الفصل العشرون

354 14 8
                                    

الفصل العشرون ....

(لا تظلمني)

اعتدلت بجلستها واشاحت ببصرها عنه وانزل بصره على تفاصيلها
كانت ترتدي قميص نوم ازرق وشعرها متناثر بإهمال وملامحها حزينة جدا

ابعد عقب السيجارة بتوتر واتجه الى الخزانة واخرج منها ملابسه المنزلية وقبل ان يغلق الباب قطب جبينه وانحنى قليلا عندما وجد رزمة من المال قد سقطت قرب قدمه!

ضاقت عينيه وهو يتناول الرزمة ببطء وشرود وكأن تشويش أصاب فكره ثم التفت نحو ندى التي اشاحت ببصرها بسرعة بعد ان كانت تراقبه وبتوتر كبير بدأ يبحث بين اغراضه وندى لم تفهم ماذا يجري حتى ادارت وجهها وتطلعت به بتعجب عندما وجدته يرمي بكل الملابس والاغراض والعلب على الأرض وكأنه يبحث عن شيء وانكمشت بالسرير وهي تشعر بالقلق من عصبيته التي بدت تتصاعد وتظهر على حركات يديه العنيفة وهو يزج بكل شيء على الأرض كأنه فقد صوابه
ابتلعت ريقها عندما التفت اليها واجفلت عندما قال بصوت مرتفع جدا: "اين المال الذي كان هنا؟ .... تكلمي!"

هزت رأسها بملامح باهتة وهي لا تعرف عما يتكلم وبقيت صامتة كأنها فقدت القدرة على النطق ثم وضعت يديها على فمها عندما ازاح الصندوق الكبير وألقاه على الأرض محدثا ضجة رهيبة!
راقبته بفزع وهو يتصفح ببقية المال المبعثر في القاصة ثم مرر يده على جبينه وشعره واخذ نفسا عميقا واستغربت تحوله المفاجئ اذ بدى هادئ وبارد بطريقة مقلقة جدا!
وحصل ما كانت تخشاه اذ خطى نحوها وبعيونه بريق غامض ورغما عنها وجدت نفسها تنزل من السرير وكأنها تحاول الهرب او الابتعاد قدر الإمكان
شبكت يديها عندما قال بنبرة خافتة ووجه جامد وهو يدنو وبنبرة تحقيقية: "من عبث بأغراضي؟ من تجرأ على فتح القاصة الخاصة بي؟"
هي وبمنتهى الصدق: "لا اعرف .... اقسم بالله لا اعرف"
وخفقت اهدابها باضطراب عندما دنا منها جدا حتى لفحت أنفاسه جبينها ثم اومأ ببطء وقال بهدوء شديد: "الان فهمت"
رفعت بصرها وتأملت وجهه القريب باضطراب وقالت بتردد: "فهمت؟ ما الذي فهمته؟"
تطلع بعينيها البريئتين وقال ببرود وبقناعة تامة: "فهمت سر العودة يا .... زوجتي"
امتقعت قائلة: "لا افهم"
دعك ذقنه وهو يتأملها وقد تملكها القلق الشديد لدرجة الرعب من هدوئه وتلميحه المغرض وقال بنبرة كالصقيع: "عرفت لماذا رجعت مع والدك .... من اجل سرقتي لا أكثر .... سرقت اموالي ومنحتها لوالدك وتتطلعين بوجهي بكل هذه البراءة كأنك ملاك!"
شهقت وهتفت بصدمة: "انا؟ انا سرقتك؟ انا؟"
تفحصها وهي مصدومة وارتسمت على شفتيه ابتسامة جعلتها تنهار امامه وتقول بدموع: "اقسم بالله لم المس الخزانة ولم اقترب .... ارجوك تحقق من الامر ولا تتهمني .... لست سارقة ولماذا اسرقك؟"
هو وبنظرة ثاقبة: "تقصدين انك اكتفيت بالمبلغ الذي اخذته انت واهلك كثمن لذلك الزواج التعيس؟ لا اعتقد .... اظنك جئت لتكملي ما بدأته من مخطط انت وابوك وقررت قصم ظهري بسرقتي .... الغريب انك فعلت ذلك ولست خائفة من عاقبة اكتشافي للأمر .... لا لا ليس غريب ابدا لأنك ذكية جدا تصورت انني عندما اكتشف السرقة سأغضب كثيرا واطلقك وترحلين .... تأخذين الجمل بما حمل وتبتدئين حياتك هناك كأن شيء لم يكن .... اليس كذلك؟"
هزت رأسها مستنكرة اتهامه وقالت وهي مختنقة بعبرتها: "لا .... ليس صحيح .... ارجوك لا تسيء الظن بي هكذا انا .... انا لم أفكر بذلك ابدا .... ارجوك ابحث في مكان اخر اسأل اهلك تحقق من الامر ارجوك لا تظلمني"
اومأ وهو يتفحصها بتركيز: "اممم .... حسنا .... لا بأس"

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now