحداً منّا ، كانا يقضيان وقتهما سوياً ، ودائماً ما كان موجوداً من أجلها .. ثلاث سنوات، ثلاث سنوات أستطاع أن يكتسب فيها ثقتنا ، ثقتنا به هو كإستثناء وليس بالمكان الذي أتى منه إطلاقاً ... مثلنا الصمم أمام كل فرد إعترض وجعل الشكوك تساورنا ولو لوهلة ، تابعنا التمثيل حتى قُطِعَ مشهدنا السعيد فجأة ، قطعه الواقع الذي كنا نغض بصرنا عن حقيقته ، وخلف وراءه ذكريات مخضبة بالدماء.

أكاديمية سيليا ||  Silia AcademyWhere stories live. Discover now