الفصل الثالث عشر

361 17 0
                                    

الفصل الثالث عشر..........

(عودة مشروطة)

في الجامعة ..........

تطلع الطلبة واحد بوجه الاخر وتبادلوا الإشارات والايماءات والهمس امام استاذهم الشارد الذهن السارح المتسمر امامهم وكأنه بعالم اخر ولم يكمل محاضرته حتى استأذن وترك القاعة!
.......................
لحقت به جنان التي قالت بتلهف: "أستاذ سامر .... اريد ان أتكلم معك بخصوص سجى"
التفت وقال بقلق: "سجى؟ حسنا .... تعالي الى الغرفة"
في غرفة التدريسين الخاصة به تطلع بجنان بجمود وهي تقول: "أستاذ سامر ليس منصف ما تفعله بسجى .... بسببك سيضيع مستقبلها وتضيع عليها السنة الدراسية وبسببك أيضا ستعيش بتعاسة بقية حياتها لأنها قررت الارتباط بقريبها مروان الذي لا تحبه نكاية بك ستفعل ذلك سترمي بنفسها بالتهلكة"
تغيرت ملامحه وقال بغضب: "انا؟ بسببي انا؟ انا ام هي التي أغلقت كل الأبواب بوجهي وقطعت السبل التي توصلني اليها؟ كم مرة طلبت منها اللقاء كي أخبرها شيء مهم للغاية يتعلق بمصيرها ومصيري ورفضت واهانتني"
جنان وبسرعة: "لا اعرف ما بها ربما جرحها بليغ ودفعها لتجنب رؤيتك ربما تخشى من تأثيرك عليها .... أستاذ زواجك السبب بتحطيم قلب سجى ومستقبلها .... سجى حبيبتك أربعة أعوام ليس من المنصف ان تتزوج غيرها ارجوك أستاذ سامر ارجوك افعل شيء من شأنه ان يجعل المياه تعود الى مجاريها وتعود الأمور الى نصابها الصحيح"

.................................................. ................................

في تمام الثامنة مساءا عقدت سجى حاجبيها واعتدلت في سريرها عندما سمعت تزمير سيارة في الخارج!
ابتلعت ريقها وهرولت نحو النافذة وازاحت الستارة ثم شهقت ووضعت يدها على فمها عندما رأت سيارة سامر بالأسفل!
ربتت على خديها عدة مرات عندما تعالى صوت التزمير وبدى لدى سامر إصرار رهيب على مقابلتها .... كأنه فقد صوابه!

خرجت من غرفتها وتطلعت من اعلى السلم بخوف .... والدها موجود لكنه في الحمام واخوها في المقهى ووالدتها عند الجيران .... الحمد لله لا احد هنا ولا احد انتبه لما يحصل ....
غيرت ملابسها بسرعة لكنها خائفة وليست راغبة بلقائه ولا تعرف لماذا اتى؟
.................................................. .........
ركضت الى السيارة وفتحت الباب قائلة بتوسل: "ارجوك كفى فضحتني"
سامر وباتقاد: "اصعدي .... هيا"
ركبت معه وتنهدت بحيرة عندما قاد السيارة بسرعة ولا تعرف ماذا في رأسه والى اين وجهتهما ولماذا هو منفعل وغاضب هكذا؟

قالت اثناء الطريق وهي تتأمل بوجهه المتجهم المركز امامه وكأنه يكتم غضبه: "ماذا تريد مني؟ لماذا انت صامت كل الوقت؟ سامر ارجوك كلمني .... انت الجاني يا سامر ورغم ذلك تتصرف على انك ضحية! من اساء للأخر؟ من ظلم؟ من تخلى؟ من اختار حياته من باع العشرة والحب؟ لماذا لا تريد ان تتركني بحالي؟"
.................................................. .....................
في منزل رشاد .....
قالت سعاد بحيرة محاولة اقناعها على التراجع عما في رأسها: "الذي تفعلينه ليس صحيحا يا سوسن؟ عادل تزوج وأصبح اب ومسؤول والقصة انتهت منذ زمان تريدين تحطيم حياته؟ عيب انه ابن عمتك وواجبنا احترام ذلك"
سوسن وبقناعة وإصرار: "احبه .... وهديل تلك خبيثة ومغرورة لا تستحق رجل حقيقي مثله وانت تعلمين مدى خبثها ودهائها والتفافها عليه كالتفاف الافعى انه لا يحبها دخلت حياته بالحيلة والمكر بمساعدة خالتها بعد ان كان يحبني انا وتزوجها عندما أرغمني ابي على زواج مصلحة مادية لم تجدي سوى انكسار قلبي وسرقة سعادتي .... لست ظالمة وليس بنيتي ان أحطم عائلة عادل وبنفس الوقت لست ملاك لأتخلى عن رغبتي به .... الرجل من حقه ان يتزوج بدل الواحدة اثنين وثلاثة وحتى أربعة الله شرع ذلك وانا مستعدة ان أكون زوجة ثانية .... ليس بنيتي ان أحطم زواجه بالعكس انا احترم ابوته واطفاله .... سأرضى بالقليل .... هذه المرة لن اتنازل عن حقي .... عادل حقي انه حب الصبا اول حب بحياتي والأخير وسأجاهد من اجل استرجاعه"
هزت سعاد رأسها الاشيب بقلق قائلة: "لم أخاف من شيء بقدر ما أخاف من رأسك هذا .... أخشى ان يوصلك عقلك الى طريق الندامة"
.................................................. ......................

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon