الفصل الثانى والعشرون

335 14 0
                                    

الفصل الثاني والعشرون ....

(صدفة بدون ميعاد)

لم يطل انتظارهم طويلا اذ نهض سامر بعد ان رمى مبلغ من المال على الطاولة وترك القاعة وخرج الى الشارع مترنح متجه الى سيارته وهو يبحث عن مفتاح السيارة بجيوب سترته ثم اخرجه وسقط منه على الأرض
فتح عصام باب السيارة وترجل ولوى شفتيه واشتدت قبضته وكان بقوام حديدي وقوة جسمانية لا تضاهى ونزل مروان وصدره ممتلأ بالغل والضغينة وبنيته ان يمسح بلاط الأرض بدم سامر.
انحنى سامر والتقطه وسرعان ما سقط مجددا وقبل ان يلتقطه وقع بصره على اقدام سحقت مفتاحه! ورفع بصره بالتدريج لتبهت ملامحه ويعتدل ببطء

تغيرت ملامح عصام ولوى شفتيه بغضب وتبادل النظرات مع مروان الذي همس بغيظ: "تبا"
تراجعا بسرعة وتواريا بركن الشارع وركل عصام عجلة السيارة وبقي مروان يراقب حتى فتح باب السيارة ودخل وكذلك عصام.

كان سامر يتطلع بالشابين بصعوبة وبديا امامه مشوشين الصورة وقال باستغراب أقرب للصدمة: "زياد! خالد!"
ناوله خالد المفتاح وقال بنظرة متلذذة: "معقول استاذنا سامر سالم الهلالي بكل مكانته ومركزه وهيبته هنا وبهكذا بيئة!"
يبدو ان ظهور زياد وخالد بهذا التوقيت وبهذه اللحظة بالذات انقاذ لسامر من اذى محقق رغم ان وجودهما ضايق سامر جدا واحرجه لكن رب ضارة نافعة.
.................................................. .................................
في اليوم التالي ....

تطلع سامر بالطلبة جميعهم وكأنه يتطلع بالفراغ اذ لم يرى وجه محدد وكلهم يتطلعون به بنظرات متفاوتة بين شامت وحاقد وبين مستاء ومحب ومعجب ومتمني وبين مترقب ومنتهز وكلهم منتظرين الكلام الذي متوقعين ان يقوله لأنه تلقى كتاب من العمادة يتضمن عقوبة الإنذار بعد ان وجهوا له تحذير اكثر من مرة بشأن سلوكه الانضباطي وتقاعسه وعقوبة الإنذار تلك مؤشر سيء لمستقبله المهني ومن شأنها ان تؤخر ترقيته وتعطل مسيرته وتحسب عليه في ملف مسيرته العلمية وبصراحة اول مرة بحياته يتلقى عقوبة الإنذار وبدى مهزوم امام نفسه وامام الاخرين لكن ملامحه كانت جامدة ولم يعكس ما بداخله من تردي وتراجع وبدى لهم مثل السابق صامد وواثق من نفسه وفاجئهم بأنه ابتدأ المحاضرة مباشرة دون ان يوجه لهم عتاب او تأنيب بسبب ما تقدموا به ضده من شكاوى!

اثناء القاءه المحاضرة تغير تعبير بوجهه عندما دخلت سجى فجأة القاعة وانضمت الى مكانها في المدرج الثاني قرب رشا التي ضغطت على القلم بيدها بعنف واصطنعت ابتسامة مرحبة

جلست سجى ورمقها سامر بنظرة عابرة ولاحظ شحوب وجهها الشديد وفقدانها للكثير من الوزن الذي فاجئ الجميع حتى ان بعض من الطلبة تطلعوا بسامر بنظرة ازدراء ونفور لأنهم يعرفون انه السبب بتحطيمها فبعد قصة الحب الكبيرة تزوج وتركها وزاد ذلك من نقمتهم عليه.

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now